فكر الله لايتغير.. وفكر البشر حسب المعطيات يتغير. فكر الله كامل ازلي فكر الانسان ناقص وقتي. فكر الله هو فكر قادر على كشف الحقائق ومعرفتها قبل حدوثها وليس بحاجة الى دليل او مُرشد. وفكر الأنسان هو فكر غير قادر على كشف الحقائق دون ادلة او مرشد. فكر الله يعرف كل شيء .. فكر البشر لا يستطيع معرفة كل شيء.. فكر الله غير محدود بل مطل .. فكر البشر جدا محدود وغير مطلق.. فكر الله بعيد كل البعد عن الفكر البشري والاحكام البشرية.. هو فكر صافي غير مُعكر وليس فيه اي شائبة من نواقص البشر.. هو فكر قادر على الخلق بدون ادوات ولا معدات ليس كالفكر البشري الذي لايستطيع صنع شيء دون مواد ومعدات.. فكر الله يمتلئ بكل ماهو غير طبيعي وفوق قدرة استيعاب البشري.. وهو خالق الشيء من عدم. لذا فكر الله يرى الأمور ويحكم عليها حسب فكره الكامل الازلي. ويُقدر كل فعل او خطيئة حسب ميزان فكرهِ الابدي الحكيم.. لأن فكر الله يفحص قلوب البشر وليس افعالهم او اقوالهم.. فكل فعل يقوم به البشر الله يفحصه بطريقته هو وفكره هو وليس حسب الميزان البشري وفكره الناقص . الله يُقيم الأمور حسب المعرفة عند الأنسان وقت حدوث الخطيئة.. فأن كان الأنسان مُدرك وعارف ماهو فاعل وقت الخطيئة اذن يُحاسب على فعلتهِ بكل حساب وكل عِقاب إلهي.. ولكن اذ كان الأنسان غير مُدرك وليس فاهم ولا عارف انهُ يفعل خطيئة اذن الله لا يُحاسب انسان غير عارف انهُ يفعل الخطيئة.. كما حدث مع يسوع المسيح ساعة الصلب قال للأب ((اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون )).. يعني يسوع المسيح هو فكر الله هنا. لأن الله يفحص القلوب والنيات.. ولا يحكم على البشر حسب فعله بل حسب نيتهِ.. وايضاً اضيف هنا قصة اهتداء بولص او شاول لماذا يسوع المسيح اختار شاول كرسول لهُ في المسيحية؟؟؟ لأن الله رأى فيه انسان غيور على دينه رغم كان يقتل المسيحين في ذلك الوقت ولكن فكر الله رأى ما داخل قلب بولص من غيرة وحُرص على الديانة.. بولص كان يظن انهُ يفعل شيء جيد ويخدم الله حين كان يقتل المسيحين بأضطهادهم وقتل الكثير الكثير منهم.. ولكن الله لم يرى افعال بولص وقتها بل كشف قلبه الصافي الذي كان يظن انهُ يفعل الصواب ولذا قال (سفر أعمال الرسل 9: 15) فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ.. وهنا بهذين المثالين نرى ان الله فكرهُ وحكمهُ يختلف جذرياً عن الفكر البشري الضيق.. وبذلك نصل الى ان فكر الله كاشف القلوب وليس الأفعال فقط.. يعني ((حكم الله يعتمد على نية البشر ساعة عمل الخطيئة وليس على الخطيئة )). اذ كانت المعرفة موجودة ساعة الخطيئة اذن هذا الأنسان مُحاسب على الخطيئةِ كاملة.. واذ كانت المعرفة غير موجودة ساعة الخطيئة. اذن الله سوف يُقيم الخطيئة حسب المعرفة او عدم المعرفة عند الأنسان.. لذا قال الرب يسوع المسيح ((لا تدينوا لكي لا تدانوا)) اي بمعنى حين تدين كأنك فتحت قلب اخيك ونظرت بداخلهِ وحكمت على اخيك بل بأحرى حكمت على نفسك قبل اخيك.. لأنك لا تعلم ولا تعرف ولاتقدر ولا تُقيم فعل اخيك كما يفعل فكر الله حين يدين بعد فحص وكشف قلب الأنسان ومعرفة كل نواياهُ وبعد ذلك يدين ودينهُ حق وعدل … وليس مثل الفكر البشري الناقص والحُكم البشري الناقص. بقلم: ابن كنيسة المسيح
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان