غبطة البطريرك عذرا سركيس اغاجان ليس ظاهرة... بل قضية باكملها «
في:04.12.2021 في 09:09 »
غبطة البطريرك عذرا سركيس اغاجان ليس ظاهرة... بل قضية باكملها
توضيح
البطريرك مار لويس ساكو شخص غني عن التعريف، ومعروف بمواقفه الشجاعة وطروحاته الجريئة لذلك اكن له كل الاحترام والتقدير، لكن هذا لا يعني انني اوافقه في كل طروحاته بصورة عمياء، فقد اوافقه في البعض منها واختلف معه في البعض الاخر، لذلك اتمنى ان لا يكون مقالي هذا فرصة للبعض للتشهير به وتقليل الاحترام لغبطته وفي نفس الوقت فرصة لاتهامي بالمتلون والباحث عن المنافع كما حدث معي عندما كتبت عن سيادة البطريرك ومواقفه الشجاعة في الدفاع عن حقوق المسيحيين ككل، حيث جائتني عدة رسائل تتهمني بمجاملة غبطته لتحقيق مصلحة ما !!!، لان اختلافي معه ليس كرها ولا حقدا ولا لفشلي في كسب رضاه للحصول على منصب ما او تحقيق مصلحة شخصية!!!، وما اختلافي معه في بعض طروحاته الا وسيلة وافضل طريقة لوضع النقاط على الحروف ومحاولة لتصحيح المسار ومناقشة الاراء والافكار وتوضيح الحقائق خدمة لقضية شعبنا.
في كلمة غبطة البطريرك مار لويس ساكو عن الحضور المسيحي في العراق خلال 100 عام في الجامعة الكاثوليكية باربيل، يقول غبطته ان المسيحيين العراقيين عانوا الكثير ويشعرون بالخوف والقلق حول وجودهم ومستقبلهم كونهم اقلية عددية خصوصا بعد تهجيرهم من قبل عناصر داعش!!!، سيدي الجليل المسيحيين لم يكونوا يعيشون في الجنة قبل هذا الحدث الاليم، فقبل داعش فجرت كنائسهم وقتل الكثير منهم وهجروا من بغداد والبصرة وموصل وغيرها من المدن والمحافظات العراقية علنا دون متابعة او محاسبة او محاكمة، حتى ممثلينا في الحكومة والبرلمان لم ينطقوا بكلمة بل سكتوا وقايضوا وتاجروا بدمائنا ومعاناتنا.
اتفق كليا مع غبطة البطريرك في ان اسباب ضعف الحضور المسيحي يعود الى الدولة، والى المسيحيين انفسهم، والى الكنيسة، لكن اهم الاسباب حسب اعتقادي يعود الى المسيحيين انفسهم لانهم رغم كل المعاناة والويلات التي تعرضوا لها لم يستطيعوا توحيد جهودهم وتاسيس مرجعية سياسية – علمانية – دينية تكون ممثلهم الشرعي وصوتهم الحقيقي، وبدلا من ذلك تسابقوا في فتح محلات تجارية سموها احزاب من قبل تجار ومصاصي دماء سموا انفسهم سياسيين!!!.
اختلف كليا مع غبطة البطريرك بتسمية السيد سركيس اغاجان ب ( ظاهرة ) لان الظاهرة تحدث مرة واحد فقط او قد تتكرر خلال فترة زمنية محدودة او غير محدودة مرات اخرى، بل يمكن اعتباره شخصية لن تتكرر في تاريخ المسيحيين قط، واعماله وانجازاته ستبقى شامخة ابدا، فهو الوحيد الذي كرس حياته لخدمة ابناء شعبه وسخر ووظف كل امكانياته المادية والحزبية والسياسية لتحسين اوضاع شعبه ومستقبلهم واستقرارهم في وطنهم.
اما اعتبار طرحه لمشروع منطقة حكم ذاتي لشعبنا ب ( امر خيالي )، فنقول كل الابتكارات والانجازات الكبيرة والعظيمة تبدو خيالية في البداية ولكن مع التضحية والنضال والعمل الدؤوب تتحول الى حقيقة راسخة وواقعية، فمن كان يصدق او حتى يتصور ان الانسان سيهبط على القمر وسيغزو الفضاء ويبعث بالاقمار الصناعية والروبوتات الى المريخ والكواكب الاخرى لاكتشافها ودراستها قبل مائة عام من الان؟ كذلك الحكم الذاتي يبدو خياليا في البداية لكن مع مرور الزمن والعمل الجماعي الدؤوب وتسخير كل الامكانيات من اجل ذلك كان سيتحول الى حقيقة نعيشها نحن ويتهنأ بها اولادنا واحفادنا ( فرصة ضيعناها لانها كانت تتعارض مع مصالح بعض المنتفعين من الوضع الحالي )، واكبر دليل واحسن مثال على صحة رأينا هذا هو اقليم كوردستان الذي يشيد به غبطة البطريرك حيث يقول عنه ( لو لم يكن اقليم كوردستان اقليما يتمتع بحكم ذاتي لكان مصيره مثل مصير بقية المدن العراقية! )، وهنا نسأل هل قدم هذا الحكم الذاتي لشعب كوردستان هدية على طبق من ذهب ام جاء نتيجة نضال طويل لعقود طويلة وتضحيات كبيرة وكثيرة وجسيمة؟ ولماذا نعطي هذا الحق للاخرين في اقامة كيانهم وحكمهم الذاتي ونسلبه من انفسنا ونعتبره خياليا؟؟؟.
اما من حيث امكانية خلق بنى تحتية وانشاء مشاريع ومعامل لتشغيل سكانها ( يقصد سكان سهل نينوى ) بدلا من توزيع المال هبات على رجال الكنيسة واخرين!، فهذا امر يجب التوقف عليه كثيرا وكثيرا، صحيح ان لكل انسان ايجابيات وسلبيات وينجح في بعض النواحي ويخفق في اخرى، والسيد سركيس اغاجان بشر مثلنا له ايجابيات وله سلبيات وينجح في بعض النواحي ويخفق في اخرى لكن بصورة عامة، بل ومطلقة، لم يكن له سلبيات ومواقف تضر قضية شعبنا وتزيد معاناته معاناة كما يفعل المتاجرين بقضيتنا واسمنا، واخفاقه في بعض الطروحات لم يكن بسببه هو شخصيا بل كان بسبب الانتهازيين والقراد التي تعتاش على دماء شعبنا سواء من المحيطين به او من منافسيه، كما علينا ان لا ننسى ان السيد سركيس اغاجان قائد سياسي يفكر بالحاضر ويخطط للمستقبل وليس تاجرا او رجل اعمال حتى يقوم بانشاء المصانع والمعامل ويفتح مشاريع يعتاش منها ويكدس الاموال من ورائها، اما من ناحية توزيع الاموال على رجال الكنيسة واخرين فما ذنب انسان يؤمن بتعاليم المسيح ويطبقها اذا كان رجال الكنيسة والاخرين سلكوا طريق الكذب والسرقة والاحتيال للوصول الى مبتغاهم؟ لان مساعدات السيد سركيس اغاجان لم تكن شخصية بقدر ما كانت عامة لمساعدة الفقراء وترميم الكنائس واعمار القرى، ولا زالت اعماله في هذا المجال شاخصة امام اعيننا وليس هناك من داع لذكرها واحدا واحدا.
يعتبر البطريرك مار ساكو التسمية التي اطلقها السيد سركيس اغاجان على شعبنا لغرض توحيده ( ويقصد بها الكلداني السرياني الاشوري ) تسمية مركبة وغير منطقية يرفضها الكلدان وهم الغالبية في البلد!!!، وفي موضع اخر يدعو المسيحيين الى تحمل مسؤليتهم ويخرجوا من العقلية الطائفية والمشاحنات غير المبررة ويحتضنوا بعضهم كمكون متحد في الخطاب والمواقف...، لكن لم يوضح لنا غبطته سبب رفض الكلدان لهذه التسمية؟ وما هو الظلم والغبن الواقع على الكلدان من هذه التسمية؟ خصوصا وان هذه التسمية جاءت كافضل حل ووسيلة لتوحيد شعبنا واخراجه من دوامة التسمية التي يدور فيها منذ قرون، فاذا كنتم تعارضونها تستطيعون طرح تسمية جامعة اخرى يتفق عليها الجميع لتثبيتها دستوريا وتوحيدنا سياسيا خصوصا وان شخصكم الكريم من دعاة الوحدة والمؤمنين بها وتعملون من اجلها ونوهتم الى ذلك في ذات الكلمة التي القيتموها في الجامعة الكاثوليكية، وهنا لا بد من تكرار ما قلناه سابقا، ان توحيد الخطاب والمواقف يحتاج الى ارادة ونيات صادقة لا زلنا نفتقدها كشعب وتفتقدها قيادتنا السياسية والدينية، والدليل على ذلك فرض الذات والتعامل بمبدأ الاكثرية والاقلية مع بعضنا البعض، فاذا كان تعاملنا لبعضنا البعض هكذا فكيف لنا ان نطلب من الاخرين احترام خصوصيتنا والتعامل معنا بمبدأ الوطن والمواطنة وليس بمبدأ الاكثرية والاقلية، با لهذا التناقض!.
همسة: العظمة لا تأتي بطعن الاخر وتحجيم انجازاته بل بتقديم الافضل وانجاز الاكثر.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!