هل نالت اللغة العربية حصتها من التأوين؟ «
في: 10.01.2022في 08:21 »
تحية وإحترام:
في مقاله الأخير تحت عنوان
(الـتأوين- التحديث Up-Dating في المجال الكنسي) قال غبطة البطريرك لويس ساكو:
(الـتأوين، ويرادفه بالانكليزية up-to-date وبالايطالية aggiornamento مصطلح دخل في المجال الكنسي خاصة أثناء وأعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني للكنيسة الكاثوليكية. يشير المصطلح الى إجراء إصلاحات وتغييرات تجلب تحسيناً جديداً متميزاً للمؤمنين الحاليين في مجال لاهوت الكنيسة وتعليمها وطقوسها وأحكامها ليتناسب مع عقلية المؤمنين وثقافتهم ومتطلبات ظروفهم في الزمن الحاضر، ليفهموا معانيها ويلتزموا بها.) كلام جميل ومعلومات قيمة لكنها لم تُعرف (من التعريف) مصدر الكلمة باللغة العربية وهو ما أشرت اليه سابقا بموضوعي
(التأوين! لطفاً ما هو تعريفكم له غبطتكم؟.) حيث أستفسرت فيه عن الكلمة وقلت:
(وبهذه المناسبة السعيدة أحب أن أتوقف عند كلمة (التأوين) ومعناها التي يستخدمها غبطته كثيراً حيثُ قمتُ ببحث بسيط في العم (كوكل) عن معنى هذه الكلمة فلم أجد لها أي ربط بمعنى الحداثة والتجدد!! أي بالمعنى الذي يريده غبطة البطريرك في أستخدامها!! وهنا أتمنى من غبطته أن يجد فسحة في وقته الثمين ليشرح لنا كأتباع الكنيسة الكلدانية معنى كلمة (تأوين) في اللغة العربية ومن أين جاء بها؟.) أي أنني أعلم جيدا أن غبطته يُريد بها الحداثة والتجديد لكن ما هو مصدر الكلمة باللغة العربية؟ فعلى سبيل المثال كلمة (تجديد): مصدرها جدَّد, ومثال عليها (تَجْدِيدُ رُوحٍ الشَّبَابِ : تَوَقُّدُهَا وَإِعَادَةُ النَّشَاطِ وَالحَيَوِيَّةِ إِلَيْهَا), ومثال آخر كلمة تَحديث: مصدرها حَدَّثَ, ومثال عليها (تَحْدِيثُ الْمُجْتَمَعِ : تَجْدِيدُهُ وَتَطْوِيرُهُ), فماذا عن كلمة تأوين التي يستخدمها غبطته؟ لماذا لم يشر الى مصدرها في اللغة العربية وأعطاء مثال على استخدامها بالتجديد والتحديث؟؟.
بعدها نشر الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية بساعات مقال تحت عنوان
(تعليق الاستاذ عامر نجمان( استراليا ) على التأوين) تطرق فيه السيد كاتب المقال الى الثناء على نقطة التأوين قائلاً
(اثني على هذه النقطة التي لم تعد مجرد خطوة كمالية، بل ضرورية للاستمرار نحو الامام وتثبيت الايمان.) كلام ممتاز وانا معه أيضا أُثني على التجديد والتطوير والتحديث, لكن يا حبذا لو يسعفنا السيد عامر نجمان ويدلنا على مصدر كلمة التأوين في اللغة العربيه ويعطي مثالاً أنها تستخدم للحداثة والتجديد شاكرين له تعبه و وقته الثمين مقدماً.
وتلاها بساعات قلال نشر الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية مقال آخر لسيادة المطران عمانوئيل شليطا تحت عنوان:
(تعليق المطران عمانوئيل شليطا على موضوع التأوين ومتطلبات كنائس المهجر) قائلاً (التأوين ضروري جدا في الكنيسة لكي تواجه التغييرات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية في المجتمع السائر باستمرار نحو التغيير.) وأكرر وأقول كلام ممتاز وانا معه أيضا أُثني على التجديد والتطوير والتحديث, لكن يا حبذا لو يسعفنا سيادة المطران عمانوئيل شليطا ويدلنا على مصدر كلمة التأوين في اللغة العربيه ويعطي مثالاً أنها تستخدم للحداثة والتجديد شاكرين له تعبه و وقته الثمين مقدماً.
واليوم 10\01\2022 نشر الموقع البطريركي خبر تحت عنوان
(تعليقات على موضوع التأوين والتحديث في الكنيسة) فيه آراء عدد من الأخوة والأساتذة الكرام بشأن التأوين وفعاليته!! لكن للأسف لم يتطرق أي منهم الى مصدر الكلمة باللغة العربية وعلاقها بالحداثة والتجدد!!.
ومن خلال ردودي على مداخلات الأخوة المعلقين اليوم على المواضيع التي نشرتها بشأن التأوين وغيرها لفت أنتباهي موضوع جديد منشور على المنبر الحر تحت عنوان
[معنى التأوين في سياق النصوص الادبية ( وجهة نظر شخصية) ] للسيد أثير شمعون, جاء فيه:
معنى التأوين في سياق النصوص الادبية
اول مرة قرأت كلمة تأوين وسمعت بها كانت اثناء دراستي الجامعية، وهي كلمة علمية ليست عربية (اظن محورة من كلمة الانكليزيه ION) حيث كانت تشير في سياقها العلمي الى معنى تحفيز، اثاره، شحن ... الخ.
وايضا في بعض الأحيان يجد النقاد هذه الكلمة مناسبة لوصف القرائ الذين تعتمد عليهم الروايات الادبية التي تتعمد تأوين القارئ داخلها اي تجعله يشارك في احداث الرواية ( تحفيزه ، اثارته ، شحنه ، تأوينه...) بالطبع عن نفسي اجد ان هذا التفسير لمصدر كلمة التأوين هو الأقرب للمنطق ولو بنسبة 30% ! لماذا أقول هذا الكلام؟ لأنه لو لاحظتم معي فأن غبطة البطريرك ساكو أعتمد على اللغتين الأنكليزية والايطالية بشرح معنى الكلمة ولم يتطرق لا من قريب أو بعيد الى مصدر الكلمة في اللغة العربية!! وهنا تيقنت أكثر من المعلومات التي قمت بأجراءها سابقاً بالبحث في موقع (المعاني الالكتروني) عن معنى كلمة تأوين في اللغات الأخرى وأخترت منها اللغة الأنكليزية وكانت النتيجة ما يلي: (آراء\ تقدمية\ سابقة لعصرها آو لأوانها), أي بما معناه من الممكن جداً أن لا يكون هناك مصدر باللغة العربية لهذه الكلمة بمعنى التجدد والحداثة!وإنما هي أعجمية المصدر على الأغلب.
وبهذا هل يحق لنا أن نسأل (هل نالت اللغة العربية حصتها من التأوين؟) على أعتبار كون غبطة البطريرك ساكو قد أدخل مصطلح عربي جديد للتداول فى اللغة العربية ليس له مصدر فيها! بل مصدره الأساس أغلب الظن من اللغة الأنكليزية أو أحدى اللغات الأجنبية مع أنه لا زال الضباب يغطي المشهد عموماً, هذا الأستنتاج يتعلق بما يخص مصدر كلمة (التأوين) ويحتمل الصواب والخطأ وغبطته أعلم بهذا الشئ ومن أين أستقى هذه الكلمة, لكن بشأن تطبيقها على أرض الواقع والشأن الكنسي فلكل حادث حديث.
في الختام جزيل الشكر لكل من ساهم بالموضوع وللمطلعين الكرام أجمل تحية وسلام.
ظافر شَنو