قبل سنة 7323 كان الشعب الكلداني يحتفل براس السنة، اكيتو. وهذا يذكرنا بعظمة واعرق حضارة عرفها التاريخ بالعطاء على مر العصور، سواء بعظمة مختاريه أو حكامه أو علمائه. يزهو الكتاب المقدس بتأريخ الكلدان، ارضا وشعبا، عندما يذكر مواليد الاجداد في ارض اور الكلدانيين وهذه مواليد تارح. ولد تارح آبرام وناحور وهاران. وولد هاران لوطا. ومات هاران
قبل تارح في ارض ميلاده في اور الكلدانيين. واخذ تارح آبرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امراة آبرام ابنه. (تكوين11: 27-29و31) خرج تارح مع ابرام وساراي ولوط من اور الكلدانيين ثم توقف في حاران ومات. تقع اور الكلدانيين في بلاد مابين النهرين السفلى، واما حاران ففي شمال غرب مابين النهرين. اول رحيل في طريق الميعاد. ليس من السهل ان يحتفظ الانسان الكلداني بالله وكل ارض الكلدانيين في وقت واحد وهذه الدعوة الالهية موجهة لكل نفس بشرية حتى تنطلق من محبة العالم والذات الى محبة الاخرين. آبرام (ابراهيم) ترك اور العظيمة موطنا للكلدانيين يومها والله يعده ببركة. هو يبارك من حوله ويبارك المكان الذي يوجد فيه فصار ابراهيم ابا للجميع اي صار هذا الاب الكلداني ابا للاشوري والسرياني والارمني والكلداني والعربي والكردي بل لجميع شعوب العالم. في الواقع لابد من تأريخ صادق للكلدان وهو ما جاء في الكتاب المقدس حيث نقرا في تكوين 10: 8-11: كوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا في الارض. الذي كان جبار صيد أمام الرب. لذلك يقال كنمرود جبار صيد امام الرب. وكان ابتداء مملكته بابل وآكد وكلنة في ارض شنعار. من تلك الارض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح ورسن بين نينوى وكالح. هي المدينة الكبيرة كانت مملكة نمرود في ارض شنعار هو الاسم القديم لارض بابل التي تعني نهرين لوقوعها بين نهري دجلة والفرات، وهي المناطق السهلة في بلاد بابل، وقد حوت هذه المملكة اربع مدن رئيسية: بابل: تعني باب الله اي بابل ايل، ولكنها صارت لها معناً اخر هو بلبلة الالسن. آرك: تقع شرق الفرات. آكد: تأسس منها بعد ذلك مملكة الاكاديين وكانت مملكة ذات شأن وتقع غرب دجلة. كلنة: تقع شرق الفرات . نمرود يعني جبار متمرد وقوي وقد يكون ابنا سادسا لكوش وذكر اسمه لاهميته. كان نمرود كلدانيا جبارا حتى صار مضربا للامثال، لذلك يقال كنمرود وجبار صيد (وهذا المثل تناوله الناس). من تلك الارض (بابل) خرج اشور، ويدل ان اصل اشور ارض بابل الكلدانية. واسس دولة باسمه (اشور). كما وجدت لنمرود تماثيل في اطلال نينوى وهو يحمل اسدا تحت ذراعيه الايسر، ولربما هو جلجامش البابلي. من عظماء الكلدان، حمورابي، الذي يعتبر من اشهر ملوك بابل وحكم بين (1792-1750) ق م، واسس امبراطورية ضمت كل العراق وجزء من بلاد الشام حتى البحر المتوسط وبلاد العيلام واصبحت بابل الكلدانية العاصمة. وامتاز حمورابي بشخصية عسكرية وادارية وتنظيمية. مسلة حمورابي محفوظة في متحف اللوفر بباريس، وتحتوي المسلة على 282 مادة تعالج مختلف الحقوق. وجدت شريعة حمورابي في عام 1700 ق م، والتي تمثل افضل الوثائق لبلاد مابين النهرين، وهذه الشريعة تدل على رقي حضارة الكلدان في بابل.
اما الشاهد التأريخي الاخر من الكتاب المقدس هو نبوخذنصر وفي السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذنصر ملك بابل هو وكل جيشه على اورشليم ونزل عليها وبنوا ابراجا حولها. ودخلت المدينة تحت الحصار الى السنة الحادية عشر للملك صدقيا. في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبز لشعب الارض. فثغرت المدينة وهرب جميع رجال القتال ليلا من الطريق بين السوريين اللذين نحو جنة الملك. وكان الكلدانيون حول المدينة مستديرين فذهبوا في الطريق البرية. فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فادركوه في برية اريحا وتفرقت جميع جيوشه عنه. فاخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة وكلموه بالقضاء عليه. (الملوك الثاني 25: 1-6) – لمزيد من المعلومات راجع نفس السفر الفصلين 24و25 – . في السنة التاسعة لصدقيا الذي حاول عقد تحالف مع مصر وصور وموآب ضد بابل لكن نبوخذنصر استطاع اخضاع ممالك الارض وشعوبها ومحاربة اورشليم (ارميا 34: 1)، ونتيجة الحصار الذي فرضه ملك الكلدان على اورشليم وجيشها تمكن جيوش الكلدانيين من السيطرة على صدقيا وجيشه. وكذلك هزم نبوخذنصر ملك مصر في معركة كرمشيش وهاجم يهوياقيم واخضعه لبابل اي اخذ كل ماكان لمصر من نهر مصر الى نهر الفرات وكان يهوياقيم في ذلك الوقت خاضعا لمصر فاخضعه نبوخذنصر له. (الملوك الثاني 24: 1-7). في عهد نبوخذنصر واصل العلماء بحثهم فعرفوا مسارات الشمس والقمر، وعينوا مسارات الكواكب وكذلك كانوا اول من ميز النجوم الثوابت من الكواكب السيارة تمييزا دقيقا. وهكذا استمر علماء الكلدان بالبحث في عهود لاحقة حيث قسموا مسار الارض حول الشمس (دائرة الفلك) الى الابراج الاثني عشر، وقسموا الدائرة الى 360 درجة ثم قسموا الدرجة الى ستين دقيقة والدقيقة الى ستين ثانية بواسطة الساعة المائية المخترعة من قبلهم. واشعياء النبي يعطينا معلومة رائعة حول الكلدان: وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين (اشعياء13: 19)، بابل بهاء الممالك هي كذلك لقدمها وعلومها وحكمتها وغناها وتجارتها ومبانيها وزينة فخر الكلدانيين اي اطلق اسم الكلدان على كل بابل كما اطلق الفراعنة على كل مصر. ورد في كتاب عنوانه علوم البابليين لمرغريت روتن وتعريب الاب الدكتور يوسف حبي بأن بابل ادخلت التقويم الاقدم فيبدأ في 1 نيسان، اكيتو، تاريخ السنة الجديدة وتقسيم السنة الى 12 شهرا ومجموعها 360 يوما، وعدد ايام الشهر 30 يوما اضافة الى تقسيم اليوم الى 12 ساعة. وعلوم بابل كانت علوم الفلك والتنجيم وابراج السماء والسنة القمرية. اما احدى عجائب الدنيا السبع هي جنائن المعلقة بسر سحب المياه من الاسفل الى قمة البناء. كتبت جريدة الصباح ان البابليين اول من رصدوا كسوف الشمس حيث ان تقارير البابليين فقد كتبها منجمون نظروا الى كسوف الشمس وخسوف القمر على انهما رسالتان من السماء واستخدموا هذا الكسوف في التنبؤ باحداث مستقبلية وقراءة النجوم، وامتدت تقارير البابليين من عام 700 ق م وحتى عام 75 ب م. ومن الطريف ان البابليين سجلوا كل توقيت وقع فيه الكسوف او الخسوف وتوصلوا الى حقيقة علمية معروفة وهي ان هناك كسوفا يحدث كل 18 عاما و11 يوما وثلث اليوم. وهي الظاهرة المعروفة باسم دورة (ساروس). لقد كتبها العلماء البابليون على الواحهم المسمارية ثم جاء الفلاحون العراقيون في القرن 19 وعثروا عليها بالصدفة وهم يزرعون اراضيهم فسرقها تجار الاثار الذين باعوها بدورهم الى المتحف البريطاني الذي يضم هذه الالواح المسمارية. وختاما انا أعتز بهذه المخترعات العلمية الرائعة والتأريخ العريق والحضارة والتشريع والتقويم، ولكن لا أميل الى الاحتفال بعيد اكيتو لان لدينا عيد ميلاد يسوع المسيح، نور العالم، وعيد قيامة المسيح الذي خلصنا وحررنا من ابليس واعوانه.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان