منتديات كلداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلداني

ثقافي ,سياسي , أجتماعي, ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسيةالكتابة بالعربيةالكتابة بالكلدانيةبحـثمركز  لتحميل الصورالمواقع الصديقةالتسجيلدخول
 رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة  رأي الموقع ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة
رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةقصة النسخة المزورة لكتاب الصلاة الطقسية للكنيسة الكلدانية ( الحوذرا ) والتي روّج لها المدعو المتأشور مسعود هرمز النوفليالى الكلدان الشرفاء ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةملف تزوير كتاب - ألقوش عبر التاريخ  ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةمن مغالطات الصعلوگ اپرم الغير شپيرا,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةدار المشرق الغير ثقافية تبث التعصب القومي الاشوري,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة

 

 قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الامير شهريار
(داينمو الموقع)
(داينمو الموقع)
الامير شهريار


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Uouuuo10
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Awsema200x50_gif

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Ikhlaas2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Iuyuiooقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Fedhy_2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Goldقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shoker1

البلد : العراق
مزاجي : عاشق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 9595
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
الموقع : في قلب بلدي الحبيب
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : السياحة والسفر

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا   قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Alarm-clock-icon1/5/2023, 7:07 pm

الخوري عمانوئيل يوخنا

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
« في: 01.05.2023 في 09:43 »

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الأول


المقال وبقية مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

1- في الوقت الذي يواجه شعبنا تحديات، بل وخطط ممنهجة، لاقتلاعه من الوطن وتشتته في بلدان المعمورة (دول اغترابه قاربت الثلاثين)، وفي الوقت الذي هي فيه مسالة وقت، ربما لا تتجاوز الجيلين، وينصهر المهجر في محيطه وتنتهي اخر خصوصياته الهوياتية، وتحديدا اللغة، حتى يصبح ابناء العائلة الواحدة المشتتون في هذه الدول عاجزين عن التواصل (هذا اذا بقي هناك من تواصل) والتفاهم مع بعض الا بلغة اجنبية، فانه قد ابتلى شعبنا ايضا بالبعض من ابناءه ممن يدعون انفسهم زورا وبهتانا بانهم نخب ويعتمدون النهج الاكاديمي (وهو منهم براء) فيكتبوا وينشروا ما يمكن تسميته بحق وحقيق انه حرب اهلية غير مقدسة تهدف الى اشغال الشعب وتحريف بوصلته وحرقه في أتون هذه الحرب التي استنزفت، وما زالت، الجهد والوقت، ناهيك عن تعميقها للشروخ وبثها للسموم، محاولين عن قصد ودراية ايهام الجموع انهم يصنعون معروفا لهم، وان حربهم الاهلية حرب مقدسة، بل هي أم المعارك، وان النصر والانتصار فيها متحقق لا محالة، غير مدركين ان شهادة وفاة الشعب ستصدر قبل اصدارهم لبيان انتصارهم.

2- المشاركون في هذه الحرب والمنتمون الى مختلف تسميات شعبنا، من اشوريين او كلدان او سريان، وان تعددت اسلحتهم وافكارهم وغاياتهم وادعاءاتهم، الا انهم يخدمون بعضهم بعضا ويمنحون الشرعية بعضهم لبعض فوجود اي طرف منهم واستمراره مرهون بوجود الاخر.
فالاشوريين المتطرفين الذين يرفضون بالمطلق اسم الكلدان، والى حد ما اسم السريان، هم شركاء للمتطرفين الكلدان ممن يصرون على تمزيق الممزق واعلان الكلدان شعب مستقل عن الاشوريين والسريان حتى باتوا يعتبرونهم شعوبا شقيقة للشعب الكلداني كما هم العرب والكرد!!!!

3- الذي يعزينا ويواسينا في بلاءنا هذا هو ان الاغلبية المطلقة لهؤلاء هم في الشتات وليسوا في الوطن. وهذه اشارة ايجابية على حصانة شعبنا في الوطن من استنزاف طاقاته التي ينبغي توظيفها في مواجهة التحديات الوجودية التي يعيشها في وطنه. حمداً لله.
ومن هنا فانه من الغرابة الممزوجة بالالم ان يتبنى شخص او سياسي او مرجعية او مؤسسة في الوطن، كلدانية كانت أم اشورية ام سريانية، طروحات هذا البعض لان ذلك بصريح العبارة يعني انفصاماً عن الواقع وهروب من المسؤولية وقصر في النظر.

4- نشر السيد عبدالله رابي بتاريخ 2 نيسان مقالا على موقع عنكاوة بعنوان (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
انا لست بوارد التعقيب على مضمون المقال والسعي المحموم لكاتبه الى تسعير الحرب الاهلية وتوسيع جبهاتها الى البطريركيات المبجلة لكنائس شعبنا المقدسة وجرها الى حربه. بل ولن اكون في وارد الاطلاع، ناهيك عن التعقيب، على ما قد يرد منه، او من محاربين اخرين في هذه الحرب الاهلية، من تعقيب او ملاحظات على مقالي، فانا اعتقد يقينا ان التعقيب على ما هو تحت صفري يرفع شانه ويجعله صفريا. وانا لست بوارد منح السيد رابي، والبعض الاخر، هذا التكريم. لن اقع في الفخ.
اكتفي هنا باقتباس من تعقيب للسيد رابي على موضوع اخر منشور في موقع عنكاوة حيث يقول في تعقيبه:
"فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته (المقصود قداسة البطريرك مار آوا)، لا يُستبعد منه هكذا تصرف طالما له تطلعات قومية تعصبية، وقد اشرت في مناسبة معينة سابقا انه سيكون سببا لاضطهاد كبير قد يحصل مستقبلاً ضد الاثوريين المتبقين في العراق وينعكس عموما على المسيحيين المتبقين ولا يقل قسوة عن الاضطهادات التاريخية القديمة والمعاصرة (تعميق النص من قبلي)، فالذي يستلم مكانة قيادة في ظل هكذا ظروف سياسية ودينية مجتمعية لابد ان يكون بمستوى المسؤلية وان لا يتدخل بما لا يعنيه، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي، ولكن في هكذا مناسبات وفرص، تطفو الى السطح المكنونات النفسية في العقل الباطني فيندفع الى تصرف دون التفكير بتداعياته."
لعمري لم أشهد هكذا حقد دفين وقلم مسموم وفكر مريض.. أنا مصدوم وصدمتي أكبر من قيام منبر اعلامي للترويج لصاحب هكذا قلم.
يا ستار.. يا الله... لا استبعد منشورا لاحقا للسيد رابي يبرر فيها جرائم داعش بان سببها رجل دين اثوري.
توضيح عن خلفية تعقيب السيد رابي اعلاه:
"تصرف" قداسة البطريرك مار آوا الذي ازعج السيد رابي هو تلبية قداسته لدعوة شرف موجهة اليه من احدى المؤسسات القومية المدنية لشعبنا في باريس للمشاركة في نشاط لمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو وشاركت فيها أيضا شخصيات دينية من مختلف الكنائس (ومن بينها الكلدانية) وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. والسيد رابي منزعج من حضور البطريرك مار آوا لهذه المناسبة دون الاستئذان من المرجعية البطريركية الكلدانية!!!

5- هذا المقال ليس ردا او تعقيبا على مقال السيد رابي لاني وكما هي سياقاتي في النشر، وكما اوردت اعلاه، لا اعقب على موضوع تحت صفري لاجعله صفريا، كما انا لم ولا ولن اكون محاربا في الحرب الاهلية التي يريدها لنا السيد رابي واخرون. المقال هو موضوع مستقل مستوحى من عنوان مقال السيد رابي الذي اسماه: (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
ونقطة البداية هي كيف لشخص اكاديمي ان ياتي بعنوان كهذا، وتحديدا مفردات فكر وخطاب، واية موضوعية ومنهجية هذه التي تحلل وتقارن فكر وخطاب (انتبهوا: فكر وخطاب) مرجعيتين استنادا على رسالة تهنئة يتيمة. وما كنت بصدد كتابة ونشر هذا الموضوع لولا قيام البطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي ونشره على واجهة موقعها الرسمي مما نقل الموضوع الى مستوى اخر. عتبي كبير على موقع البطريركية.

فأقول:
6- بحسب الموجود على موقع عنكاوة وموقع البطريركية الكلدانية فانه في نفس تاريخ نشر السيد رابي لمقاله على موقع عنكاوة، أي 2 نيسان 2023، قام موقع البطريركية الكلدانية بنقل الموضوع ونشره على الصفحة الرئيسية لموقع البطريركية الكلدانية بما يعني اتفاق ادارة موقع البطريركية مع مضمونه وشكله ولدرجة يستحق الترويج والتسويق له على المنبر الرسمي للبطريركية الكلدانية. واذا ما اعدنا قراءة عنوان المقال ومضمونه فانه يمكن ادراج نقل المقال الى موقع البطريركية مؤشرا على نرجسية الموقع والقائمين على اختيار المواد المنشورة فيه، خاصة وان المقال لم يجد طريقه الى صفحة الموقع كمقال مرسل من الكاتب لنشره بل كمقال مستنسخ ومنقول من موقع اخر هو موقع عنكاوة وفي نفس تاريخ نشره.
وتطبيقا للحيادية وعملا بمبدأ التكافؤ من جهة ولمنح القراء حق الوصول والاطلاع على ما ينشر في ذات الموضوع من جهة أخرى فاني اتمنى ان يجد هذا المقال طريقه الى موقع البطريركية الجليلة اسوة بمقال السيد رابي.

7- كنت، وما ازال، اتمنى على البطريركية ومكانتها المعنوية وتاثيرها الاعلامي ان تصطف، بل ان تكون في مقدمة الصف الامامي، مع الاكليروس الكلداني من الاباء الاساقفة الاجلاء والكهنة المبجلون وعموم مؤمني الكنيسة في عموم ابرشياتها في الوطن والمهجر في شعورهم وايمانهم والتزامهم وحدة الهوية والتاريخ والوجود والمصير لشعبنا بمختلف تسماتيه الموروثة والمعروفة والدارجة كلدانية كانت ام سريانية ام اشورية، فعموم شعبنا يحترم هذه التسميات ويعرفها تماما انها تسميات لشعب واحد موحد. ويستثنى من ذلك مجموعة محدودة صغيرة، لا يمكن تسميتها بالاقلية، ممن، ولاغراض مختلفة، تعتبر الكلدان والسريان والاشوريين شعوبا مختلفة حيث يبلغ جهلها انها تعتبر ابناء داوودية شعبا مختلفا عن ابناء دهى، وابناء كومانى شعب مختلف عن ابناء ديرى، وابناء كرملس شعب مختلف عن ابناء بغديدة، وابناء اورمية شعب مختلف عن ابناء سلامس، وابناء وعوائل القوش المنحدرين من تيارى وتخوما باتوا شعبا مختلفا عن ابناء عمومتهم عشائر تيارى وتخوما، وابناء هربل وجزيرة بوتان شعب مختلف عن ابناء ماردين وطور عبين، وابناء اومرا وشرانش مختلفون عن ابناء عين نونى ودورى وقرى برور.

8- بل كنت، وما ازال، اتمنى ان تصطف البطريركية الكلدانية مع عموم المؤسسات من احزاب ومنتديات ثقافية واعلامية ونخب كلدانية في الوطن والمهجر المؤمنين والملتزمين في خطابهم ومواقفهم وحياتهم وحدة الانتماء والمصير لشعبنا.
وفي سياق مقال السيد رابي كنت اتمنى على البطريركية الكلدانية ان تتعامل معه بنفس المسؤولية التي تعاملت بها نخب كلدانية محترمة.
ادناه النص الحرفي لتعقيب الاستاذ بطرس نباتي على المقال:
(الاخ عبدالله رابي لم احد في الخطابين ما يستوجب الكتابة عنهما بعشرات الاسطر، خطابات مثل هذه التي يتبادلونها بهذه المناسبات بتصوري لا تستحق أصلا كل هذه التفاسير والتحاليل انها مجرد كلمات في مناسبة عامة. نحن ننتظر من امثالكم العلماء في علم الاجتماع دراسات وبحوث رصينة في تحليل واقع ومستقبل مجتمعاتنا وليس تحليل كلمات مناسباتية لا تقدم ولا تؤخر .. تمنياتي لك بعيد قيامة كله خير ونجاح.)
او تعقيب الاستاذ الياس متي الياس منصور منصور:
(الاستاذا عبد رابي، الاخوة المتحاورين، بصراحة انا محبط جداً من الصراعات المستمرة منذ عقود بين ابناء شعبنا -الكلداني السرياني الاشوري -ونحن نشاهد ونتحصر على شبابنا وأطفالنا وهم يذوبون في اقوام اخرى!)

9- من وحي عنوان مقال السيد رابي نسجت عنوان مقالي ليكون:
(قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية)
ذلك انه، وكما اوردنا اعلاه، لا يمكن مقارنة "فكر وخطاب" شخصين مرجعيتين من خلال رسالة تهنئة واحدة.
ناهيك اننا نتحدث عن مرجعيات كنسية مستقرة ومستمرة تنتج تراكميا ما يمكن تسميته بفكرها وخطابها تجاه الكثير من الامور الحياتية لابناء الكنيستين على المستوى الفردي والجمعي، ومن بينها ما يتعلق بالهوية، سواء من حيث مضمون هذا الفكر والخطاب او من حيث اشكال التعبير عنه او من حيث مقبوليته بين اتباعها او من حيث التزامه وتجسيده من قبلها في ممارسات عملية.

الجزء الثاني خلال نهاية الاسبوع


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك في 30 نيسان 2023

تنويه مهم
هذا المقال هو راي شخصي ولا يعبر بالضرورة وفي اي حال من الاحوال عن راي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا عن راي المنظمة التي اديرها، واتمنى ان لا يفهم او يفسر من أي احد بخلاف ذلك، ولا ان يستغل او يوظف البعض المقال للاصطياد في المياه العكرة.
فهو مقال نابع من اخلاصي للبطريركيات المبجلة لكنائسنا الرسولية المقدسة ومحبتي واحترامي للاباء البطاركة الاجلاء لهذه الكنائس، وما يرد في المقال هو من منطلق الحوار وابداء الراي بمسؤولية وحرص على اداء البطريركيات التي لا نشك مطلقا في اخلاصها وعملها الدؤوب لاجل شعبها. وشخصيا تربطني علاقات محبة وتقدير كبيرين مع الاباء البطاركة الاجلاء، وبخاصة قداسة البطريرك مار آوا وغبطة البطريرك مار لويس ساكو، اللذان نتشارك معهم الالم والأمل، الألم على واقع شعبنا في الوطن والتحديات التي يواجهها، والأمل بمستقبل للوطن يقوم على اساس دولة المواطنة والاحترام والعدالة وضمان الحقوق الفردية والجمعية.
المقال يتضمن في بعض اقسامه تمنيات وعتب محبة على البطريركيات، ولكن وبالمطلق لا يتضمن ولا يقصد الاساءة. واذا كان هناك من يعتقد ان في المقال ما كان لا يجدر وجوده فاني اقدم اعتذاري سلفا.
وفي هذا السياق فاني استنكر وارفض بشدة المواقف والتصريحات الاخيرة والسابقة التي قام بها البعض تجاه السدة البطريركية وشخص سيدنا البطريرك الجليل غبطة الكاردينال مار لويس ساكو.


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044095

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044095



الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shahriyar3
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا IMG

أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!



عدل سابقا من قبل الامير شهريار في 27/5/2023, 7:36 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير شهريار
(داينمو الموقع)
(داينمو الموقع)
الامير شهريار


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Uouuuo10
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Awsema200x50_gif

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Ikhlaas2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Iuyuiooقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Fedhy_2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Goldقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shoker1

البلد : العراق
مزاجي : عاشق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 9595
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
الموقع : في قلب بلدي الحبيب
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : السياحة والسفر

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا   قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Alarm-clock-icon9/5/2023, 7:05 am

الخوري عمانوئيل يوخنا


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية ج2
« في: 08.05.2023 في 22:45 »

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثاني
المقال ومجموع مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p2/

لمراجعة الجزء الاول:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

نبتدئ حيث انتهينا في الجزء الاول فنقول انه ما كنت بصدد نشر هذا الموضوع لولا قيام الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين مار ساكو ومار آوا في كلمة تهنئتهما بمناسبة أكيتو) ونشره على واجهته (في نفس يوم نشر المقال على موقع عنكاوة)، بما يعني الاتفاق معه وتسويق طرحه مما نقل الموضوع الى مستوى اخر، رغم ان عنوان ومضمون المقال يفتقران الى الرصانة والموضوعية فمن غير الممكن منطقيا ومنهجيا وبكل المقاييس القيام بتحليل مقارن بين “خطاب وفكر” مرجعيتين كنيستين مهمتين اعتمادا على قراءة لتهنئة يتيمة منهما، مما قادني الى كتابة هذا المقال ليكون قراءة في خطاب وفكر البطريركيتين (وليس البطريركين) الذي انتجتاه واعلنتاه والتزمتاه خلال عقود.
وهي قراءة ستغطي اكثر من محور وبحسب الاهمية والمساحة والوقت المتاح للكتابة، واذا جاء المقال طويلا ومسهبا فانه لتوضيح الامور المطروحة فيه ودعمها بالشواهد، ولكنه يبقى نابعا من حرص ومحبة واخلاص للبطريركيات والبطاركة. واذا تزامن المقال مع الهجمة اللاخلاقية التي تستهدف غبطة البطريرك مار لويس ساكو والتي نستنكرها بشدة فان التزامن تصادف بسبب توقيت نشر مقال السيد رابي واعادة نشره على موقع البطريركية. المقال لم يكن ليكتب اساساً، ليس الآن وليس في قادم الزمان لولا ذلك.
وحيث ان موضوع السيد رابي، والذي من عنوانه استوحينا هذا المقال، يتناول موضوعة الهوية القومية، لذلك ستكون هذه الموضوعة المحور الاول لهذا المقال.
 
الهوية القومية
بدءاً فان مصداقية اية جهة في ايمانها بما تعلنه وتصرح به وتدعو اليه هو انها ذاتها تلتزم وتمارس وتجسد عمليا ما تدعو اليه اتباعها وقواعدها.
المعروف للمهتمين بموضوعة الهوية هو ان بطريركية كنيسة المشرق الاشورية لها فهم مستقر منذ عقود في هذا الشان، بل ومنذ تناول البطريركيات الكنسية لهذه الموضوعة، وخطابها واضح تعلنه جهاراً وتلتزمه سياقاً ويقوم على: اننا شعب واحد، وأن التسمية الاشورية هي التسمية التاريخية له وتعتمدها للتعبير والتعريف بهذا الشعب الذي تجمعه جميع عناصر الهوية القومية كشعب واحد. وهي تحترم التسميات الاخرى السريانية والكلدانية.
وهو ذات فكر وخطاب الكنيسة السريانية الارثوذكسية التي هي الاخرى تؤمن وتلتزم بثبات باننا شعب واحد وانها تعتمد التسمية السريانية للتعبير والتعريف بهذا الشعب وتحترم التسميات الأخرى.
البطريركيتان الكنسيتان، الآشورية والسريانية، لا تعيشان ازمة هوية ولا تعيشان انفصاما في الشخصية، ولا تعيش تناقضا بين الفكر والممارسة بل على العكس تماما. الهوية واضحة لهما، والمواقف والاعمال والبرامج متوافقة مع هذه الرؤية والهوية وكل من البطريركيتين منسجمة مع ذاتها.
شواهد:

لا يختلف اثنان ان اللغة الأم هي من أهم عناصر الهوية القومية. لذلك نرى الكنيستان والبطريركيتان، الآشورية والسريانية، تلتزمان السريانية لغة رسمية للكنيسة وينعكس ذلك في مجمل البرامج والتصريحات والاصدارات وبخاصة التي تعكس هوية الكنيسة: كلمات البطاركة في يوم التنصيب، مقررات المجامع السنهاديقية، تهاني الاعياد، معظم اللقاءات مع الابرشيات، بل وحتى في التوقيع الشخصي للبطاركة. ناهيك عن تشجيعهما لتعلم السريانية وتعليمها سواء للاكليروس حيث التمكن من السريانية شرط للرسامة الكهنوتية، او لعموم ابناء الكنيسة، وغيرها الكثير من الشواهد التي يضيق بها المقال.
باختصار، السريانية حاضرة في كل تفاصيل المشهد الكنسي للكنيستين الاشورية والسريانية.
في مقابل ذلك، فانه في الوقت الذي تنادي به البطريركية الكلدانية باننا لسنا شعب واحد وتنادي بالهوية القومية الكلدانية (لدرجة اعتبار الاشوريين شعب شقيق كما العرب والكرد (راجع تهنئة البطريركية الكلدانية لاعياد اكيتو لهذا العام))، فاننا نجد ان اللغة القومية الأم (حتى لو سميت كلدانية وليس السريانية او السورث) مفقودة ولو بحدها الأدنى (جمل تحية وشكر قصيرة) في خطابات تنصيب البطاركة الكلدان (على سبيل المثال البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي والبطريرك الحالي مار لويس ساكو)، والسريانية مفقودة، ولو بحدها الأدنى، في المجامع السنهاديقية وتهاني الاعياد وعموم المخاطبات البطريركية التحريرية والشفهية، وغيرها من طرائق التعبير عن الهوية. بل وأن غبطة البطريرك مار لويس ساكو وفي فيديو تداولته وسائل التواصل اعلن ومن على المنبر في خدمة قداس الهي وبكلمات واضحة انه غير سعيد بالسورث.
بل واكثر من ذلك، ففي حين ان البطريركية الكلدانية لا تمانع، بل دعت، الى تعريفنا كمجرد مسيحيين في الاستحقاقات والتعاملات القومية والوطنية، فان البطريركية الاشورية رفضت التعامل معنا كمجرد مسيحيين وتشبثت بطلب اقرار حقوق شعبنا والتعامل معه وتعريفه كمكون قومي كما العرب والكرد.

التسمية القومية
كما أسلفنا فان البطريركية الآشورية لها موقف واضح ورؤية مستقرة باعتماد التسمية الاشورية، لشعبنا وتعتبرها تسمية تضم السريان والكلدان ايضا فهي تؤمن انهم شعب واحد وتجد في عناصر هوية ابناء هذه التسميات ما يؤكد وحدتهم. وذات الشيء للبطريركية السريانية في اعتمادها للتسمية السريانية كتسمية لشعبنا الواحد.
ومن الواضح ان ذلك يعني ان كلتا الكنيستان تؤمنان بوحدة شعبنا والاختلاف هو في اي اسم تعتمد كلا منهما.
اما بطريركية الكنيسة الكلدانية فانها ما زالت تمر بتقلبات ولم يستقر فكرها وخطابها على موقف واضح ومحدد.
أدناه محطات موثقة للبطريركية الكلدانية في موضوعة التسمية:
•   في طوال العهد البطريركي للبطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ بقيت تؤمن وتعلن وحدة شعبنا، ولم تكن التسمية مطروحة كموضوع خلافي.
•   في رسالة البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي (الصورة 1) الى مجلس الحكم المؤرخة 22 ك2 2004 تبنى غبطته تسمية كلدو-اشوري لشعبنا وهو اعتراف صريح باننا شعب واحد.
والبطريرك دلي في رسالته الاكاديمية الموسومة، على ما اتذكر، بالمؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق يقول في مقدمتها (الصورة 2) حرفياً: (أن الكلدان والاشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين) انتهى الاقتباس
•   في 7 حزيران 2005 عادت البطريركية الكلدانية وبشخص البطريرك دلي نفسه لتعلن تراجعها عن تسمية الكلدواشوري (الصورة 3) واعتماد الاسم الكلداني منفصلا كما العرب والكرد. وهو انقلاب من الاعتراف بوحدة شعبنا الى انه ليس شعبا واحدا.
•   وكذلك في رسالته الى فخامة الرئيس بارزاني (الصورة 4) في 25 حزيران 2009.
•   في حين، وعلى التوازي من ذلك، كان نيافة الاسقف حينها (البطريرك حاليا) مار لويس ساكو يعتمد الكلدو-اشورية. بما يعني اننا شعب واحد وان الاجتهاد هو في مسالة اي اسم نستخدم للتعريف بهذا الشعب الواحد. (راجع رسالة سيدنا مار لويس ساكو (الصورة 5) الى مجلس محافظة كركوك في عام 2008)
•   وبعد توليه السدة البطريركية بقي مؤمنا بوحدة شعبنا وطرح في نيسان 2015 اقتراحا للتسمية (الصورة 6) من عدة خيارات جميعها تعكس وحدة شعبنا.
•   ولاسباب نجهلها انقلب الموقف لتصبح البطريركية الكلدانية في مقدمة الداعين الى اعتبار الكلدان شعب والاشوريون شعب اخر والسريان شعب اخر كما في رسالته الى برلمان اقليم كوردستان (الصورة 7) في 21 حزيران 2021.
•   بل وباتت البطريركية الكلدانية تقدم وتوصف الاشوريين في خطابها كما تقدم وتوصف العرب والكرد وتستخدم مصطلح الشعب الشقيق وضمير الشخص الثالث (الهاء) كما في مقدمة تهنئة اكيتو لغبطة البطريرك ساكو: (اهنيء قلبيًّا بناتِ وابناءَ الشعب الكلداني العزيز بأكيتو، رأس السنة البابلية الكلدانية الذي يوافق في الأول من نيسان في كل عام. كذلك اهنيء الشعب الاشوري الشقيق الذي يحتفل بنفس التاريخ برأس سنته الاشورية متمنيا له التقدم والازدهار.) انتهى الاقتباس
•   وهذا ليس الانقلاب الأول او الوحيد بين مرجعيات الكنيسة الكلدانية، فقد سبقه انقلاب شهير للمطران مار سرهد جمو الذي بالصوت والصورة يقول بنبرة عالية وبفكر واداء واثق اننا شعب واحد وان الكلدان جميعهم اشوريون والاشوريون جميعهم كلدان، لينقلب بعد سنوات ليقول باننا لسنا شعب واحد، بعد المرور بمحطة انتقالية كانت تعتمد التسمية الكلداشورية.



https://www.youtube.com/watch?v=_CvpNkXugLA

ما يجدر الاشارة اليه هنا هو ان الكلدان الداعين الى تقسيم شعبنا يبتدعون من حيث لا يدرون اسماء وتعبيرات هي في حقيقتها تعكس معرفتهم العفوية بالحقائق وايمانهم الباطني باننا شعب واحد، ذلك عندما يسمون الاشوريين بانهم كلدان متاشورون. ونكرر القول حمدا لله ان الكلدان الداعين والمنادين بتقسيم شعبنا وانكار وحدته هم اقل من ان نسميهم اقلية، وحمدا لله انهم في المهاجر وليس الوطن. فالاكثرية المطلقة من الكلدان، افرادا ونخبا واكليروس ومؤسسات في الوطن والمهجر يؤمنون قلبا وعقلا ويمارسون عملا وفعلا وحدة شعبنا، ونتمنى على البطريركية الكلدانية ان تقف مع الاكثرية، خاصة وان البطريركية، بشخص بطريركها، هي اكثر من يعرف اننا شعب واحد.

ملاحظة: استغربت كثيرا من مبالغة البعض في تفسيره لمصطلح استخدمه البطريرك مار آوا في تهنئة راس السنة حين اورد مصطلح (ܐܘܡܬܐ ܢܝܢܘܝܬܐ) وترجمتها (أمة نينوية) حيث حملوها ما لا تتحمله واعتبروا انه يبتدع اسما جديدا وغيرها. فبدءا نقول ان هؤلاء يبدون لي لا يقراوا السورث ولذلك لم يسبق لهم المرور على هذا المصطلح المجازي حين اورده البطريرك الراحل مار دنخا في رسالتين او ثلاثة له لانها لم تترجم للعربية وهؤلاء لا يجيدون السورث ليقرأوها. المصطلح ليس اسما جديدا فكنيسة المشرق لم ولا تبشر او تطلق اسماء جديدة بل هو تعبير مجازي كما نقول ابناء الرافدين او ابناء بابل او احفاد احيقار وهكذا.

الخلط بين القومي والكنسي:
منذ بدايات النهضة القومية لشعبنا مع بدايات القرن العشرين، والتي التزمت الاشورية او السريان الاشوريين في ادبياتها كونهما التسميتان المعروفتان والمقبولتان كتسميات قومية لشعبنا بين ابناءه ومع المحيط المحلي والاقليمي والدولي، كان رواد هذه النهضة، مفكرين ونخب ومؤسسات، يفصلون فصلا واضحا بين الانتماء والهوية القومية وبين الانتماء والهوية الدينية. وهذا لم يكن بدعة ابتدعوها بل حقيقة ادركوها كما ادركتها من قبلهم النهضات القومية للشعوب الاخرى.
وهذا التمييز تجسد لاحقا في الفصل بين المرجعيات القومية والمرجعيات الدينية فلكل منهما دورها المرجعي في شانها القومي او الديني وليس في الشان الآخر، دون ان يكون ذلك بالضرورة صداما او صراعا بل تكاملا يقوم على الاحترام المتبادل رغم وجود حالات ومواقف تباينت واختلفت فيها المرجعيتان.
صحيح ان المرجعية البطريركية الاشورية بقيت تقدم نفسها، وباتفاق المرجعيات العشائرية لابناء الكنيسة الاشورية، مرجعية قومية سياسية قبل واثناء الحرب الاولى وبعدها الى مذبحة سميل 1933، إلا انه ومنذ حينها انتهت هذه الازدواجية لاسباب مختلفة من بينها تصاعد  الوعي القومي والسياسي وهيكلته في أطر مؤسساتية مدنية وتوسع مساحته ليشمل مساحات جغرافية وجماهيرية واسعة وعابرة للمذاهب ممن التزموا قضية شعبنا والمؤمنين بوحدته ولم تكن التسمية عامل تمزيق له.
من حينها والى اليوم والبطريركية الاشورية، ورغم ما سبق ايراده من تشبثها بالهوية القومية، ومن مترتبات ذلك دعمها للمطالبات بالحقوق القومية لشعبنا، فانها لم تعلن او تمارس دور المرجعية القومية، بل كانت دائما تعطي هذه المرجعية للمؤسسات القومية المدنية من احزاب ومؤسسات ثقافية وغيرها.
فلا البطريركية الاشورية ادعت يوما، صراحة او ضمنا، انها مرجعية للمؤسسات الاشورية السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ولا هذه المؤسسات ولا النخب الفكرية الاشورية ادعت ان المرجعية البطريركية هي مرجعية لها او للشأن القومي. في حين نرى ان شعبنا من الكلدان ما زال يخلط بين الانتماءين وبالتالي المرجعيتين: البطريركية الكنسية، والمؤسساتية المدنية.
فرغم ان غبطة البطريرك ساكو في اكثر من مقال او تصريح يؤكد ان البطريركية الكلدانية ليست مرجعية للمؤسسات الكلدانية المدنية، إلا ان الخطاب البطريركي ليس بهذا الوضوح عندما يتعلق الامر بمن هو الكلداني، بمعنى اقتصاره على ابناء الكنيسة الكلدانية وتطابق حدود الكنيسة مع حدود الكلدان.
اما بين المؤسسات والنخب الكلدانية فان الخلط بين القومي والديني الكنسي ما زال يتحكم بخطاب النخب الكلدانية، وتحديدا الملتزمة خطاب ان الكلدان والسريان والاشوريين ليسوا شعبا واحدا، وأحد هؤلاء هو السيد رابي الذي استوحينا عنوان ومضمون مقالنا من عنوان مقاله المشار اليه.
أدناه اقتباس من تعقيب للسيد رابي على مقال للسيد سلام مرقس على موقع عنكاوة بعنوان (لماذا التدخل في شؤون شعبنا الكلداني يا آثوريين؟):(فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته، ……، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي). انتهى الاقتباس
وأدناه اقتباس من أصل المقال، حيث يقول السيد سلام مرقس:
(اول تلك الظواهر الغير مقبولة والمخالفة للاعراف والاصول والبروتوكولات وحتى ابسط التقاليد الاجتماعية هو تصرف (احد كبار رجال الدين في احدى الكنائس في العراق) من الاثوريين، ….. والذي قَبل دعوة من احدى الجهات (ثمانية شباط) وقام بزيارة جماعة الكلدان من غير الاستئذان لا من رئيس الكنيسة الكلدانية (الصرح البطريركي) ولا من رئيس الكنيسة الكلدانية في فرنسا) انتهى الاقتباس
(لتوضيح الأحداث والاقتباسات فان احدى مؤسسات شعبنا القومية في باريس ولمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو اقامت امسية خاصة وجهت الدعوة اليها الى مرجعيات كنسية مختلفة، احداها البطريرك مار آوا الى جانب اخرون من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، ومرجعيات وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. وقد لبى البطريرك مار آوا هذه الدعوة. السيدان مرقس ورابي ممتعضان ويستنكران تلبيته الدعوة وانه كان عليه الاستئذان من البطريركية الكلدانية لحضور نشاط لا علاقة له بالانشطة والمناسبات الكنسية الكلدانية كالرسامات او القداديس التي تتطلب بالتاكيد استئذان المرجعيات الكنسية المعنية. "منطق" يتجاهل المنطق.
السيدان سلام ورابي (مثالان من عدة أمثلة نحمد الله انها مهجرية) يقدمان بكلمات وعبارات واضحة لا لبس فيها ان البطريرك مار ساكو مرجعية لمؤسسة مدنية في باريس. انه نتاج الخلط بين القومي والكنسي.

اهمس في اذن أهلي الكلدان، وانا احدهم، (أو كما نقول بالعراقي اغششكم) بنصيحة مجانية:
اختياركم للبطريركية الكلدانية مرجعية للمؤسسات المدنية السياسية او الثقافية او الأجتماعية هو دليل انكم في عقلكم الباطني تعتبرون وتشعرون وتمارسون ان الكلدانية مذهب كنسي. وبذلك تعطون لبعض الاشوريين المتطرفين المحاربين سلاحاً يحاربوننا فيه في هذه الحرب اللعينة.
السيد رابي زعلان لان البطريرك مار اوا لم يستاذن البطريرك  مار لويس ساكو في تلبية دعوة لمؤسسة قومية مدنية. الا يعني هذا يا سيد رابي، وانت الشخص الاكاديمي، انك تعتبر البطريرك، وبحكم مرجعيته الكنسية، مرجعية لمؤسسة مدنية. والا يعني ذلك أن الكلدانية عندك تتطابق حدودها مع الانتماء الكنسي المذهبي.
قليلا من المنطق والانسجام مع الذات يا اخوان.
خيارنا نحن الكلدان في هذا الموضوع هو إما ان نحذو حذو الاشوريين ولا نعتبر البطريركية مرجعية لعملنا القومي المؤسساتي ونقول للبطريرك عفوا سيدنا لك منا كل الاحترام، ولكن مرجعيتكم الكنسية، مع كل الاحترام لها، لا تجعلكم مرجعية عليا لشأننا القومي، وانكم إبن بار لهذا الشعب وبالتساوي مع جميعنا، مع حفظ كل الاحترام لشخصيتكم ومكانتكم البطريركية. أو ان نقول علنا ما نعيشه باطنيا باننا نحن معشر الكلدان طائفة مذهبية كنسية مرجعيتها هي البطريركية الكلدانية. انه خيارنا فلنختار.
وذات الشيء للبطريركية الكلدانية ان تختار احد امرين. فاذا اعتبرت وآمنت فعلاً، لا قولاً، ان الكلدانية انتماء قومي فعليها ان تتخلى عن تصوير نفسها بشكل مباشر او مبطن بأنها مرجعية عليا للمؤسسات الكلدانية. أو أن تختار ممارسة دورها كمرجعية كنسية مع حقها الطبيعي بابداء الراي والموقف كاي من ابناء شعبنا الكلداني.
لنشاهد هذا التسجيل الفيديوي من موعظة المطران مار ابراهيم ابراهيم على منبر الكنيسة لمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر القومي الكلداني العام في 2013 حيث الى جانب وضعه وبكلمات صريحة للاشوريين والسريان مع الكرد والعرب والتركمان كقوميات مختلفة عن الكلدان، فانه يطابق مطابقة تامة الانتماء القومي الكلداني مع الانتماء الكنسي الكلداني. 



https://www.youtube.com/watch?v=C_yYzpDkdfI

واسمحوا لي ان اضيف من الشعر بيتاً وبمحبة واخلاص صادقين ليس من انسان غريب او شخص شقيق بل من انسان ملتزم قضية شعبه بكل تسمياته، فانا كلداني مثلما انا سرياني ومثلما انا اشوري، بل واقول أنا اكثر كلدانية من الكثير من المرجعيات والنخب الكلدانية، فانا تعلمت وعلمت السورث، وقرات وكتبت ونشرت بالسورث، وادعو الجميع لذلك، واسماء اولادي جميعها بالسورث (أترن، هدرا، يترانا، ايتوتا) وتوقيعي بالسورث وووو (الأمر الوحيد الذي ينزع مني كلدانيتي هو اذا كانت الكلدانية محصورة بمؤمني واتباع الكنيسة الكلدانية)، فاقول ككلداني:
انتقالنا من العروبة الى الكلدانية ومن التعريب الى الكلدنة خطوة الى امام لاسترجاع الهوية والحفاظ على ما تبقى منها، ولكن الغير المفهوم هو ان خطة عمل كلدانيتنا لا تتضمن برامج واعمال بهذا الاتجاه وهذا الهدف، شخصيا أنا مستعد للمساهمة بامكاناتي المتواضعة في هكذا برنامج.
فللاسف الذي نشهده أن برامج كلدانيتنا محصور فقط بالصراع والحرب والمناكفة مع آشوريتنا.
فاولويات برنامج كلدانيتنا هي:
مخاصمة (لكي لا نقول معاداة) وانهاك الاشورية اولا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثانيا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثالثا، وربما دعم وتعزيز الكلدانية رابعا.
هذه المخاصمة والانهاك من بعضنا الكلداني لعمومنا الاشوري لا مبرر لها مطلقا. (نحمد الله مرة أخرى انها مهجرية والوطن منها براء)
و”التبرير” الذي يتم تسويقه بانها رد فعل على ان الاشوريين يلغون الكلدان ليس تبريرا منطقيا ولا مقبولا. فلا يجوز مخاصمة عموم الاشوريين بسبب بعضهم ممن يلغون الكلدان. وطبعا الالغاء هنا هو ان هؤلاء الاشوريين يرفضون التسمية الكلدانية ولا يرفضون الكلدان، فهم يؤمنون ان الاشوريين والكلدان والسريان شعب واحد ويعتمدون ويحصرون التسمية بالاشورية. ادناه الرابط الى مقال لي بهذا الشأن:
https://etota.net/articles-books/articles/patriarch-sako-dont-punish-us/

وأختم هذا الجزء من المقال بالسؤال: لماذا لا نستثمر نحن الكلدان في الارث السياسي والثقافي والفني القومي لشعبنا من الاشوريين؟ فهم منا ونحن منهم، وهم نحن ونحن هم.
أليس استيقاظ كلدانيتنا احدى ثمار العمل القومي الاشوري الذي نقلنا من اللامبالاة بالهوية والتماهي مع العروبة والتعريب الى البدء بالبحث عن الهوية القومية؟
فلنجعله قيمة اضافية ويكون استيقاظاً لماردنا الكلداني وليس لمعولنا؟
الجزء الثالث في نهاية الاسبوع:
•   بين الشأن العام واالانغماس السياسي
•   التعامل مع الآخر
•   الحضور والمؤسسات
ونقاط أخرى



الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 8 أيار 2023
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044294



الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shahriyar3
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا IMG

أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير شهريار
(داينمو الموقع)
(داينمو الموقع)
الامير شهريار


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Uouuuo10
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Awsema200x50_gif

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Ikhlaas2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Iuyuiooقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Fedhy_2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Goldقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shoker1

البلد : العراق
مزاجي : عاشق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 9595
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
الموقع : في قلب بلدي الحبيب
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : السياحة والسفر

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا   قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Alarm-clock-icon27/5/2023, 7:42 am

الخوري عمانوئيل يوخنا
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية: الجزء الثالث
« في:26.05.2023 في 13:41 »

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثالث

قبل الدخول الى متن المقال بجزءه الثالث اجد الحاجة لايراد عدة نقاط:
أولا: المقال بما ورد في اجزاءه ينبع من الحرص على جميع البطريركيات والمرجعيات الكنسية لشعبنا، ومن بين مترتبات هذا الحرص ابداء الراي الذي قد يختلف احيانا مع ما تراه هذه المرجعيات. شخصيا لا افهم الحرص بانه القبول والاتفاق مع كل ما يقوله من انا حريص عليه. أنا ارى ان الحرص الواعي والمسؤول هو ابداء الراي المختلف ايضاً.
ثانيا: لم يكن المقال ليكتب لولا قيام موقع البطريركية الكلدانية الرسمي بنشر مقال السيد عبدالله رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو) بعد ساعات من نشر السيد رابي له على موقع عنكاوة، بما يعني اتفاق البطريركية مع المقال وتسويقها له رغم افتقاره للموضوعية والمنهجية.
ثالثا: افتقار مقال السيد رابي للموضوعية واضح من عنوانه، ناهيك عن مضمونه، من حيث كيف يمكن له ان يقارن ويحلل "فكر وخطاب" البطريركين من رسالة تهنئة بروتوكولية لهما. من هنا جاء مقالي، وهو ليس رد على مقال السيد رابي بل اسمه مستوحى من مقال السيد رابي، ليكون قراءة متواضعة في خطاب وفكر البطريركيتين وليس البطريركين.
رابعا: المقال وما يرد فيه ليس بالضرورة رأي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا راي المنظمة التي انا اديرها، وانما هو راي شخصي بالمطلق.
خامسا: تريثت في نشر هذا الجزء بانتظار هدوء التراشق الاعلامي الذي ساد المشهد "المسيحي" بين البطريركية الكلدانية وكتائب بابليون على خلفيات سياسية متعلقة بالكوتا المسيحية واتهامات فساد كان الاجدر الرد عليها عن طريق القضاء. تراشق كشف، من بين ما كشف، الافتقار الى الحرفية في العمل المؤسساتي والأداء الاعلامي لشعبنا مع قضاياه (شخصيا لست متفاجئا). تراشق ساد مشهده اساءات لا مقبولة ولا تليق بالمشهد المسيحي.
للاسف نقول: اهلا بكم في العراق حيث الاساءات والتسقيط اللااخلاقي صفة ملاصقة للكباش السياسي.
نتمنى انتهاء التراشق خاصة بعد دخول مستشار الأمن القومي، السيد قاسم الاعرجي، على الخط وزيارته لغبطة البطريرك ساكو والسيد ريان الكلداني في نفس اليوم، فالسيد الاعرجي معروف بحكمته في معالجة هكذا كباشات.

عودة الى مقالنا في جزءه الثالث:
الجزء الاول:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044095.msg
الجزء الثاني:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044294.msg

بين الشأن العام واالانغماس السياسي
لا يختلف اثنان في الحق المطلق للكنيسة لابداء الراي والموقف، اتفاقا او اختلافا او تحفظا او تنديدا، بشان مجمل الامور التي تمس حياة الافراد والجماعات، ومنها الامور السياسية والاقتصادية كالحروب والاضطهادات والمظالم والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر والمرض وغيرها، مرورا بقضايا اخلاقية كالاعدام والاجهاض والمثلية الجنسية وغيرها. والكنيسة تمتلك هذا الحق المطلق من كونها تحمل رسالة يشكل الانسان وكرامته محورها وهدفها.
كما لا يختلف اثنان انه ليس من شأن الكنيسة في تناولها للشأن السياسي العام أن تنغمس في تفاصيله وتتحول الى جهة او مرجعية سياسية شأنها شأن الاحزاب والتنظيمات السياسية، وهذا ينقلها، بالضرورة وكنتيجة طبيعية، الى طرف في الصراعات السياسية والتي في الكثير من الدول، من بينها العراق، تفتقر العديد من ممارساتها الى الاخلاقيات والاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر فتدفع الكنيسة من صورتها وهيبتها وقيمها ومكانة مرجعياتها الثمن الباهظ.
ورغم ان الحدود واضحة بين ابداء المواقف في الشان العام واحترافه والانغماس فيه، إلا انه، وللاسف الشديد، فان مراعاة هذه الحدود تكون مفقودة في العديد من الاحيان.
وهذه هي احدى نقاط قراءتنا في هذا المقال لخطاب وفكر البطريركيتين الاشورية والكلدانية.
فالبطريركية الاشورية ومنذ عقود، وتحديدا منذ مذبحة سميل 1933 وما رافقها ولحقها، ومع توسع ونمو المد والوعي القومي وتأطره في مؤسسات قومية سياسية وثقافية مدنية عابرة للمذاهب الكنسية، تراجع دورها وتنازلت طوعا عن تقديم نفسها مرجعية قومية سياسية مع بقاءها ملتزمة بالهوية القومية وداعمة للعمل القومي ومؤسساته الثقافية والمجتمعية ومع التزام الحياد تجاه الاحزاب السياسية وتوجهاتها وتحالفاتها.
فالمتابع للمشهد السياسي لشعبنا في العراق، ومنذ 1991 ولاحقا بعد 2003 يرى مدى الدعم الذي قدمته الكنيسة في خطابات بطريركيتها للفعل والحضور الاشوري في المشهد السياسي وحثها لابناء الكنيسة للانخراط والتفاعل مع الشأن السياسي القومي والوطني، وبخاصة الانتخابات المتعاقبة، ولكنها لم تتدخل يوما في تفاصيل ذلك من حيث الترشيحات البرلمانية او الوزارية (في الاقليم والمركز)، او من حيث الاعلان في الفضاء العام مواقف داعمة او مختلفة مع هذا التنظيم او ذاك، مثلما لم تعلن تحفظاتها على اداء الاحزاب من القضايا القومية والوطنية او من علاقات الاحزاب مع بعضها او شكل تحالفاتها مع الاكثريات وغيرها، حيث حصرت ذلك في التواصل المباشر، خاصة وان البطريركية الاشورية، كما بقية البطريركيات والمرجعيات الكنسية، تستقبل بشكل مستمر صناع قرار هذه الاحزاب مما يتيح الجو المناسب للطرفين للحوار وابداء الراي والملاحظات وشرح المواقف، دون الحاجة الى الفضاء العام والمنابر الاعلامية لما يؤديه ذلك الى اضعاف هذه الاحزاب وزعزعة دورها وهو امر يفتقر الى المسؤولية. فعدم الاتفاق مع الاحزاب ومواقفها واداءها لا يلغي البتة اهميتها ودورها مما يتطلب الحرص عليها ومشاركة الملاحظات معها وليس النيل منها وتسقيطها، او تاجيج صراعاتها عبر تزكيات او اصطفافات في الفضاء العام. ناهيك عن ان هكذا اداء اعلامي في حال حصوله يؤثر سلبا على المرجعية الكنسية ذاتها وموقعها بين ابناء كنيستها ونظرتهم اليها.
اذا ما قامت أية مرجعية كنسية بتناول اداء احزاب شعبها والانتقاص منهم بمسمياتهم في الفضاء العام، انما تكون بأحد أمرين: فاما الافتقار الى الحكمة والمسؤولية او السعي للدخول كطرف سياسي كما بقية الاحزاب والانخراط في صراعاتها المعلنة.
البطريركية الاشورية لم تسع الى الوصاية على الاحزاب ولا الى التدخل في خياراتها وتحالفاتها ولا الى تسمية المرشحين للبرلمان او الوزارة او المناصب الادارية، وهذا لا يلغي حقيقة انها تراقب وتتابع وتقيم الامور وتشارك ملاحظاتها واراءها مع هذه الاحزاب في لقاءات مغلقة بعيدا عن الاعلام.
وهذا الموقف والاداء المسؤول ليس مقتصرا على البطريركية الاشورية وحدها، مثلما هو ليس مقتصرا على المشهد العراقي، فهو الاداء الذي تلتزمه كل البطريركيات الحكيمة التي تدرك حدود دورها من جهة وتحترم شعبها من جهة أخرى ومن بينها البطريركيات التي لها ابرشيات وازنة في العراق كالسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك. وكما هو ايضا اداء البطريركية المارونية والتي يدرك الجميع مكانتها ودورها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، ادناه الرابط الى جواب البطريرك الراعي عندما اقترح عليه الاعلام التدخل لترشيح وزيرين مسيحيين لحل الازمة السياسية التي كانت قائمة حينها بين الرئيس اللبناني، ميشيل عون، ورئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري. لنستمع الى صوت الحكمة والمسؤولية وهو يقول حرفيا: (أكيد أكيد لا. مش شغلتي. أنا مش شغلي لا اسمي وزراء ولا شغلتي احدد وزارة)

وأدناه مقتبس من مقال لي بهذا الشأن ومنشور على موقعي الشخصي (www.etota.net) بعنوان: (غبطة البطريرك الكاردينال الراعي: كم تمنيتك بطريركا في العراق)
"بكركي لم تكن جزءا من المشكلة بل كانت دوما جزءا من الحل، إن لم تكن كل الحل.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا لاحزاب موارنة ومسيحيي لبنان.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا عن نواب الموارنة ومجلس النواب اللبناني.
سيد بكركي يتعامل بحكمة ومسؤولية بالشان السياسي ولكنه لم يدخل يوما في بازار السياسة بل ترفع عن ذلك، لانه ارفع من اي بازار.
سيد بكركي لم يتخندق او يمايز يوما بين احزاب شعبه ولم يصب الزيت على نيران الصراع بينها بل على العكس من ذلك كان صمام الامان و”رجل الاطفاء”.
سيد بكركي لم يسع يوما لاضعاف احزاب شعبه او يشمت بضعفها. بالعكس تماما، لانه يدرك تماما ان ضعفها يعني ضعفه، مثلما قوتها تعني قوته.
سيد بكركي لم يوظف صراعات احزاب شعبه ليتجاوزها او ليلغيها. بالعكس تماما، وظف حكمته وهيبته ومرجعيته وقوته من اجل جمعها على المشتركات وتقويتها.
سيد بكركي لم يرشح رئيس جمهورية، ولا زكى وزيرا، بل كان راعيا ومشجعا ومسهلا لاتفاق وتوافق الكل.
سيد بكركي بقي ناصحا حكيما ومرشدا موثوقا من الكل، وبذلك استطاع ان يكون أبا للكل، وكسب ثقة واحترام الكل حيث لا يذكر اسمه وموقعه إلا بالمآثر الكبرى والاحترام والهيبة التي يستحقها." انتهى الاقتباس

في المقابل نجد ان البطريركية الكلدانية انغمست ومنذ 2003 في تفاصيل العملية السياسية بمختلف المستويات والمراحل والاشكال بما فيها اصطفافات "لكي لا نقول تحالفات" سياسية مع هذا الطرف مقابل اخر وغيرها.
حتى يمكن القول الى حد ما وبصيغة او باخرى ان البطريركية الكلدانية تسعى الى سلطة زمنية تراجعت عنها البطريركية الاشورية بعد 1933.
دخول البطريركية الكلدانية طرفا في تشكيل القوائم الانتخابية او الترشيحات الوزارية ليس اكتشافا نعلنه او سرا نذيعه. الجميع يدرك ذلك، بل ان غبطة البطريرك ساكو قالها في اكثر من مناسبة انه يُطلَب منه تقديم او دعم ترشيحات فيفعل. في حين ان عليه ان يرفض ذلك ويحيل الموضوع الى الاحزاب والكتل النيابية والجهات المعنية (والكنيسة حتما ليست من بينها). من الجلي أن غبطته يرغب تولي مهمة الترشيح، وفي العديد من الاحيان يبحث عنها.
أدناه بعض من هذه المواقف والاصطفافات على سبيل المثال لا الحصر:
1- في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية عام 2005 كان اصطفاف البطريركية الكلدانية معلنا مع قائمة الرافدين الوطنية حيث تضمنت القائمة "مباركة" البطريرك دلي بادراج توقيعه مع تواقيع رؤساء الاطراف المشاركة في القائمة. (الصورة 1) هل هناك تفسير آخر للـ"مباركة" البطريركية التحريرية لقائمة دون غيرها؟
2- في انتخابات 2018 كان للبطريركية مرشحيها ضمن قائمة ائتلاف الكلدان التي كانت البطريركية محور تشكيلها وتاليفها، حتى يمكن القول ان تأليف القائمة لم يكن ليتحقق لولا دور البطريركية.
3- وفي انتخابات 2021 لم تكن فيها البطريركية طرفا مُرشِحا فحسب بل طرفا محاورا ومفاوضا في انجاز قائمة ائتلاف حمورابي وصياغة برنامجها، وكان اصرارها على رفض الاشارة الصريحة الى وحدة شعبنا سبب انسحاب جهات سياسية من الائتلاف. أدناه اقتباس من تصريح الحركة الديمقراطية الاشورية عن كلمة البطريرك ساكو في مؤتمر عن الوحدة والدستور نظمته جامعة كوردستان في اربيل في 19 ايار 2021 تحدث فيها سلبيا عن الاحزاب والبرلمانيين "المسيحيين" مما تطلب من الحركة اصدار التصريح الذي نقتبس منه:
"في الحقيقة إن أبينا البطريرك رشح في الانتخابات الماضية عام ٢٠١٨ ستة مرشحين  ضمن ائتلاف الكلدان ولم يفوز اي منهم. وعاد غبطته ليرشح شخصيتان للانتخابات القادمة (المقصود 2021) وهما (مستشاره الشخصي في بغداد ورئيس الرابطة الكلدانية كركوك ضمن تحالف حمورابي" انتهى الاقتباس
هناك من يرى ان ما تضمنته كلمة غبطته عن الاحزاب والبرلمانيين المسيحيين كانت جزءا من الحملة الانتخابية لقائمة حمورابي حينها والتي تضمنت مرشحي البطريركية على مقعدي كركوك وبغداد للكوتا.
التصريح الكامل للحركة منشور على الرابط 1.
4- وكذا الامر مع الترشيحات الوزارية والادارية والحكومية.
ونكتفي بهذا المثال لما ترتب عليه من مواقف وصراعات تتجلى تداعياتها في المشهد الحالي بين البطريركية وبابليون. فبعد انتخابات 2018 وفوز بابليون بمقعدين من مقاعد الكوتا والمجلس الشعبي بمقعدين وقائمة الرافدين بمقعد واحد، بادرت البطريركية بدعوة نواب الكوتا الى عشاء في مقرها في 24 أيلول تجاوب معها وحضرها نواب بابليون (واحدهم السيد اسوان كلداني) والمجلس الشعبي، فيما لم يحضر عضو قائمة الرافدين. (الصورة 2)
كانت مبادرة ودعوة اثلجت الصدور وكان متوقعا لها ان تكون خطوة نحو تنسيق جهود الجميع لصالح شعبنا وكل ضمن مجاله وقدراته. ورحبت بها كتلة بابليون (الرابط 2). ولكن ماذا الذي حصل لاحقا؟
لم تكن تمضي عدة اسابيع ومع بدء تشكيل السيد عادل عبدالمهدي لحكومته حتى قامت البطريركية بترشيح السيدة هناء عمانوئيل للوزارة دون التشاور مع نواب الكوتا الذين كانت قد دعتهم الى العشاء!!!!
خطوة رأى فيها نواب الكوتا التفافا عليهم وسلبا لحقهم فهم من سيقرر تمرير الترشيح في البرلمان من عدمه.
فكان ان اجمعت الكوتا على اسقاط ترشيح السيدة هناء، وبذلك انتهت مفاعيل العشاء وانكسرت من حينها الجرة وتشظت وما زالت شظاياها تصيبنا وتجرحنا في الاعلام وساحة التحرير ووسائل التواصل وغيرها.

صحيح ان بدايات جذور ونشأة الخلاف بين سيدنا ساكو (المطران حينها) والسيد ريان كلداني تعود الى الخلافات حينها بين سيدنا ساكو والمطران سرهد جمو الذي رحب وسوق للسيد ريان كلداني فان الخلاف تعمق مع ازدياد نفوذ وقدرات السيد ريان. واذا كانت دعوة العشاء اعلاه بادرة كان ممكنا لها ترميم الامور فان ترشيح السيدة هناء دون التشاور والتنسيق مع الكوتا وبالتالي اسقاط ترشيحها قصم العلاقة الى غير رجعة.
فالمشهد والتراشق الحالي بين البطريركية وبابليون ليس وليد اللحظة وليس وليد مقابلة البطريرك في برنامج (بالثلاثة) على قناة الشرقية في 19 نيسان 2023. كما ليست تهم العقارات مادة التراشق الوحيدة، فالكوتا والتحكم بها هي القضية الاساسية، خاصة ونحن على اعتاب انتخابات قادمة في هذا العام.
المشهد سياسي بامتياز من حيث المضمون (الكوتا) والاطراف (البطريركية وبابليون) والوسائل (بيانات وتصريحات وبرقيات ووقفات وغيرها) كما في كل سجالات الاطراف السياسية العراقية، ومن بينها احزاب شعبنا.
والمشهد ليس محصورا ببعد واحد هو الاساءات الى غبطة البطريرك والتي هي اساءات مدانة قطعا.
المشهد ابعد واعمق من ذلك حيث له مضامين وابعاد سياسية وهو نتاج للانغماس السياسي للبطريركية الكلدانية.
فلو كان محصورا بالاساءة الى شخص غبطته فلماذا لم نجد هذا المشهد عند الاساءات الى المقدسات المسيحية والى شخص قداسة البابا على مواقع التواصل عند زيارته الى الموصل؟
واذا كان المشهد محددا بالاساءة الى شخص غبطته والاتهامات له بشان العقارات دون مضامين ودوافع سياسية فلماذا لم يحصر باجراءات قضائية مع تصريح اعلامي وحيد من البطريركية؟
واذا كان المشهد خاليا من المضمون والانغماس السياسي فلماذا لم ينعقد المجمع السنهاديقي الكلداني؟
كيف يتم اعتبار المشهد ازمة او قضية وطنية ويتم التلويح بطلب التدخل الدولي فيها، ولكنها لا تعتبر قضية كنسية تستحق انعقاد السينودس لبحثها!!! التفسير الوحيد هو ان القضية سياسية المضمون والشكل وليست شان سنهاديقي يمس كل الكنيسة بل شأن بطريركي يخص شخص البطريرك. بل ونرى ان الاسقف سيروب، وهو احد اعضاء المجمع، يكتب بوضوح وبعبارات لا لبس فيها ان المشهد هو سياسي المضمون والشكل.
واذا كان الامر خاليا من المضمون والشحن السياسي، فلماذا لم تنحصر وقفة الراهبات الى صلاة في الكنيسة؟ ولماذا يتم اخراجهن في وقفة في ساحة التحرير وسط بغداد مع لافتات عن الكوتا المسيحية في مشهد يتطابق، شكلا ومضمونا، مع المظاهرات السياسية لحزب ابناء النهرين والزوعا في 30 تموز 2018 امام البرلمان في اربيل. (الصورة 3)
يقول الكتاب المقدس: لا ترموا جواهركم امام الخنازير.
تقول البطريركية، وهي صادقة في ذلك، ان بابليون لها مال سياسي توظفه في كسب الاتباع والموالين. ألم تتوقع البطريركية انه باعلانها في الاعلام عن مكان وتوقيت وقفة التضامن مع غبطته في ساحة التحرير فانها تدعو بابليون الى وقفة مضادة معروفة المضمون والشكل وفي نفس المكان والزمان مما يتطلب (وهذا الذي حصل) تدخل قوات الامن في مشهد مسيء الى الكنيسة قبل كل شيء وفوق كل شيء.
ان كنا ندري فتلك مصيبة، وان كنا لا ندري فالمصيبة أعظم.
انها السياسة التي من يدخل بحرها عليه ان يتوقع ملاطمة الامواج له، ولكنها، وللاسف، مكيافلية السياسة حيث الغاية تبرر الوسيلة.

الاختلاف في الخطاب والاداء للبطريركيتين الاشورية والكلدانية في الشان العام والانغماس السياسي يتضمن اختلافات اخرى من بينها انه في حين ان البطريركية الاشورية لم تسع الى خلق واجهات سياسية لها فان البطريركية الكلدانية خلقت الرابطة الكلدانية لتكون واجهتها السياسية. وبالنتيجة فانه في حين لم تدخل البطريركية الاشورية في اية اصطفافات سياسية فان البطريركية الكلدانية، كما سبق ايراده، دخلت في اصطفافات سياسية مع الزوعا حينها، ولاحقا مع الديمقراطي الكردستاني (قائمة حمورابي 2021) وهذا امر معروف في العمل السياسي بان تتبدل الاصطفافات مع تبدل موازين القوى وامكانات تحقيق اصطفافات مع اطراف اقوى.
كما نتلمس الاختلاف جليا في ان البطريركية الاشورية لم تكن يوما طرفا في السجالات بين احزاب شعبنا، بعكس البطريركية الكلدانية التي كانت طرفا في عدد من السجالات مع احزاب شعبنا ومن بينها الاحزاب الكلدانية (المجلس القومي الكلداني مثالا). الرابط 3

وتشمل دائرة الاختلاف أيضا قضايا ووقائع حصلت لشعبنا في تاريخه المعاصر وكان لها التاثير الكبير على وجوده وديموغرافيته ومستقبله، وفي مقدمتها مذابح السيفو عام 1915. ففي الوقت الذي تستذكر فيه الكنيستان والبطريركيتان الاشورية والسريانية مذابح السيفو وشاركت في اقامة النصب التذكارية لها او الاحتفاء بها فان البطريركية الكلدانية اعتبرتها حدث من التاريخ ووصفتها بصيغة تضمنت التبرير بانها احداث تحصل في الحروب وانه لا يجب تحميل تركيا ذلك، في حين ان البابا فرنسيس نفسه وفي زيارته لتركيا ادانها على انها جرائم ابادة.


خلاصة هذا المحور من القراءة في خطاب وفكر واداء البطريركيتين الاشورية والكلدانية هو انه في حين ان كلتاهما تمارس حقها في ابداء الراي والمواقف من الشان العام والقضايا القومية والوطنية التي تخص عموم الشعب والوطن، وبشكل خاص التي تهم شعبنا، فان البطريركية الاشورية تدرك وتمارس انها ليست مرجعية قومية بل مرجعية كنسية تتفاعل وتحتفل وتستذكر المناسبات القومية كاية مؤسسة اخرى، وتلتزم قولا وفعلا بعدم الانغماس في العمل السياسي وتفاصيله فهي تعتبره واجب المؤسسات والاحزاب السياسية، في حين ان البطريركية الكلدانية انغمست، وما زالت، في الفعل السياسي متدرجة من التاييد والاصطفاف دون المشاركة مع طرف مقابل اخر، مرورا بالمشاركة في الفعل السياسي وطلب المحاصصة من خلال واجهتها الرابطة الكلدانية، وانتهاء بطموح امتلاك اليد العليا في الشان السياسي والتحول الى مرجعية سياسية الى جانب المرجعية الدينية الكنسية، وهو طموح لا اعتقده سيتحقق يوما كونه خارج سياق مسار العصر.


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك 26 أيار 2023

ملاحظة واعتذار:
كنت قد هيكلت المقال ليكون جزءه اعلاه هو الثالث والاخير، ولكن متطلبات محور (الشان العام والانغماس السياسي) ومع المشهد الحالي انتج مقالا طويلا مما تطلب تاجيل ما تبقى الى جزء رابع واخير للمقال يتضمن:
الاداء الاعلامي والتعامل مع الآخر والشعبوية ونقاط اخرى مع خاتمة بتمنيات على بطريركيات شعبنا

الرابط 1 تصريح الزوعا ردا على كلمة البطريرك ساكو:
https://www.zowaa.org/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7/

الرابط 2: ترحيب بابليون بدعوة العشاء في البطريركية الكلدانية في 24 ايلول 2018:
https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=905032.0

الرابط 3: جزء من سجال البطريركية الكلدانية مع المجلس القومي الكلداني:
https://saint-adday.com/?p=19119

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044711

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044711

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index.php?action=dlattach;topic=1044711



الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shahriyar3
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا IMG

أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير شهريار
(داينمو الموقع)
(داينمو الموقع)
الامير شهريار


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Uouuuo10
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Awsema200x50_gif

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Ikhlaas2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Iuyuiooقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Fedhy_2قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Goldقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Bronzy1قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shoker1

البلد : العراق
مزاجي : عاشق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 9595
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
الموقع : في قلب بلدي الحبيب
<b>العمل/الترفيه</b> العمل/الترفيه : السياحة والسفر

قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا   قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Alarm-clock-icon27/5/2023, 9:50 am

الردود أدناه منقولة من هذا الموقعقراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Ankawa

اقتباس :
ليون برخو
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Index
رد: قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية: الجزء الثالث
« رد #1 في: 27.05.2023 في 07:38 »

اقتباس :

"للاسف نقول:أهلا بكم في العراق حيث الاساءات والتسقيط اللااخلاقي صفة ملاصقة للكباش السياسي.
نتمنى انتهاء التراشق خاصة بعد دخول مستشار الأمن القومي، السيد قاسم الاعرجي، على الخط وزيارته لغبطة البطريرك ساكو والسيد ريان الكلداني في نفس اليوم."


الخوري عمانوئيل يوخنا المحترم
شكر للمقال والتحليل
الذي يقحم نفسه في السياسة – وهي مهنة أصحابها لا ناقة لهم ولا جمل بتعاليم المسيح السمحاء وأركانها الأربعة: المحبة والغفران والتسامح والعطاء – لا يستطيع أن يتكئ على “إيماننا المسيحي” لأن وضعه سيكون بمثابة الذي يخلط ويجمع بين قيصر والله خدمة لمنفعة الأول وتنفيذا لمأربه.
وأغلب المواقف التي يتخذها البطريرك ساكو والبيانات التي ينشرها – وما أكثرها – لها غايات سياسية وأغراض خاصة وأهداف للنيل من معارضيه ومنتقديه وتصفية حساباته معهم رغم أن جلّهم من الكلدان. ولا يمكن النظر الى معركته الدونكيشوتية الأخيرة مع الشيح الكلداني خارج إطار هذا المنظار.
ولكن مع الأسف البطريرك ساكو لا يتقن لعبة السياسة ولا لعبة الإعلام. يتصور أن الدنيا هي تحت أقدامه مثلما داس بأقدامه على  التراث واللغة والطقس والفنون والأداب الكلدانية – أرقى ثمار الحضارة الإنسانية – ودمرها وقام بتأوينها (تعريبها) وتهميشها وتزويرها وانتحالها وتغريبها مقترفا ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية بحق شعبه وكنيسته ومع ذلك له من يناصره من الكلدان، فتصور انه سيفعل ذات الشيء في السياسة، وخاب ظنه، حيث جرى العكس وداس المتظاهرون في ساحة التحرير على صور مشينة له بالأقدام.
وهكذا ترى كيف حول تخبط البطريرك ساكو وجهله المطبق بالسياسة والإعلام غريمه الشيخ الكلداني الى رقم صعب لا يمكن تجاوزه بعد الآن، نتيجة تعثر البطريرك في الإعلام وغيره الى درجة أن الدولة العراقية وحتى المسؤولين الأجانب صاروا بسبب الفشل المدوي للبطريرك الكلداني يمنحون الشيخ الكلداني أهمية كبرى– والشكر لتخبط البطريرك ساكو – يمنحون الشيخ الكلداني أهمية ليست مساوية للبطريرك الكلداني، بل تفوقه بكثير: والدليل زيارة المسؤولين العراقيين والأجانب له في مقره تأخذ الأن منحى تصاعديا الى درجة أنه أصبح ندا في السياسة للبطريرك الكلداني، الذي أرى أن نجمه السياسي أخذ في الأفول.
الحكومة والسفراء والأجانب يقفون تقريبا على مسافة واحدة من الطرفين، والدليل أن السيد الأعرجي يتفاوض لإصلاح البين، والسفراء يطلبون من البطريرك التهدئة والتوقف عن شق صف المسيحيين والمبعوثين الأوروبين يزورون الشيخ الكلداني ...
الى أين ستأخذنا يا غبطة البطريرك ساكو، بعد أن حطمت تراث ولغة وطقوس وفنون أعرق كنيسة في الدنيا، الم يحن الآوان ان تجلس جانبا وتترك تشبثك بمسك الدفة بيد مرتجفة وسفينتنا تقاذفها الرياح العاتية؟
السياسي براغماتي لا علاقة له بالمحبة والغفران والتسامح والعطاء، أركان “إيماننا المسيحي” الأربعة. مصلحته تأتي قبل الدين الذي هو عليه. السياسي مشهود له أنه يمط النصوص، أي نصوص مقدسة كانت او نصوص قانونية او دستورية لأغراضه الخاصة ومنها إسقاط خصومه.
والذي يؤسس حزب وله قائمة انتخابية ويريد ان يصبح عضوا في برلمان مثل برلمان العراق وإن كان مسيحيا فكونه سياسي عليه بالبراغماتية أي إتباع أي وسيلة تحقق غايته وأغراضه ولن يستطيع اتخاذ “إيماننا المسيحي”، أي الإنجيل، نبراسا في تصرفاته ابدا.
قيل لسياسي هل أنت تكذب؟ أجاب: لماذا لا أكذب. أنا أقتل وأشن الحروب وأرمي الناس في السجون وأتحايل وغيره من أجل مصلحتي ومصلحة حزبي وبلدي فلماذا لا أكذب.
وقيل لسياسي لو لديك قديس ومجرم على وشك ان تلتهمها النار وبإمكانك أن تنقذ فقط شخصا واحدا، فمن تنقذ، قال: أنقذ الذي لي معه مصلحة. قيل له، حتى وإن كان المجرم؟ قال: إن كان المجرم يحقق لي مصلحتي فسأترك القديس يحترق ولا أكترث وأنقذ المجرم.
هذه هي السياسة وهذا هو مفهوم المحبة والعدل لدي السياسيين وكل من يلج هذا الدرب ويقحم نفسه فيه حتى وإن كان رجل دين على صدره صليب وتحت أبطه نسخة من الإنجيل هذا يكون ديدنه ولن يستطيع الخروج من إطار سيناريوات مثل هذه.
(نقلت الأمثلة أعلاه بتصرف من فيلسوف العلوم السياسية William Godwin وكتابه الذائع الصيت ” An Inquiry Into Political Justice ” )



الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة


قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا Shahriyar3
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية   الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا IMG

أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية الجزءالأول و الثاني والثالث/الخوري عمانوئيل يوخنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلداني :: مَقَالَاتٌ بِآرَاءِ اصحابها :: منتدى نشر الغسيل بين الفرقاء-
انتقل الى: