مع مَن هي معركة أهل عنكاوا ؟
توما عنكاوي
منذ فترة، يحاول جمال مرقس، ركوب موجة السخط والتذمر التي تجتاح أهل عنكاوا، للإيحاء بأنه " قائد " مسنود من قبل قيادة " البارتي " لايخاف أحدا، لاينام ليلا من تراكم الوجع في قلبه، حزنا على المظالم والأنتهاكات التي تطال عنكاوا! والكل يعرف، إنه في حقيقته، لايبحث سوى عن الظفر بمنصب، يعتبره تتويجا " لنضاله في قيادة الثورة الشعبية العنكاوية ".
اليوم وبعد ان وصل التذمر لدى شبابنا، مرحلة الأنفجار، يحاول تهدئة النفوس، وأمتصاص غضب الناس، حتى لاتفلت الأمور من يد السلطات. لذلك يقول إن الوقت غير مناسب للخروج في تظاهرة، ضد من خرج على القانون، وتطاول على أهل عنكاوا، متذرعا بحجج سلطوية عفى عليها الزمن. ليس لشيء، سوى لان سلطات البارتي لاتريد الخروج في تظاهرات في هذا الوقت.
من حق شباب عنكاوا الدفاع عن حقوقهم، ومطالبة السلطات بوقف الأنتهاكات ضد مدينتهم. وعلى الشباب وكل من تعّز عليه عنكاوا الحبيبة، أن لايحصر مشكلتها فقط بالمدعو فرنسي الذي تطاول على أهلها، بل علينا وضع حد لكل فاسد ومتطاول على القانون، مهما كان، وكائنا من يكون.
الجميع يعلم أن من يتطاول على القانون، هم في غالبيتهم الساحقة، أعضاء أحزاب السلطة، والمحسوبين عليهم، لذلك يتوجب إدانة المسؤولين الذين يسمحون لزبانيتهم، التطاول على الناس وخرق القانون، فهم يتحملون بالدرجة الاولى المسؤولية عن تصرفات أتباعهم. حتى الان لم يخرج مسؤول يشرح لنا سبب أن طباخيه وحمايته وخدمه وحشمه، يحق لهم، ولاقاربهم حتى في الخارج، التمتع بالحصول على الاراضي والهدايا والمنح، والتجاوز على القانون!!
القضية الثانية، على شبابنا أن لاينخدعوا بتحويل الصراع الى صراع مناطقي، بين أهل عنكاوا وغيرهم، أو من بات يطلق عليهم جمال مرقس، وغيرهم بـ " الغرباء ". فمشكلة عنكاوا ليست مع " الغرباء " بل هي مع سلطة لم تضع حدا للانتهاكات ضدها، وللمسيئين لها، ولمن قام خلال هذه السنوات بنهبها وتشويهها.
مطالبنا يجب ان تتركز في إعادة ما تم نهبه، ومحاسبة الفاسدين، ووضع حد للانتهاكات المستمرة ضد عنكاوا، وإعادة النظر في سياسة إظهار عنكاوا كواجهة علمانية " مفتعلة " لكردستان. فالعلمانية والديمقراطية لاتعني حتى في أكثر دول العالم علمانية وتطورا، نشر " العاهرات " في الشوارع، وإقامة البارات بين البيوت.
بناء دولة، وإقامة ديمقراطية حقيقية، يجب أن يبدأ ببناء الأنسان اولا في المدارس والجامعات، وإقامة المستشفيات المتطورة، والمعامل والمصانع، وليس المراكز التجارية الفخمة، التي تنهب الناس نهبا، على رغم أهمية وجود مثل هذه المراكز. عندها يمكن القول ان هناك ملامح علمانية وديمقراطية بدأت الظهور في كردستان كلها، وليس على الشكل المفتعل الخارق الغباء الذي يُقام في عنكاوا.
يا أهل عنكاوا الشرفاء وشبابها الشجعان .. في وقت نظام صدام حسين، كان هناك أيضا أفرادا تابعين له، من أهل عنكاوا نفسها، كانوا يقومون بنفس ماقام به المدعو فرنسي. وفي كل وقت وزمان للسلطة أتباع وعملاء يجدون أنفسهم فوق القانون. معركتنا هي معهم، وليس مع " الغرباء ".