وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 فبراير 2024 روما ـ ردت سفارة جمهورية العراق لدى الفاتيكان، على تصريحات للبطريرك الكلداني مار لويس ساكو، في 9 كانون الثاني/يناير الماضي، لدحض ما وصفته بـ”كافة الاتهامات” الموجهة من هذا الأخير للحكومة العراقية. وقالت السفارة في رسالة بعثتها لوكالة (آكي) الخميس، إن “النظام السياسي لم يقف من السيد ساكو أي موقف سلبي، بل كان العكس تماما، حيث تمت تهنئته من قبل جميع مؤسسات الدولة العليا حين تمت ترقيته الى رتبة كاردينال وعُد ذلك المنصب والمرتبة نصرا للعراق كله وليس للمكون المسيحي فقط كما ورد في بيان وزارة الخارجية آنذاك وجميع بيانات التهنئة التي صدرت وقتها من شخصيات ومؤسسات الدولة الرفيعة كتهنئة السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس مجلس النواب واغلب القيادات السياسية في البلاد”. وذكرت السفارة، أن “السيد ساكو استقبل أو زار رؤساء الحكومات المتعاقبة في العراق جميعاً، كل وزراء الخارجية، كما أجرى عشرات اللقاءات بالمسؤولين الحكوميين وقادة العملية السياسية (وبإمكان أي شخص التأكد من ذلك من خلال البحث على شبكة الانترنت عن أخبار وبيانات ومعلومات هذه اللقاءات)، وكل ذلك كان قبل اصدار المرسوم الجمهوري الخاص بإلغاء المرسوم السابق، والذي تحولت بعده لغة السيد ساكو الى خطاب مخاصم ومهاجم للعملية السياسية وقيادات البلاد وعن طريق اثارة قضية المظلومية المزعومة لمسيحيي العراق”. وأوضحت الرسالة، أن “المرسوم الجمهوري – مدار البحث – وفقا للإيضاح الصادر عن رئاسة الجمهورية بخصوص الغاء المرسوم السابق، جاء لتصحيح وضع دستوري، لان رئيس جمهورية العراق ووفقا للدستور لا يجوز له تعيين او اقالة رؤساء الطوائف الدينية، وخطوة سحب المرسوم لا تمس الوضع الديني أو القانوني للمومأ اليه، وبالتالي فهي تخلو من الجنبة السياسية، الاستهداف الشخصي أو استهداف المكون المسيحي كما حاول السيد ساكو تصويرها بعد ذلك”. وأشارت إلى أن “السيد ساكو اعترف في 15/7/2023 في بيان، أنه قرر الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد الى أحد الاديرة في اقليم كردستان العراق، منددا بما وصفها هو بانها حملة تشنها ضده حركة بابليون المسيحية، وهو ما يؤكد أن أصل مشكلة مغادرته بغداد هي خلافه السياسي مع جهة سياسية مسيحية وليس موقفه من الظروف التي يعيشها مسيحيو العراق كما ادعى، وأن جميع الادعاءات التي صدرت عنه بعد هذه الفترة هي ردود افعال تتعلق بهذا الشأن، حيث لم يتحدث السيد ساكو عن أي من هذه القضايا قبل اندلاع الازمة بينه وبين حركة بابليون”. وأكدت السفارة، أن “القاصي والداني، بمن في ذلك سفراء الدول العاملة في العراق والمنظمات الدولية وخطاب بابا الفاتيكان وخطاب السيد السيستاني خلال الزيارة التاريخية اثناء استقبال سماحته له في منزله بالنجف الاشرف، يشهد بالجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية خاصة فيما يتعلق بأمن واستقرار وحقوق المواطنين العراقيين من المكون المسيحي الكريم والخطاب الذي تبنته الطبقة السياسية جميعها وطوال السنوات الماضية والمتعلق باهمية دور هذا المكون الأصيل”. وذكّرت الرسالة، بأن “المكون المسيحي قد تعرض الى عملية تهجير مع باقي المكونات العراقية الاخرى من الشيعة والسنّة والايزيديين والشبك وغيرهم، في أكثر من جغرافيا على مستوى الوطن، على سبيل المثال فقد تم تهجير أكثر من مليون مواطن عراقي من محافظة نينوى جلهم من المكون السني، وعدد غير قليل منهم من المكون الشيعي من سكان مناطق تلعفر وكذلك من المسيحيين والايزيديين، وقد تعرض هذا المكون الى جرائم ابادة جماعية كارثية”، وعليه “فإن قضية التهجير طالت جميع المكونات على حد السواء، وقد عملت الحكومة العراقية وخلال السنوات الماضية على برامج العودة الطوعية للنازحين والمهجرين، وعاد الى المحافظات المحررة ملايين المهجرين بفضل الجهود المبذولة من قبل الحكومة، وبشهادة المنظمات الدولية التي ساعدت العراق في تنفيذ هذه البرامج”. ولفتت السفارة، إلى أنه “فيما يتعلق بتمثيل المكون المسيحي في مجلس النواب، فانه ووفقا لقانون الانتخابات العراقي في الفصل الرابع والمادة 13 منه ، يتكون البرلمان من 329 نائباً، يتم توزيعهم على 320 مقعداً على مختلف محافظات العراق و9 مقاعد كوتا، يخصص منها 5 للمكون المسيحي في محافظات بغداد ونينوى وكركوك ودهوك واربيل”، أما على صعيد التمثيل الحكومي “فانه لم تخل أي حكومة من الحكومات التي تشكلت بعد عام 2003 من وزير مسيحي في وزارة مهمة، اضافة الى وجود نخبة مهنية منهم في مفاصل الدولة العراقية وفي كل المؤسسات وعلى جميع المستويات”. وذكرت الرسالة، أن “من باب الصدف المهمة أن وزيرة الهجرة والمهجرين في حكومتين متتاليتين تنتمي إلى المكون المسيحي الكريم، وقد كانت في مقدمة المضطلعين بملف عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين العراقيين”، وقد “أولت الحكومتين أهمية وأولوية لهذا الملف وتم تخصيص موازنات كبيرة له”، وعليه “فان ادعاء تهميش هذا المكون الكريم هو محض افتراء وادعاء لا دليل عليه، بل ان الواقع يثبت العكس تماماً”.