مقدمة: أزمة القيادة الروحية في قلب القاهرة، تقف الكنيسة الكلدانية شاهدة على عقود من الإيمان والخدمة. كانت منارةً للروحانية والمجتمع، لكنها اليوم تواجه أزمة غير مسبوقة أثارت استياء أبناء الطائفة. تحت قيادة الاب بولس ساتي، تحوّلت الكنيسة من بيت يجمع المؤمنين إلى مكان تثير ممارساته تساؤلات عديدة عن الأهداف الحقيقية لإدارتها.
النقطة الأولى: منبر الوحدة إلى دائرة التمييز كانت الكنيسة الكلدانية دومًا تحتضن جميع أبنائها بروح المساواة، إلا أن الواقع الحالي يرسم صورة مغايرة. يُتهم الاب بولس ساتي بالاهتمام بعائلة واحدة فقط، مُهمِلًا باقي أفراد الطائفة. يظهر هذا بوضوح في المناسبات الطقسية التي أصبحت أشبه باستعراض إعلامي خالٍ من الروحانية، مما جعل العديد من العائلات تشعر بالتهميش. هل تحولت الكنيسة إلى واجهة دعائية بدلاً من كونها منارة للمحبة والوحدة؟
النقطة الثانية: النادي الليلي خلف الكنيسة في تصرف أثار غضبًا واسعًا، تم تحويل المنطقة الخلفية للكنيسة، التي كانت في الأصل المنفذ الوحيد لدار المسنين، إلى نادٍ ليلي يستضيف حفلات غنائية ورقص وشرب الخمور يوميًا حتى ساعات متأخرة من الليل. المفارقة أن رواد هذا النادي لا ينتمون للطائفة الكلدانية، مما يجعل السؤال ملحًا: كيف يُسمح بأن تصبح أرض الكنيسة مكانًا لممارسات تتنافى مع قدسيتها؟ المطالبة: إعادة هذه المساحة لخدمة الطائفة ودار المسنين الذي كان يخدم كبار السن باحترام وكرامة.
النقطة الثالثة: تدمير التراث الديني في خطوة صادمة، تم هدم هيكل سان أنطوان البدواني، الذي كان جزءًا من تراث الكنيسة، ليُستبدل بطاولة “بينج بونج” لخدمة مرتادي النادي. لم يكن هذا القرار مجرد إهمال للرموز الدينية، بل رسالة واضحة على أن المصالح الترفيهية تفوقت على القيم الروحية. المسؤولية: الحفاظ على رموز الكنيسة وموروثها الذي يجمع بين الإيمان والتاريخ.
النقطة الرابعة: غياب الشفافية المالية رغم أن إيرادات الكنيسة ودار المسنين تتجاوز 500 ألف جنيه شهريًا، إلا أن توزيع هذه الأموال يفتقر إلى الشفافية. في الوقت الذي لا تحتاج فيه الطائفة لأي دعم مالي، يُثار تساؤل: أين تُصرف هذه الأموال؟ بينما تُستخدم في أغلب الأحيان لأغراض شخصية مثل السهرات في البارات والكافيهات وشرب الشيشة. الحل: تشكيل لجنة مالية مستقلة لمراجعة الإيرادات والتأكد من تخصيصها لخدمة الكنيسة والطائفة واحتياجاتها.
النقطة الخامسة: الحاجة إلى قيادة جديدة في ظل كل هذه التحديات، تتزايد الدعوات لاستبدال الاب بولس ساتي بقيادة جديدة تعيد الكنيسة إلى جذورها الروحية والاجتماعية. كما تُوجّه أصابع الاتهام إلى البطريرك ساكو بالتغاضي عن هذه الأوضاع، مما يعزز شعور أبناء الطائفة بأنهم فقدوا الدعم الذي كانوا يتطلعون إليه. الأمل: تعيين مدبر جديد قادر على قيادة الطائفة بإخلاص وإعادة الروحانية التي افتقدتها الكنيسة.
خاتمة: نداء للعودة إلى الجذور الكنيسة الكلدانية في مصر لا تزال تمتلك القدرة على استعادة مجدها إذا تم اتخاذ قرارات جريئة لإصلاح الأخطاء الحالية. أبناء الطائفة يدعون إلى إصلاح حقيقي يعيد للكنيسة مكانتها كبيت للعبادة ووحدة للمجتمع. “نؤمن أن نور الكنيسة لم ينطفئ، لكنه بحاجة إلى قيادة تعيد إشعاله من جديد بروح الإيمان والعدل.” كادر الموقع في مصر
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان