لـيسعى الحـزبان الكلدانيان الى مراجـعـة أخـطائـهمـا !
إن تـبادل الأفكـار بين السالكين في دروب العـلـوم مِـن فلسفية ومنطـقـية ونفسية واجتماعـية واقتصادية وسياسية بهـدف الوصول الى الأصـوب من الأفكار الـبنـّاءة المقـرونة بصفاء النـوايا والمؤمنة بقضيتها الجـوهـرية المتمحور حـولها النقاش هو أنـجـع السُبـُل وأجـداها للوصـول الى كُـنـه الحقـيقـة المُـضيـَّعـة عـمداً أو جهـلاً ، لأن تـبادل الأفـكار يـقـود المتحاورين الى نـُضـج فـكري أوسع ويرتقي بهم الى مـدى ثـقـافي وواجتماعي وإنساني أسمى ، يـُضفي بهم الى اكتشاف مكامن الضعـف والقـوة فى تـوجهاتـهم الفـكرية ومِن ثـم يـؤدي الى تـغـيير الإنطباع والتـصور اللذين يملكونهما حـول ما هم مخـتـلـفـون عليه ، كما أن هذا النـُضج الفـكري يُساعـدهم على الإلـتـقاء بقـناعات مشتركة والتـوافـق بـوجـهات نـظـر ذات مضامين مُجـدية فـيها وضوحٌ وعـُمـق وموضوعـية ، ويـدفـعـهم الى تـحـديـد سقـفٍ لكُلِّ الأفـكار والآراء المطروحة لـتـُجـرى عليها صياغـة تـَقـَدُّمية شاملة باسلـوبٍ ديمقراطي مـتـفـتـِّح . هذا الذي ينبـغي أن يحصل إذ لا خلاف لديكم وإنما اختلاف في السُبـُل وآليات العـمـل لتحقيق الغاية الـواحدة المشتركة .
وليس مِن شكٍّ بأن الإختلاف في الفـكـر والرأي بين ذوي الإيديولوجية المشتركة هي ظاهرة صحية مقـبـولة وحالة تـقـدمية ضرورية للإنتقال مِن مـوقع أدنى الى موقع أسمى أكـثر تـطـوراً من اـلناحية الإجتماعية تجاه أيِّ عـمل تنظيمي جماعي ، لذلك نـدعو أعضاء الحـزبين مِـن القياديين بمختلـف مستـوياتـهم والكـوادر المتقـدمة أن يبادروا الى عـقـد اجتماع أو مؤتمر عام لبحث الإختلافات التي حالت دون تـوحيد مـوقـفـهما ووضعـها جانباً مهما كانت طبيعتـُها ودوافـعـُها ، والسعي الجاد لحسم الإختلافات العالقـة آخـذيـن بـنظـر الإعـتبار الأمـور مِن زاوية الـشعـور الـقـومي والـوعي الـوطـني وتـَحَـمـُّل كامل المسؤولية تجاه أمتنا الكلدانية المتعـرضة آنـياً لهجمةٍ شرسة منظمة عبر مختلف الوسائل الإعلامية التابعة لقيادات الكلدان النساطـرة ( منتحلي التسمية الآشورية المزيفـة) الإنفصالية والمُفعمة دواخِـلـُها بقـيح الحـقـد الكريه . أرجو أن تـَدعـوا نصب أعـيـُنكـم مصلحة أبناء قـومكم في المقـام الأول متجاوزين الأنانية الذاتية والمصالح الشخصية ، إسعـوا الى ترسيخ وحـدتـكم الـفكرية والـتـنظـيمية لأنها الكفـيـلة بتوسيع شعبـيـتـكم .
كم نتمنى أن يـكون مؤتمرُكم المُـقـترح فاتحة خير لتجاوز الخلافات وتعميق الحـوارات الديمقراطية التي يجـب أن تـُقـرَن بصدق النـوايا والشفافية الروحية ، لتخـرجوا من خلالـه بنـتائـج طـيـِّبة وحتميـة بالإتـفاق على برنامج سياسي مستقبلي ، أجـمـعـتم عليه بعد تمحيصكم لمسيرتكم النضالية طـوال الفـترة المنصرمة . عليكم طـَيَّ صفحة كـُلِّ ما حصل من السلبيات والأخـطاء في الماضي وفـتـح صفـحـة بيضاء بذهنيةٍ منـفـتحة ، فليكن برنامجكم إصلاحياً ديمقراطـياً يحمل فكرة التغـيـيـر الشامل ويـُفـضي الى اختيار عناصر قـيادية شابة مفعـمة بالنشاطـ وقادرة على الـوقـوف بـوجه التحـديات الراهنـة . لنا وطـيد الأمـل بحـزبـيـنا الإتحاد الـديـمقراطي الكـلداني والمجلس الـقـومي الكـلداني أن يسعـيا معاً الى الـتغيـيـر الذي يـُرضي جـميع المخلصين والشرفاء من أبـناء شعبنا الكـلداني الذي جعـلت منه القـوى السياسية المتناحـرة ضحـيـة ً لصراعاتـها بتأليـبها عـليه أشرس أحـزاب الكلدان النساطرة ( دعاة الآشورية المزيـَّفـة) هما الحـركة اللاديمقراطية الشوفينية والمجلس اللاشعبي المشبـوه ، حيث أوعـزا لمأجـوريهما المُرتـزقة من أبناء الكلدان الضالين ، للتمادي في الإفـتراء والتجنـّي على الكلدان ومؤسساتهم وتنظيماتهم . يا لبئسَ أفـعـالهم المُشـينة التي تـنـتـصر للباطـل وتـُعادي الـحـق ! هـذه الأفـعال التي لا تصـدر إلا عن فاقـدي الكـرامة والضمير اللاهـثي وراء الدولار الحـرام ! ! !
الشماس كوركيس مردو
عضو الهيئـة التـنـفـيـذية
للإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
في 30 / 5 / 2010