كل كـلـداني يرفع راية الكلدان هـو ناطق بإسم شـعـبنا الكـلـداني
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
كم من مرة نـُحَيّ شخـصاً تحـية بإستـخـدام أيادينا أو بإيماءة من عـيونـنا أو بإنحـناءة من رأسنا تـعـبـيراً عـن ترحـيـبنا به وإعـتـزازنا ، فـأياديـنا وعـيونـنا ورأسنا هي أقسام مِن جـسمنا تمثـل شخـصنا حـين نؤدي بها حـركات معـبِّـرة عـمّا يجـول بخـواطـرنا . وعـندما يؤلمنا أصبعـنا أو كـتـفـنا أو ساقـنا أو سِـنـُّـنا أو أيّ جـزء من جـسدنا فإن الجـسمَ بكامله يمثـله ويستـنـفـر متأثـراً به فـيئنّ له . وفي عِـرفِـنا الإجـتماعي وتقاليـدنا الشرقـية وربما الغـربـية أيضاً فإن الإبن يمثــّل أباه والأخ الأكـبر يمثل أهـله في المناسبات دونما حاجة إلى وكالة رسمية ، أليس شخـص السفـير فـرداً واحـداً يمثل حـكومته وشعـبه تعـداده بالملايـين ، وهـكـذا الموظف في عـمله يمثل نظام دولته وشعـبه في أداء واجـبه ، إن ما نـريـد قـوله من كـلامنا هـنا هـو أنّ علاقة وثيقة تربط الأجـزاء مع بعـضها في المجـموعة ، فإذا تـَحـركَ الجـزءُ إنـتـبَهَتْ المجـموعة والعـكس بالعـكس ، مثـلما نطبع حـرفاً بـين الكـلمات عـلى شاشة الكـومـﭙـيوتر فإن المقال يتحـرك بكامله . وربّاط الحـديث (كما نقـول بالعامية) هـو أن شعـبنا بكافة تسمياته ينطق بلغة واحـدة وله تأريخ واحـد بالإضافة إلى الدين الواحـد ، نمثـل فـيه نـحـن الكـلـدانيون قـسمه الأعـظم ، ولكن إخـوانـنا والداخـلين في أقـفاصهم من أبنائـنا يريدون تـهميش إسمنا مِن خـلال طمس هـويتـنا بهـدف إلغاء وجـودنا ومَحْـو ذكـرانا من الخارطة الديموغـرافـية لعـراقــنا ، ولستُ أدري ما الذي سـيربحـونه من غـيابنا ، إنه منطق غـريـب الأطـوار قـذر الأدوار ، لم يـَرد مثـله في كل الأمصار ولا يخـضع حـتى لقـوانين الأقـدار . أيّ أخـُوَّة هـذه ! قـد يتـنافـس الإخـوان نعـم ، قـد يتـسابق الإخـوان بلى ، قـد يتـزاعـل الإخـوان آمين ، ولكـن لا يتـنـكـّر أحـدهـما للثاني إلاّ إنْ لم يكـُـنوا إخـواناً ! وعـنـدها فإن معادلة رياضية أخـرى تربطهـما ، فإذا كان إخـوانـنا من النوع الأخـير فـهـذه مسألة بسيطة وسنعـرف أنّ حُـسنَ ظـنـنا وطيـبة أخلاقـنا كانا سـهـواً منا أو لم نــُجــِدْ إستـخـدام حاسبتـنا ، وبالتالي لا يـُجـديان نفـعاً مع مَن نعـتـبرهم لـنا إخـواناً وينكـرون أخـُوَّتــَهم معـنا عـلـناً ، ولن يكـون أمامنا إلاّ الإقـتـداء بقـول ربّـنا في إنـجـيل متى 10 : 33 حـينـئـذ كل أرض تـسقى بما ينزل عـليها مِن أمطار سمائـنا ، عالِـمينَ أنّ مَن يتـنـكـّر لقـوميته الكلدانية حـرٌ ، ومبارك له إخـتياره ولا تهـمنا فـلسفـته ، وليكـتب غـداً ما يرغـبه هـو أو غـيره ؟
قـرأنا من كتابات البعـض أن مهمة الكـنيسة الكاثوليكية للشعـب الكـلداني روحـية ولا عـلاقة لها بالقـومية بحـجة أن الله قال وقـيصر حـكى ، والبعـض الآخـر يقول أن الناشطين الكـلدان ليسوا مخـولين للتكلم بإسم شعـبهم لأنهم أفـرادٌ ، وراح غـيرهم الذين يتأنـّـقـون بهـندامهم ولا يزال فـكـرهم أسير في كـهـوف ظلامهم يتجاوزون كـمَن لهم سلطة ويقولون أن الإتحاد العالمي للكـتـّاب الكـلدان غـير قانوني ولم يجـتمع مرة في مكان ولم يُـنـتـَخـَبْ وعـليه لا يحـق له كتابة رسالة بإسم الكـلدان ، و يدّعي آخـرون أن التـنـظيمات الكـلدانية ليس لها وزن طالما لم يُـصوّت لها الناخـبون ، إذن السكـوت فـرض عـلى الجـميع ، ولكـن هـؤلاء الكـتبة المخـْلِصين الحـريصين عـلينا نحـن الكـلدان لم يـذكـروا لنا الجـهة أو الشخـص الذي يحـق له التكـلم بإسمنا ! كما لم يعـلنوا لنا ما هـو دَورنا ، ومَن هم أولئك الذين يحـق لهم أن يسمعـوا صوتـنا ! ولم يوجّـهـونـنا إلى أين نـذهـب ونبشر برسالتـنا ، ولم يضـعـوا لنا جـدولاً كي نعـرف متى نـذهـب لـنـنام في فـراشنا ، ومتى نصحـو ، ومتى نشتغـل ، وماذا نطبخ وهل يحـق لنا أن نشتهي الـﭙاﭽـة ونأكـلها ! وهـل نصلي أم ماذا نصلي ومَن نـذكر في صلواتـنا ! حـقاً إن هـؤلاء الأوصياء عـلينا ساذجـون أميّون ونقـول لهم : إنّ كل كلدانيّ يرفع راية الكـلدان هـو ناطق بإسم شعـبنا الكـلداني .