شاهد من شاهد اللقاء الذي بثته قناة البغدادية مع يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية، وكيف تنكر فيه السيد كنا للوجود القومي الكلداني علنا واعتبره طائفة آشورية تتبع البابا مذهبياَ عندما قال بالنص"كل آشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسموه كلداني أوتوماتيكياً"!!. بدون تعليق على كلمة أوتوماتيكياً!!؟؟. (الرابط الأول).
ربما كان يظن السيد كنا بأن الكلدان سوف لن يشاهدوا تلك المقابلة، فكان صريحاً وواضحاً في اجابته التي يؤمن بها والتي طالما بقت مكبوتة في دواخله...
وهنا يؤكد السيد كنا، وكما هو عهده دائما، بأنه سائر على النهج نفسه الذي حددته مباديء وأهداف حركته الداعية الى الغاء الوجود القومي الكلداني، وان التسميات السياسية الثنائية والثلاثية المصطنعة حديثاً لن تحيده عن مبادئه وفكره الآشوري الذي يؤمن فيه ويناضل من أجله، وبهذا فهو (اي السيد كنا) سيبقى قائدا ورمزا وفياً لدى جماهير حركته ولن يخيب آمال شعبه الآشوري.
وهذا دليل واضح ودون وجود اي مجال للشك أو الـتأويل أو التحجج بأن أي كلداني ينتمي الى الحركة الديمقراطية الآشورية عليه ان ينكر قوميته الكلدانية ويستبدلها بالآشورية.... أوتوماتيكياً..
والغريب في الأمر أمام هذا الفعل المشين، وأمام أوتوماتيكية السيد كنا، لم نقرأ تعقيباً ولا انتقاداً لما جاء في كلامه من قبل أصحاب الأقلام الثرثارة والمأجورة التي ركبت القطار السريع، وكأن جميع حواسهم قد أصابها العطب..
وبالرغم من كون الغاء الوجود القومي لأي شعب كان من قبل اي شخص او تنظيم او نظام يعتبر تجاوزاً على تلك القومية وجريمة بحق ابنائها، وبالرغم من ان السيد كنا عضو في البرلمان العراقي وبذلك يمثل الشعب العراقي بكافة مكوناته وتقع على عاتقه واجبات وطنية وأخلاقية في المحافظة على كافة المكونات القومية والطائفية واحترام خصوصياتها وارثها الحضاري، وان الغائه للقومية الكلدانية تعتبر اهانة للدستور وللبرلمان وللشعب العراقي من ثم لتاريخ العراق. وبالرغم من سياسة حركته (الحركة الديمقراطية الآشورية) المعادية للكلدان، الاّ انه من جانب آخر يستحق الثناء، وأؤكد بأنه خير من يمثل إخوتنا الآشوريين، لأنه لم ينحرف عن مباديء حركته التي يقودها والتي تدعو الى الغاء القومية الكلدانية من التاريخ والجغرافيا، ولأنه لم يساوم على تسمية شعبه القومية يوماً، ولن يتعامل مع من يلغيها ان وجد.
فهنيئاً للشعب الآشوري بهكذا زعيم.
كما نعلم بأن السيد يونادم كنا عضو في ما يسمى بتجمع تنظيمات شعبنا، وبالتأكيد تنكره الصريح للقومية الكلدانية العريقة وتشويهه للتاريخ يتناقض مع فقرات المباديء العامة للتجمع ويخل بنظامه الداخلي، فالمفروض ان يطلب منه في التجمع بالإعتذار العلني من الكلدان على الأقل، او طرده من التجمع، اذا كان هذا التجمع صادقاً بنواياه ويحترم حقاً جميع المكونات والتسميات القومية فيه.
وفي سؤال مباشر من شبكة عنكاوا للجميع الى السيد ضياء بطرس سكرتير المجلس القومي الكلداني ونصه "ماهو ردك على السيد يونادم كنا في برنامج سحور سياسي التي بثته قناة البغداديه عندما قال كل اشوري يصبح كاثوليكي تابع لروما يصبح كلداني؟
أجاب ضياء بطرس: كان المفروض من الاستاذ يونادم كنا ان يقول ان الكلدان او الاشوريين او السريان هي ثلاثة مسميات تاريخية لشعب واحد وقومية واحدة ولا فرق بينهم" ( الرابط الثاني).
وهذا الجواب من سكرتير لتنظيم كلداني ليس كافياً، وانما كان المفروض منه أن يقول وبكل جرأة ودون تردد ودون مجاملة بأن السيد كنا قد أخطأ بحق الشعب الكلداني والقومية الكلدانية، وبحق التاريخ والدستور العراقي، وهو مطالب بالإعتذار رسمياً وعلناً من الشعب الكلداني.
كما كان المفروض من المجلس القومي الكلداني أن يصدر بياناً استنكارياً بهذا الخصوص، وأن يتخذ موقفاً صريحاً تجاه علاقاته مع الحركة الديمقراطية الآشورية رداً على هذه الإهانة.
وغداً او بعد غد سيجلس الإثنان معاً وحول طاولة مستديرة في "تجمع تنظيمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري" هذا التجمع المثير للجدل والذي يدعي أصحابه بأنه خلق لخدمة الكلدان والآشوريين والسريان على حدٍ سواء، يا ترى هل سيطلب الأخ ضياء تفسيراً مقنعاً (ولو دبلوماسيا مصنعاً) من السيد كنا، ام سيهمل القصة وكأن الأمر لا يهمه وليس من اختصاصه..؟؟؟
وإذا كان اخواننا الآشوريين في تجمع تنظيمات شعبنا بهذه الدرجة من الحقد والعنصرية والكراهية تجاه القومية الكلدانية الى حد مسحها من الوجود، فما الذي يدعو الى ان يبقي اي فرد كلداني يحمل ولو الحد الأدنى من الغيرة لشعبه وقوميته عضوا في هكذا تجمع؟؟؟.
واذا كان أعضاء هذا التجمع يتظاهرون بالبكاء والعويل عند مقتل مسيحي هنا وتفجير كنيسة هناك، ولكنهم بأنفسهم يبيدون قومية وشعب من الوجود، فهل هؤلاء يعتبرون قتل انسان جريمة لا تغتفر، بينما إبادة شعب مسألة فيها وجهة نظر؟؟؟!!. اذاً اصبح الأمر معروفاً للجميع، بأن الشعارات الوحدوية الرنانة التي تطلقها الأحزاب والتنظيمات االآشورية ليس لها اي مصداقية، وما هي الاّ مجاملات لتوهيم الكلدان وتخديرهم والإلتفاف عليهم وعلى حقوقهم.
فهل يا ترى سنشهد قريباً موقفاً جريئاً وشجاعاً من قبل الأخ ضياء بطرس يحدد فيه علاقة المجلس القومي الكلداني بما يسمى (تجمع تنظيمات شعبنا)، ليعود المجلس الى الصدارة في التصدي لكل من يحاول المس بحقوق شعبنا الكلداني وخصوصياته..هذا ما نأمله.