إيضاح مهم من مطرانية زاخـو ونوهـدرا حـول الأحـداث الأخـيرة في زاخـو ودهـوك / مطـرانية زاخـو ودهـوك

صـرّح ناطـق رسمي بإسم مطرانية زاخـو ونوهـدرا حـول الحـوادث المؤلمة التي جـرتْ في زاخـو وسـمّـيل وشـيّـوز ودهـوك بما يلي :


كـيف بـدأت الأحـداث ؟

حـضر المصلـّـون المسجـدَ في مدينة زاخـو يوم الجـمعة الموافـق 2 / كانون الأول / 2011 للصلاة، فإستـمَعـوا أولاً إلى خـطبة إمام المسجـد الملا إسماعـيل عـثمان السنديثم أدّوا صلاة الجـمعة، وبعـدها خـرج قـسم منهم وساروا إلى محـل للـتـدليك (مساج) وأحـرقـوه ثم إلتحـقـتْ بهم مجـاميع أخـرى من الشباب الطائش في الشارع وتـوجّـهـوا سوية إلى محـلات واقـعة في الشارع العام قـرب دار المطـرانية تعـود مُـلكـيّة أبنيتها للكـنيسة، والتي إستأجـرها أبناء شعـبنا المسيحي فإستـخـدموها لبـيع المشروبات الكـحـولية ، فـعـبث أولئك المخـرّبون بها وكـسّـروا واجهاتها ثم أحـرقـوها أيضاً (كـما ظـهـرتْ واضحة في أفلام الـﭬـيديو والتي نـُـشرت مؤخـراً عـلى مواقع إلكـترونية عـديدة).

وبعـد ذلك توجّه بعـض من هـذه الجـماعات إلى الفـنادق والكازينوهات والمحلات الأخـرى لبـيع المشروبات الكـحـولية الواقـعة في محـلة العـباسية والعائـدة ملكـية أبنيتها إلى الكـنيسة أيضا فأحـرقـوها مثل سابقاتها. وفـيما كانت الأحـداث هـذه جارية حاولتْ تلك المجاميع المعـتـدية إقـتحام محـلة النـصارى ودار المطرانية من محاور ثلاث، وعـندها إتـصلنا فـوراً بقائمقام قـضاء زاخـو والجـهات الأمنية في المدينة لتـوضيح الموقـف لهم وطـلب المساعـدة منهم، إلاّ أنـّـهم لم يستـطيعـوا الإستجابة إلى طلبنا لإغاثـتـنا بسبـب إنـفلات الوضع الأمني في المدينة، وفي ذات الوقـت إتصلتُ بسيادة المطران ربّان القـس ووضعـته في الصورة فأسرع بدَوره وإتـصل بالجهات المسؤولة والمخـتـصة ناقلاً لهم وصفاً للأحـداث المتـفاقـمة في مدينة زاخـو وفي هـذه اللحـظات إنبرى الأب ﭙـولص حـنا الهـوزي بغـيرته الكـهـنوتية وإقـدامه الشجاع مع ولـدَيه ونخـبة متحـمّسة من شبابنا الذين كانـوا متواجـدين في مكان الحـدث مع حـراس المطرانية الرسميّـين وحـرّاس مركـز هـيزل وبتوجـيهات الأب جـوني داود فـتـصدّوا لتلك المحاولات وأرغـموا العابثين بسلام المنطقة وأمنها إلى التراجع ومغادرة المكان، وخلال تلك الأحـداث كان السيد أمير ﮔـوﮔا عـضو ﭙـرلمان كـردستان العـراق متواجـداً ومشاركاً شبابنا للتصدّي والدفاع عـن دار المطرانية والكـنيسة . وحـينها حـضر الآغا (عـمر بشـّار آغا السندي) مع مجـموعة من رجاله إلى دار المطرانية للإطـمئـنان ومتابعة الموقـف عـن كـثب ، وبعـد ساعـتين من تلك الأحـداث عـلِـمنا أن قـوات الأمن القادمة من دهـوك قـد سيطـرتْ عـلى الوضع الأمني للمنطقة ، ونحـن إزاء هـذه الأحـداث وردَ إلينا أن محلات لبـيع المشروبات الكـحـولية العائـدة لأبناء شعـبنا وإخـوانـنا اليزيديّـين في سمّـيل وشـيوز قـد تم حـرقـها هي الأخـرى .

وفي ليلة الجـمعة / السبت وفي الساعة الثانية والنصف بعـد منـتـصف الليل قامت مجاميع عابثة جـديدة أخـرى بحـرق نادي نـوهـدرا الإجـتماعي الثـقافي الكـلداني لأبناء شعـبنا المسيحي والتي تـعـود ملكـيته إلى الكـنيسة الكـلدانية في دهـوك .


تـطـوّرات الأحـداث في يوم السبت اللاحـق :

حاولتْ مجاميع مماثـلة حـرق محلات جـديدة في شارع نـوهـدرا / دهـوك إلاّ أنّ رجال الأمن والشرطة مع أفـراد الـﭙـيشمرﮔـة كانوا مسيطرين عـلى الوضع الأمني كاملاً فـلم يتـجـرّأ أحـد من أولـئك عـلى الإخلال بالنـظام أبـدأً. وهـنا حـضر أصحاب السيادة كـل من المطران بشار وردة والمطران ميخائيل مقـدسي إلى دار المطرانية في زاخـو لمتابعة الأحـداث والإطمئـنان عـلى أبناء شعـبنا المسيحي كافة في المنطقة إلى أنْ هـدأتْ الأحـوال وإستـقـرتْ الأمور، فـيما كان المطران لويس ساكـو وألمطران أميل نونا بإتصالاتهم المستمرة معـنا لمتابعة الموقـف ومعـرفة ما الذي يحـدث لحـظة بلحـظة . وأثـناء إضطراب الوضع كـنـتُ في إتـصال مستمر مع المعاون الـﭙاطريركي سيادة المطران شليمون وردوني ليطـّـلع عـلى ما يجـري من أحـداث طارئة عـنـدنا وبدَوره ينـقـل الخـبر إلى غـبطة الـﭙاطريرك مار عـمانوئيل الثالث دلـّي الموقـر الذي إتـصل بنا مشكـوراً في يوم الأحـد 4 كانون الأول مستـفـسراً عـن أوضاعـنا.

وقـد إتـصل سيادة المطران جـبرائيل كـساب تلفـونياً بنا إلى دار المطرانية حال سماعه بالأنباء ليطمئـن عـلينا وعـلى أبناء شعـبنا وعـلى المنطقة بصورة عامة ، فـيما كانـت مقالات وإستـنكارات تملأ صفـحات المواقع الإلكـترونية من قِـبَـل أبناء شعـبنا المسيحي والمتعاطـفـين معـنا من جـميع الملل وغـيرهم .


موقـف أحـزابنا السياسية حـول الأحـداث:

إن موقـف أحـزابنا السياسية حـول الأحـداث التي نحـن بصددها كان موقـفاً مخـجـلاً ومحـبطاً للآمال المعـلقة عـليهم ولا يعـدو أكـثر من حـبر عـلى الورق من خلال إستـنـكاراتهم في الصحـف المحـلية والمواقع الإلكـترونية ، فـقـد كانـوا بعـيدين عـن مجـريات الأمور وكأنها لا تخـصهم ، حـيث ( وبعـد حـين ) كـتبوا إستـنكاراتهم كالغـرباء وبعـد أيام حـضر وفـد منهم إلى دار المطـرانية للإستـفـسار والإطـمئـنان . ومنـذ ذلك اليوم وإلى الآن لا تـزال وفـود الأحـزاب السياسية الموجـودة في المنـطـقة ورؤساء العـشائـر والإخـوة مخـتارو القـرى يـزورونـنا ويطمئـنونـنا ويُـبـدون إستعـدادهم لـصدّ الأذى عـنا ونخـص بالذكـر الأستاذ سـربسـت سـندوري أمين سـر فـرع الحـزب الديمقـراطي الكـردسـتاني - فـرع زاخـو الذي يواصل بإستـمرار إتـصالاته وإستـعـدادات الحـزب ليل نهار لمنع تـكـرار مثـل هـذه الأعـمال التخـريـبـية .


يوم الجـمعة بعـد جـمعة الأحـداث:

إن أئـمّة الجـوامع في أنحاء زاخـو كافة وتوابعـها خـصّـصوا خـطـبهم يوم الجـمعة 9 كانون الأول لتـوجـيه المصلـّـين وإرشادهم نحـو الإلتـزام بالهـدوء والتعايش السلمي بـين أبناء كـردستان بمخـتلف إنـتماءاتهم الدينية والقـومية وإالإحـترام المتبادل بـين الجـميع .
وجـدير بالذكـر فـقـد أمـر السيد الرئيس مسعـود البرزاني تـشكـيل لجان تحـقـيقـية لمعـرفة الجـهات التي تـقـف وراء تلك الأعـمال المخـلة بالأمن العام والتي تـزرع الفـتـنة بـين الإخـوة أبناء الوطن الواحـد ، ولجـنة أخـرى لتعـويض المتـضـرّرين نـتيجة لتـلك السلوكـيات التخـريـبـية التي ليست من شِـيمة أبناء شعـبنا في كـردستان العـراق .

وفي الخـتام نـقـدّم جـزيل شكـرنا إلى أبـينا الكاردينال مار عـمانوئيل الثالث دلـّي ، وإمتـنانـنا للسيد مسعـود البرزاني رئيس إقـليم كـردستان العـراق لموقـفه الحـريص عـلى سلامة أبناء كـردستان بمخـتلف إنـتـماءاتهم ، وكـذلك نـكـرّر شكـرنا لجـميع السادة مطارنـتـنا الأجلاء الذين حـضروا أو الذين لم يستـطـيعـوا الحـضور لأسبابهم الخاصة وكانوا يواصلون معـنا الإتصالاات والصلوات من أجـلنا ، وفي ذات الوقـت نشكـر آباءنا الكـهـنة في أبرشيتـنا الذين كانوا ليلاً ونهاراً يسهـرون من أجـل راحـتـنا وسلامة قـرانا، مع شكـرنا لكافة أبناء شعـبنا والذين كانوا قـلقـين عـلينا ويتابعـون أخـبارنا ويؤازرونـنا ساعة بعـد ساعة .


عـن : مطـرانية زاخـو ودهـوك