ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى : رُبَّ ضارّة نافعة !!
جاءت التطورات الأخيرة بخصوص موضوع رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى وما سبقها من محاولات خلف الكواليس يصح تسميتها ( مؤامرات خلف الكواليس ) بقيادة السيد يونادم كنّا أمين عام ما يسمى بالحركة الديمقراطية الآشورية , لتعكس أستمراراً للنهج المريب الذي يقوم به السيد كنّا تجاه أكبر المكونات المسيحية العراقية وأحدى القوميات المُشَكّلة للنسيج الوطني العراقي وهم الكلدان الذين لولا أصواتهم لما كان هو ولا غيره من حلفاءهِ أن يحلموا بالوصول الى قبة البرلمان العراقي . نعم أن كلدان العراق أعطوا أصواتهم لحزب كنّا " والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري" أملا بأن يكون الرابط الديني الذي يجمعهم بمسيحيي العراق فوق كل الحسابات السياسية والحزبية والمصالح الشخصية. ورغم التحذيرات الجمّة من قبل المثقفين وذوي البصيرة من أبناء شعبنا الكلداني, الا أن الجانب العاطفي ونكران الذات قد غُلِّبَ في نهاية الأمر فأعطى الكلدان أصواتهم لمن أستجداها بأسم المسيحية وبأسم الأيمان ووحدة المصير , هذه الشعارات التي ذهبت أدراج الرياح مع أعلان فوز ممثلي زوعا والمجلس الشعبي في أنتخابات (2010).
أن تمادي كنّا وتحالفه مع " المجلس الشعبي " والدعم الذي يتلقّاه على المستويين السياسي والكنسي لضرب الوجود الكلداني وطمس الهوية القومية لهذا المكوّن الأصيل للشعب العراقي وخاصة المسيحي , أنما هي عوامل سقوطه السياسي لأن ذلك قد أفقده – بأذن الله – ما يزيد على 75% من الدعم الذي سوف يتلقاه بالمستقبل في صناديق الأقتراع. فمن المعيب أن يستخدم السيد كنّا أساليب ماكرة في تعامله مع أبناء الشعب الكلداني وليس آخرها أستبدال شخصية كلدانية بأخرى لمنصب رئيس ديوان الوقف المسيحي في محاولة منه لذرّ الرماد في العيون والضحك على الذقون , أقول بأن هذه المحاولات لم ولن تنطلي على الشرفاء من أبناء الشعب الكلداني , بل هي محاولة رخيصة ولعبة سياسية نتنة لدق أسفين التفرقة بين أبناء الشعب الكلداني العريق وسوف يكون الكلدان فوق هذه الأساليب من خلال وحدتهم وتماسكهم شعبا وكنيسة.
أن رأينا في طرحنا لهذا الموضوع , لا يتعارض مع كفاءة الأستاذ رعد كجةجي أو كفاءة الأستاذ القدير رعد الشماع أو غيرهم من المرشحين لهذا المنصب محترمين آلآليات التي يجري تفعيلها لأختيار ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى ولكن ما نستنكره هو تدخل السيد كنّا في مسألة كان الأجدر به وبحزبه أن يقف على الحياد فيها. لقد تطاول بهذا يونادم كنا على شعب وأمة وكيان وحاضر ومستقبل, ويخطأ هو أو من يناصره بأنه سوف يحقق ما يصبو أليه, فالكلدان لن يتخاذلوا أو يتراجعوا أمام مثل هذه المحاولات الرخيصة للنيل منهم مهما كان الدعم الذي يتلقّاه كنا ومن أية جهة كانت.
وأعود للحديث فأقول بأن تجاوزات كنا الأخيرة جاءت لتعبّر عن تصعيدا في محاولاته للنيل من الكلدان , فوجّه سهامه هذه المرّة الى أبواب الكنيسة الكلدانية المقدسة وهو بذلك قد تعرّض الى مؤسسة روحية عريقة متناسيا قول المسيح عنها أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها . فتحية لغبطة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي , وتحية لمار شليمون وردوني المعاون البطريركي الجزيل الأحترام , وتحية لآباء سنهودس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم كله , وتحية للتآصر والتآزر بين الكنيسة وتشكيلات شعبنا القومية الأصيلة , تلك الخالية من شوائب الخيانة والتحالفات المشبوهة مع كل من يقف ضد الكلدان, وتحية لضمير الشعب الكلداني المتمثّل بالأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان .
أن الدروس والعِبَر والأستنتاجات المستنبطة من هذا الموضوع بغض النظر عن نتائجه على الصعيد الأداري والتوظيفي لرئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى , أنما تحمل في طياتها أيجابية عالية للكلدان في العراق وفي العالم , لأنها ساهمت في أضافة زخم جديد لنهضة الكلدان , كما أنها سوف تساعد أولئك ذوي الآراء والقناعات الرمادية ليغيّروا حساباتهم , وسوف تعين كل ذي بصيرة ليرى بوضوح لا يشوبه شك عنصرية وعنجهية الأحزاب والتشكيلات التي تعمل ضد الكلدان في العلن والخفاء لاسيما زوعا والمجلس الشعبي.
نعم أن هذا الموقف قد أثبت وبدليل لايقبل الشك أن السيد يونادم كنّا لا يمثل كل المسيحيين ولا يمثل الكلدان على الأطلاق , بل نفسه وحزبه ومناصريه فحسب , ولأن مواقفه الأخيرة والدعم الذي يتلقاه على المستوى السياسي والكنسي قد أماط اللثام عن الوجه الحقيقي لحزب زوعا وأهدافه وسياسته , ولعل الأهم من كل هذا وذاك فأن كنا بموقفه هذا قد عَمَّق أواصر الوحدة وأسبابها عند الكلدان كافة من حيث يدري أو لا يدري , فصَحَّ القول : رُبَّ ضارّة نافِعَة .
المهندس
وميض شمعون آدم
18\1\2012