كلداني (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8513 تاريخ التسجيل : 16/06/2010 الموقع : في قلب بلدي المُحتَل العمل/الترفيه : طالب جامعي
| موضوع: المجلس الشعبي مقاول ..وليس محققا لمكاسب! 24/6/2010, 7:56 am | |
| المجلس الشعبي مقاول ..وليس محققا لمكاسب!
كثرت هذه الايام ادعاءات كتاب وداعمي المجلس (مخدوعين وخادعين) وبأصرار ان اعمار قرى ابناء شعبنا مكسب حققه هذا المجلس ولولاه لما عمرت, ويتباهون بذلك مزايدين على خصومهم, لذا دعنا – عزيزي القارئ – ابتداءً نتساءل: من الذي عمر هذه القرى في الحقيقة, هل هي حكومة الاقليم ام المجلس؟ وهل هذه القرى التي دمرت وشرد ساكنوها طوال سني الثورة الكردية تستحق الاعمار شرعا ام ان اعمارها صدقة وهبة سلمتها حكومة الاقليم للمجلس ليقدمها بدوره "هدية" لأهلنا؟ ام ان دور المجلس في واقع الحال لم يتجاوز دور المقاول المستفيد ماديا واعلامياً؟ ان الادعاء "ان المجلس حقق لشعبنا ما لم يحققه غيره من جهات سياسية" دفعني ودعاني لكتابة مايلي لايضاح الامر لكل من يدعي ذلك, فاقول: 1- ان ما اصاب شعبنا اثناء الثورة الكردية من قتل وملاحقة وسجن وتدمير للقرى وتشريد سكانها وتسويتها بالارض واحراق البساتين والغابات كان نتيجة لمحاولة النظام الدكتاتوري اخماد الثورة فعانى شعبنا الكثير مما عاناه شقيقه الكردي..لذا كان لزاماً على سلطة الاقليم – بعد سقوط النظام الدكتاتوري الدموي – والتزاماً انسانياً واخلاقياً عليها اعادة اعمار هذه القرى اذ يعتبر ذلك من اولى واجبات حكومة الاقليم (بعد السقوط) سواءً وجد هذا المجلس ام لم يوجد.. ودون اعتبار ذلك حسنة او منة من اية جهة بل حقاً مشروعاً ومستحقاً لاصحاب تلك القرى.. 2- كانت بعض الدول والمنظمات الانسانية قد قامت- قبل ولادة المجلس – بمنح بعض الاموال كمساعدات لشعبنا وكان من الطبيعي ان تسلم تلك الاموال لحكومة الاقليم, فقامت هي بدورها مشكورة باضافة شيء من خزينتها الى تلك المبالغ الممنوحة وخصصتها لتنفيذ هذا المشروع. 3- لكن "بعضهم" أراد ابتزاز ارادة شعبنا مقابل هذا الاعمار لجعل تلك الارادة قوة اضافية الى جانبهم في قضايا خاصة بهم والمثارة مع الحكومة المركزية, فاهتدوا الى المخطط التالي: أ- وجدوا في تنفيذ هذا المشروع خير وسيلة لامكانية ربط شعبنا باستراتيجية الحزب القائد لسلطة وسياسة الاقليم ومحاولة ابعاد وعزل شعبنا عن اي تنظيم قومي له مستقل في سياسته وقراره, فقاموا بتأسيس (المجلس الشعبي) بتكليف من الحزب لبعض كوادره من ابناء شعبنا كالسادة ( سركيس اغاجان..جميل زيتو...فرنسو البرواري...وغيرهم اخرين) ليجعلوه بديلاً عن كل تنظيمات شعبنا السياسية, وليظهر وكأنه ولد من رحم شعبنا وليس من رحم الديمقراطي الكردستاني لغرض تسخيره بمثابة "اللجام" الذي يقود ويوجه شعبنا الى حيث يأمر ذلك الحزب كوادره القياديين عرابيي المجلس لتحقيق ما يرسمه ويخطط له ذلك الحزب.. بالضبط كما فعل الدكتاتور المقبور حين قام بتأسيس حزب كردي تحت اسم (الحزب الديمقراطي الكردستاني) من بعض عملاء السلطة من خونة الشعب الكردي كبديل عن الحزب الحقيقي الملاحق من قبل سلطات النظام الامنية البوليسية المجرمة, وسلمه كل ما يتعلق بالشأن الكردي يوم ذاك ابتداءً من اصغر مسؤولية وصولا الى اعلى مؤسسات الحكم الذاتي في كردستان محاولا خداع الشعب الكردي لتطويعه من قبل النظام عن طريق هذا الحزب الكارتوني وتوجيهه حيث يريد...عجيب هذا الامر!!... وما اشبه اليوم بالبارحة!!... ومع كل الأسف ان ضحية البارحة تعلم هذا "الدرس" من جلاده وجاء اليوم ليمارسه مع شعبنا!!! ب-بدأت سلطة الاقليم باعطاء اهمية ودور مفتعل لهذا "الوليد المدلل" المسمى "المجلس الشعبي....." اذ كما هو معروف ان الحكومات هي التي تقوم بالاشراف على وتنفيذ مثل هكذا مشاريع الاعمار وليس مجالس شعبية تصنعها الحكومة, اللهم الا لغايات معينة, والغاية هنا لجعل المجلس وانصاره يدعون انهم حققوا لنا هذا المكسب!!... لذا قامت حكومة الاقليم بتسليم تنفيذ مشروع اعمار هذه القرى بأيدي قادة المجلس بدلاً من تنفيذه بنفسها – كما هو الحال مع بقية المشاريع – وذلك لسببين رئيسيين: اولهما...كي يبدو ان هذا المجلس هو الذي قام باعمار هذه القرى ليرفعوا من قيمته ومكانته ويقولوا لابناء شعبنا "عليكم ان تدعموه وتؤيدوه ولا تنكروا فضله عليكم"!! وثاينهما...جعل المجلس يحل محل "الشركات المقاولة" فيكون المستفيد ماديا واعلامياً مكافاةً لدوره في خدمة اهداف الحزب المؤسس له..ثم..تبدأ ابواقه من انصار وكتاب بالصراخ: "ايها الناس..لقد حقق لكم المجلس الشعبي ما لم تحققه احزابكم القومية على مدى عمرها.." وبذلك يعطي صانعو المجلس مكانة جماهيرية له لتمكنه من خداع وتضليل البعض واستقطابهم حوله ليقودهم مستقبلا نحو كل ما يؤمر به. بهذا المخطط استطاعوا استمالة عقول وقلوب بعض ابناء شعبنا نحو المجلس ليسيروا في الاتجاه الذي يخدم أهدافهم الخاصة منها مثلا زجنا في معارك وصراعات كطرف فاعل منحاز اليهم وليس على الحياد في الوقت الذي ليس لنا في ذلك لا ناقة ولا جمل, واولها صراعهم على مايسمى "المناطق المتنازع عليها" وكأن اصحابها ماتوا او هلكوا جميعهم وانقرضوا واصبحت مناطقهم هذه ارثا من غير وريث على هذين الطرفين "الكبيرين" التسابق في الاستيلاء عليها!!... منها (سهل نينوى) الذي سيأمر مجلسهم هذا ابناء شعبنا يوم تنفيد المادة (140) اختيار الانضمام الى الاقليم لتصل حدود الاقليم الى دجلة ويتم تثبيتها هناك ليوم الانفصال! فهل ادرك المزايدون ان "مكسب اعمار القرى" ومعه مشروع الحكم الذاتي المقطع الاوصال والذي يريدون تأسيسه جغرافيا في "اللامكان"!!... انما كل ذلك سيناريو لمسرحية مأساوية غايتها استخدام هذا المجلس كدمية يحركها صانعها كيفما يشاء؟ وهل يعلم هؤلاء ان اعمار قرانا حق مشروع وواجب مفروض على سلطات الاقليم رداً لجميل شعبنا وتعويضاً لما اصابه من مظالم وخسائر بسبب اسناده لتلك الثورة ومساهمته فيها جنباً الى جنب مع بعض تنظيماته القومية المعروفة حين لم يكن لهذا المجلس وقادته واحزابه وكتابه"الفطاحل" اي وجود في ساحات القتال في جبال كردستان الشماء والتي كان يربض على قممها وفي سهولها ووديانها من حملوا دماءهم على اكفهم من مقاتلي زوعا مع اشقائهم البيشمركة والانصار ومقاتلي المعارضة الاخرين؟ أملي ان يقرأ المطبلون والمزمرون للمجلس ما يكتب (وما لا يكتب) بامعان ويحللوا الامور بعقلانية وان لا يستمروا في الترديد الببغاوي لاسماعنا اسطوانتهم المشروخة والتي مل شعبنا سماعها "ان المجلس حقق على الأرض ما لم يحققه غيره" في محاولة للمزايدة والضحك على الذقون ولا يعلمون ان شعبنا يعرف الحقيقة كاملة وبالتالي ان الببغاوات هذه لا تخدع الا انفسها, اذ لم يكن دور المجلس في اعمار قرى ابناء شعبنا سوى "مقاول" لا غير!! مع التحية لكل من يحلل الامور بحكمة وعقلانية....والله وشعبي من وراء القصد.
ابن الرافدين ibinalrafedain@yahoo.com
| |
|