تعقيب على مقال " الى دعاة الوحدة الكاذبة " .. للشماس
كوركيس مردو
بقلم / كوركيس أوراها منصور الهوزي
كاتب وعضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
نشر الشماس كوركيس مردو مقالا تحت عنوان " الى دعاة الوحدة الكاذبة " يكيل فيه الأتهامات لكتاب الوحدة القومية ويصفهم بصفات مهينة " كالجاحدين والجاحد يعني الكافر وهي مرادفة يستخدمها السلفيين وأعلام القاعدة الأرهابي لوصف المسيحيين، ويصفهم مردوا ايضا بالكاذبين، والمرتزقة، ويصفهم أيضا بقليلي الكرامة والأيما، يا لعلو وسمو اخلاق الشماس مردو بحيث يصف اخوته في الدين والقومية بصفات لا تليق بكرامة الأنسان (كالكافر والمرتزق والنكرة وقليل الكرامة والوثني ) وغيرها من الصفات التي لا يمكن ان يتفوه بها انسان مسيحي مؤمن وشماس يفترض به ان يكون مشبع بمبادىء المسيحية التي ترفض اهانة كرامة الأنسان او المس باخلاقه.
ان هذا التجاوز غير الحضاري قد جاء في المقال المذكور وهم مبين في الرابط أدناه لكل من يريد الأطلاع عليه، وكتابات الشماس مردو كلها على هذا المنوال، وهي لا تمت للكتابة بصلة وخاصة اذا كانت موجهة لشريحة مهمة ومثقفة من المجتمع، ويفترض أيضا ان تكون هكذا كتابات ذات حدود اخلاقية وادبية وباسلوب حضاري ما دمنا نعيش في زمن الحرية الفكرية وما دام هناك لغة للحوار والتفاهم ولغة المنطق وما دام الكاتب المذكور يعيش في أمريكا بلد الحرية وحقوق الأنسان.
http://www.alqosh.net/article_000/goerges_mardu/gm_26.htmويستمر هذا الشماس بتهجماته غير المبررة على ابناء شعينا المسيحي العراقي ويصف كل مسيحي غير كلداني او كل كلداني لا يؤيد أفكاره بالوثني والملحد وهو بهذا الكلام ينكر على كل هؤلاء سر الميرون والعماذ المقدس الذي يكتسبه المسيحي المؤمن بعد ولادته وهو السر الذي يميز المسيحيين عن غيرهم ويوسم به كل مولود مسيحي ويبقى معه طول حياته ينير له درب الحياة المسيحية، اي شماس هو السيد مردو بحيث ينزع صفة المسيحي عن المؤمن وهي العلامة التي وهبها لنا سيدنا يسوع المسيحي لتميزنا عن غير المسيحيين، وليأتي السيد مردو لينزع بالقوة ما منحه سيدنا يسوع المسيح بقوله ان غير الكلدان هم وثنيين وملحدين وكفرة؟
واذا كنت تدافع عن الكلدان، فاقول لك اننا الكلدان لم نخولك ان تتكلم وتتهجم على الاخرين باسمنا، ونحن الكلدان في حالة اتحاد مع اخوتنا السريان والاشوريين ولنا نفس حقوقهم ولسنا لا مهمشين ولا مسلوبي الأرادة والحقوق، اما اذا كنت تقصد المناصب والكراسي والركض وراء المال والجاه والشهرة فاذهب وناضل مع الاخرين في الوطن وخوض الأنتخابات واحصل على ما تريد، ان كان هنالك من يؤيد افكارك الأنعزالية والتقسيمية.
لقد تابعنا في الأسابيع الأخيرة زيارات وجولات ولقاءات قيادة التجمع الوطني الكلداني في العراق وقد التقوا مع كبار مسؤولي الدولة وكبار التنظيمات الحزبية والشخصيات التي تحكم العراق، والجميع اشادوا بالكلدان ودورهم ونضالهم وتضحياتهم، ولم يقل احدا غير الكلام الطيب عن الكلدان الذين تم وصفهم باجمل الكلمات، والجميع تعهدوا بحمايتهم كونهم مكون عراقي جميل الى جانب اخوتهم السريان والاشوريين والأرمن والشبك واليزيديين وكل القوميات المتاخية في العراق، أين المشكلة يا سيد مردو اذا كان الجميع يحب ويحترم الكلدان واذا كان الجميع قد تعهدوا بحمايتهم كونهم ابناءا أصلاء للعراق ولهم نفس الحقوق المنصوصة في الدستور.
يفتخر السيد مردو في مقاله هذا ليبن حقده الشخصي بقوله " ان الكلدان أسقطوا الدولة الاشورية والى الأبد في العام 612 قبل الميلاد ويضيف وتم أبادة الاشوريين على أيدي الكلدان والميديين ؟ انك بكلامك هذا يا سيد مردو تقول ان الكلدان كانوا قتلة وسفكوا دماء الاشوريين وابادوهم عن بكرة ابيهم ؟ هل تفتخر بهذه المجازر البشرية يا سيد مردو هل تفتخر بكون أجدادك سفاكي دماء الاخرين؟ واذا كانوا بهذه الدرجة من القوة والجبروت لماذا سقطت دولتهم عام 539 قبل الميلاد؟؟
أنا شخصيا لا اعترف بكل هذه المجريات التاريخية المؤلمة والمخزية والوثنية وخاصة تلك المتعلقة بالحروب والأبادة البشرية على أيدي السلاطين والحكام الذين كان همهم الأول المجد الزائل والسعي جاهدين لتنامي أطراف مماليكهم على حساب دماء الشعوب البريئة التي ابيدت عبر التاريخ، فكيف لي ان أعتز بهذا التاريخ المشين والدموي كلدانيا كان او اشوريا؟
ولا اعترف أيضا بكل ما جرى قبل مجيء السيد المسيح الذي بمجيئه حفظت كرامة الأنسان ونشرت كلمة الحق وعرف الأنسان المحبة الحقيقية، وان تاريخنا الحقيقي بدا بعد دخولنا المسيحية وكل الأقوام العراقية التي دخلت المسيحية هم اخوة لنا سواءا كانوا كلدانا او سريانا او اشوريين او ارمن او عرب او تركمان.
كفاكم التغني بالقوميات التي ولى زمن تمجيدها والتغني بماضيها وتاريخها المؤلم، وما علينا التقيد به هو ما ورثناه عن ابائنا المسيحيين الأوائل وأيمانهم الحقيقي وعلينا التقيد بما ورثناه من عادات وارث ثقافي وديني ومعرفي.
وعلينا جميعا نبذ كل ما يفرقنا عن البعض وتعرية كل من يسعى الى تفتيت وحدة شعبنا المسيحي من المتزمتين الجهلة كلدنا كانوا ام اشوريين، والذين اضحوا اليوم اضحوكة للجميع بسبب تقاتلهم العلني في المواقع الألكترونية مستغلين فسحة حرية النشر، وعلينا توعية هؤلاء الذين يتشبثون بارث وثني مضى عليه اكثر من سبعة الاف سنة كالأحتفال بأكيتو – راس السنة البابلية الكلدانية الاشورية - الذي اضحى اليوم رمزا للفرقة والأنقسام وسببا للتقاتل غير المبرر بين الأخوة، واننني شخصيا لا يشرفني الأحتفال بهذا اليوم الذي يمجد تاريخ الهة الوثنيين ويمجد ملوك واباطرة كانوا السبب في ابادة شعوب باكملها.
في النهاية انصح السيد مردو ان يكف عن التهجم على هذا وذاك بمناسبة وبغيرها، واطلب من مثقفي الأمة بكل تسمياتها ان يفضحوا ويعزلوا كل من يسعى لبث بذور الفرقة والأنقسام بين أبناء شعبنا المسيحي العراقي وتحت اي سبب كان تاريخيا او معاصرا، وعلينا المساهمة في انقاذ شعبنا الذي أكتوى بنار هؤلاء، وان يدعوا الكل ليعيش على هواه ويتبعوا من هو الأصح، وأن يلتزموا بقوانين ودستور البلد الذي يعيشون فيه سواءا كانوا في البلد الأم العراق او في بلدان المهجر كافة حيث للجميع نفس حقوق اقرانهم والتي أساسها هي المواطنة وأحترام الدستور.
والله ومستقبل ابناء الأمة من وراء القصد.