سمير شبلا. دعوة للصحوة من غيبوبتك السريرية..
الى السيد سمير شبلا و كل من تؤول نفسه بالمساس بالكنيسة المقدسة,
تحية طيبة بالرب يسوع,
لقد قرأت مقالاتكم التي يصعب علي ان اقول عليها كلمة "موسومة" و لكنها مليئة بالمغالطات و الهفوات اللاهوتية التي يصعب على الانسان المسيحي ان يتمحور في مفوهمها.. اولا احب ان ابدأ بمفهوم النقد البناء و النقد الهدام.. حضرتك يا سيد شبلا ملئ بالنقد و لكن مع الاسف النقد الذي تقدمه مملوء باسلوب التهديم و الانتقام و لا اعرف ما هو السبب هل هو بسبب شخصي او ان مفاهيمك الانسانية طغت على روحيتك المسيحية التي تدعونا كلنا للتشبه بسيدنا يسوع المسيح له المجد. اذا قدمت النقد بناء فلك كل الخير و هذا من واجبك كمسيحي حقيقي, و لكنك من موقعك اينما كنت ماسكا بسيفك و تقطع جسد الكنيسة بنعتها با " الغيبوبة" و صراحة اقولها لك لا يوجد من هو في غيبوبة الا انت بمسيحيتك الغير اصيلة المتمحورة حول حبك لذاتك و عدم مراجعتك لروحية الكنيسة الاصيلة.
ايها السيد شبلا تدور و تلف حول مفهوم السبات و الغيبوبة ناسيا ان كنيسة المسيح التي اسسها على الصخرة الا و هو بطرس, بطرس بطبيعته الانسانية كان ناكرا للمسيح, و لكن مع المسيح هو الصخرة الحقيقية. الا هو الحال ايضا مع كنيسة المسيح, الكنيسة عندما تتناسى روح سيدها سيدها المسيح و تتبع انسانيتها فقط تكون ناكرة كما كان بطرس, و لكن الكنيسة المملوؤة بيسوع المسيح تكون كالصخرة التي لا يقوى عليها ابواب الجحيم او اقلامكم يا سيد شبلا. هل تناسيت في القرون الوسطى عندما بعلمنا التاريخ ان الكنيسة كانت حاكمة و محاكم التفتيش كانت منتشرة, و في هذه الفترة المظلمة في تاريخ الكنيسة, بالرغم من هذا الكنيسة نفسها في نفس الفترة المظلمة قدمت اعظم القديسين و الاباء الذين لحد الان منهم نتعلم و نستقي العلوم اللاهوتية. ارجو منك مراجعة تاريخ الكنيسة الكاثوليكية من منظار شامل و ليس من منظار ضيق الافق.
كيف تعلن ان الكنيسة في غيبوبة و الكثير من شبابنا و من بناتنا يتهاتفون على ابواب الاديرة مقدمين حياتهم للرب يسوع, كيف توؤل نفسك بنعتك الكنيسة بالغيبوبة و ها ان كنائسها مملؤوة من اناس و مثقفين و عباقرة ابهروا العالم بايمانهم الحقيقي, كيف تجرؤ بنعت الكنيسة بالغيبوبة و ها ان ابائنا يضحون بالغالي و الرخيص في سبيل التبشير بكلمة الرب........
هل في الكنيسة عيوب و شوائب؟ نعم هنالك عيوب و شوائب و لكننا جزء من هذه الكنيسة و كلنا نتحمل المسؤوليه علمانيين و اكليروس بيدنا ان نجعل الكنيسة ان تتقدم و تكون كالعروس الزاهية التي تنتظر مجئ سيدها, و بيدنا ان نجعل الكنيسة بطبيعتها الانسانية ان تكون ناكرة و نبدي بنعتها بكل الصفات كما تجرأت انت و غيرك الذين لا (شغل و لا عمل) لديهم سوى (القيل و القال) و باستقاء الاخبار ليس لبنيان الكنيسة و لكن لهدمها.
تتكلم عن الروح القدس.. و لكن اذكرك بان فاقد الشيء لا يعطيه, لا نستطيع و لا نتجرأ ان نتكلم عن الاقنوم الثالث عندما لا نحس بلمسته الحية التي تجعلنا اناس جدد و تجعلنا كالانسان الجديد ( حسب مفهوم القديس بولس) ادعوك بان تتامل و تقرأ قصة التغيير العجيب الذي حصل في حياة شاؤول الطرسوسي. طالبا من الله ان يزيل عن عينيك الغشاوة لكي تبدأ كمبشرا و ليس متملقا او مدمرا لصالح من كان.
هل تريد تغيير الكنيسة؟ هل تريد ان تبني كنيسة حية؟ فجوابي لك لا تستطيع الا اذا بدأت بتغيير مفاهيمك و تجعل روح الله ان يدخل في ذاتك الانسانية و يحررك من عبودية النقد الهدام كما حرر الهنا شعب اسرائيل من ارض مصر, طالبا لك ان تصل ارض الميعاد, الارض التي يكون فيها حبنا لالهنا اكبر من حبنا لذواتنا او حبنا و تملقنا لجهات مزدرية في الظلمات.
تحياتي لك,
الشماس الدكتور شامل ابونا - دبي