نهاية مرحلة وبداية اخرى
أوشانا نيسان
" سبحان الله حتى في توزيع الغنائم لا تتفق أحزابنا ومنظماتنا السياسية "، هذه العبارة الجريئة سمعتها أمس من مصدر من المصادر القريبة من مواقع القرار ضمن الاجتماع الدوري الاخير لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية الذي عقد في المجلس القومي الكلداني نهار الجمعة 16 تشرين الثاني الجاري.
صحيح أن هذا الكشف جاء متأخرا لكنه أفضل من أن لا يأت أبدا. في حين ان الكشف نجح في فضح أوراق السياسة التي يتبعها العديد من القيادات السياسية التي تستقوي بالآخر وتمضي قدما في استخدام مفاهيم عصبيات تنتمي لغتها الى ما قبل 9 نيسان 2003، ذلك من خلال محاولات ربط نضالنا القومي المشروع وتخوم الخارطة السياسية للمناطق المتنازع عليها وعلى راسها سهل نينوى وكركوك.
حيث المعلوم أن "القيادات" تلك لم تتردد يوما في استغلال خطاب الوحدة وعلى رأسها قرار التجمع الاخير في المشاركة ب"قائمة موحدة" ضمن استراتيجية الانتخابات القادمة وفي مقدمتها انتخابات مجالس المحافظات غير المرتبطة بالإقليم، وفق أجندات سياسية لا تنتمي وهموم هذا الشعب المضطهد على مر التاريخ. لاسيما بعد أن أصبح واضحا لكل ذي بصيرة: أن الاجندات السياسية المطروحة "علنا" على طاولة تجمع تنظيماتنا السياسية، هي شئ والأجندات المخفية تلك " النافذة" شئ أخر لا يعرف مضمونها باستثناء "الغائب الحاضر ".
بقراءة موضوعية لسيرورة ونتائج الحملات الانتخابية التي جرت في العراق الفيدرالي وإقليم كردستان منذ السقوط ولحد كتابة هذا المقال يمكن الجزم، أن طريقة الاستعداد للانتخابات والية تنفيذها تأت دوما خدمة لتوافقات أو تحالفات سياسية عقدت وفق خرائط سياسية جديدة خطت أصلا بهدف تحديد ملامح العراق الجديد. هذا العراق الذي بدأ ينهض من بين ركام الانظمة المركزية من جهة ودعاة الحرية، الديمقراطية والتسامح بين جميع المكونات العرقية العراقية الاصيلة من جهة اخرى. أما المستفيد الاول والاخير من جل هذه الاجتماعات الشكلية باعتقادي، هو القطب المستقوي بالاكثريات وحده، أما الحزب المدافع والامين على حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فدوره لايتجاوز وللأسف الشديد دور السلم لارتقاء الاخر وشرعنة دوره .
حيث قوميا واخلاقيا يجب الاعداد في مراجعة نتائج الانتخابات السابقة وتقييم دور الاعضاء القدامى في مجالس المحافظات، البرلمانيين وحتى الوزراء، لا لدواعي المحاسبة كما يجب ضمن قواعد دولة القانون وانما لآجل فرز الصالح عن الطالح واسقاط شرعية القيادات، الاحزاب والشخصيات التي تقف وراء هذا الصوت التشطيري المتنفذ بعد الاحتكام الى صوت العقل والمنطق والقانون.
فنظام ال"كوتا" والتي خصصت فيه القيادات السياسية الكردية قبل أكثر من 20 سنة، 5 مقاعد برلمانية لآبناء شعبنا ضمن أول برلمان كردستاني منتخب عام 1992 ومن ثم المقاعد البرلمانية الخمسة في البرلمان العراقي في بغداد، لربما تكفي لآستوعاب جميع الفصائل والاحزاب السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فيما لو وزعت هذه المقاعد وفق معايير موضوعية شفافة وبروح أخوية صادقة بين جميع الفصائل السياسية لآبناء شعبنا، وليس وفق أجندات خفية تعززها الصراعات الملتهبة هذه الايام بين بغداد واربيل.
وفي مواجهة هذا التطور المؤسف، يفترض بالقيادي النزيه، أن يحمل شعلة التغيير والتحدي ويعلن عن اغتيال مرحلة وانبلاج عصر جديد بموجبه يمكن لنا جميعا، وضع قاطرة مسيرتنا القومية- الوطنية على السكة الصحيحة قبل أن يصيبها الصدأ وتتآكل من جديد.
لآن حرية شعبنا لا تتحقق تنفيذا لتوجهات أو رغبة أي حزبي بمفرده، وإنما الهدف القومي هذا سيتحقق لا محالة وفق استراتيجية وحدوية من شأنها تحديد أفاق المستقبل ودور المواطن في التجربة الديمقراطية النزيهة. وليكن معلوما للجميع، أنه ليس الظلم وحده هو المطلق العنان لجميع الثورات بما فيها الثورات العربية التي اطاحت بعروش أكبر الطواغيت في العالم العربي، بل الشعور بالظلم نفسه.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!