إنّ قـراءتي كـتابات النـوفـلي والبرواري والأوشاني والطوباوي واليساري هي ممتعة لي شخـصياً ، ومَن يـدري فـقـد أستمتع غـداً إذا إطـلعـتُ عـلى كـتابات أخـرى مستـحـدثة للـيميني والـﭽـرخاوي والسنبلاوي أوغـيرهم ، فـهـذه أعـتـبرها إستراحة فاصلة وضرورية بـين تـَـصَفــّحي لمقال جاد وقـراءتي لآخـر مهم ، فـتـتجـدّد فيّ روحُ الإنـطلاق بحـماسة شـديدة وطاقة جـديـدة فـشكـراً لهم سـلفاً وجـزاءاً حـميداً تـرفاً . وبعـد أن أضحى إنبهار الكـلـدان تاريخاً مُوَثـقاً ومشهـداً بـديعاً ونـجـماً قـطبـياً مُشِـعاً في صفحات الـ حُـذرا ، صعُـبَ عـلى العاجـزين الإعـترافَ بهذا الـنص الرائع ، وإنـتـشار نـوره الساطع ، فـتهـرّبوا مـن الإجابة عـن الأسـئلة التي أثيرتْ حـوله فأتــَـوا لنا بكلام فارغ غـير نافع ، كما فـشلتْ محاولات البعـض تـقـديم محاضرات يائسة لإنـقاذ الطالب الراسب المائع ، إسمحـوا لـنا أن نـتـرك الإنبهار النابع من الحـقيقة والواقع ، ونـجـول بهم في دروب هـذا البلد الـفارع ، آملين أن يرسوا تـحـت سقـف يستـظـلون به ويكـون لهم كالمعـين الشافع . نـقـرأ صلاة الـ ܡܓܗܝ ليوم ثلاثاء الباعوثا في حُـذرا الكنيسة الكاثوليكية للكلدانيّين - المجلد الأول صفحة 188 ( وفي حُـذرا الكـنيسة النسطورية صفحة 325 طبعـة تريشور ) العـونيثة الأخـيرة لهذه الصفحة ما يلي : ܨܡ ܕܢܝܐܝܠ ܒܐܪܥܐ ܕܒܒܠ . ܕܒܝܬ ܚܢܢܝܐ ܒܐܪܥܐ ܕܟܠܕܝ̈ܐ، ܘܣܟܪ ܦܘܡܐ ܕܐܪ̈ܝܘܬܐ ܘܕܥܟܘ ܚܝܠܐ ܕܢܘܪܐ ܝܩܕܬܐ ، ܨܘܡܗ ܕܡܪܢ ܣܟܪܗ ܠܦܘܡܐ ܕܣܛܢܐ ، ܘܐܲܒ݂ܗܬܹܗ ܠܒܥܠܕܪܐ ܀ وتـرجـمتها : ( صام دانيال بأرض بابل . في بـيت حَـنـَّـنـْـيا بأرض الكـلـدانيّـين ، وأغـلق أفـواه الأسود وأطـفأ قـوة النار المُـحـرقة ، صَوم الرب أغـلق فم الشيطان ، وأخـجَـلَ الأعـداء ) ....... إنّ المرنم من آباء الكـنيسة الأوائل يتكلم عـن صوم دانيال بأرض بابل ويُـعـيد إسم المكان مرة ثانية قائلاً أرض الكـلـدانيّـين ، تــُرى أما كان يكـتـفي بإسم بابل ليُـكـرّره بالكـلـدانيّـين ؟ ألا تـميِّـزون بابل عـن الكـلـدانيّـين ؟ مَـن كان يقـصد بهـذا الإسم العـظيم ؟ هـل ستـكـرّرون مرة أخـرى وتـقـولون أن قـصده كان وثـنيّـين ؟ إنْ كان يتـكلــّم عـن الصوم ودانيال والرب وبـيت حَـنـَّـنـْـيا في جانب الخـير ، ثم عـن الأسود والنار والشيطان والأعـداء في جانب الشر ، ما دخـل الوثـنيّـين بالموضوع ! أراكم كلما صرتم في موقـف محـرج ... تشبَّـثـتم بالوثـنيّـين وكأنهم صاروا مسعـفـين لكم ، وإذا ليس في جـعـبتـكم غـير الوثـنيّـين فـليكـونوا مباركـين لكم ؟ ونسأل أبناء شعـبنا من الآثوريّـين ونـقـول : لماذا تـذكـرون هـذا الإسم في صلواتكم بالـ حُـذرا ، إحـذفـوا الإسم والصلاة فـتـتـخـلـّـصون من شـرّهـما ؟ وإذا كـرّرتم ما قـلـتـموه في السابق - ﮔـالتْ الوثـنية وحِـﭽَـوا فـتـّاحي الفال - ! عـنـدئـذ (( راح أطلعـلكم طلعة لا عَـل بال ولا عَـل خاطر )) وستـكـون القـشة التي تـقـصم ظهر البعـير وأعـتـقـد أنكم لن تـكـرّروها مرة أخـرى ، وإذا إستـطعـتم تحَـمُّـلها سأتيكم بالأخـرى التي ستـجـعـلكم تـتـمَـنـّـون لو إكـتـفـيتم بالأولى . أعـزائي الآثـوريّـين أبناء شـعـبنا : إنَ آباءنا المرنمين في كـنيستـنا المشرقـية العـظيمة لم يعـرفـوا شعـباً غـير الكلـدان ( والدلـيل ألولو ) ، وإلاّ هـل كانوا بُخلاء ولـَم يُوزّعـوا لهم حـصة من الأبـيات الشعـرية الصَّلواتية ؟ هل كانوا في عـداء معهم ؟ أم كانوا خائـفـين من ذكـْـر إسمهم ، ومِـمَّن يخافـون ؟ وهـل كان لشعـبنا الآثـوري في مشرقـنا كـنيسته المخـفـية في القـرون الأولى للمسيحـية مما جـعـل إسمه مخـفـياً ؟ إن كـنيسة المشرق العـظيمة كانـت لجـميعـنا ، إلاّ أنّ الإسم البارز والشائع والمعـروف والمألوف كان إسم الكـلـدان ، وهـذا لا يمنع وجـود إيّ إسم آخـر من الأسماء ولكـنها كأقلية غـير طاغـية إنْ لم نـقـل غـير معـروفة ( وهـذه كـلها إفـتـراضات ) . ولِـمَ الإستـغـراب ، فـلـقـد عَـبَّـر المرنم عـن مشاعـره لأن بابل هي لجـميعـنا مدينة الإستـقـرار ، عاصمة الإزدهار ، مساكـن الأحـرار ، شوارع تـزيّـنها الأشجار ، مكاتب الدولة الغـزيرة بالعِـلم والأسرار ، أما الكلدان فهم ذلك الشعـب المستـضيء في هـذه المدينة بأنوارها ، وذلك الجَّـمْع الذي يحـقـق لهـذه العاصمة شـُهـرتها ، هم أولئـك المستـقـرّون في مساكـنها ، إنهم أولئـك الناس الذين يمشون في شوارعـها ، أولئـك الموظـفـون الذين يُـديرون مكاتبها ، هم أجـدادنا الذين نـفـتـخـر بهم نـحـن وأنـتم أحـفادهم والـنـِّعـمْ ، هـل مِن مانع ؟ إنـّـنا بأصبعـنا نشير ولسان حالـنا يقـول إنّ الآثـوريّـين أبناءُ شـعـبنا أياً كان عـددهم ، طـيّـب ! ولكـن هل تـكـبر أرقام حساباتـكم المصرفـية أم تسمو مناصبكم الأرضية إذا نكـرتم الكـلـدان الأكـثرية ؟ إسعـفـونا بإجاباتكم عـلى إستـفـساراتـنا أولاً ، والله يُسعـفـكم ويُـعـينكم بالإجابة عـلى أسئلـتـنا ثانياً ، ثم لا يخـصنا إذا أردتم ألكـتابة عـن أموركم الخاصة ثالثاً ، ورابعاً إنسـوا مَن نـحـن ولا تـذكـروا إسمنا وإتـركـونا عـلى حالـنا ، فإذا إحـتـجـنا إليكم سنأتيكم نهاراً ، وإذا تـتـطلـّب الأمر سنبحـث عـنكم بفـوانيسنا ليلاً ، أتـرفـضون كل شيء جـزافاً ؟ .
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان