الكلدانية ، السُريانية ، الآشورية ... ثلاثة مسميات
لقومية واحدة
المهندس : خوشابا سولاقا
من المؤسف والمحزن جداً أن نقرأ ونرى في المقالات التي تكتب من قبل بعض الكتاب والمثقفين والمفكرين من أتباع هذه المسميات الثلاثة وتنشر في وسائل الأعلام والمواقع الألكترونية العديدة هذه الأيام والتي كثر عددها بالذات على خلفية ما حصل من إشكالات حول الترشيحات لرئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى ، والمؤسف أكثر أن تحمل هذه الكتابات في طياتها نفس وطابع التعصب والتعنصر لتسمية بعينها على حساب تحقير وإسقاط التسميات الآخرى والتقليل من شأنها الى درجة التنظير لأنكارها وشطب وجودها من تاريخ أمتنا ، كل ذلك يحصل من قبل هؤلاء الأخوة الكتاب كردود أفعل للسلوكيات والممارسات السياسية الخاطئة والطائشة التي تحصل بإدراك أو من دونه من هذا التنظيم السياسي أو ذاك تجاه هذه التسمية أو تلك والتي في الأساس ترمي لخدمة أجندات سياسية خاصة بتلك الأحزاب لتحقيق مكاسب ومصالح حزبية وشخصية في أغلب الأحيان لبعض القيادات فيها تحت ستار شعارات وخطابات قومية زائفة لا تمت بصلة الى المصالح القومية للأمة ولا حتى الى مصالح المكون الذي تنتمي اليه تلك القيادات التي فرضت نفسها على أمتنا في ظل الظروف الأستثنائي القائمة في العراق بعد الأحتلال ، وكما نرى اليوم الكثير من هذه الممارسات والتجاوزات للكثير من هؤلاء على الساحة السياسية القومية لأمتنا الكلدانية السريانية الآشورية ، وكأن ذلك حالة متوارثة ومماثلة ومكملة متأثرة بالحالة السائدة في العراق اليوم ، وبالرغم من كون ذلك أمر طبيعي أن يحصل في بيئة ثقافية مثل بيئتنا الاجتماعية المؤسسة أصلاً على مبادئ التعصب والتعنصر ورفض الآخر المختلف مذهبياً ، وبالنظر لكون السياسة بحد ذاتها وبطبيعة الحال هي جزء من بنية الثقافة الأجتماعية السائدة في المجتمع للمرحلة التاريخية بعينها يكون التعصب المذهبي ورفض قبول الآخر تكون ظاهرة حتمية الحدوث ، ولكن المؤسف والمبكي في الأمر هو أن بعض الكتاب والمفكرين والمثقفين من أبناء أمتنا يطلقون العنان لأقلامهم ليتعاملون مع هكذا ممارسات بطريقة مقلوبة وليس بالطريقة التي من المفروض أن يكون عليها التعامل مع هكذا ممارسات خاطئة أي إنهم يتعاملون مع الحالة حسب قاعدة " العين بالعين والسن بالسن " من دون ربط الأمر بالمصلحة القومية العليا لأمتنا وهنا تكمن الخطورة القاتلة ، بينما كان يجب أن يكون التعامل ببذل كل الجهود بإتجاه توجيه النقد البناء من خلال وسائل الأعلام الشعبية لفضح وتعرية ومحاربة هذه السلوكيات والممارسات وعزل أصحابها ولفظها من رحم الأمة الى مزبلة التاريخ وعدم التستر عليها لأي سبب من الأسباب إن كان هؤلاء من القيادات للتنظيمات السياسية أو من قيادات الكنائس لمكونات أمتنا دون تمييز لتقويمها وتصحيح مسارات عملها بما يخدم مصلحة تحقيق وحدتنا القومية المنتظرة ، وليس بإتجاه تصعيد التطرف والتعصب للتسمية التي يؤمن بها الكاتب والمفكر والمثقف ، على أساس التعامل مع كل مكون كقومية مستقلة قائمة بذاتها لا يربطها رابط بالمكونات الأخرى وعلى حساب التنكر للمسميات الأخرى لمكونات أمتنا ، لأن في الحقيقة هذا السلوك وهذه المواقف والطروحات الشاذة تضر الجميع ولا تنفع أي مكون ولا يستفيد منها غير الأعداء الغرباء .. أنا وحسب وجهة نظري المتواضعة وقناعاتي الراسخة بوحدتنا القومية لا أرى سبباً أو مبرراً لأي كان من كتاب المقالات المحترمين والتي تنشر مقالاتهم وإجتهاداتهم في المواقع الألكترونية لأبناء شعبنا هذه الأيام أن يربط بين الممارسات السياسية المسيئة لأي مكون من مكونات أمتنا والصادرة من فرد أو من مجموعة أفراد من قيادات أحد التنظيمات السياسية أو الصادرة من القيادات الكنسية لأي كنيسة - مع إحترامي الشديد لدرجاتهم الدينية - ولأي مكون من مكونات أمتنا ، وتحت أي عنوان كان ويعكسها على كل المنخرطين في ذلك التنظيم السياسي أو على أتباع تلك الكنيسة التي ينتمي إليها المسيء ، وبالتالي يعكس ذلك على المكون الذي يحمل تسميته الطرف المسيء ، أي بمعنى أن تعميم السلوك والتصرف الخاطئ للفرد أو لمجموعة أفراد غير مقبول وغير منطقي وغير أخلاقي وغير مبرر لأن الذي يعمم الأمور لا يقل سوءً عن مَن يمارس السوء نفسه ، إن هذا الأسلوب لا يخدم قضيتنا القومية ووحدتنا بأي شكل من الأشكال بل سوف يلحق بها ضرراً بالغاً وهذا ما ينتظره منا بفارغ الصبر أعدائنا ، ولغرض تجاوز هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة لبعض - أقول لبعض وليس للجميع لكي أبتعد عن التعميم - قيادات التنظيمات السياسية والكنائس لأبناء أمتنا وردود الأفعال المتشنجة والمتطرفة الصادرةً من بعض الأخوة الكتاب من المكونات الثلا ثة التي تحمل طابع التعصب والتعنصر المفرط والمبالغة بالتشبث بهذه التسمية أو تلك ومحاولة فرضها بالأكراه على الآخرين من خلال تزييف أحداث التاريخ وتغيير وقائع الحياة لا بد للجميع من التسليم بالحقائق التالية وإقرارها لكي نتمكن من تصحيح مسار نضالاتنا من أجل تحقيق وحدتنا القومية :
أولاً : أقول شئنا أم أبينا جميعاً إن الواقع الإجتماعي والتاريخي والثقافي ولقرون عديدة لهذه التسميات الثلاثة لمكونات أمتنا قد إرتبط بشكل وثيق بالمذهبية الكنسية الدينية وأسس لثقافة مذهبية في رفض الآخر المختلف مذهبياً ، وليس على أساس الأختلاف في الأنتماء القومي ، ولم يكن تعامل أي مكون من هذه المكونات الثلاثة حسب رأي المتواضع الى زمنٍ قريب تعامل قومي مع المكون الآخر بل كان تعاملاً ذي سمة تعصبية مذهبية كنسية دينية الى درجة رفض الآخر وعدم قبوله إجتماعياً على كافة المستويات من ممارسات التعايش الأجتماعي كالزواج المتبادل بين المكونات وتقبل تناول القربان المقدس من كنائس بعضها البعض مهما كانت الظروف الداعية لمثل هذا القبول عند عدم توفر كنيسة لمكون من المكونات في المكان المعين وإطلاق الكثير من الأوصاف الكريهة وغير اللائقة لبعضها البعض كالهرطقة وغيرها من الصفات من باب التحقير .. وكان التعصب والتشدد والرفض بين هذه المكونات الى درجة بحيث أصبحت هذه التسميات الثلاثة مرادفات لتسميات مذهبية كنسية عند بعضها البعض ، فكانت كلمة الكلدانية عند الآشوري والسرياني الأرثذوكسي تعني " الكاثوليكية " ، وكانت كلمة الآشورية عند الكلداني والسرياني الأرثذوكسي تعني " النسطورية " ، وكانت كلمة السريانية عند الآشوري والكلداني تعني " اليعقوبية " ، هكذا اصبحت لهذه التسميات الثلاثة في ثقافات وطقوس وممارسات وتقاليد أبناء المكونات الثلاثة لأمتنا تسميات ذات مضمون فكري مزدوج بين القومية والمذهب الكنسي الديني واصبحت كل واحدة منها مرادفة للآخرى ، واكتسبت هذه التسميات المزدوجة واقع ملموس ومعاش واكتسب إجتماعياً قوة العادة من حيث التمسك والتشبث بها في ممارسة الطقوس الإجتماعية والكنسية كشيء من الموروث الأجتماعي الراسخ الجذور في أعماق ثقافة أتباعها في عملية تراكمية تاريخية متوارثة ، واقع لا يمكن تغييره وتجاوزه وفرض تسمية بعينها بالأكراه على التسميات الأخرى بقرار فوقي وفردي غير ناضج وغير مستوعب للظرف المكاني والزماني يصدر من هذا الشخص أو ذاك في القيادات السياسية أو في القيادات الكنسية لهذا المكون أو ذاك ، بل من مصلحة أمتنا أن نترك ذلك للزمن لأن يفعل فعله التراكمي التاريخي لأزالة أسباب الفرقة والتشرذم من خلال فتح حوارات هادئة معمقة وشاملة ثقافية وفكرية ولاهوتية بين المعنيين بامر تحقيق الوحدة القومية من قادة الفكر والسياسة والثقافة والكنيسة من دون الربط بين التسمية القومية وبين المذهب الديني في عملية تاريخية مستمرة لدراسة الجذور التاريخية قديماً وحديثاً وبحيادية تامة لهذه المسميات الثلاثة وصولاً الى التسمية القومية الموحدة التي تعبر عن واقعنا القومي التاريخي على هذه الأرض ، عسى أن تكون تلك التسمية " الكلدانية أو السريانية أو الآشورية " وليتسمى اليوم كل مكون بما يشاء من هذه المسميات دون الأساءة على المسميات الآخرى إن ذلك من حقه وهو حر في خياراته ، في الحقيقة أنا شخصياً أقبل بأية تسمية منها طالما تأتي بهذه الطريقة المتحضرة عبر الحوار المسؤول تقوده الحكمة والعقل والحصافة العلمية وليس عن طريق الفرض القسري وإكراه الآخر على قبول ما ليس مقتنعاً به بكامل إرادته وحريته ..
ثانياً : شئنا ام ابينا جميعاً إن هذه المسميات هي ثلاثة مسميات لمسمى قومي واحد بدليل وحدة اللغة بوحدة ابجديتها ( ألب ، بيث ، .... شين ، تاو ) منذ آلاف السنين ، وبدليل وحدة الثقافة والتراث اللغوي والأدبي والفني والتاريخي لبلاد ما بين النهرين " بيث نهرين " الذي كتب بهذه اللغة العريقة والعظيمة التي نعتز بها جميعاً بين الأمم ، اللغة التي تكلم بها ربنا يسوع المسيح له المجد وهو على الصليب فادياً بنفسه من أجل خلاص البشرية من الآثام ، والتي أيضاً نختلف على تسميتها بين الآرامية والسريانية والكلدانية والاشورية " لغة السورث " بالرغم من وحدة أبجديتها ، أختلفنا أيضاً على تسميتها بسبب المذهبية الكنسية الدينية التي أسهبتُ في شرحها في " أولاً " أعلاه ، وبدليل وحدة المصالح المشتركة والمصير المشترك ، وبدليل وحدة الجغرافية لمناطق تواجدنا التاريخي في أرض الأباء والأجداد أرض " بيث نهرين " العراق منذ آلاف السنين ، بدءً بعصر سومر وأكد وبابل ونمرود وآشور ونينوى مروراً بعصر فجر المسيحية في القرن الأول الميلادي من أورهي ونصيبين وقطيسفون وكنيسة كوخي الى شهداء كرخ صلوخ " كركوك " الى آخر شهداء كنيسة المشرق العظيمة التي إمتد تبشيرها بالمسيحية وبهذه اللغة الثرة والثرية بتراثها لغة مار أفرام ومار نرساي من بحر الصين شرقاً الى البحر المتوسط غرباً ومن الخليج العربي جنوباً والى تخوم البحر الأسود شمالا ً، كل هذه المقومات تجمع وتدل وتثبت ومن دون شك باننا نحن الكلدان والسريان والآشوريين أينما وجدنا في الماضي واينما نتواجد اليوم وأينما سنتواجد في المستقبل على وجه المعمورة أبناء لقومية واحدة لا جدال على ذلك إن شاء المتطرفين من المكونات الثلاثة من دعاة أن كل مكون قومية قائمة بذاتها ام أبوا أقول كان :
الكلداني = السرياني = الآشوري
وسيبقى اليوم وفي المستقبل كذلك مهما سع الأعداء الى تفتيتهم .. وأقول مخلصاً لأصحاب الأقلام النبيلة والشريفة أن تكتب وتُنَظر بهذا الأتجاه وليس بالأتجاه المعاكس ونترك الزمن والتاريخ يسيران على وفق منطقهما ليفعلا فعلهما ليجمعونا بتسمية قومية موحده كما فرقونا من قومية واحدة وكنيسة موحدة الى ثلاثة مسميات قومية والعديد من الكنائس المذهبية ، ولكن كل ذلك لا يأتي من تلقاء نفسه بحكم الحتمية التاريخية كما يعتقد البعض من دون يكون هناك دور لجهد إنساني فاعل يوجه ويقود العملية التاريخية برمتها نحو الهدف المرسوم ، أي بمعنى جهودنا نحن المثقفين من كل المكونات ، فلتتوحد أقلامنا من أجل خدمة أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية لتحقيق وحدتها القومية بتسمية موحدة ..
المهندس : خوشابا سولاقا
22 / 12 / 2012
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!