من يتفق معي أن الزمن الذي نعيش فيه قد إختلفت فيه الموازين ؟ فقد أصبح فيه مواكبة المسيرة او ( التيار ) أمراً طبيعياً بغض النظر عن إتجاهها ، المهم أن تكون نحو التوجه الذي خطط له وليس من اجل غايتها ، وقد يكون السائرون مستفيدين او تابعين لفريق اختير أن يكون في الساحة السياسية والاعلامية ، ولو على حساب التحقير من أمر ملته وتمجيد الطرف الآخر فيصبح ممنْ ينطبق عليهم القول : أعداء الانسان أهل بيته إكراماً لهؤلاء الوصوليون لنلغِ أصلنا الكلداني .... ولم يكتفِ ، بل أصبحت الوحدة شعارهم ، والثقافة إدعاؤهم ، وخير الأمة غايتهم ، وعندما نسأل تلك الأمة عن رأيهم ، يجيبون بأننا كذبة كبيرة ، ولسنا سوى طائفة وضع تسميتها الغرب وإن حقيقتنا تكمن بذوباننا بهم ، وإنهم مصدر النور ونحن شعاع ضلّ طريقه لينير عتمة فناء لامعنى له ، وإن كان لنا حقاً في الوجود فلا فضل لنا بذلك بل وجودنا من بعد وجودهم .. إكراماً لهؤلاء المستكبرين لنلغِ أصلنا الكلداني ..... فيأتي دور رجال الدين ، فنرى على الصعيد الآخر ، إخوتنا في الدم الذين نكرونا ، ودورهم الحماسي تجاه الإسم الذي إختاروه ليصبح قوميتهم ، وعلى ذلك يحمدون ويشكرون . بينما منهم من وقف موقفاً حاسماً تجاه الإسم القومي الكلداني ، وعشعش بعقول معيّتِهِ فكرة عظمة إنتمائه وبدعة إنتمائنا ليضع العراقيل في كل محاولة لبث روح التعايش الأخوي ، وزرع التفرقة بين أبناء الكنيسة الواحدة أكثر مما هي متفرقة ... إكراماً لهؤلاء المفرّقين لنلغِ اصلنا الكلداني ..... وبالمقابل ، فإن السواد الأعظم من رجال الدين الكلدان ، قد ضربوا قوميتنا الكلدانية بعرض الحائط بحجة إن تلك القضية لاتعنيهم ، وإهتمامهم ينصب على الجانب الروحي فقط ، بالرغم من أن واقع الحال يقول شيئاً آخر . فبات قسم منهم يجاهر بعدم مبالاته بأقدم حضارة عرفتها البشرية برغم إنتسابه لها ، وقسم آخر من رفيعي المسؤولية يرفضون الإجابة على أي سؤال يحدد موقفهم الصريح تجاه حقيقة لايمكن تجاهلها بما يميّزنا ولايفرقنا عن بقية إخوتنا العراقين من المسيحيين وغيرهم ... إكراماً لمكانتهم لنلغِ أصلنا الكلداني .... وبما أن غالبية الشعب الكلداني معروف بإيمانه العميق واحترامه لمسؤوليه الروحيين وانصياعه لهم ، متأثراً بكلامهم ، لذا نراه غيوراً على مدينته او قريته ، بينما التعلق بأصله أمراً لايعنيه . إكراماً لهذا الشعب الطيب لنلغِ أصلنا الكلداني .... لكن ... مهما ألغينا وحذفنا ، ونسينا وتناسينا ، زورنا وغيرنا .. تبقى الحقيقة راسخة الجذور ، مرئية مهما حجبت ، منتصبة وشامخة ونرفع لها هاماتنا ، بأننا أبناء أعرق حضارة وأقدس تسمية عرفتها الأمم ، ألا وهي ... القومية الكلدانية ... شاء من شاء وأبى من ابى ومن كان في القمة لاتدركه السيول .....
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان