« في: 23/04/2013 في 15:27 »
مهمة المؤتمـر القومي الكلداني العام القادم
وديع زورابلا شك يعتبر انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العام المزمع انعقاده فى ولاية مشيكان الامريكية مدينة ديترويت منتصف شهر أيار للفترة من 15 – 5 ألى 19- 5 - 2013 م تحت شعار " وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية " حدثا مهما وتاريخيا للشعب الكلداني ، ففيه ستلتقى كل أطياف الشعب الكلداني من أحزاب سياسية الى منظمات المجتمع المدنى وشخصيات كلدانية مستقلة من المهتمين بالشأن القومي الكلداني من كافة بقاع العالم من أجل وضع خطة عمل متكاملة تخدم القضية الكلدانية ، ووضع أسس جديدة ديموقراطية يتمتع فيه الحضور بالحرية لمناقشة الوضع الكلداني العام. وسيأتى أهمية الحدث من أهميـة النتائج المتوقعـة منه.
إن غاية المؤتمرات القومية تلبي متطلبات المسألة القومية ، ذلك أن الانسان الفرد يحتاج إلى توافر الشعور بالانتماء الى المكان ، الانتماء إلى الجماعة ، وهذا بالطبع يعكس بشكل حيوي أهمية وضرورة الانتماء ، بحيث أنه لا يوجد انسان غير منتم . فالانتماء الى الأهل لا يناقض الانتماء القومي ، لان الانسان كما هو محتاج الى الاسرة هو يحتاج في نفس الوقت الى القوم . كما أن هذا الانتماء سرعان ما يتعزز حين يتم جمع الناس في مكان واحد. والكلدان لا يشذون عن هذه القاعدة ، فالحالة شبيهة لدى الشعوب والأمم الأخرى.
مجتمعنا غني بثقافته وتجاربه ولا شك ان الاخوة المشاركين في المؤتمر لن يبخلوا بما ستجود به قرائحهم من الافكار، ونحن الان في خضم تجربة جديدة علينا التسامح والتحرر من الأنا، فالمواضيع كثيرة ومتشعبة والمؤتمر سيحضره عدد كبير من جميع أنحاء العالم ، وإذا لم يستطع المؤتمرون استيعاب بعضهم البعض وتقريب وجهات نظرهم ، وجمع الكلمة فى وضع الاولويات وتركيز النقاش نحو ألأهداف والمحاور الرئيسية يمكن بكل سهولة خروجه عن المسار الصحيح وانتهاء المؤتمـر دون النتائج المرجوة سيعني الاحباط بعينيه ، وفقدان الثقة وبالتالى تكون العواقب وخيمة على الجميع.
انها مسؤولية جسيمة ومهمة صعبة ولغرض إنجاح المؤتمر يجب توفر الانسجام والوحدة التي تعتبر اساسا ننطلق منه سوياً من نقطة مركزية تدور في فلكها اهدافنا وخططنا لرسم مستقبلنا ، وعدم فسح المجال للصراعات الداخلية التي فقدت بسببها التنظيمات الكلدانية الشئ الكثير ، حتى تكون المواقف الصادرة عنها أكثر قوة وضغطا على النظام السياسي داخل العراق ، يستوجب منا التمسك بنتائج المؤتمر لغرض نيل مكاسبنا من خلاله.
لذا حرص الاخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مشكورين منذ ان وضعوا على عاتقهم كامل المسؤولية التاريخية في استضافة المؤتمر ، بادروا الى ارسال رسائل بريدية الكترونية واتصالات عبر الهاتف بالنخب الكلدانية من احزاب ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات كلدانية مستقلة في داخل العراق وفي ارض الشتات ، لغرض المشاركة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكلداني العام تمثل القبول من جميع اطياف الشعب الكلداني السياسية والمدنية ، تعهد لهذه اللجنة مهمة تنسيق كل الجهود الهادفة في مناقشة النقاط الهامة المدرجة وجميع المقترحات المطروحة في حوار بناء ديموقراطي لإنجاح المؤتمر.
ولا بد أن تكون أهداف المؤتمر في شكل نقاط . لذلك لابد من وجود جداول أعمال ولجان متنوعة وأهداف واضحة. فالمؤتمرات القومية قد تعني الكثير بالنسبة لتنمية الروح الجماعية والانتماء القومي ، ومع ذلك فمن الحكمة تحليل السبب الداعي الى عقد مؤتمر قومي كلداني ، علما بان السبب واضح وجلي للعيان امام الجميع وهو أن الشعب الكلداني الاصيل العريق مهمش ومهدد بالزوال والاستئصال من موطن الاباء والأجداد ، ونعتقد حان الوقت لبلورة الجهود والأعمال . فالشعب الكلداني لا تنقصه العوامل أو المسببات لعقد مثل هذا المؤتمر فتاريخه معروف ، ولا يزال يشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخه وثقافته وتراثه ويتفاعل مع اختلاف المكان وتباين الزمان ، ولا ننسى الدور الرائد لحضارة الكلدان في رفد الانسانية بمبدعيها.
ان منطق السؤال ماذا نريد نحن من هذا المؤتمــر القومي الكلداني ؟ أنه بالفعل سؤال جوهري مهم ، والإجابة عنه ، نبدأ الخطوات الأولى التالية من العمل القومي الجماعي :
1- توحيد الخطاب السياسي القومي الكلداني.
2- تشكيل قيادة موحدة أو هيئة عليا سياسية.
3- المشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية القادمة بقائمة واحدة.
وإذا كانت القضية الكلدانية قضية محورية بالنسبة للمشاركين في هذا المؤتمر ، فإن ذلك لاينبغي أن يمنع إضفاء طابع شمولي على خطابها ، بوضع مشروع مجتمعي يضم مختلف التصورات السياسية والاجتماعية والثقافية…والغاية من ذلك فتح باب كسب تضامن وتعاطف المنظمات المحلية والدولية العاملة بمختلف المجالات وكذا الاستفادة من خبراتها ، مما سيكسبها قوة إضافية تدفع بكافة الديموقراطيين وعبر العالم إلى المساهمة في رفع الإقصاء والتهميش عن الحقوق الشرعية للشعب الكلداني .
إن الظلم الذي يتعرض له الكلدان في عقر دارهم يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق المؤتمرين ، ليس فقط بضرورة الالتزام بطرحه في الحوار والنقاشات وإنما واجب المساهمة في بناء التنظيمات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني داخل الوطن ، حيث تعاني من التشتت وغياب وحدة الرؤى ، والهدف تشكيل جبهة كلدانية داخلية قوية تتكتل مع المنظمات الكلدانية في الخارج وغيرها لنيل الكلدان لحقوقهم المشروعة كاملة غير منقوصة ولا مشوهة.
أتمنى من كل قلبي أن يكلل المؤتمر الكلداني العام القادم بالنجاح والتوفيق
23 04 2013
wadizora@yahoo.com