جمعية الحمدانية للإسكان ... ما هكذا تورد الإبل
mikuar2
« في: 2013/4/27 في 22:54 »
دائماً كانت قره قوش (بغديدا ) تعد منارة مشعة للإبداع بين مدن العراق ومصدرا للرجال الشرفاء الأبطال المضحين ... اعذروني إن قلت أنها لم تعد كذلك ولذلك أسباب فربما كانت الظروف التي ألمت بالمنطقة سبب ذلك ولا ادري ان كانت تلك الظروف قد غيرت من مبادئ وأخلاق البعض من البشر ؟ وعلى اية حال أتمنى أن أكون مخطئاً في الصورة التي تبلورت في مخيلة الكثيرين بسبب ما يتوارد إلى مسامعنا عن بعض الأحداث التي غيرت تلك الصورة الجميلة عن بلدتنا العزيزة على قلوبنا التي نتفاخر بها امام العالم كونها تضم من الطيبين والمحبين لوطنهم الكثيرين من أولئك النجباء الغيارى على كل ذرة تراب من ارضها الخيرة تلك الارض التي ولدت من الرجال الشجعان والعلماء والمثقفين ما لا يحصى ولا يعد منهم .
منذ ما يربو على عام تأسست جمعيتكم (جمعية الحمدانية للإسكان) من المؤكد انها كانت نتيجة حاجة ضرورية و تزامن تأسيسها مع ازمة سكنية خانقة تعاني منها البلدة واعادت الامل لدى الكثيرين من محدودي الدخل من الفقراء والشباب الذين في مقتبل العمر الذين لازالوا في بداية مسيرتهم العائلية عسى ان يتمكنوا من الحصول على قطعة ارض يشيدون عليها سقف بسيط يقي أفراد عائلاتهم من برد الشتاء القارص وحر الصيف .
لكن ما يتردد الآن في الشارع من الأقاويل لا يبشر بالخير حيث تحولت الجمعية الى مصدر للربح يستغلها البعض لتحقيق ثروات من خلال ثغرات قانونية قافزين على القوانين المرعية مستغلين جهل البعض من المواطنين البسطاء في قوانين التملك .
وكنا كلنا أمل أن تحقق الجمعية وعودها بان تكون الخطوة الأولى توزيع الأراضي للطبقات الفقيرة في المجتمع ولكننا فوجئنا لا بل صدمنا عندما علمنا ان العشرات من قطع الاراضي التي قامت الجمعية بشرائها والواقعة منها في اقرب مسافة عن المدينة بالقرب من الساقية على طريق الملعب المشيد حديثا قد تم بيعها بمبالغ خيالية تقدر مابين 50 مليون الى 70 مليون دينارا وهي لا تزال مصنفة أراض زراعية . الا تعتقدون أن هذه الحالة تستدعي وقفة تأمل طويلة ؟
الاخوة الاعزاء لربما لديكم التفسير لما يحدث لكن الا تعتقدون ان جمعيتكم التي كانت الامال معقودة عليها لحل المشكلة قد جعلت المشكلة اكبر بكثير ؟ لربما احدكم يقول كيف ذلك ؟ والجواب هو كالاتي:
اولا – اذا كان سعر قطعة الارض التي تم بيعها قبل تحويل صنفها بـ 50 مليون دينار كم سيكون سعرها بعد تحويل صنفها؟ الا تعتقدون انكم بذلك تسببتم في رفع اسعار العقارات بدلا من خفضها بحسب اهداف جمعيتكم ؟ الاتعتقدون ان هذه انتكاسة قبل ان تقطف الجمعية بثمارها؟
ثانيا – كيف تقوم جمعيتكم بالتنسيق مع البعض من اصحاب مكاتب العقارات الذين تسللوا داخل هيكل الجمعية ليسخروها لخدمة مصالحهم فيقومون ببيع الاراضي الزراعية التي قمتم بشرائها باسعار خيالية مستغلين جهل المواطن بالقوانين وكل ذلك يحدث قبل ان تقوموا بتوزيع قطعة ارض واحدة للمواطنين ؟
هل باستطاعتكم تفسير ما يحدث ؟ بالطبع تستطيعون تقديم التبريرات واتمنى ان لايكون ما يحدث مبرمج بينكم اي بين اللجنة المشرفة في الجمعية مع اولئك المرضى بحمى الحصول على الاموال بأي طريقة كانت وأرجو وان لا تكونوا طرفا في هذه المعادلة القذرة او شركاء لهم بتلك الارباح لانها اموال قذرة وارجو ايضاً ان لانكون امام عملية فساد ضخمة تكونون طرفاً مستفيدا منها وتكون الضحية الفقراء والمعدمين .
اما بالنسبة للمواطنين البسطاء اللذين دفعوا القسط الاول من ثمن قطع الاراضي للجمعية علما ان الكثيرين منهم لم يكن المبلغ في جعبتهم بل انهم اقترضوه من اقربائهم واصدقائهم فهم الان مذهولون ازاء ما يحدث وهم يشاهدون امام أعينهم البعض ممن اشتروا تلك الاراضي قد شرعوا بتشييد الأبنية لا بل ان الخوف يتملكهم بسبب الاشاعات التي يتم تناقلها فيما بينهم بان الاموال التي دفعوها قد استخدمت في الدعاية الانتخابية لاحد المرشحين . وان المنتمين الى الجمعية ان لم يصوتوا لذلك المرشح فسيتم حجب الاراضي عنهم . لابل وزد على ذلك اخر مايتم تناقله ان المرشح للانتخابات سيقوم شخصيا بتوزيع الاراضي للمواطنين شرط ان يقوم المواطن باداء القسم للتصويت للمرشح .
اخوتي الاعزاء لو صدق وان كان ذلك صحيحا فانه فعلا يفوق الخيال لا بل ان المرء لايمكن ان يصدق ذلك هل يستطيع احد منكم ان يخبرني في اي العصور نعيش نحن ؟ ما هكذا تورد الابل يا اخوان ان للانسان كرامة وقدسية لايجب ان تداس وتسحق تحت الارجل ولا يجب تجاهلها بسبب كونه معدما او يعيش في ضيق . هل اصبحت كرامة الانسان رخيصة الى هذه الدرجة في بلدتنا ؟؟؟.
الايكفي مانعانيه من تسييس للمؤسسات؟ اوصلت الحال ان نقفز على الحريات ونستغل حاجة الانسان فنضعه في اصعب اختيار فنخيره بين ان يخسر حريته ويناقض ضميره او يفقد السقف الذي طالما حلم اطفاله ان يستظلوا به ؟ هل هذه كانت الغاية المنشودة من تاسيس هذه الجمعية ؟.
اليس شبابنا معذورون عندما يلفظون التراب عن نعالهم خارجين من مدنهم ليهاجروا ويتشتتوا في مختلف بقاع العالم ؟