May 24, 2013
القوش خصب وأخصاب الكلدان
-الحلقة الثانية-
حفرت في أعماق التاريخ عثرت فيه دررا كلدانية يتيمة وهالني ان القوش وعنكاوا الصقوا عليها شواهد سريانية كما سنرى في هذه الحلقات.
الأب سعيد بلو
مار يوسف السادس أودو 1790- 1878بطريرك بابل على الكلدان 1847- 1878 وُلِد في القوش في آذار/ مارس 1790 والده يدعى هرمز الطبيب من عائلة أودو. سار نحو الكمال في الرهبنة الهرمزدية منذ عام 1809 ونال الدرجة الكهنوتية بوضع يد البطريرك يوسف الخامس في مدينة آمد (دياربكر) في 25 آذار/ مارس 1818 ثم رقاه المذكور الى الدرجة الاسقفية على أبرشية العمادية (والاصح على ابرشية نينوى) سنة 1825.
التأم مجمع اساقفة الكلدان بالموصل كامل النصاب وانتخبوا مار يوسف اودو في 15 أيار/مايو 1848 على كرسي مار أدي خلفا لمار نيقولا زيا. وانطلق يرود سفينة الكلدان احدى وثلاثين سنة إثر الرب يسوع ربَّانا ماهرا ورسولا غيورا بملء الشجاعة والصفاء والاقدام. وبات يرنو مدى حياته الى بلوغ مرفأ النجاح بالعزم والايمان لا يثنيه غضب الامواج العارمة والرياح العاصفة وقبيل غروب الشمس ذوى بنار الحب الالهي بالموصل الحدباء وأفُلَت معه انوارها الى نعيم الخلد في 14 آذار/ مارس 1878 ونقل جثمانه الى دير السيدة في القوش.
نعمّ رئيس أمتنا الكلدانية مار يوسف أودو ذاك الذي أفرزه الرب بالقداسة كما فعل مع ارميا ليكون في بابل بطريركا للكلدان.
ذكرى رحيلك تستدر دموع الحـ
سرات في ورع النُّهى ودعاء
من قُدسِك الكلماتُ تنبضُ في فؤا
دي كالجوى بصبابةِ وثناءِ
لك في ضلوعي نغمةٌ اشجانها
أثرُ لها في شعريا وإبائي
في صمتك الابديّ لحنٌ خالدٌ
فالبرُّ أخلدُ من ذُرى العظماء
دفاعه عن الاصالة الشرقية
وسط التجارب القاسية والظروف المأساوية التي تحدّاها مدى حياته خاصة إبّان 31 سنة باعتلائه السدة البطريركية الكلدانية، استلّ سيف البسالة ببطولة رفعته الى اوج العُلى كما وصفه مثلث الرحمات المطران كوركيس كرمو: "...ان البطريرك يوسف السادس اودو بزّ كل البطاركة بقداسته وشجاعته وادارته الحكيمة في بناء الامة والكنيسة الكلدانية واسترجاع مجدها وعزّها السابقين..." ورغم انشغاله بمجابهة روما في القضية الملبارية التي احتدّت خاصة بعد تدخل المرسلين اللاتين والحكام البرتغاليين في شئونها لم بآلُ جهداً في الانشطة العمرانية وانشاء المعهد الكهنوتي ومطبعة كلدانية والسفر الى روما مرتين وحضور جلسات المجمع المسكوني الفاتيكاني الاول الذي دعا اليه البابا بيوس التاسع. كما قابل السلطان بالقسطنطينية في 16 أيلول/سبتمبر 1870 مؤكدا ارادته الرئاسية للمحافظة على العوائد والتقاليد المشرقية والاخلاص للسلطة المدنية.
وقد كتب على شاهد قبره مدراشان بالعربية يبدأ:
(القبر هذه فيه حلّ البار...الخ) وبالكلدانية مطلعه: (ܬܒܟܐ ܒܚܫܐ ܥܕܬ ܩܘܕܫܐ) وتعريبه: "بألم تبكيك الكنيسة المقدسة..." وقد ترجمها المرحوم الدكتور الاب بطرس حداد نقتطف منها ما يلي:
"شيد الاديرة وجمّل اعمارا وبنى الكنائس، هذا رئيس الاحبار العظيم السيرة والصفات. هذا الرجل الصدّيق حصل على التواضع في نفسه الزكية، سهر الليالي والبكاء، احتقر الغنى والمظاهر الخارجية وفضّل بساطة العيش في حياته، ابغض الخمر وملذات الجسد والعالم، عاش في هذا العالم خمسة وثمانين سنة منها احدى وخمسون في الحبرية، كان قوي الذراع، بقي هذا الرجل العظيم رئيسا محبوبا على رأس طائفته"
مقتطفات من رسائل غبطته
لابد من الرجوع الى بعض مقتطفات من رسائل غبطته حيث يفاخر بأمته وكنيسته الكلدانية فقد ورد في الرسالة السابعة مايلي:
* "من الاباء الاساقفة ورؤساء الاساقفة الكلدان...وخائفي الله الغيورين على الامة..."
* "تعلمون ايها الاخوة فلذات أكبادنا انه منذ بدء مار توما الرسول ورفاقه رسل وتلاميذ الرب بالتبشير وحتى اواخر القرن السادس كانت كنيسة المشرق كلها كاثوليكية...".
* "وهكذا ايضا جاء برتلمي الذي هو نثنائيل وكان مبشرا لكنيستنا المشرقية. ومن بعد هؤلاء جلس على كرسي بابل مار ماري تلميذ مار ادي، فمؤسّسوا كنيسة بابل اذاً كانوا هؤلاء القديسين، هؤلاء هم الذين وضعوا لنا طقوسنا بلغتنا الكلدانية الكتابية، التي تقدست بفم ربنا الاقدس وامّه ورسله الذين بشرونا بشارة الانجيل المحيي باللغة الكلدانية. كما ترجموا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد الى الكلدانية... اذ الكتب التي باللغة اليونانية كان يستعملها اليونان والتي باللاتينية اللاتين، غير ان التي بالكلدانية فكانت لكل بلاد المشرق قاطبة."
* "وفي الصين عثر المرسلون الغربيون على كتابات مهمة وردت فيها أسماء اساقفة وشمامسة ارسلهم كرسي بابل لتدبير الكنيسة المسيحية التي في تلك البلاد. كتابات منها نقشت على الاحجار وعلى الجدران وشواهد القبور كما وجدوا كتبا بالكلدانية في مناطق عديدة من تلك البلاد.
* "...ربنا هو الذي وحّدنا نحن ايضا اخرجنا وجمعنا في الموصل من جميع ابرشيات الامة الكلدانية..."
*"...أتموا الاصوام جميعها بقداسة كما يأمر طقس كنيستنا الكلدانية...".
أيها القارئ اللبيب تمعّن فيما جاء اعلاه وسر أثر آبائنا الكلدان الذين زمّروا ورتلوا وغنوا وكتبوا بالكلدانية فمن اي مورد استقيتم جملة "مهرجان الاغنية السريانية في نادي القوش العائلي"؟. سَل اي القوشية او القوشي ما هي الاغنية السريانية يجبك بعدم معرفة لها بينما يفرح ويفهم ويعتز بالاغنية الكلدانية لان عبر التاريخ لا يوجد سرياني في القوش فلِمَ هذا التشويه؟...
هل يا ترى بقدرة قادر اصبح اجداد باسل شامايا وسمير القس يونان سريانا؟...
والى اللقاء في الحلقة القادمة