تعقيب على مقالة الاستاذ ابراهيم حنو (ابناء شعبنا يتطلعون ...)
/mikuar2
« في: اليوم في 12:27 »
اخي ومعلمي السيد ابراهيم يوسف حنو المحترم :
مقالتك تعكس الحالة التي نعيشها فعلا وتلك الحالة وصفتها انت جيدا ولكن بكثير من المجاملة تخللها شيء من الدبلوماسية ولكن لابأس في ذلك .
اكثر ما اعجبني في مقالك هو المقطع الاخير وسوف اقرب الفكرة التي حاولت انت ايصالها للقاريء بجملة بسيطة وهي ( ماذا جنى شعبنا من كل تلك الوعود التي اطلقها من انتخبناهم ليمثلونا في مختلف المحافل سواء مجالس اقضية ونواحي ام مجالس محافظات ام برلمانيين) .
اخي العزيز انا اشاركك مشاعرك وقد مررنا جميعا بذلك الاحساس عندما كان ذوينا يعودن من ممارسة حرفهم البسيطة المختلفة وكلنا يعرف ماذا كانت تلك الحرف وبغض النظر عن ما كان في تلك الحقائب كنا نفرح بعودتهم سالمين ليضموننا الى احضانهم التي كنا نحس فيها بالدفء والحنان والامان . ولكن عجبي انك تقول كنت تستاء عندما تقول ان حقائبهم كانت احيانا خاوية . يا اخي ان من يمثلونا لايعودون ابدا وحقائبهم خالية لان المليارات في ميزانية بلدنا لاتسمح بذلك فحقائبهم تكون ممتلئة الى اخرها بالملايين .
ولكي اكونا اكثر واقعية في طرح الموضوع سنبدا بمدينتك بغديدا ومعك انت حيث بحسب معلوماتي انك نائب رئيس مجلس اعيان بغديدا وتحتل ايظا موقعا في مقر المجلس الشعبي ان لم اكن مخطاً .
وجولة بسيطة في شوارع بغديدا ستكشف لك ما يعانيه ابناء جلدتك بسبب تلكؤ المسؤلين وهم طبعا من ابناء المنطقة انفسهم فعند مرورك للدخول في مدخل بغديدا وحيث ان المدخل هو الواجهة التي تعكس الانطباع عن اهالي المنطقة فانك تتمنى لو تترجل من سيارتك وتحملها على اكتافك وتسير بها لكثرة المطبات اللامتناهية وسرعان ما تصبح بمواجهة جدار شامخ من الكونكريت لايعكس اي ملامح حضارية او ثقافية مما تزخر به بغديدا قديما وحديثا وانما اصبح عبارة عن لوحة اعلانات تعلق بها اللافتتات السوداء للموتى لتمنحك مزيدا من التشاؤم واما الملصقات ملصقات المرشحين للانتخابات فحدث ولاحرج فصورهم تعكس حالة اليأس والبؤس التي يعيشها ابناء البلدة وقد وضع احدهم صورة كبيرة ذكرتني بالرئيس السابق رحمه الله تذكرت المثل الشعبي ( بدوكت باز بزبوزه وبدوكت صقرا قوبياثا ) وقد كتب عليها ( لا للتغيير الديمغرافي ) هذا الشعار الذي بات الفزاعة التي ينادي بها كل من هب ودب شعار لاعتلاء الكراسي وترهيب الناس وتخويفهم للسيطرة عليهم . بالله عليك يااستاذ ابراهيم هل لك كان تطلعني على اسم شخص كردي او عربي او غير مسيحي اقتنى دارا في بغديدا في السنوات الخمس الماضية رغما عنكم . كنت دائما اشعر بالضيق من هذا الجدار الصامت ولكن بعد ذلك ماعدت اشعر بذلك فقد اكتشفت ان صمت هذا الجدار هو فعلا صفة اصبحت ملازمة لصفاتنا فهو صامت مثل صمتنا الذي يشبه صمت القبور وكما نحن غافلون عما يحدث لبلدتنا التي اصبحت مرتعا للرقاق والمارقين .
اما الشارع العام الرئيس في البلدة فان مرورك فيه قبل المساء يجعلك تشعر بالدوران والغثيان بسبب الروائح الكريهة والنتنة التي تطلقها اكوام النفايات في الجزرات الوسطية التي كان من المفروض ان تنبعث منها روائح الزهور كما في معظم دول العالم فقرا . اما سوق الخضار في البلدة وما ادراك مايحدث في سوق الخضار (ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لاتدري فالمصيبة اكبر ) . اكتفي بهذه النماذج الثلاث فيوجد مثلها الكثير .
اخي العزيز الا تعتقد اننا متناقضون مع انفسنا نطالب بشيء ما ولكن الحقيقة هي اننا نحن من يتحمل المسؤلية في تسببها واتساعها.
اليس مجلس اعيان بغديدا مؤسسة تمثل ابناء البلدة ؟ الم يكن للمجلس دورا في الترويج لصالح مرشحين معينين يعتلون الكراسي الان ؟ اين هي الثمار التي جنيتموها من ذلك هل تتوقع ان حقائبهم الممتلئة بالرواتب الضخمة التي يتقاضونها سينتفع منها المواطن البسيط الذي تحمل المشقة وسعى وبذل جهدا لوضعهم على الكراسي .
اين هم المسؤلين في البلدة التي تحولت الى كتلة من النفايات اين النائمقام ومدير البلدية وماهو دور مجالسكم كممثلين للشعب من اخطاء المسؤلين . اين برامج الدعاية الانتخابية للمرشحين التي كانوا يطلقونها اثاء حملاتهم الانتخابية الم تكن حضرتك يا استاذي العزيز واحدا من ابرز الذين كانوا يروجون لتلك البرامج . عفوا انا اذكر ذلك للتذكير فقط . ولكن لست انت وحدك من انخدع بتلك الشعارات ولكننا جميعا خدعنا . ليس من العيب ان يخطيء الانسان مرة ولكن من العيب ان يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين وانت تفهم جيدا ما اقصده من ذلك.
علينا جميعا ان نعترف بالاخطاء وان كنا قد اخطئنا في اختيار المرشحين والمسؤلين وكان ذلك لاننا فضلنا مصالحنا الخاصة التي تربطنا معهم فاباعتقادي ان من واجبنا ان لانكرر نفس الخطأ مرة اخرى وان لانظلم انفسنا وابنائنا اكثر من ذلك وان كررنا نفس الخطأ فاننا ننتقص من كرامتنا ولايحق لنا التفوه بكلمة او المطالبة بحقوقنا لاننا نحن من حدد مصيرنا من تلقاء انفسنا فاذا اردنا التغيير علينا ان نقف مع من يمتلك العلم والثقافة متجاوزين غريزة الجشع والطمع والنفاق .وكفانا صمتا وتملقا انظر الى ماوصلنا اليه طيلة السنوات العشر الماضية فقد ازداد شعبنا بئسا وتخلفا بسبب التناقض الذي نعيشه . اخي العزيز الم تكن حضرتك معلماً في وزارة التربية ؟ الم تعلن الوزارة في عام 1986 على ما اتذكر انه تم القضاء على الامية بشكل كامل ؟ , كيف الان بعد مرور 27 عاما نتفاجا ان في بغديدا وحدها نسبة 20% من الاميين .
اخي العزيز ان ابناء شعبنا لايهاجرون بسبب عدم الاستقرار اوعدم توفر الامان كما يروج له البعض وانما بسبب حالة اليأس التي يعيشونها في مختلف جوانب الحياة سوء الخدمات اوالعدالة الاجتماعية والنفاق والدجل التي اصبح يعاني منه ابناء شعبنا بشكل ملفت للنظر وهي اصبحت حالة مرضية اصبنا بها لاننا تخلينا عن القيم والمباديء وتعلمنا الرياء والكذب حتى بتنا نكذب على انفسنا ونصدق اكاذيبنا وكل هذا لاننا سمحنا للمتخلفين والافاقين للتسلل وتبؤ المراكز المتقدمة في مجتمعنا واصبحنا اتباع لهم بينما اصبح المتعلم والمثقف وذوي الاختصاص في مؤخرة الركب.
اخي العزيز لاتعتب ولاتحزن كثيرا على من يحزم حقيبته ويرحل لانه لا يرحل بسبب عدم الاستقرار الامني او العوز او الجوع وانما يغادر وينقذ نفسه وابناءه من مستنقع الكذب والدجل الذي وقعنا غيره فيه ويغادر اسفا ونادما ويذرف الدم من مقلتيه بدل الدموع ومتاسفا على الحالة التي وصلنا اليها فهو اكثر حزنا علينا مما هو حزين على نفسه . ويحضرني قول يسوع (المدينة التي تنبذكم اخرجوا منها وانفضوا عن نعالكم غبارها ).
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!