السفسطائية هي حب الجدل لأجل الجدل من غير أن يُرجى طائل من وراء هذا الجدل سوى إظهار قدرة السفسطائيين على الإقناع والتغلب على خصومهم باستخدام البلاغة في الكلام وكل الوسائل المتاحة في تقوية حججهم؛ لذلك عُرف السفسطائيون بالتضليل والخداع، فاستعان بخدماتهم في عصرهم وُيستفاد من خطبهم وقدراتهم على الإقناع ومحاجّة الخصوم.
هذا هو حال المحسوبين على أمة آشور اليوم، الذين يُستعان بخدماتهم. تسمعهم وتشمئز الآذان من ما يفوح من آلسنتهم وتتقزز العين منهم حين تنظرهم. يستعملون البلاغة في كلامهم وكأنهم مصنوعين من مطاط، ضمائرهم تمط حسب الكلام المُملى عليهم وحججهم تُعاد مرات ومرات كالببغاوات.
مستواهم في الانحطاط السياسي يصل بهم إلى درجة التضليل والخداع بل والكذب البواح وأمام الملأ إن كانت من خلال اللاقط أو العدسة أو صفحات ومواقع الشبكة العنكبوتية أو أي وسيلة آخرى في أيصال أفكارهم المسمومة في طي المبادئ تحت الوسادات لتبرير عمالتهم وسقوط قيمهم، هكذا هو أمرهم وهم يكررون الكذبة تلو الأخرى دون خجل، بل بأسلوب بهلواني مقيت، مستخدمين عبارات ومصطلحات لايفقهون معانيها أو تعريفها وبأحط المستويات، مجترين ما كانوا ولايزالوا يرددون من أكاذيب وأباطيل يعون بها جُل المعرفة أنهم يتصارعون بها ضمائرهم ولتكون خلاصة خطبهم وأفعالهم في كل من ذاك، لا شيء سوى الردح الفارغ.
يقولون أنهم يثابرون ويعملون بجد من أجل حقوق شعبهم القومية ويتلون عبارات تلو العبارات كمصطلحات: الحكم الذاتي وحقوقنا القومية ووووووو.... أستحداث محافظة..... ولكن أين هم مما يجري في الساحة السياسية؟ هل سمعناهم خلال الأعوام العشرة الماضية مما يجري في العراق من خلال العملية السياسية، يتكلمون عن قانون ما سُن في أروقة مجلس النواب؟ آم موقف ما من قوانين الدستور؟ بالعكس، تراهم يتسابقون في أقامة الحفلات ومن يستطيع أخراج من أبناء أمتنا والعدد في رفع الأعلام، أو تراهم في أخبارهم ونشاطاتهم ومواقفهم: عناوين زار حزبنا الحزب الفلاني، مع صور عرض أزياء أو طاولة مملؤة بفاكهة أو قناني ماء معدنية، أو تقرأ لهم خبر عن رعاية سفرة ترفيهية أو حفل فني كبير أو زيارة فنان ما......
سؤال يراودنا، هل هؤلاء المثابرون والعاملين بجدية من أجل حقوق شعبهم كما يدعون، منتسبي تنظيمات وفصائل وأحزاب سياسية كما يصنفون أنفسهم، منتسبي تنظيمات وفصائل وأحزاب سياسية آم اجتماعية؟ وهل هم في حقل السياسة آم الترفيه؟ أنهم يتسابقون في ما بينهم في أصدار بلاغات وبيانات وإيضاحات عن زيارات أجتماعية وحفلات عائلية و لقائات دينية وصور راقصة ممن أخرجوهم لكي يرفعوا الأعلام على دبكات المطرب الفلاني... مرة أخرى، أين هي مواقفهم وبياناتهم وبلاغاتهم وإيضاحاتهم من القوانين ألتي تبتلع حقوقهم القومية هذه التي يزمرون لها ليل نهار؟ أين هي مواقفهم وبياناتهم وبلاغاتهم وإيضاحاتهم من القوانين والأحداث السياسية اليومية التي لها تطابق خطير من الآخرين على حقوق شعبهم القومية كما يدعون؟ قبل عدة أيام رفض مجلس النواب العراقي مقترح زيادة عدد المحافظات العراقية إلى 30 محافظة لعدم تفاهم الكتل الكبيرة وبتاريخ 15-12-2013 وعلى لسان وزير الدولة لشؤون المحافظات في العراق إن مجلس النواب لم يوافق على مقترح وزارته بتحويل عدد المحافظات العراقية من 18 إلى 30، مؤجلاً البت بإقرار قانون المحافظات للدورة البرلمانية المقبلة. أين هي مواقفهم أو ايضاحهم في مسألة أستحداث المحافظة؟ التي أخرجها كاتب سيناريو أحداث فلمها بطلهم ومامهم جلال الطلباني لامتصاص الغضب بعد اغتيال المطران فرج رحو وكانت فرصة لتحييد وتغيير أدوار الذيول التابعة لهم (الاتحاد الوطني الكردي والديمقراطي الكردي) التي كان الحزبين في تلك الفترة في تحالف، لهذا ولد تحالف ذيولهم في ما يسمى تجمع التنظيمات السياسية لأحزابنا ونرى اليوم تجمعهم لا وجود له لأن الحزبين الكرديين فكوا تحالفهم ولهذا نرى تراشقات ما بين الأحزاب التي كانت منظوية في ما كان يسمى تجمع التنظيمات السياسية لأحزابنا كما يتراشق أسيادهم وبالتحديد بعد أن غاب مامهم عن الساحة و الخط الأحمر من الديمقراطي الكردي على محافظ كركوك ومسألة دخولهم الأنتخابات كل على حداه، وما يأمر الأسياد ينطلي على الذيول... آم كانت كلمة تخدير للسنوات القليلة التي مرت وسوف تكون مادة دسمة للانتخابات القادمة وتخديريه لأربع سنين تليها في الدورة القادمة؟ لا خبر... لا كفية... لا حامض حلو... لا بلاغ استنكار أو تصريح...
ليس تهجماً ولا تجنياً ولا تجريحاً كما سيحلو للبعض أن يسميه، ولا احترام لمن لا يحترم نفسه وشعبه، ولا حصانة أو قدسية لمن يُحقّر شعبه ويتعدى على حقوقه، ولا لمن ارتضى بأن يرتمي بالكامل ودون تحفظ في أحضان المحتل، ولا لمن يبريء المحتل ويدين شعبه، ولا لمن يتآمر لتكريد شعبه وأراضيه في مؤتمر "أصدقاء" ومنظمة تغيير ديموغرافي، لأغراض الأستفتاء والعمل بكل الوسائل لحشد البسطاء من أجله لأن الأستفتاء قادم فيسرق كيانهم ويحتجزها في حسابه الخاص، لكي تُهدى لسيده طاعة لأمره.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
ما بين سفسطائية المستكردون ونرجسية المهرجون/ David Oraha