الانتماء الاشوري بين البطريرك دنخا والبرفسور جون جوزف/Noel Bashir
كاتب الموضوع
رسالة
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9596تاريخ التسجيل : 07/07/2011الموقع : في قلب بلدي الحبيبالعمل/الترفيه : السياحة والسفر
موضوع: الانتماء الاشوري بين البطريرك دنخا والبرفسور جون جوزف/Noel Bashir 4/2/2014, 12:07 pm
الانتماء الاشوري بين البطريرك دنخا والبرفسور جون جوزف
Noel Bashir
اعتاد البطريرك دنخا في كل مناسبة كنسية مسيحية أو تاريخية وثنية، أن يصرّح لاتباعه ما يتمنون سماعه منه فيقول لهم: "الكلدان والسريان هم اشوريون"، فيلهب مشاعرهم القومية بهكذا تصريح فينتشون ويقدمون ودهم وطاعتهم بدون حدود، ويظهر في اعينهم بمظهر بطل القومية الاشورية. وآخر مرة صرح فيها البطريرك تصريحه الخطير هذا، كان في رسالته العامة التي اصدرها في عيد الميلاد الماضي لعام 2013 وهي منشورة هنا في هذا الموقع.
لكن لم يشرح لنا البطريرك دنخا كيف ان الكلدان والسريان "هم آشوريون"، لا بل لم يشرح لنا إن كانت طائفته الكريمة هي فعلاً "اشورية"، وما هي المقومات الاشورية التي تتميز بها؟ أهي اللغة السريانية/الارامية التي يتحدثون بها ويستعملونها في الكنيسة؟ أم هي اسماء الاعلام السريانية والعبرية التي يتسمى بها معظم ابناء الطائفة الاثورية، ام هو التراث السرياني الكنسي الذي انتجه اجدادهم؟ أم غيرها من الامور التي بدلا من ان تثبت الفكر الاشوري فانها تنفي وجوده.
نعم لم يشرح لنا البطريرك دنخا كيف توصل الى كون الكلدان والسريان اشوريين. هل توصل الى هذه النتيجة الباهرة بعد دراسات وبحوث عميقة حول اصل الكلدان والسريان اجراها هو، أو اي فرد من ابناء كنيسته؟ اذا كان قد فعل هكذا فعليه نشر هذه البحوث والدراسات في هذا الموقع الكريم، ليضطلع عليها الجميع كما اضطلعوا على رسالته المنشورة هنا، فيقبلوا حينها ما يدّعيه بخصوص آشورية الكلدان والسريان. لكن أن يكتب البطريرك دنخا "ان الكلدان والسريان هم من شعبه الاشوري" فهذه للأسف أماني واحلام تتلاشى وتزول بسرعة حالما يشرق عليها نور الحقيقة، مثلما يشرق نور الشمس في الصباح فتتبدد الظلمة وتختفي من امامها وتزول.
ان أهم واكبرمرجع علمي في العالم عن النساطرة/الآثوريين وتاريخهم واسمهم وكنيستهم هو شخص من الطائفة الاثورية الكريمة يسمى جون جوزف، وهو برفسور في التاريخ في احدى الجامعات الامريكية. البرفسور جون جوزف في كل دراساته وكتبه وابحاثه في هذا الموضوع لا يوافق على ما يدّعيه البطريرك دنخا بخصوص الكلدان والاشوريين، بل يرفض رفضا قاطعاً الادعاء الهش القائل "ان اشوريي اليوم هم ابناء الاشوريين القدماء". ان البرفسور النسطوري جون جوزف في كل كتبه ودراساته يقول ويثبت ان اشوريي اليوم لا علاقة لهم بالاشوريين القدماء، ويكتب مثبتاً على انهم "سريان اراميون" فقط.
اذا كان العلامة البرفسور جون جوزف الذي امضى اكثر من نصف قرن من عمره يبحث في تاريخ النساطرة بشكل منهجي واكاديمي، فدرس كل الوثائق وراجع كل المصادر والمراجع في هذا الموضوع، ووصل الى نتيجة لا يستطيع احد تفنيدها بان النساطرة هم سريان لغةً وشعباً وحضارةً وليسوا احفاد الاشوريين القدماء حتى وإن سموا انفسهم بالاشوريين، فكيف يمكن للبطريرك دنخا الذي هو رجل دين وليس باحثاً في تاريخ النساطرة ان يقول عكس ما يقوله هذا العالم الجليل البرفسور جون جوزف الذي ينتمي الى نفس الطائفة الاثورية؟ وأي منهما سيصدقه الناس، هل سيصدقون من درس وحلل كل المصادر القديمة والحديثة واستخلص النتيجة العلمية التي يعترف بها مجمع العلماء بان النساطرة هم سريان وليسوا اشوريين، أم سيصدقون كلام رجل دين جليل بمرتبة بطريرك لا يستطيع ان يقدم اثباتا واحدا عن اشوريته واشورية طائفته، لكنه اعتاد ان يطلق تصاريحاً نارية يجعل فيها الكلدان والسريان اشوريين دون مراعاة للعلم والعلماء والحقيقة حول هوية النساطرة.
ان يقتفي المؤمنون في الامور الدينية والروحية خطوات كاهن مسيحي ورع كالبطريرك دنخا فهذا أمر اعتيادي وصحيح ولا غبار عليه، لكن ان يتبعوا تصاريحه في التاريخ وحول الهوية وهو ليس مؤرخاً أو مختصاً بهذه الامور فهذا أمر في غاية العجب.
ورغم احترامنا للبطريرك دنخا ولكنيسته العريقة وطائفته المجيدة، إلا ان ما يقوم به من ادخال كنيسة الكلدان والسريان في بوتقته الاشورية هو بكل صراحة تحرش بالكنائس الكلدانية والسريانية، لا بل تحرش مباشر بقيادة هذه الكنائس من بطاركة ومطارنة لانه يلغي هويات هذه الكنائس ويعطيهم هوية آشورية لا علاقة لهم بها ويحول بطاركتها الى رعاياه في القومية الاشورية التي يتزعمها. انا لا افهم كيف ان جو التفاهم والتقارب الكنسي بين الكنيسة الاشورية والكلدانية سيسير نحو الافضل عندما نرى رئيس الكنيسة الاشورية يطلق التصاريح التي تبعد الكنائس عن بعضها، فيدك مدماكا نحو التباعد بدلا من التقارب.
في الفترة الاخيرة عندما قبلت الكنيسة الكلدانية المطران سورو بعد لجوئه اليها، وجه بعض الكتاب من اتباع القومية الاشورية انتقاداً لاذعاً الى الكنيسة الكلدانية وسنودسها بسبب قبولها هذا المطران المثقف مدعين ان مجرد قبوله هو ضرب لعملية الوحدة بين الكنيستين الكلدانية والاشورية. لكن عندما يطلق البطريرك دنخا كلاما اقصائياً لا يليق برؤساء الكنائس ومنهجهم القائم على الاحترام المتبادل والمحبة، بالغائه الكلدان والسرياني، فهو دون شك يخرج من اطار الدبلوماسية الكنسية واللباقة المسيحية لأنه يسيء الى العلاقات الودية المشتركة بين الكنائس والبطاركة، بل ويجرح مشاعر ابنائها القومية. والانكى من هذا ان يقوم البعض من الكتاب الاشوريين المتطرفين فيمدحون تصاريح البطريرك ويكيلون عليها عبارات الوصف والثناء، بينما هي في الحقيقة عملية تحرش بالكنيستين الكلدانية والسريانية لأنها تخلق تشويشاً وبلبلة، وتسيء الى عملية التقارب والوحدة المزعومة بدلا من السعي الحقيقي للسير نحوها وذلك باحترام الاخر كما هو. لقد علمت من مصادر كنسية ان احد البطاركة مستاء جداً من كتابات البطريرك دنخا وتحرشه في جعل كنيسته وطائفته "آشورية". لكن الظروف الاستثنائية للمشرق التي يمر بها من قتل وتدمير وتهجير وتهميش للمسيحين اليوم، تحتم على القيادات الكنسية عدم فتح ابواب عتابات ومحاسبات تجر الى خلافات فتبعدهم عن التفاهم.
لذلك اعتقد انه يجب على البطريرك دنخا ان يصلح الموضوع ويقدم اعتذاراً لبطاركة الكلدان والسريان ليزيل الاسفين الذي دقه بين كنيسته الاشورية وبين هذه الكنائس الكلدانية والسريانية، كي تبقى الاجواء ودية ملائمة لإقامة مفاوضات لأجل التقارب لتحقيق الوحدة الكنسية المنشودة.
اتمنى على البطريرك دنخا ان يتوقف عن حملته غير الصائبة في جعله الكلدان والسريان من الاشوريين، واتمنى عليه ان يتمسك بالحقائق العلمية الناصعة التي وضّحها واثبتها ابن طائفته البرفسور المؤرخ جون جوزف بقوله ان آشوريي اليوم ليسوا احفاد الاشوريين القدماء بل هم فقط سريان لا غير. وشكراً.
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
الانتماء الاشوري بين البطريرك دنخا والبرفسور جون جوزف/Noel Bashir