المدعو ليون برخو هو من اشباه الرجال کلما وصلت له نثرية بدأ بالتقيؤ كالكلب
عندما يبلع القذارة
هذه اخر كتاباته حيث ينشرها بموقع عنكاوة كوم الحاقد على كل كلداني اصيل
Leon Barkhoماذا يريد "القوميون" الكلدان من البطريرك وكنيسته
ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويدمقدمةمنذ جلوس البطريرك لويس ساكو على كرسي بابل وقطيسفون برزت في ساحة كنيسة المشرق الكلدانية ظاهرتان شاخصتان للعيان: الأولى تخص موجة كبيرة بين الكلدان ومعهم أشقائهم من الأشوريين والسريان يرون في بطريركهم الجديد الأمل او الفرصة الأخيرة لإنقاذ كنيسته وشعبه من الغرق في العراق، والثانية تحاول جهدها تهميشه بوسائل شتى احيانا بالإتكاء إلى الفلتان المؤسساتي والإداري والمالي والمناطقي الذي ينخر بجسد المؤسسة الكنسية الكلدانية واحيانا من خلال مقالات في منتديات شعبنا وبعض كنائسه في المهجر.
وقبل ان ادخل في خضم الموضوع اقول أنني ادافع عن كرسي اجدادي بغض النظر عن الجالس عليه. هذا كرسي رسولي مقدس ورمز وجودي ومصيري. هذا الكرسي هوالذي حمل راية المسيحية في المشرق لألفي سنة ومن ثم حمى لنا هويتنا من خلال التشبث بالأرض ومن خلال لغتنا وما تكتنزه لنا من تراث وثقافة وشعر واداب وطقوس وليتورجيا وفنون وموسيقى تشكل في ذاتها ارقى ثمار الحضارة الإنسانية وهي ذاتها الهوية التي نستطيع تعريف أنفسنا من خلالها ودونها لا هوية لنا.
وقبل ان ادلو بدلوي اقول إن النقد مهم لأنه يحرك ويغني شريطة ان يكون صحيحا ومستندا إلى ثوابت من التاريخ والحاضر ولكن يبقى مزعجا ويرتد على صاحبه إن كان منطلقه مصلحي وورد في غير محله وكان خارج سياق موضوعه وأتى معاكسا للتطلعات الفكرية او الإيديولجة التي يحملها صاحبه.
ومن هنا سأخاطب الأخوة "القوميون" الكلدان بشقهم المدني والكنسي الذين يمارسون النقد العلني للصرح البطريركي وهم بذلك يسيئون إلى قضيتهم اولا وأخيرا ولا يعرفون انهم بهذا يزيدون في مكانة هذا الصرح وشاغله ليس في عيون الكلدان فقط بل في عيون كل مكونات شعبنا من الأشقاء الأشوريين والسريان ايضا ويبعدونه عنهم وعن قضاياهم.
وسأحاول محاججتهم مرة أخرى بعد ان كنت تركتهم وشأنهم منذ زمن بعيد من خلال نقاط او حجج خمس: اولا، لكم كل الحق في تبني مواقفكم والدفاع عنها ولكن من انتم اولا، وثانيا هل حقا انتم "قوميون"، وثالثا هل أنتم حقا مجموعة موحدة او منقسمة على نفسها، ورابعا طبيعة علاقتنا مع الصرح البطريركي وأخيرا هل انتم حقا في سياق الترويج لقضيتكم لكسب الأخرين من الكلدان والدفاع عنهم او محاربتهم وتهميشهم.
من انتم؟الأخوة القوميون شأنهم شأننا نحن كتاب شعبنا "إنترنتيون". ولكن هناك مشكلة كبيرة جدا في خطابهم. يتحدثون وكأنهم كل الكلدان وان أي كلداني لا يجاريهم لا يقع في خانة معارضيهم فقط بل ربما اعدائهم. لا أعلم كيف منحوا الحق لأنفسهم او من منحهم الحق في التحدث بإسم كل الكلدان لأن هذا ليس صحيح ولأن العكس صحيح، بمعنى انهم اقلية صغيرة جدا وأن الأكثرية الساحقة من الكلدان لا تكترث لهم وزادوا في عزل أنفسهم وأقترفوا خطاءا قاتلا او ربما اطلقوا النار على اقدامهم بموقفهم غير الودي لمقام البطريرك والكرسي الجالس عليه.
ويا إخوتي الأعزاء إن لم تصدقوني انظروا كم من الكلدان صوتوا لكم في قصباتنا وقرانا الكلدانية وأكثر من هذا إنتظروا كيف سيستقبل الكلدان في أبرشية القوش وكيف سيخرجون عن بكرة ابيهم في إستقبال بطريركهم الجالس سعيدا على كرسي اجدادهم في زيارته الرعوية المرتقبة لهذه الأبرشية. امل ان تراقبوا ذلك عن كثب.
هل أنتم "قوميون" حقا؟هذه اهم نقطة. القومية برزت اساسا كرد فعل للمؤسسة الكنسية وهي التي فصلت السياسة والدولة والوطن عن الدين، عن الكنيسة في اوروبا، وهي التي حصرت الدين في جدارالكنيسة. ليس هناك اليوم قومي حقيقي يتشتبث بالدين اوالمذهب او رجل الدين. القومي يضع خطا فاصلا بين الدين وقوميته لأن القومية لا علاقة لها بالدين ابدا وإن تعلقت بجلباب رجال الدين او المذهب اصبحت مشروعا طائفيا ومذهبيا.
انظروا إلى الأكردا هل سمعتم او قرأتم يوما لجلال طلباني او أي زعيم كردي اخر يتشبث بمذهبه او رجل الدين الذي يمثله اوالمركز الذي يدير المذهب؟ الكردي القومي همه قوميته – لغته وأرضه لا غير – والدين والمذهب شأن شخصي ولهذا يتقاتل القوميون الأكراد من اجل اليزيدية الذين لا يدينون بالإسلام وحسب بعض المفاهيم الفقهية الإسلامية يجب قتلهم او إعلان إسلامهم وعن الشيعة من الأكراد وعن السنة من الأكراد وعن الملحدين من الأكرد وعن المسيحيين من الأكرد في كل ما يخص اللغة والأرض ولم نسمع ولن نسمع يوما قومي كردي اصيل يتباهى بمذهبه و رجل دينه. وهذا ينطبق على كل الحركات القومية الأصيلة في الدنيا في اوروبا وخارجها. أين أنتم من هذا؟ في كل شيء في كل صغيرة وكبيرة تقحمون الصرح البطريركي والمذهب والدين؟ الذي يفعل ذلك لا علاقة له بالقومية على الإطلاق ويبقى يدور ضمن إطار المذهب والطائفة.
هل انتم على وفاق؟إن نظرنا إلى الواقع لرأينا ان الأخوة الذين يقولون انهم "قوميون" في صفوف الكلدان لهم مواقف مختلفة. عقدوا إجتماعين في امريكا ولكن بدلا من ان يجمعوا ويوحدوا اظن انهم زادوا في تشتيت صفوفهم وحسب معلوماتي هناك عزوفا لمنطلقاتهم بين المثقفين والأكاديميين من الذين كانوا يناصورنهم لا سيما بعد معاداتهم العلنية للكرسي البطريركي. المعادلة بسيطة يا إخوتي. كلما زدتم إلتفافا حول كرسي بابل زادت مكانتكم في عيون الكلدان. كلما بعدتم عنه وهمشتموه زاد تهميشكم لأنفسكم ومن قبل الكلدان. هذه معادلة بسيطة وتطبيقها القومي بسيط لأن البطريرك متشبث بالأرض وهذه إحدى المقومات الأساسية للقومية اما اللغة فحديثها ذو شجون بالنسبة للكلدان.
الصرح البطريركيهناك في رأي الشخصي سوء فهم لدينا نحن الكلدان حول الشراكة القوية مع كرسي روما. الشراكة قائمة ولا غبار عليها ولكن الشراكة هذه يجب ان تكون من خلال الصرح البطريركي وليس عذرا لتهميشه.
عندما ذهب بعض اجدادنا صوب تثبيت العلاقة والشراكة مع كرسي روما لم يكن هدفهم ابدا تقليص او تهميش كرسي بابل. العكس صحيح. انهم رأوا في روما كما ينظر إليها طقس كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة عونا وسندا لتعزيز وجود كنيستهم المشرقية وتثبيت دعائمها وتقوية مكانة ومنصب وحقوق كرسي بابل وقطيسفون وتقوية سلطته المؤسساتية والتنظيمية والإدارية والطقسية على كافة مناطق تواجدها من الهند إلى الصين إلى شمال أفريقيا إلى بلدان الإتحاد السوفيتي السابق إلى تركيا وإلى حيث تواجد الكلدان وأتباع هذه الكنيسة في هذه الأرض. ولكن مع الأسف ما نلاحظه اليوم هوان البعض حوّر هذه الشراكة المهمة لتحقيق مصالح آنية لتثبيت مبداء المناطقية، أي انا تابع لكرسي روما ولا علاقة لي بكرسي بابل.
إخوتي هذا خطاء كبير وحدثت اخطاء كبيرة في الماضي دفعنا ثمنا باهضا بسببها. الشراكة هي من خلال الصرح البطريركي ومن خلال الجالس عليه سعيدا وليس كل واحد على هواه يشكل لنفسه شراكة خاصة مع روما. لا أريد ان ازيد لأنني تكلمت عن هذا الموضوع بجراءة كبيرة وكان في نظر البعض تجاوزا للخطوط الحمراء ولكن لا بد من التركيز عليه لأن الشراكة مع روما يجب ان تعزز وجودنا ككنيسة مشرقية مجيدة وليس العكس.
هل كنتم عامل وحدة ام إنقسام؟وأخيرا لندرس الواقع وأمل من الأخوة أن يقوموا بمراجعة مواقفهم ودراسة هذا الأمر بدقة. الا تظننون انكم بمنطلقاتكم وخطابكم ابعدتم الكثير والكثير من الكلدان عنكم لا بل ان عددا كبيرا من الذين كانوا في صفكم خرجوا منه والسبب الرئسي هو ما أشرت إليه اعلاه؟
أين صار مثلا الإتحاد العالمي للكتاب الكلدان؟ وأين صارت مؤتمرات "النهضة" ولماذا اساسا بنيتم النهضة تقريبا معاكسة لكل ما هو اشوري وهم اشقاء لنا في كل شيء في الدين واللغة والتاريخ والطقوس والإرث الكنسي وكل شيء عد الإختلاف بالإسم. هل تبنى هوية شعب على المتضادات مع هوية أخرى وهي ذات الهوية؟ ارجو ان لا يساء تفسير هذا لأنني وحدوي حتى النخاع الشوكي ولا افضل إسم على اخر ولا مذهب على اخر وأرى ان اسمائنا ومذاهبنا متساوية القيمة والقداسة.
وأخيراكلمتي الأخيرة – وهذا عائد لكم – هي ان تعيدوا النظر تقريبا في كل شيء وتجمعوا الصفوف بدلا من تجزئتها وشرذمتها وتتركوا الصرح البطريركي وشأنه وأملي ان يتم عقد إجتماع كبير في بغداد (أو أي منطقة أخرى في العراق) لدراسة الشأن الكلداني من جديد وان يغادر الأخوة الكلدان "الإنترنتيون" خطاب تخوين الأخر المختلف عنهم من الكلدان وذلك بإستخدام القاب غير حسنة.
وإجتماع كهذا مهم لا سيما بعد صرخة البطريرك المدوية حول نكبة قد تحل بنا كشعب وكنيسة (بإختلاف المذاهب والتسميات) إن لم نتدارك أنفسنا حيث سيفرغ البلد من المسيحيين وبسرعة وعندئذ لا تفيد التسمية ولا التاريخ ولا اللغة ولا القومية وسنضيع ونصبح هباءا منثورا.