Odesho Malko نحو محمية جغرافية شاملة للآشوريين وليس حماية منطقة دون أُخرى «
في: 12.08.2014 في 21:18 »
نحو محمية جغرافية شاملة للآشوريين
وليس حماية منطقة دون أُخرى
د. عوديشو ملكو آشيثا بعد كل الذي تعرّض له الشعب الآشوري منذ مذابح سَيبا (سيفو) 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى على يد العثمانيين ومرتزقتهم وأعوانهم, إلى المذابح والتهجير القسري أثناء تخطيط الحدود العراقية التركية على جانبي تلك الحدود, وإلى نكبة سمّيل ومذبحة صوريا. ثمَّ القتل والتهجير أثناء الحركات والثورات الكردية في الشمال, بعدها القتل على الهوية ومجزرة سيّدة النجاة بعد 2003, وآخرها الهجمة التترية الحالية ضد الآشوريين المسيحيين والإيزيدية والتركمان الشيعة والشبك في العراق على أيدي أشرس خلق الله طرًا.
بعد كل ذلك, يبدو ان الضمير الإنساني قد إستيقظ في رؤوس وعقول رؤساء بعض الدول وبرلماناتها, إضافة إلى رئاسات بعض الكنائس والمؤسسات المدنية العالمية. وحصل الشيء ذاته لدى العديد من المؤسسات والأحزاب الآشورية الوطنية والقومية والمذهبية على حدٍ سواء. عندما تيقّنوا بأن الحل الوحيد لإيقاف معاناة الشعب الآشوري المستمرة لا يأتي إلا من خلال توفير حماية دولية حيثما يسكن الآشوريون الآن في وطنهم العراق. وإن هذا الحل لا يخرج في إطاره القانوني ومفهومه الإنساني عمّا كان الإجماع الدولي قد أقره في معاهدة سيفر عام 1919 بعد الإنتصار على دول المحور حول منح "حكم ذاتي للأكراد" وإقامة "منطقة أو محمية آمنة للآشوريين" في شمال بلاد الرافدين.
وبعدها ظلَّ الآشوريون يطالبون بمنطقة محمية قبل وأثناء دخول العراق إلى عصبة الأُمم في 1932. ذلك الطلب الذي واجهوا بسببه أبشع مذبحة جماعية في تاريخ العراق المعاصر في بلدة سمّيل وعشرات القرى والبلدات في أقضية دهوك وزاخو والعمادية... الخ.
والآن وبعد هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الآشوريون والمسيحيون عمومًا إضافة إلى الإيزيدية على يد موجات إرهابية مسلمة متطرفة, عندما تَفرض الموت أو إعتناق الإسلام كخيار وحيد أمام كل آشوري مسيحي وإيزيدي في العراق. فاق الكثيرون لحقيقة ان لا وجود لسبل ناجعة لإنقاذ هذا الشعب الأصيل من محنته إلا من خلال إيجاد منطقة محمية له وتحت الإشراف الدولي والأممي المباشر.
هذا ما كنا ندعوا إليه أيّها السادة منذ عقدين من السنين أو أكثر, وكان العديد من الأحزاب والكنائس والفئات الآشورية السياسية والمذهبية يتخوّفون منه. واليوم ورغم فوات الأوان وجسامة التضحيات, وهجرة وتهجير مئات الآلاف من مسيحيي العراق نحمدُ الله ونؤدّي تحية شكرٍ وإكبار :-
ـ لبابا روما والحكومة الفرنسية اللذين دعيا مجلس الأمن للإنعقاد وبحث هذه المسألة الإنسانية الحيوية.
ـ لمجلس الأمن الدولي الذي إنعقد في 7/8/2014 وأقرّ بضرورة دعم حكومة بغداد وأربيل (المركز والإقليم) لتوفير الأمن وإقامة محمية للمسيحيين في العراق.
ـ للإدارة الامريكية والحكومة البريطانية وغيرهما من الحكومات الغربية التي صارت تفكر بجدية بمأساة الآشوريين في وطنهم.
ونؤدّي ذات التحية والإكبار:
ـ إلى اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية.
ـ إلى الهيئة الرئاسية للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
ـ إلى تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية.
ـ إلى مجلس النوّاب العراقي في بغداد.
ـ إلى قداسة بطريرك الكنيسة المشرقية الآشورية مار دِنخا الرابع لدعوته رئيس البرلمان الاوروبي في 7/8/2014 لإتخاذ اللازم بشأن الآشوريين المضطهدين دينيًا وقوميًا في العراق.
ـ إلى مجموعة الأكاديميين والمفكرين والأُدباء والنشطاء في مجال حقوق الإنسان, أي مجموعة (2/8/2014) في أربيل/ عنكاوا.
ـ إلى كافة التنظيمات الآشورية والجهات المعنية بالشأن الإنساني والقومي الآشوري بكل مشاربها. بالإضافة إلى كافة الخيّرين خارج الوطن من الآشوريين وأصدقائهم المؤازرين للحق والعدل الإجتماعي وبالأخص الجيل الجديد (جيل الشباب) منهم, الذين قادوا ومازالوا يقودون مظاهرات كبيرة وحملات إعلامية أكبر في مختلف مدن وعواصم العالم المتمدن للتعبير والإفصاح عمّا يحصل للآشوريين المسيحيين في الوطن من التهجير والقتل والإغتصاب بسبب الدين والهوية القومية على أيدي (ISIS).
نشكر هؤلاء وهؤلاء لوقفتهم المشرّفة مع الآشوريين وجميع المقهورين في العراق المعاصر ودعواتهم المتكررّة لإقامة منطقة آمنة ومحمية (مؤمّنة) دوليًا للآشوريين. وعلى كافة أراضيهم التي هي بحوزتهم (الآن), والعائدة إليهم, حيثما كانت في الجبل أو السهل. لأنَّ الأرض الآشورية هي آشورية, والآشوريون أكانوا هنا أو هناك ضمن هذه الإدارة أو تلك لم يَعرفوا الإستقرار والمساواة مع جيرانهم منذُ قيام الدولة العراقية المُعاصرة.
من هنا ندعو كافة الجهات الآشورية بمختلف إنتمائاتها المذهبية والمناطقية, ندعوهم إلى تأييد هذا الموقف والإصرار على شمول كامل المساحة الجغرافية والبشرية للآشوريين بالحماية الدولية. رغم كون نينوى وسهولها اورشليم الآشوريين وسكّانها مهجّرون قسرًا لكن أرض الآشوريين واحدة وشعبها واحد في عنكاوا وشقلاوه أو ديانا أو وادي صبنا أو وادي بروار أو سهلَي سندي وسليفاني أو دهوك وما يجاورها. ومن قُرى إقري ومالخثا على الزاب الأعلى إلى سناط ودشتتاخ على نهر الهيزل. ومن قرية مايي على الحدود التركية إلى دير القديس الشهيد مار بهنام في كَوير وبخديدا. كلّها أرض آشور, كلّهم إخوتكم, وكلّهم بحاجة إلى حماية ورعاية دولية, لأنهم أناس أصحاب أرض وحضارة يُعانون بسبب الهويّة القومية والدينية قبل أي إعتبار آخر.