اما ما قاله غبطة البطريرك المرحوم بيداويذ في لقائه مع القناة اللبنانية فأليك توضيح ذلك.. وعليك ان تقرا التوضيح بعد السماع جيدا للمقابلة الموجود رابطها ادناه:
عندما نبحث في الاعماق نصل للأحقاق
والاحقاق من الحقيقة، فعلى القاريء اللبيب ان يتمعن في المعنى المقصود من الحوار او المقابلة لغبطة البطريرك مار روفائيل بيداويذ(المثلث الرحمات) التي أجرتها معه قناة تلفزيون( اِل بي سي) اللبنانية وقبل وفاته في سنة 2003م بفترة وجيزة..والتي من خلالها نستطيع ان نستشف امورا تعود بالفائدة لما يثبت اصالة كلدانيتنا وذلك عند التركيز على اجوبة غبطته من خلال الاسئلة التي طرحها عامة المشاهدين في ذلك الحوار ..ويتطلب ذلك بالتمعن فيها لمعرفة مقاصده السليمة من اجوبته وليس كما يؤولها اخرين بالضد من انتمائه لقوميته الكلدانية وكنيسته الكاثوليكية.. وكان من ضمن اجوبته بما يلي مع تعليقي لكل جواب:
عودة تسمية الكلدان لكنيسة المشرق بعد الاتحاد
وحول سؤال من احد المشاهدين عن التسميات فرد غبطته:
اقتباس :
الحقيقة أنا شخصياً من القائلين بأن هذه التسميات تخلق البلبلة، ان اسم كنيستنا هو في الأساس كنيسة المشرق (عيتا دمذنحا)، لمّا قسم من الشعب المنتمي الى الكنيسة الشرقية صار كاثوليكياً أعطي له اسم كلدان نسبة الى الملوك المجوس الذين قدموا من [size=32]بلاد الكلدان[/size] الى بيت لحم ويأتي قيمة تراثية بنفس الوقت.
انظر الى هذا التعبير الجميل الذي قاله غبطته (أن البلاد كان اسمها بلاد الكلدان) ولم يقل بلاد الاشوريين او الفرس وغيرهم.. وزادها جمالا عندما قال (بقدوم الملوك المجوس من بلاد الكلدان ) لزيارة ميلاد الطفل يسوع في مغارة بيت لحم.
ولذلك، فعندما سعى البطريرك المختار من المطارنة المجتمعين في سنة 1552م، مار يوحنا سولاقة بلو للأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، فقد تسمّت كنيسة المشرق بالكنيسة الكاثوليكية للكلدان نسبة الى بلاد الكلدان (بابل) في سنة 1553م، ولم يختار قداسة البابا في حينها اسما اخر غير الذي كان قومها عليه..كلدانيا وطنيا، ومنها انطلقوا للتبشير في بلدان اخرى لأقوام خارجا عن بلاد الكلدان.
تسمية الكلدان له قيمة تراثية..يا ناس
ولم يكتفي بذلك فقط وانما قال ان تسمية الكلدان أعطت قيمة تراثية بنفس الوقت..تأمل في هذه الكلمات العميقة في معناها والتي تدل على ان الشعب الكلداني كان موجودا في بلاد الكلدان التي حلّت كتسمية بدلا من بيث النهرين العراق وكما كانت معروفة بذلك في حينها وذلك قبل الميلاد بعد سقوط امبراطوريتهم(التي كانت اخر امبرطورية كلدانية وطنية) على يد الفرس الاجانب واستمر وجودهم كشعب بعد الميلاد ايضا ولكن بثوب جديد بعد تقبلهم للديانة المسيحية.
وتوكيد آخر على تسمية الكلدان بدلا من بيث نهرين العراق
فعند الاستعانة بالوثيقة التاريخية المقتبسة من بحث المطران سرهد جمو الجزيل ألاحترام حول الرسالة التي بعثها مطران صيدا [ ليوناردو هابيل ] الى قداسة الحبر ألاعظم البابا غريغوريوس الثالث عشر.. بعد زيارته لكنيسة المشرق بتاريخ 1583 م .. والوثيقة محفوظة في أرشيف الفاتيكان وقد تم ترجمة المقطع الذي يخص كنيسة المشرق من ألايطالية الى العربية بقوله:
اقتباس :
(( كذلك زرت مار شمعون دنحا بطريرك الأمة الكلدانية في آثور ..." ثم يتابع التقرير شارحًا: "إن أولئك الذين من الأمة النسطورية يسكنون مدينة آمد وسعرد والبقاع والمدن القريبة، إذ تمرّدوا على بطريركهم، الذي ، حتى ذلك الحين، كان يسكن في دير الربّان هرمـزد قرب مدينة آثور- وهي تسمى اليوم بالموصل- في بلاد بابل، قدّموا الطاعة إلى الكنيسة الرومانية المقدسة على عهد حبرية البابا يوليـوس الثالث عشر الطيب الذكر واستعادوا اسمهم إذ اطلقوا على ذاتهم اسم كلدان آثور الشرقية" ))
أنتهى ألاقتباس
تبديل التسمية النسطورية بالاشورية
وبالعودة الى اجوبة الغبطة بيداويذ، فقد قال:
اقتباس :
الطرف الثاني الأخوة الآشوريين الذين سابقاً كانوا كنيسة المشرق وكانت تسمى كنيسة نسطورية بالتاريخ ، أخذوا ألأسم الآشوري كقومية.
بمعنى اخذوا هذا الاسم وهو لا يعود اِليهم اساسا وانما بنقمة الانكليز جاهروا به ولسبب ما سبّب لهم من ويلات عبر تاريخهم الحديث الذي لا يتعدى 150 سنة خلت.. وكما أكد على ذلك البطريرك الاثوري المرحوم اِيشاي شمعون في مراجعته لكتاب عن الكنائس النسطورية بأن الانكليز ثبتوا تسمية الاشورية بدلا من النسطورية في فترة وجود الانكليزي وليام ويكرام بين 1902-1912م.. وقال ايضا غبطة البطريرك بيداويذ في هذه المقابلة:
اقتباس :
نحن بالنسبة لنا كلدان لا تعتبر قومية (قصده قومية كنسية)، أنا شخصياً أعتقد بأنه الكنيسة عندما نحصرها في قضية معينة هذا يعني أننا قضينا عليها، على كنيستي كما كنيسة الآشوريين هي كنيسة واحدة بالأساس
.
وهنا يرى غبطته بأن الكنيسة ليست كلدانية القومية وهذا صحيح لأن كنيستنا كاثوليكية المذهب وانما شعبها فهو كلداني القومية وهذا شأننا كشعب.. بينما كنيسة الاشورية حلت بدلا من الكنيسة النسطورية كمذهب.. لآن الكنيسة لا يمكن ان تكون لها صفة قومية!! هكذا فسرها غبطته
لترضية المتعصبين وبأسلوب ساخر .. قال انا اشوري
وهنا ، من كثرة الالحاح على تسمية الاشورية الغير مقتنع بها اساسا فقد قال انا (شخصه ولوحده) اشوري ولم يقل نحن الكلدان اشوريين، وذلك كمجاملة لأنه غير مقتنع بوجودها اساسا بقوله فقد كانت كنيستهم نسطورية وتسمت اشورية .. وانظروا كيف نطقها: يجب أن نُصحح المعايير ، نُصحّح ترتيبنا... أن لا نتعصّب ، يجب أن نفصل بين القومية وبين الدين وهذا جداً مهم ومع الأسف الكثيرين لم يفهموه وعند التعصب آشوري آشوري آشوري، يا أخي أنا آشوري..
وعليه فقد قال عند التعصب الذي يقصد بهم المتاشورين لكونهم متعصبين وكما يعرفهم فأدعى بأنه اشوري للمجاملة ليس الآّ.. ولكن يعرف بانهم تسمّوا بها مؤخرا. وليس لتسميتهم قيمة تراثية وكما هو الحال مع الكلدان الاصلاء.
وحتى عندما قال بأن الكلدان طائفة وذلك جارٍ تداوله في لبنان، فكلها تعتبر طوائف من المارونيين والسريان والكلدان والاثوريين (النسطورية سابقا).. ولا توجد هنالك (في لبنان) تسمية القومية لأي مسمّى كان..
وبذلك يكون لتسميته ببلاد الكلدان الذي منه انطلق المجوس لتقديم الهدايا للمليك الجديد..له قيمة تراثية ايضا.. وليدرك من له ادراك لفلسفة غبطة البطريرك بيداويذ لمعرفة المغزى من كلماته. وليس كما يفسره البعض من سذاجة لتأويل كلامه بعيدا عن مقصده.. وعلى أمل ان يكون عام 2014 ميلادي، عام خير وانتم جميعا بخير... بنعمة الرب