تقرير / سكان الحاويات ( الكرفانات ) النازحين ، وخيار ما بين الهجرة والشوق الى بلداتهم والواقع المرير ( القسم الاول ) / بهنام شابا شمن
كاتب الموضوع
رسالة
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9602تاريخ التسجيل : 07/07/2011الموقع : في قلب بلدي الحبيبالعمل/الترفيه : السياحة والسفر
موضوع: تقرير / سكان الحاويات ( الكرفانات ) النازحين ، وخيار ما بين الهجرة والشوق الى بلداتهم والواقع المرير ( القسم الاول ) / بهنام شابا شمن 10/3/2015, 8:17 am
تقرير / سكان الحاويات ( الكرفانات ) النازحين ، وخيار ما بين الهجرة والشوق الى بلداتهم والواقع المرير ( القسم الاول )
عنكاوا كوم / خاص بهنام شابا شمني هي اشبه ما تكون بحاويات البضائع او تلك التي تستخدم كمخازن لحفظ المواد اقرب من ان تكون كرفانات يسكنها اناس من الذين يسمون بالنازحين . قاعة كبيرة بجدران عالية مسقفة بالصفيح ( جنكو ) لها مدخل من الامام ومن الخلف ، قسمت بقواطع على شكل خانات ، وُضِع عليها سقف من طبقة خفيفة من البلاستك ، ومن الامام وُضع عليها بابٌ لتسمى ( كرفان ) . الخانات تمتد على طول القاعة وعلى جانبيها ليترك بينهما ممرا صغيرا هو المكان الوحيد الذي يؤدي الى هذه الحاويات . المشروع انجز من تبرعات الجالية المسيحية في ولاية مشيكان ومدينة ديترويت ومن خلال مطرانية ديترويت الكلدانية ومنظمة ( تاتوري في جي بروكرام ) . نُفذ على عجل لايواء العشرات من العوائل التي كانت تسكن الحدائق وساحات الكنائس في خيم وتحت المطر .
كل شيء هنا مشترك
الخصوصية هنا في هذا المكان لا وجود لها فهي مفقودة ، لا يوجد هناك ما تقول انه شخصي لا يشاركك فيه احد ، حتى الحديث العائلي تقول ( وسن نبيل ) ربة بيت ومهجرة من بغديدا ، فهو ليس بملكك ، بامكانك ان تسمع كل ما يتحدث به جارك . فهذه التي تشاهدها والتي تفصل بين غرفة واخرى ما هي الا جدران لا تمنع الا الرؤية فقط ، وهي عبارة عن قواطع بلاستيكية نسمع من خلالها حديث بعضنا البعض . اما سوزان فرج مهجرة من برطلة تقول . الحمامات هنا مشتركة ، المطابخ مشتركة ، وحتى هذا التنور الذي تخبز عليه جارتي الان هو مشتركٌ ايضا ، تجد ايضا عدة عوائل تشترك في ثلاجة واحدة لحفظ بعض المواد الغذائية القابلة للتلف . هذا الاشتراك ما يخلق بعض النزاعات والمشاكل بين العوائل ، نزاع على الاولوية في الطبخ في الاستحمام في الحصول على الماء الحار ، تصور نزاعٌ حتى على مكان نشر الملابس ، نزاع على المرور في هذا الممر الضيق ، كل هذا بسبب الازدحام في المكان ، ولكن نقدر الوضع فلا تصل نزاعاتنا هذه الى القطيعة .
المكان بيئة مشجعة لتكاثر الاوبئة والامراض
تعود ( وسن ) لتضيف اننا هنا في هذه الحاويات نعاني من ارتفاع نسبة الرطوبة فيها حتى انني يوميا اقوم بمسح جدرانها من الرطوبة والتعفن ، حيث لا تهوية فيها وهي داخل مكان يكاد ان يكون شبه مغلق ، كما انه بالاضافة هي مكان للنوم ، فهي ايضا مكان للطبخ ومكان للاستحمام ، فقلة الماء تقول جارتها ( سوزان ) نضطر الى الاستعاضة عن الحمامات المشتركة بالاستحمام في داخل هذه الغرف . نفرش قطعة من ( المشمع ) على الارض تقول ( وسن ) واحمم اطفالي داخل هذه الغرفة ، لانني لا أطمئن على صحة اطفالي اذا ما استخدمت الحمامات المشتركة ، فهي غير نظيفة وربما هناك امراض معدية . تؤكد ذلك جارتها الاخرى التي تقول انها دائما ما تعاني من الاختناق اثناء الليل بسب قلة التهوية .اما ( سهام حنا ) مهجرة من بغديدا . تقول ان الكرفانات التي نعيش فيها غير صحية فدائما ما تجدنا نحن واولادنا مرضى بسب الازدحام في المكان . ( متي يوحانا ) احد سكنة هذا المجمع يقول . ان الشمس لا تجد طريقا لها الى هذا المكان لانه مقفل ، وهذا ما سيساعد في انتشار الامراض . جارته ( وسن ) تقول دائما ، كلما اجد الشمس مشرقة خلال ايام الشتاء هذه ، اصطحب اطفالي ، احتضنهم واجلس خارجا في المكان الذي تشرق عليه الشمس لنتمتع قليلا باشعتها الذهبية . اما اذا انقطع الكهرباء ودائما ما يحدث يقول ( متي يوحانا ) تجدنا في ظلام دامس نتلمس بعضنا البعض حتى خلال ساعات النهار . تصطحبني احدى الساكنات في هذا المجمع الى مكان نشر ملابسهم المغسولة خارج القاعة ، خطوط متقاطعة من الحبال منشورة عليها قطع الملابس بمختلف الالوان والاحجام ، مشكلة كالمتاهة اذا ما دخلت بينها فلن تستطيع الخروج منها . تقول هذه المرأة والضحكة تعلو وجهها من غرابة المنظر ، يوم تكون الشمس مشرقة فهذا هو عرسنا نحن النسوة ، نجمع كل ما لدينا من ملابس متسخة ربما هي لاسبوع فيبدأ الهرج والمرج في المكان مستغلين فرصة شروق الشمس لنشر ملابسنا المغسولة . هناك الى جانب هذا المكان وبمحاذاته بركة من المياه الاسنة تقول ( سوزان ) انها مكان لتجمع مياه الحمامات والمغاسل وربما حتى المياه الثقيلة التي تفيض خزاناتها الارضية ، هذا ما يشكل بيئة لتكائر الحشرات والامراض . يتبع
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
تقرير / سكان الحاويات ( الكرفانات ) النازحين ، وخيار ما بين الهجرة والشوق الى بلداتهم والواقع المرير ( القسم الاول ) / بهنام شابا شمن