- عضو مميز جدا
-
- مشاركة: 3132
غبطة مار ساكو بمقترحه للوحدة نسف مساعي الوحدة بين الكنائس الثلاثة كيف ؟ ولماذا ؟ «
في: الأمس في 21:32 »
غبطة مار ساكو بمقترحه للوحدة نسف مساعي الوحدة بين الكنائس الثلاثة كيف ؟ ولماذا ؟
-----
غبطة مار ساكو ومنذ اعلان شعاره الرائع (الأصالة - الوحدة - التجدد) عام 2013 اكد على اهمية الوحدة الكنسية بين فروع كنيسة المشرق الام (الكنيسة النهرينية) فمثلا قال غبطته في لبنان بتاريخ 30 - 9 - 2013 (ان كنيسة المشرق هي كنيسة ممجدة واذا أردنا الوحدة علينا أن نعود الى جذور كنيستنا والى ينابيعها الصافية ونشرب من مياه آبائنا القديسين وأن يتخلى كل واحد منا عن ذاته لمصلحة الكنيسة لنؤدي جميعاً دور الرسالة والشهادة) وكذلك صرح في استراليا وفي اقليم كوردستان وتوج ذلك فعليا بزيارته التاريخية عام 2014 الى قداسة مثلث الرحمة البطريرك مار دنخا الرابع في شيكاغو واكد الطرفان اهمية الوحدة واني شخصيا تساءلت في عدة مقالات ومداخلات بالقول ما هو مفهوم مار ساكو للوحدة في شعاره ؟ هل هو اندماج كنيستي المشرق الاشورية والشرقية القديمة بالكنيسة الكلدانية ؟ وبالتالي تبعيتهما للفاتيكان !! ام عودة الكنيسة الكلدانية الى اصولها النهرينية والكنيسة المشرقية ؟
وبتاريخ 23 - 6 - 2015 قدم غبطة مار ساكو اجابة صريحة لمفهومه للوحدة في مقترح مثير للاستغراب والجدل حيث اقترح غبطته اقامة وحدة بين الكنائس الثلاث (الكلدانية والمشرق الاشورية و الشرقية القديمة) وتأسيس (شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة) !! انتهى الاقتباس للاطلاع الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - الا يعرف غبطة مار ساكو ان كنيسة المشرق ومنذ تأسيسها سنة 48 ميلادية في (كوخي) ببغداد في منطقة (المدائن سلمان باك حاليا) على يد الرسل (مار ادي ومار ماري ومار توما و مار بارتولمي) اي قبل ما يقارب الفي سنة وهي كنيسة بيت نهرينية بكل ما تعينه هذه الكلمة والصفة تاريخياً وحضارياً وجغرافياً وتراثيا وديموغرافياً نشأت في بلاد مابين النهرين وأستمدت مقوماتها (غير الروحية نعم غير الروحية) من حضارة واصالة وقيم هذا البلاد من لغة وعادات وتقاليد وقيم ولها قوانينها ونظمها الخاصة بها في تنظيم أمور الكنيسة
وكلنا نعرف الظروف المؤلمة والدور الماكر والخبيث الذي لعبته الارساليات الغربية (الفرنسية والبريطانية والامريكية وغيرها) في شق وحدة كنيسة المشرق والذي ادى الى تأسيس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية سنة 1445 ميلادية واطلق بابا الفاتيكان اوجين الرابع اسم الكلدان على اتباع الكنيسة الشرقية في قبرص الذين تحولوا الى الكثلكة لتميزهم وتوسع ليشمل كل الذين يتحولون من الكنيسة الشرقية الى الكاثوليكية اينما كانوا وبشكل خاص في بلاد ما بين النهرين الذين تحولوا من كنيسة المشرق الى الكثلكة
2 - الا يعرف غبطة مار ساكو ان الكنيسة الكلدانية استظلت وتشابكت اداريا وتنظيميا وطقسيا مع الفاتيكان وهذا يعتبر من اهم نقاط الضعف والخلل وفقدان الاستقلالية والارادة التي تواجهها ولما كانت في إتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية في روما فأن تأثير الفاتيكان عليها يكون تاثيراً سحريا عميقاً وكبيرا في طبيعتها ومسيرتها إن لم يكن هذا التأثير في مسألة المعتقد والإيمان والتراث فأنه بالتأكيد هو تأثير في المسألة التنظيمية والإدارية للكنيسة لضمان بقاءها في إتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية وخضوعها لقوانينها ومن النتائج السلبية الاخرى لاتحاد الكنيسة الكلدانية مع الفاتيكان هو خضوعها لقوانين وتشريعات الفاتيكان وقرارات المجامع المسكونية
ومثل هذا الأمر جعل الكنيسة الكلدانية تعمل بطقس وتقاليد الكنيسة اللاتينية ومن المؤكد أن زيادة هذا التأثير ادى إلى إزاحة بعض التقاليد الطقسية والحضارية والتراثية النهرينية للكنيسة الكلدانية وإحلال اللاتينية محلها رغم وجود بعض الاساقفة الكلدان الاجلاء لا زالوا متمسكين ببعض طقوسها وتراثها المشرقي الاصيل لان الكنيسة الكلدانية هي مؤسسة تاريخية وحضارية وثقافية كانت لقرون طويلة الإطار الذي من خلاله كان يعبر رعيتها عن هويتهم القومية والحضارية فهي كانت ويجب أن تكون الطوق الحامي لهذه المقومات القومية لامتنا علما ان كنيسة المشرق الاشورية تعتبر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية رغم كاثوليكيتها كنيسة شقيقة مع الكنائس المشرقية الأخرى ليس في جانبها الروحي المسيحاني فقط بل القومي والحضاري والتاريخي والديموغرافي
3 - كنيسة المشرق بشقيها هي الكنيسة الوحيدة في العالم التي تتمتع بأرادة حرة وإستقلالية خاصة ومتميزة طيلة قرون طويلة من الزمن ومنذ تأسيسها فليس هناك حاكم او دولة أو او مؤسسة أكثرية سكانية تتبع هذه الكنيسة وليس لها حدود خارجية مقيدة لقرارت المجامع السينهادوسية لهذا نرى بأنها دائماً تدعو وبدون قيد أو تردد او شرط بأن جميع أبناء الكنائس الكلدانية والسريانية والمشرق الآشورية هم أبناء أمة واحدة بقناعة راسخة وايمان مطلق استنادا للحقائق التاريخية والجغرافية والموضوعية من الارض واللغة والتقاليد والعادات والتراث والمصير المشترك وغيرها ناهيك عن الدين
وكنيسة المشرق بشقيها تعتبر مستقيمة الرأي والموقف والقرار ولم تنظر يوماً الى الخارج بل كانت دائماً في صدام وصراع مع الخارج للمحافظة على أصالتها وتاريخها وامجادها وكينونتها ان ميزة كنيسة المشرق هي خصوصيتها واستقلالها الذاتي الخاص مع مرونة في انفتاحها المشرقي على بقية الكنائس في بلاد ما بين النهرين وكذلك انفتاحها على الفاتيكان الذي طلبت منه ان يسمع رأيها ويتفهم موقفها بوضوح فبعد توقيع قداسة مثلث الرحمة (البطريرك مار دنخا الرابع) عام 1994 الوثيقة المسيحانية مع قداسة البابا مثلث الرحمة (يوحنا بولص الثاني) الذي بموجبه تم التأكيد على رسولية كنيسة المشرق وأصالة تعاليمها وإن الخلاف التاريخي بينها وبين بقية الكنائس لم يكن غير أن يكون خلافاً في اللفظ والكلام ولا علاقة له بإيمان كنيسة المشرق فبعد هذا التأكيد على أصالة ورسولية كنيسة المشرق الآشورية عادت مرة أخرى وأصطفت مع شقيقتها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
4 - وازاء ما تقدم وحسب اجتهادي وقناعتي الشخصية ان غبطة مار ساكو بمقترحه في الشراكة مع الفاتيكان نسف مساعي وجهود الوحدة مع كنيستي المشرق الاشورية والشرقية القديمة لانهما ترفضان اي سلطة ادارية او وصاية عليهما من اي جهة او طرف كان ومهما تكن الاسباب لانهما تعملان بأستقلالية ادارية وتنظيمية خاصة وهذا حق طبيعي مشروع نكن له كل الاحترام ولهما خصوصية تراثية وتاريخية وحضارية مستمدة من عمق واصالة ارض الاباء والاجداد علما ان المسار والاتجاه الوحدوي الذي كان يقوده غبطة مار ساكو بنوع من الجدية مع كنيستي المشرق الاشورية والشرقية القديمة قبل مقترحه المثير للجدل يبدو ان الرجل يلاقي اليوم ضغوطا وممانعة ومعارضة شديدة اولا من بعض اقطاب الكنيسة الكلدانية نفسها بسبب ثقافة الماضي والتعصب وتغلغل بعض المفاهيم المغلوطة الى نفوسهم وعقولهم بتأثيرات سياسية وقومية متعصبة وثانيا بتشجيع سري او علني من بعض اطراف الفاتيكان حتى تبقى لها السلطة والنفوذ والهيمنة على الكنيسة الكلدانية
http://saint-adday.com/permalink/7566.htmlملاحظة :
---
بتاريخ 13 - 1 - 2014 اي قبل اكثر من سنة كتبت مقالا تحت عنوان (قبول السيد اشور سورو في الكنيسة الكلدانية تقويض لخطوات ومساعي الوحدة مع كنيسة المشرق الاشورية) للاطلاع الرابط ادناه وجاء مقترح مار ساكو موضوع بحث مقالنا اعلاه منسجما تماما مع ما ذهبنا اليه في استنتاجنا المبكر مع تقديري
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=720797.0 انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com