الرابطة الكلدانية الثقافية يا غبطة البطريرك «
في: 25.09.2016 في 13:15 »
بإنتهاء أعمال سينودس الكنيسة الكلدانية، تبدأ أعمال مؤتمر الرابطة الكلدانية، في تأكيد على إرتباطها أولاً و أخيراً بالبطريركية الكلدانية و بعض المطارنة المنهمكين في قضايا سياسية أخرى.
كنّا قدحضرنا بواكير الإعلان عن الفكرة في مناقشة حية مع سيادة بطريركنا الموقر، و حينها أعلن و كرّر بأنّ الرابطة مجرد فكرة للملمة أبناء الكنيسة في بوتقة ثقافية اجتماعية و مهمتها التواصل بين أبناء الكنيسة أينما كانوا لبناء جيل جديد مترابط و للاستفادة من الخبرات، في مؤسسة خالية من التعصب و التخندق و الطائفية المقيتة،، فإستَبشَر الكل.
و في غفلة من الزمن، و بعد تفاقم الأزمة مع مطران أميركا الكلداني( الذي كانت احدى نقاط الخلاف معه المعلنة ، محاولة زج الكنيسة في السياسة و القومية و مواضيع بعيدة عن الكنيسة و عمّا أُسّـسَتْ الكنيسة من أجله) ، و بعد اجتماعات مع معنيين بنفس الموضوع، تم جر الرابطة التي ارادها البطريرك، إلى متاهة السياسة و القومية المتطرفة تدريجياً، وهو ما أعلن سيادته بعده و مقته له!
و تدريجياً إستطاع البعض من التسلل إليها و ربطها بالقومية و الطائفية المذهبية، إعلاناً عن إعادة هيكلة و بناء ما تفكك بعد إبعاد المطران المسؤول عنها نهائياً.
فما الفرق ما بين الحدثين؟
لا نود الولوج كثيراً الآن في المأزق الذي أدخلوا الرابطة الثقافية الاجتماعية الحضارية فيه، لتتحول بدون قيود او رقابة إلى مؤسسة همها الطائفية و القومية و السياسة و الانتخابات، و نسوا المباديء التي روّجَ لها البطريرك صاحب الفكرة ، و ابتعدوا عنها،بل نود ان نطرح افكاراً على غبطة بطريركنا الموقّر، مار لويس ساكو الكلي الاحترام و هم على أبواب عقد المؤتمر نختصرها كالآتي:
١) هل هناك علاقة وطيدة بين الرابطة و مروّجي التقسيمات الطائفية و العشائرية و القومية الذين عملوا من قبل على عدة محاور ، خسروا اغلبها او جلّها؟ و ما الذي سيقدمه من فشل في اكثر من محور لعب فيه ، للرابطة الكنسية؟ أَ ليس معنى هذا إدراج الرابطة ضمن قائمة مئات التجمعات الميتة عملياً و الخاصة بشعبنا ؟
٢) ما مصير مئات الآلاف من أبناء الكنيسة الكلدانية المعتزين بكثلكتهم و كنيستهم ممن يقدم الاحترام للبطريرك كشخص مفكّر و روحاني و انساني و مثقف، من الذين يعتبرون أنفسهم آشوريون قوماً؟ و هل سيتم تحريمهم من قِبَل الرابطة كما حرّمهم من قبل اصحاب الفكر التقسيمي ؟ و هل سيتم نعتهم بالمتأشورين او المهرقطين او ب (المنادين بالوحدة القطارية ) هذه التسمية المقززة التي تحتقر كل مكونات شعبنا و تنعته بالقطاري بدلاً من الثناء لهم بحمل أسماءنا الثلاث مجتمعة؟
٣) هل سيتم من باب الدعاية الإعلان عن اننا شعب واحد؟
٤) هل سيتم إقرار لغة معينة للمكوّن المجتمع في المؤتمر و يتبناها، بعيدة عن اللغة المكتوبة و المحكية منذ مئات السنين بل الألف منها؟
و إن تمّ إختراع لغة جديدة لهذا المكوّن ، هل ستكون أبجديتها غير التي نتكلّمها نحن المتأشورين او الاشوريين او السريان؟ و هل ستكون مختلفة عن السريانية الدارجة علمياً و عملياً الان؟
٥) ما موقف الرابطة التي شكَّلها سيادتكم و التي أمسَتْ رابطة قومية سياسية طائفية ، من أبناء شعبنا المنتمين الى كنائس شقيقة اخرى كالبروتستانتية مثلاً (و هم كثيرون ) ، و هي كلّها كنائس لخدمة المسيح و رسالته، هؤلاء كانوا يوما ما يتبعون البطريرك الكلداني هم او آباءهم، و هم من أبناء شعبنا و قرانا و مدننا ، خاصة ان سيادتكم أعلن من قبل تخوفه من هذه الكنائس بين أبناء شعبنا، ثم رحبتم حالياً بفكرة ان هناك كلدان مسلمون ( مع تحفظنا على المصطلح الجديد )
هل سيُقبَل البروتستانتيون ككلدان؟ هل هناك توافق ديني و لفظي و اصطلاحي يجيز هذا المسمى؟ خاصة اننا نعلم ان الكلداني يعني المنتمي للكثلكة لا غير ،، كما آشوريوا ايران الكاثوليكيون الكلدان.
و هل يا ترى سيَقبل هؤلاء البروتستانتيون (المنتمون الى بلدات شعبنا و قراه و لديهم اقرباء كلدان ) ان ينتموا لرابطة تديرها كنيسة كاثوليكية؟ إن جاز هذا الاختلاط اللامنطقي...
٦) ما مصير الوحدة التي ناديت بها سيادتك و ما معنى الوحدة بين الإخوة ؟ ام هناك وحدة بين شعبين مختلفين لغويا و قوميا و مصيراً؟
٧) هل دخول الرابطة (المرتبطة كلياً بالكنيسة) معترك السياسة و معترك التقسيمات و التجاذبات هو توجُّه الكنيسة اليوم؟ و إن كان كذلك فلما كان ما كان مع المطران في أميركا؟
الكثير من الأمور يمكن ان يطرحها الكلداني المذهب، ممن قرأ كتب "آباؤنا السريان" و تثقف على "كلدو آثور " و قاموس " اوكن منا الذي شرح بعض مما مخبأ " و تتلمذ و تربى على حب الامة الواحدة الموحدة،
على ابينا البطريرك في ايام مؤتمر السينودس او الرابطة التي حلم بها و دعا اليها بقلب صافي ان يوضح هذه الأمور ، ام سنكون مستقبلا على أبواب قراءة كتاب "خلاصة تاريخ القومية الكلدانية " بدلا من "خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية؟ "
لا نحب ان تكون الرابطة الكنسية الثقافية، رد فعل على فعل ارعن قام به البعض، لأن ردة الفعل غالبا ما تكون اكثر سلبية من الفعل نفسه
ماجد هوزايا
ملبورن ٢٠١٦