زائر كتب "
انتبهوا يارجال الدين ودعاة الايمان واسعوا لخلاص النفوس من قبضة الشيطان
في الوقت الذي نراه ونسمعه من خلف الكواليس حول الانقسامات الحاصلة في الكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم، وظهور فجوة كبيرة بين الرئاسة الكنسية العليا المتمثلة بالبطريرك افرام كريم وبعض المطارنة بشأن مواضيع كثيرة غيرة مجدية وعديمة المنفعة لانها لاتدخل في خلاص الانسان وتقربه من الله .. ورغم التكتلات والانشقاقات في صفوف اعضاء المجمع الكنسي الذي لا يهتم سوى بمناصبهم ومدخولاتهم السنوية تاركين الاف النفوس من ...ابناءنا المؤمنين يتخبطون يمنة ويسرة ويتخبطون بجدران الملذات والانفلات الاخلاقي والديني ، وهذا ما نراه كل يوم في كنائسنا ونحن نذرف الدموع على ما وصلت اليه كنائسنا وستغرق في مستنقع اليم وآثم اذا لم يتم انتشاله وبالسرعة الممكنة .. التفتوا الى رعيتكم ياصاحب القداسة وكفى المغامرة بنفوس المؤمنين ، وانظر الى ما وصلت اليه كنائسنا ، فبدلا من اعطاء الاباء لمؤمنيهم الغذاء والشراب الروحي نراهم اليوم يشجعونهم على السكر والعربدة والمقامرة ، أهذه هي الرعية التي اتمنكم عليها ربنا وفادينا يسوع المسيح ؟؟؟ أرجو الاسراع في انتشالهم وتأديب الكهنة والقسس الذين ليس لديهم سوى جني الاموال بطرق عديدة وايصال المؤمن الى بحر الجحيم .. التفتوا إلى واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض إش 45: 22.
« لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة » (يو 2: 16)(1)
وربما تسألون: لماذا فعل يسوع ذلك وأظهر سخطه ضد هؤلاء الناس، وهو ما لم يُظهره في أيِّ مكان آخر، ولا حتى عندما لعنوه وسخروا منه ودعوه أو قالوا عنه ”سامرياً“ وأنَّ ”به شيطان“؟ كما أنه لم يكتفِ بالكلام، بل أخذ سوطاً وطردهم به! كما أنه عندما انتهرهم لم يُظهروا سخطهم وغيظهم، لأنهم لم يجدوا في تصرُّفه أي خطأ، فقالوا له: «أيَّة آية تُرينا حتى تفعل هذا؟» (يو 2: 18). أَتَرَون حسدهم المُفرط؟ وعندما قال إنهم جعلوا الهيكل مغارةً للِّصوص، ...كان ذلك لكي يُظهر أن ما كان يُباع كان ناتجاً عن السرقة والجشع، وأنهم كانوا يزدادون غنًى من نهب الآخرين. ولكنه عندما سمَّى الهيكل ”بيت تجارة“، فذلك لكي يُظهر أن تجارتهم كان فيها عدم تقوى. ولماذا فعل ذلك؟ لأنه كان على وشك أن يشفي في السبت، وأموراً أخرى مشابهة قد تبدو لهم أنها تعدٍّ على الناموس. وبذلك فقد صحَّح أيَّ شكٍّ يعتريهم من جراء ذلك. لأن الذي أظهر غيرةً مثل هذه على بيت الله لن يُقاوم رب البيت الذي كان يُعبَد فيه.
لقد طهَّر يسوع الهيكل في وجود الجموع المحتشدة لأجل العيد رغم أن ذلك كان ينطوي على مخاطرة لحياته هو شخصياً. وهو لم يطرد الباعة فحسب؛ بل إنه قلب موائدهم وبَعثَرَ النقود على الأرض، لكي يفهموا أن ذاك الذي ألقى بحياته في الخطر بكل جراءة من أجل توقير بيت الله لا يمكن أن يزدري بربِّ البيت. فلم يكن أمراً هيِّناً أن يُعرِّض نفسه للغيظ من التجَّار، وأن يُثير على نفسه فوضى الباعة الممتلئين بالوحشية، وذلك بإهانتهم وإصابتهم بالخسائر. وقد أثبت لهم أن هذا ليس هو تصرُّف إنسان مُرائي، بل ذاك الذي اختار التألُّم من أجل كرامة بيت الله!
فلتأكلنا الغيرة على بيت الله وبيت قلبنا:
«فتذكَّر تلاميذه أنه مكتوبٌ: غيرة بيتك أكلتني» (يو 2: 17). لأن الربَّ طرد الباعة من الهيكل بسبب غيرته على بيت الله. فلتأكل الغيرة على بيت الله كل مسيحي عضو في جسد المسيح.
ومَن هو الذي تأكله تلك الغيرة؟ هو الذي يُجاهد لأجل تصحيح كل ما يراه خطأ في بيت الله، بل يشتهي أن تتحسن أمور الكنيسة.
إن الحنطة لا تُدرَس إلاَّ في البيدر حتى تدخل الأهراء (أي المخازن) بعد أن يُفصَل التبن منها. وأنتم، إذا كنتم حنطة، لا تُدرَسوا إلاَّ في البيدر أمام المخزن حتى لا تلتقطكم الطيور قبل أن تتجمَّعوا في المخزن. لأن الطيور، أي القوات العُليا، إنما هي متأهِّبة لكي تخطف شيئاً من البيدر، وهي تخطف من هناك تلك التي دُرِسَت. ولذلك، فلتأكل الغيرة على بيت الله كل مسيحي، لأن بيتك ليس مُفضَّلاً على البيت الذي لك فيه خلاص أبدي!
وإن كنتَ تُجاهد حتى لا يحدث شرٌّ في بيتك؛ فإنَّ بيت الله الذي فيه يُعلَن لك خلاص وراحة لا تنتهي، أَفَلا يجب عليك أن تفعل ذلك بقدر إمكانك (أي تُجاهد) إذا رأيتَ فيه أي شر؟
اكبح جماح مَن يفعل شيئاً غير لائق في بيت الله ولا تسكت، وبذلك فأنت تُتمِّم الآية: «غيرة بيتك أكلتني». ولا تكفّ عن محاولة أن تربح أحداً للمسيح كما ربحك المسيح.
أرجو من القائمين على ادارة الكنائس في العالم ان ينتبهوا الى ما يحصل في الكنائس من لهو وطيش والمغامرة بخلاص نفوس المؤمنين لانهم وديعة أئتمنها الرب بايدكم ... فحافظوا عليها يارجال الدين الغيارة على بيوت الرب .. |