البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8517تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: الأشورية الشمولية ما هي إلا وهم في عقولهم 20/1/2011, 12:19 am
الأشورية الشمولية ما هي إلا وهم في عقولهم
بقلم : وديع زورا
لا شيء غير العقل يمكن أن ينفذ إلى الحقيقة وهو المصدر الأساسي للمعرفة، انه يوصلنا إلى الحقائق والمبادئ والى جوهر الأشياء، وكل حقيقة علمية لابد أن تعتمد في نهاية الأمر على حقيقة بديهية لا تحتاج لبرهان، ومن المؤكد أن للإنسان درجات متفاوتة في الفهم والتفكير والوعي، وأزمتنا، أن مشكلتنا تصنف حسب وعي الإنسان نفسه بها، فما يشخص كمشكلة عند بعض البشر قد لا يعار له أهمية عند آخرين وعلى الرغم من رؤية ذلك على قدر من السهولة والبساطة، إلا إن له خطورة كبيرة تخلق تراكمات قد تكون عصية على الحل عند مواجهتها للإنسان.
أردت من خلال هذه المقدمة القصيرة أن ادخل إلى حالة يمر بها مجتمعنا المسيحي العراقي " الكلداني والسرياني والأشوري " .
منذ فترة من الزمن وفي وقتنا الراهن تثار الكثير من السجال والنقاشات العقيمة وهذه الحالة هي مناقشة الهوية القومية (التسمية)، أن الواقع يقول إن الاختلاف الحاصل هو نابع من تاريخنا، والارتباط به لكل مجموعة بشرية، وبين النظريات الأخرى التي ينادي بها البعض الذين يتصورون إن الشمولية هو إيجاد البدائل الجاهزة ومحاولة فرضها على الآخرين، وهنا أجد أني أمام تصادم حقيقي بين الثابت على ارض الواقع وبين ما هو طارئ من تنظير معلب واختراعات شمولية، ولا يخفي على الجميع أن المجتمعات البشرية تتجه دائما نحو الرقي والتطور، وهذا الإلحاح النفسي للشعوب نابع من ميزة خلق الله في جنس البشر إلا وهي الإبداع وإظهاره بما يفيد الجنس البشري، وهذه الطاقة هي العقل، ويطلق على من يحمل العقل صفة عاقل ومن العقل أيضا المعقول والعقلانية وغيرها من الصفات التي تنسب إلى العقل، وكلها تشير إلى التطور والرقي لا إلى التخلف. من هنا استطيع أن أقول بأن بعض العقلاء صدق بما لا يعقل وهو خلاف العقل بالتأكيد، وهذا التصديق نابع من أمل أو أمنية يريد تحقيقها إلا وهي النظرية القومية الشمولية، قد نختلف في التسمية، لكننا نجتمع في ما هي هذه النظرية الشمولية، إنها بشكل مبسط تريد توحيد المختلف بطريقة غير التي يمكن أن تتوحد بها، أن عملية توحيد الاختلاف في الماضي القريب كانت باسم القومية العربية، وقد أثبتت بالواقع إنها ليست نظرية توحيد الاختلاف وإنما اختلاف لتوحد، لأنها تريد إلغاء ما خلقه الله فينا، وقد حاول القوميون العرب أن يثبتوا إنها نظرية صحيحة لكن كان الواقع أقوى بكثير منهم، ويتكرر التاريخ، لكن بشكل أخر فالذي اشمئز من النظرية القومية العربية الشمولية، نلاحظ ألان يأتي بنظرية جديدة على نفس السياق وان تغيرت الأسماء، لكن ابحث في المواصفات تجدها تماما مثل الأولى على نطاق ضيق، فهي أيضا تريد إلغاء الأخر وصهره والذي أصلا جعله الله مختلفا، لكن ما أطاح بالنظرية العربية الشمولية هو نفسه الموجود على ساحتنا، نلغي القومية الأصيلة التاريخية للأخر " الكلدانية" وندعي إنها انقرضت، ونلغي ما قدمته حضارة البابليين الكلدان للبشرية في كافة المجالات المعرفية والعلمية وغيرها وننسبها إلى الأشورية التي يجب أن تذوب في إطارها، لكنهم يتناسوا ويتجاهلوا عمدا بان هذه النظرية الأشورية الشمولية ماهي إلا وهم في عقولهم، وهنا أقول .. يوجد كلدان وأشوريين وسريان، وكل من هذه التسميات التاريخية تحتفظ بما لديها، لأننا إذا قلنا إنهما شيء واحد فنلغي احدها، ونحن لا نريد إلغاء أي احد بل يجب أن يحتفظ كل بخصوصيته، وهذا هو الحق بعينيه وليس النظرية الشمولية التي تريد إلغاء الأخر، قد يقول قائل نحن أيضا نقصد هذا عندما نقول " الكلدو أشوري سرياني " ، والجواب هذا غير الحقيقة التاريخية، وما هذا الاختراع إلا تغطية للفكر الأشوري الشمولي وبات مكشوف على الساحة ومن خلال تصريحات مروجي هذا الاختراع الجديد، هذا نفسه الذي ادعاه أو تبناه الفكر القومي العربي الشمولي، فهل تحقق هذا لكي يقوم مروجي النظرية الأشورية الشمولية بتحقيق نظريتهم الشمولية.
أن توحيد عدة اختلافات بأي صفة كانت لا يمكن في إيجاد نظرية بديلة عن الواقع، بل يجب أن تنبع من الواقع والواقع نحن الكلدان مجموعة بكثرة عددنا، هويتنا القومية هي الكلدانية، ورثناها أب عن جد، ونحن نفتخر ونعتز بهذه الهوية الأصيلة ولا نرضى بأي هوية بديلا عنها، إن من لديه القوة والإيمان هو الموحد الأول والأخير، فالاختلاف قائم ولا تلغيه الشعارات والنظريات الشمولية، فالتفكير بالحقيقة هو تطبيق الفكر على الواقع الذي يدل عليه كان حقيقة، وان لم ينطبق عليه لم يكن حقيقة، والتفكير بالحقيقة أمر لا بد منه للناس جميعا، ولاسيما من يتحملون مسؤوليات مهما كانت صغيرة، لأن الأفكار والنظريات الشمولية كثيرا ما تكون سببا للخطأ وسببا للضلال وما مصيرها إلا الفشل.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان