الى اخوتي الكبار كهنة ابرشية الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك الذين تقدموا بطلب التدخل العاجل من البابا.... «
في: 20:08 10/12/2016 »
الى اخوتي الكبار كهنة ابرشية الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك الذين تقدموا بطلب التدخل العاجل من البابا....
اكتب اليكم من بلد الحرية المسؤلة والمنطق المانيا, لا اريد ان اطيل عليكم فنحن في زمن السرعة, جل ما ابغاه بضع دقائق للنظر في كلماتي.
الهدف هو ان احاول عكس وجهة نظري ان كان المطران بطرس موشي يستحق ما طلبتموه من البابا.
الاسقف بطرس موشي او كما كنت اناديه دائما ابونا بطرس ولازال عقلي يسميه هكذا بالرغم معايشتي لفترة ما بعد رسامته الاسقفية فهكذا عرفته وهكذا احببته, هو رجل مثالي محب واب حقيقي, صراحة لم اجد الى اليوم اباء حقيقين غير اربعة كهنة: ابونا بطرس موشي, ابونا مولر الذي كان مرشدي الروحي في السمنير والاب يوسف الماني كسابقه لازال يخدم في رعية والرابع سابقيه في قلبي لاسباب عدة.
هل ابونا بطرس مثال اعلى؟ اجابتي هي نعم, بالرغم من ان ابونا بطرس هو الذي قال لي: ابني اذهب في طريقك ان كنت تريد عائلة مع الكهنوت فانا لا اريد حاليا كهنة متزوجين. طبعا كانت من اصعب الجمل الي سمعتها في حياتي فقد حول الاساس الذي بنيت عليه حياتي وقناعاتي الى تراب وهو الذي قال عندما كنت في السمنير وهو مديره انه يحق لنا الاختيار في نهاية مسيرتنا الدراسية كاكلريكيين وهذا ليس عائقا بحسب قانون كنيستنا.
كذلك قال عندما كنا نجلس على الطعام ولكن ليس غالبا بل نادرا ان دعوته هي كاهن وانه في قلبه لايريد المزيد ولكنه مع هذا اصبح مطراننا جميعا ولا اتذكر ان احدنا قال انه غير مناسب.
دعونا ننظر الى هذه الحالة بموضوعية:
ابونا بطرس بالطبع ليس القائد الحنق العارف بخبايا الامور التكتيكية بالتاكيد, فهو كما عرفته على الاقل الاب الحنون الذي يريد الخير للكل ويفترض الخير في الكل فقد سامحني وسامح اخرين معي عندما كنا اكلريكيين مرحلة اولى وثانية, صراحة لا ادري ان كنا حقا نستحق رحمته حينذاك, ولكني قد تعلمت على الاقل ان اسامح الاخرين كما يفعل بدون شروط, وهذا بالطبع لايتماشى مع مركزه كاسقف وقائد للابرشية نظريا ان كنتم تريدونه مديرا لدائرة.
لكن السؤال هو ما الذي يجب ان يكون عليه الاسقف الحقيقي, ان يكون فعالا سياسيا ويكون له كلمة وهيبة فقط لانه رجل دين, ان يقوم بالترتيب مع الدول والحكومات التي لكل منها مصالح مختلفة ولا تابه ان كنا مسيحيين ام عابدي كائنات فضائية؟ ان يكون ذو كلمة في العراق المتخلف المتهالك ويلتقي هنا وهناك مع الاحزاب مع الكثير من الصور والبيانات حيزها الوحيد عدد الميجابايتات التي تشغلها في الشبكة العنكبوتية او عدد الاوراق التي تطبع عليها؟ ان يجلب الفتات والشفقة كمساعدات مادية لشعبه ليتم توزيع اغلبيتها حسب العلاقات وسرقة البعض وتوزيع الباقي بفوضوية؟ ان يرتب اموره مع المتحاصصين في بلدنا وفي النهاية تحنث الوعود ويغدر بنا من جديد؟.
اؤمن بوجود عدد كافي من الاساقفة الذين يعيشون على هذا النحو وعدد اكبر بكثير من الكهنة وهذا العدد ليس بحاجة الى الازدياد بحسب اعتقادي.
ابونا بطرس موشي هو افضل الاساقفة الموجودين بحسب اعتقادي, فسلاحه الايمان وقوته من الروح القدس يبتعد ليحزن على ما هو حاصل, وليس ليتجنب احدا, يحاول الثقة بالرب والاتكال عليه, اي انه يحاول عيش الكهنوت الحقيقي ومن معرفتي له فان الحزن الذي في داخله الان بعد كل ما حصل من كوارث ومصائب على ارض الواقع لا يوازيه حزن ام فقدت ابنها فهو رجل انساني بامتياز.
لا استطيع الفهم الى يومنا هذا لماذا الكنيسة هي الواجهة السياسية للمسيحيين في العراق؟؟؟؟؟ هل الاساقفة والكهنة المنخرطين في السياسة واللقاءات عالية المستوى حقا بالمستوى المطلوب لتمثيلنا في المحافل الدولية والمحلية هل حقا هناك شخص ما فيكم او في ابرشيتنا على المستوى المطلوب لدفع الابرشية قدما في هذه المرحلة العقيمة على المستوى السياسي؟ الجواب بكل بساطة لا. هل ان خدمة شخص لسنوات عدة ككاهن ودراسته لنفرض اللاهوت الادبي تؤهله حقا للتكلم باسم شعب كامل في منطقة معقدة اثنيا ولغويا ناهيك عن المصالح المتباعدة للقوى الكبرى المحلية والعالمية؟ طبعا لا انه هراء فاحش وهذا هو بالظبط الذي ادى الى تخلف المجتمع عندما سيطر الدين على الواقع لفترة من الزمان فهذه مهمة المختصين من العلمانيين الذين قضوا حياتهم في هذا المجال الاجتماعي والسياسي, ولنلاحظ ان اخفاق الاحزاب المسيحية الذريع بتمثيل المسيحيين لا يعني ان نضع الحمل على كتف الكنيسة فخدامها ليسوا مستعدين ولا مؤهلين لهذه المهمة.
الكنيسة مهمتها دينية وليس سياسية ادارية ويجب ان تبقى والا فلنغير اسمها الى كنيساسية. وليس لدى احد القدرة لا ابونا بطرس ولا غيره على تخفيف ما حصل لشعبنا, فالاقليات تدفع ثمن وتكون ضحية ما يحيكه الاخرون هذا كان وسيبقى الواقع ولامجال لتغييره في بلد فيه مجتمع خارج عن الواقع كمجتمعنا, اتمنى ان يعي الجميع هذه المسلمة. فلنلاحظ بان قبول الانسان لواقعه وفهمه كما هو تماما يساهم في تسريع ايجاد الحل اما تخيل اشياء ورغبة اخرى غير قابلة للتحقيق على ارض الواقع مهما كانت الاسباب تؤدي الى مشكلات جديدة وتفاقم للوضع. في حالة مسيحيي العراق ليس لنا الا ان نتبنى نهج ابونا بطرس اي انه ليس بيدنا غير الصلاة والعمل من اجل الخير.
هنا سؤالي
ماذا تريدون يا اخوتي الكبار الذين عرفتم اغلبيتكم شخصيا واحببتهم ولازلت احبهم؟ اسقفا سياسيا واداريا لن يغير قيد انمله مما وضعه كل من على الكراسي ام اسقفا يكون رجل دين بحق, يشع منه النور والبركة ك ابونا بطرس. ان كنتم تنتظرون المطران المخلص السياسي الديني الفطحل فلدي خبر لكم: ماكو هكذ شي.
صدقوني ابونا بطرس من القلائل الذين يمكن الاقتداء بهم في عالمنا هذا, فبالرغم من ان اكبر صدمات حياتي خرجت من فمه فانا لازلت متبنيا منهجه وطريقة حياته حتى في عملي الحالي, فانا اعمل على دمج اللاجئين اجتماعيا وروحيا في الكنيسة هنا ولا اعتقد اني كنت لانجح دون ان يكون ابونا بطرس مثالا لي, الحب بدون حساب, المسامحة والصبر, توقع الخير في الاخر, حتى الانعزال قليلا للحزن او التفكير ثم اعطاء المقابل كلمات حب وتشجيع تبنيه من جديد لم اكن اعتقد اني ساقول هذا يوما ما ولكن اعترف ان هذا هو اسلوب الحياة الوحيد الذي يعطي ثمارا ونتائج بالرغم من عدم منطقيته الى حد ما وبالرغم من كل مادرسته من نظريات اجتماعية ونفسية حتى هنا في المانيا, ابونا بطرس لوحة فنية جميلة جدا لا تفهم لا عند معرفة مغزاها. انا حزين جدا لاجله لما عليه ان يواجه من لكمات من القريب والغريب وهو حساس الى ابعد حد, ولكن قدره ان يبذل نفسه من اجل الاخرين ويتعذب على غرار ربنا يسوع المسيح.
من الجدير بالملاحظة انه ان اعتبرنا المطران مديرا فمن غير المنطقي عدم قبول توقيفه لكاهن, فحيث اعمل انا وكل من اعرفهم يستوجب توقيف الموظف حين يتطاول باي شكل من الاشكال على المدير مهما كانت الاسباب. اما ان اعتبرنا المطران ابا روحيا فبامكانه المسامحة وغفران خطأ الابن كما فعل معي ومع اخرين.
ملخص
اسقفنا لايستحق هذا, ولن يكون هو ولا غيره سوبر مان الذي ينقذ الابرشية والمسيحيين, فامورنا يقررها غيرنا غصبا عنا وهذا واقعنا المرير الذي علينا ان نقبله ونجد الحلول على قدر طاقتنا وقدراتنا. اسقفنا مثال جميل لكون الانسان مسيحيا هذا ما يجب ان يكون عليه الاسقف والكاهن ولكن قد غابت عنا هذه المسلمة لعدم كثرة الامثلة.
انتم بالعشرات, قوموا انتم بتشكيل لجان وتدريب علمانيين بخبراتكم الاجنبية والمحلية مدعومة بعلاقاتكم لترتبوا دراسة سياسية اجتماعية وخبرات عملية لشخص علماني واعد ترون فيه قائد المستقبل الموعود الذي سيكون موسى مسيحيي العراق ليقود المسيحيين الى حياة افضل بدل تحويل المطران الى مدير دائرة فلا دوره ولا دوركم لا يحتملان خلط امور اخرى وكلمات لا تمت للكنيسة بصلة كالستراتيجية السياسة وما شاكل ذلك.
اتمنى ان لاتاخذوا كلامي بسلبية فانا احبكم جميعا واتمنى ان اكون قد اعطيت لمسة انا اخوكم الصغير بالعمر والخبرة تمس منطقكم ومشاعركم. وساكون سعيدا لزيارتكم لي فاهلا وسهلا بكم جميعا ففي هذا فرحي وسروري.
بمحبة المسيح ربنا ومخلصنا وشفاعة امنا العذراء مريم اصلي من اجلكم.....
اخوكم الشماس, الاكلريكي السابق, ومساعد الاندماج حاليا........ ليث متيتي