هل اصاب غبطة مار لويس ساكو كبد الحقيقة ؟ «
في: 19.12.2016 في 23:45 »
هل اصاب غبطة مار لويس ساكو كبد الحقيقة بطرحه (المكون المسيحي)؟
برأي ، الحل الأفضل الان هو ان يتم تبني مصطلح (المكون المسيحي) وفق دعوة غبطته، لحين الاتفاق على تسمية موحدة لابناء شعبنا... ربما تتمكن الأجيال القادمة من تحقيق ذلك!
لاننا قد هدرنا من الجهود والوقت والمال والتضحيات الكثير الكثير دون ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام في هذا المضمار.
هذا أولا ،ً ثانياً : الحكمة تقتضي: ان لا نعمل وفق ما يحلو لنا او ما يعجبنا ... بل علينا ان ننقاد للعقل، ونعمل من اجل تحقيق ما يفيدنا، ما يوحدنا، ما يحقق اهدافنا لانقاذ ما يمكن انقاذه، ولملمة وتضميد جراحات أبناء شعبنا ... وبدلاً من توحيد الجهود وانتخاب مرجعية سياسية مخولة، تعمل وتتفاوض وتنطق بأسم أبناء امتنا المنكوبة والمغلوب على امرها ... بدلاً من ذلك زدنا الطين بلة ، ووسعنا دائرة الشقاق وحالة التشرذم! في طرقات رغباتنا ونزواتنا وأنانيتنا وتعصبنا وتطرفنا!
ثالثاً: شئنا ام ابينا ، فان جميع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وحكومات العالم، تتعامل معنا على هذا الأساس، اي على أساس ( المكون المسيحي )، وان اول واكبر لقاء حدث في قاعة المؤتمرات ببغداد عام 2004 والذي نظم من قبل السيد الأخضر الأبراهيمي ممثل السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة،
عقد تحت يافطة : ( لقاء مع الجماعات المسيحية)، وانا كنت حاضراً في ذلك اللقاء لأنني في حينها كنت عضواً في المجلس الكلدواشوري (السرياني)القومي المنبثق من جميع كنائس أبناء شعبنا، وقد حضر ذلك اللقاء أيضاً معظم رؤساء وممثلي أحزابنا القومية .
لاحظ عزيزي القارئ ، بالرغم من ان معظم الذين حضروا ذلك اللقاء كانوا ممثلين لاحزاب ومنظمات ومؤسسات قومية مع ذلك سُمِّي بلقاء مع ( الجماعات المسيحية).
اذاً منذ ذلك اليوم ولحد الان كان التعامل مع قضيتنا على هذا الأساس ، اي على اساس، قتل واضطهاد وارهاب المسيحيين،
حتى تبنت بعض الجهات جريمة الإبادة الجماعية ( جونسايد)، بحق مسيحي العراق.
رابعاً: من الغريب والعجيب ! كلنا نعلم جيداً بأننا شعب واحد، بل نقر ذلك، وكلنا يعلم أيضاً بأن حقوقنا القومية هي اكبر بكثير من حقوقنا الدينية بل معظمنا أيضاً يعلم بأن حلم وهدف الحركة القومية كان ولا يزال هو توحيد شعبنا وإحقاق حقوقه القومية كمكون عراقي اصيل ... له ما لبقية مكونات الشعب العراقي من حقوق وواجبات...
ومعظمنا يعلم بأن رواد الحركة القومية منذ البداية كانوا قد شخَّصوا اسباب الانقسامات وحالة التشرذم وهي بسبب الانقسامات المذهبية
كنّا منذ سنين قد نشرنا موضوعاً مطولاً تحت عنوان : نحن من والى أين، وسوف اختصر ما أتذكره من ذلك الطرح:
- من المهم جداً، ان نقر ونعترف بأن الحركة القومية قد فشلت في توحيد أبناء شعبنا تحت خيمة وتسمية واحدة....
اي فشلت في تحقيق الحلم والهدف النبيل لرواد الحركة القومية التي انبثقت قبل اكثر من اثنا عشر عقداً من الزمان.
- علينا ان نعلم بأن رواد الحركة القومية الأوائل كانوا ينتمون وينتسبون لجميع كنائس أبناء شعبنا، ولكن معظمهم كانوا ينتمون للكنيسة السريانية الأرثذوكسية، والكلدانية، نذكر منهم، أشور بت خربوط، نعوم فائق فريدون اتورايا، فريد نزها ونذكر ممن كانوا ينتمون للكنيسة الكلدانية، توما اودو، أدي شير، آغا بطرس، ويوسف مالك.
- كيف تشكلت امتنا من جديد، اي بعد سقوط الحكم الوطني، بسقوط نينوى 612 وبابل 538.
لقد تشكلت امتنا من جديد، وانبثقت من رحم الديانة المسيحية، اي منذ ان اعتنق جدودنا، دين المحبة والسلام، الفرح والتسامح...
نعم تشكلت من جديد ومن بقايا الأكديين (البابليين - الآشورين )، ورثة حضارة السومريين، اضافة لمن اعتنقوا المسيحية من الشعوب الاخرى: اليهود، الآراميون ، الفرس ، يونان ، رومان ،قوقازيون ،مغول ،اتراك و...
نعم من هذه الشعوب المختلفة تشكلت امتنا مجدداً بعد ان اصبح لهم إيمان واحد، ومصير واحد، لهم نفس الحلم ، ونفس المعاناة .. في مركب واحد، وفي دولاب المأساة والويلات تشكلت وعبر ألفي سنة حتى غدت أمة متجانسة الى ابعد الحدود....
أمة لها هوية وثقافة ورسالة واضحة، تميزها عن جميع شعوب المنطقة التي عاشت معهم عبر ألفي سنة خلت.
- لقد حملوا التسمية السريانية ، عما سُريايا ( الشعب السرياني)، او أمتا سُريّتا منذ القرون الاولى للمسيحية وحتى يمنا هذا
- بالرغم من اعادة استخدام التسميات الحضارية القديمة، الكلدانية والآشورية مجدداً، وإطلاقها على كنائس أبناء شعبنا مجدداً بقيت السريانية ( أمتا سُريّتا صامدة نستخدمها جميعا وتوحدنا لحد اليوم.
- قلنا ان الانشقاقات كانت بسبب المذاهب المسيحية المختلفة والمتصارعة في ما بينها وأدت الى تمزيق الأمة منذ أفسس وخلقيدونية ولحد اليوم!
- خلقت الانقسامات المذهبية، حواجز نفسية واجتماعية فيما بيننا، وبدلاً من تذليلها وإزاحتها عمل ويعمل المتطرفون على تحويلها الى أسوار كونكريتية!.