السوسيولوجيا الهدامة وقراءة زيد ميشو السطحية والطائفية لتراث شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة – ردّ على ردّ
"الأغنية التي تُغنى بشجاعة ستظل أغنية جديدة الى الأبد."
فكتور جارا
غمرتني السعادة للاستجابة الكبيرة التي لاقتها القصيدة من تراثنا الجميل والتي قمت بأدائها بشجاعة ونشرت تحليلا جريئا لخطابها في هذا الموقع. استأثرت القصيدة باهتمام بالغ لم أكن أتوقعه. وهذا رابطها ورابط المقال:
وقد ردّ السيد زيد ميشو بمقال مطول منتقدا القصيدة. والرد مستحب دائما لأن معناه أن ما أكتبه قد شحذ الفكر والعقل لدى الأخر وجعله يفكر ويقدم طروحاته وأفكاره المعاكسة. وأشكره لأنه منح لي فرصة الردّ أيضا. وفي المقال هذا أيضا هناك تعليق مطوّل للزميل الدكتور عبد الله رابي. وله الشكر أيضا لأنه منحني فرصة الردّ. (رابط 1).
وبدءا أرجو من قرائي الكرام عدم الدهشة او الاستغراب لكلمتين وردتا في عنوان مقالي هذا وهما: " السوسيولوجيا الهدّامة،" والقراءة "الطائفية." أطلب منهم الصبر والاستمرار في القراءة وستتوضح الأمور لديهم وبأدلة دامغة للمفردتين او المفهومين.
كيف نقرأ؟
هناك عدد من القراءات المختلفة التي بواسطتها نستطيع تحليل نصوص مثل النص الذي هو مثار الخلاف بين وبين السيد ميشو ود. رابي. ألخصها ادناه:
اولا القراءة الذاتية. في هذه القراءة نقيس ونحلل ونقيّم ونثمن النص حسب ميولنا الشخصية. ثانيا القراءة الموضوعية. في هذه القراءة نضع ميولنا مهما كانت وبقدر الإمكان جانبا لتحليل وتقييم النص. ثالثا القراءة التحريمية. في هذه القراءة لا نحتكم الى العقل بل الى الفكرة المذهبية (الطائفية) المسبقة.
اين تقع قراءة السيد ميشو وقراءة د. رابي
مع جلّ احترامي، فإن القراءتين لا سيما قراءة السيد ميشو تقع في خانة القراءة التحريمية (الطائفية). ولهذا ومع احترامي مرة أخرى كانت القراءة مضللة ولاتاريخية وسطحية، وشأنها شأن أي قراءة تحريمية تقوم على ثنائية (انا وميلي على حق وخصمي وميله على باطل). ومقياس الحق والباطل لدى القراءة التحريمية هو القرب والبعد من مذهب (عقيدة) القارئ (الكاتب) الذي يطلق الأحكام المطلقة على عواهنا رغم بطلانها ويتشبث بها حتى وإن قدمت أدلة دامغة لبطلانها.
تحليل قراءة السيد زيد ميشو
كما قلت قدم لنا السيد زيد ميشو قراءة تحريمية صرفة لأنه يبني موقفه من القصيدة هذه على قربها وبعدها من مفهومه الخاص للمذهب الذي هو عليه.
ولهذا يرى أن القصيدة هذه "هرطقة" او "بدعة" ويطلب من "الكنيسة" ان تصنفها "في خانة الهرطقات" وفي ثنايا مقاله سخرية وتهكم يصل حدّ الازدراء ليس فقط بكاتب السطور حيث يصف القصيدة "ببدعة ليون"، ولكن أيضا بمؤلف هذه القصيدة الرائعة التي حقا تؤرخ لفترة حرجة من تاريخ شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة حيث يقول: " كتبها احد السذج من الذين لا يعرفون (كوعهم من بوعهم) او شخص هرطوقي"، متجاهلا في هذا الدعم التشجيع والحب اللامحدود الذي حصلت عليه القصيدة من القراء محبي مشرقيتهم بشتى مذاهبهم وتسمياتهم. هذه قراءة طائفية تحريمية خطيرة لا تعمل بها أي أمة او شعب يريد الحفاظ على هويته وثقافته.
والقراءة التحريمية مثل هذه لا يقبل بها مثلا حتى الكردي السني الأمي لأنه يترك بيته وعائلته في جنوب شرق تركيا ويهرع للقتال من أجل الإيزيدية (عبدة الأوثان من وجهة نظر الشخص السني الطائفي) ويستقتل من أجل مزاراتهم و"أصنامهم" وأماكن عبادتهم ويحفظ شعرهم وأغانيهم ويتغنى بها رغم انها لا تطابق عقيدة مذهبه السني.
والقراءة التحريمية هذه لا يقبل بها المعمّم الذي يقود دولة كبيرة وقوية في الشرق الأوسط وهي إيران. في إيران يطبعون كتب مولانا جلال الدين الرومي، وهو شاعر ومتصوف سني مبادئه وأفكاره وعقيدته على طرفي نقيض من عقيدة ولاية الفقيه الإيرانية، يطبعونها على ورق مصقول وأحيانا مذهّب ويزخرفون بيوتهم بنصوص منها لا بل مكانة قصائد هذا الشاعر والأهمية التي يمنحها هؤلاء المعممون له تقارب ما يمنحونه للقرآن او لكتاب نهج البلاغة للإمام علي. لماذا؟ لأن الرومي شاعر فارسي كتب بالفارسية. وهذا شأن حافظ الشيرازي وغيره من الكتاب وكذلك حال التراث والأساطير والملاحم الفارسية التي أغلبها لكتّاب مجهولي الهوية والاسم. وهذه القصائد لا تقيّم حسب الزمان والمكان، كما يقول د. رابي رغم أنها مكتوبة بلغة كلاسيكية صعبة الفهم ولكن هناك شروح وهوامش تيسرها للقارئ.
والعرب لا يلغون ويهرطقون الشعراء قبل الإسلام وبعده من الذين لا توائم منطلقاتهم وأفكارهم العقيدة. هناك شعراء مسيحيون وفي العصر الحديث رواد الشعر والثقافة العربية أغلبهم من المسيحيين ولديهم طروحات قد لا تتماشى مع العقيدة السنية الإسلامية مثلا ولكنهم مادة درس دسمة في جامعة الأزهر الإسلامية.
وهناك أمثلة كثيرة في كل بقعة من الأرض وأذكّر القراء ان جبران خليل جبران كاتب وفيلسوف يخالف العقيدة في كل شيء تقريبا وفي كتابه "النبي" يتبارى مع الكتب التي يراها أصحابها انها من السماء، العهد القديم والإنجيل والقرآن، ولكن لأنه كتب هذا الكتاب بالإنكليزية بعد ان هاجر الى أمريكا خصص الكونغرس الأمريكي – وثلث أعضائه تقريبا من الكاثوليك – ملايين الدولارات لبناء حديقة كبيرة تخليدا له في واشنطن.
وأذكّر القراء بحب وشغف يصل الى حدّ التقديس لنصوص كلاسيكية إنكليزية وفرنسية ويونانية واسبانية وبرتغالية وغيرها من الأمم– لا يسع المجال لسردها هنا – تعارض العقيدة التي عليها أصحابها بصورة صارخة ولكن شعوبها تقدسها وتدرسها وتبسطها وتجعل منها نبراسا للهداية صوب الثقافة والهوية الوطنية والدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية ورغم ان أي قراءة سطحية وطائفية وتحريمية لها ستجعلها مثار ازدراء وسخرية كما هو الحال مع صاحبنا السيد ميشو. عندنا صار القياس والمقياس للثوابت للوطنية والهوية القراءة التحريمية والطائفية للتراث والثقافة لأننا كل شيء تقريبا نقيسه ضمن نطاق الطائفة والعقيدة او المؤسسة المذهبية التي نحن لها تابعون.
والقراءة التحريمية الطائفية مثل هذه تستخف وتسقط وتهرطق وتكفر أي نص وتراث وثقافة وطنية لا تتماشى مع تفسيرها المذهبي ولهذا لا يرى السيد زيد ميشو أي حسنة في هذه القصيدة الرائعة رغم جمال بلاغتها وحواريتها البديعة وعمق معانيها وشجى لحنها وروعة استعاراتها. قراءة تحريمية مثل هذه تنظر ومع الأسف بدونية وازدراء الى الثوابت الثقافية واللغوية الوطنية وتنظر بسمو وكبرياء وفخر الى الثقافات الدخيلة والأجنبية فقط لأنه من وجهة نظرها انها ليست هرطقة بل موائمة للتفسير الخاص والشخصي للمذهبية التي نحن عليها.
الهرطقة تفسير بشري ذاتي
والهرطقة وحتى العقيدة doctrine تفسير بشري، لأن ما أراه هرطقة قد يراه غيرى امرا صائبا. الى عهد قريب كان لوثر واللوثرية هرطقة في عيون مؤسسة الكنيسة الرومانية. في هذا العام أقام البابا فرنسيس قداسا مهيبا لذكراه والاحتفاء به في السويد وطلب المغفرة لما اقترفه الفاتيكان في حقه وحق اتباعه وقال إن لوثر شاهد على الإنجيل والمسيح. إذا الهرطقة مسألة نسبية. بالمناسبة، الدول الإسكندنافية التي تعد أكثر دول العالم تمدنا وحضارة وتطورا قائمة على الفلسفة اللوثرية في اغلب مناحي حياتها ومنها التعليم والتربية والنظرة الى التراث والثقافة والإرث والتراث الكنسي.
والقراءة التحريمية تجعل المرء يفقد الصواب والفكر والحس السليم أحيانا. فمثلا، يهاجم السيد زيد ميشو هذه القصيدة المكتوبة بلغة اجداده والتي توائم عقيدة اجداده ولكنه لا يدين وربما ويبتسم ويفرح ويتناغم مع الذي مثلا يقول "سمراء من قوم عيسى من اباح لها ....الخ" ويتناغم مع الذي حرق ودمّر ثقافته ونصوصه وعذّب اجداده شر عذاب. وهناك من الشعر العربي الذي قرأناه وحفظناه على ظهر القلب ما يهدم العقيدة، مع ذلك لا ضير في هذا، وهناك من التراث الكردي ونغنيه ونصفق له ونرقص لأنغامه ومع رجال ديننا وهو مسيء لنا كمسيحيين ومشين لإنسانيتنا ومخالف بصورة صارخة لعقيدتنا مع ذلك لا ضير في هذا. المهم ان لا يكون هرطوقي، أي يكون مكتوبا بلغتنا وهو جزء من تراثنا وتراث اجدادنا.
ما أشبه اليوم بالبارحة
الدعوة الى الغاء هذه القصيدة تشبه الحملات التي شنها الغرباء والأجانب باسم المذهبية والطائفية والهرطقة وبواسطتها احرقوا لنا كنوزا لا تثمن من المخطوطات والكتب ومنها ما رموه في نهر دجلة حتى صار لونه لون الحبر. قراءة هؤلاء لتراثنا ومذهب اجدادنا القويم والسليم والمقدس كانت قراءة تحريمية.
وعقيدة انتقال العذراء حديثة العهد أي بت فيها الفاتيكان في عام 1950. هل كان الفاتيكان وأتباعه في هرطقة قبل هذا القرار أي لمدة 1950 سنة؟
ومن ثم عقيدة كنيسة المشرق وما أتى في القصيدة بهذا الشأن يتطابق مع الكنائس الأرثدوكسية التي تخالف عقيدة الانتقال لدى الفاتيكان، فهل هذه الكنائس في هرطقة أيضا؟
وهناك ليس أخطاء بل مغالطات تشبث بها السيد زيد ميشو رغم بطلانها الواضح.
فلا أظن أنه يستطيع كتابة اسمه بلغتنا السريانية ولا أن يقرا حروفها ولا علم له بالقصيدة ولا ماهية الشعر السرياني بدليل إصراره على أنها 57 كلمة مستندا الى الترجمة العربية وليس النص السرياني الأصلي الذي هو يشكل في مجمله قصيدة متكاملة نقلتها للقراء الكرام للاطلاع في المقال الذي كتبته عنها. مع ذلك يطلق العنان لمغالطاته ويقول ان القصيدة مثلا يجب ان تكون سبعة أبيات وذات قافية وغيره من الأحكام المطلقة التي تنم عن عدم دراية لأنه يطبق ما يعرفه والذي لا يتجاوز المعرفة المدرسية عن الشعر باللغة العربية.
ويحكم على القصيدة دون ان يعرف ان الجزء الذي نقوم بأدائه ما هو الا خانة واحدة لأن القصيدة هذه من ثلاث خانات وهي موزونة بدقة وفيها بعض القافية ولكن لأنها شعر حر فالقافية ليست الزاما ابدا في الشعر الحر.
ولأنها قراءته قراءة تحريمية، يصرّ الكاتب على المغالطة ويكرر يجب الغائها من الطقس والغائها كصلاة ومع الأسف يتفق معه زميلنا د. رابي.
هناك في كنيسة المشرق (الكلدانية والاشورية ومعها شقيقتها السريانية) ما نطلق عليه الصلاة الفرضية. هذه صلاة ملزمة. القصيدة هذه (ولهذا سميتها قصيدة وليس ترتيلة) خارج الصلاة الفرضية وليست صلاة وهي خاصة بمنطقة محددة من تواجد شعبنا وهي جزء من الفلكلور الشعبي. وشعبنا له قصائد وفنون وآداب لا تثمن خارج الصلاة الفرضية. لم أفهم لماذا لم يحاول الكاتب الاستفسار عن هذه القصيدة وما إن كانت جزء من الصلاة ام لا ولم أفهم كيف سايره د. عبد الله رابي.
أما اللغة فهي سريانية وهذا اسمها العلمي والأكاديمي وهناك أكثر من 100 جامعة في العالم تدرسها وتطلق عليها هذا الاسم. سميتها كلدانية لأنها شائعة بين الكلدان. نقول قصيدة او أغنية عراقية او مصرية او لبنانية ولكن لغتها العربية.
موقف د. عبد الله رابي
كما قلت انا مستغرب ومندهش لتعقيب الدكتور عبد الله رابي. اسأل هل قراءة السيد زيد ميشو التحريمية والطائفية لهذا النص تؤهله – ومع احترامي لشخصه – لقب "الصحفي المتمرس والمحلل"؟
ومن ثم لماذا يقع د. رابي في ذات الأخطاء والمغالطات التي وقع فيها السيد زيد ميشو؟ مثلا، القول إن هذه القصيدة جزء من الطقس وهي ليست كذلك والقول إن "هذا اللحن لا يساوي شيئا من الناحية النفسية"، كيف عرفت ذلك وهل أجريت بحثا أكاديميا يستند الى أسس البحث في علم النفس ومن ثم وصلت الى هذا الاستنتاج؟
وكذلك يبني زميلنا العزيز الدكتور رابي طروحاته في تعقيبه على قراءة السيد زيد ميشو التحريمية والطائفية التي يرى انه إليها يجب ان نستند في تعاملنا مع التراث والثقافة حيث يقول: "فالكلمات لا تنسجم مع العقيدة الدينية ... فقد ابدعت (يقصد السيد زيد ميشو) في ربطها العقائدي."
ومن ثم يستكثر د. رابي على المطارنة الكلدان ترتيل القصيدة! لماذا؟ لأنها تخالف العقيدة، بينما حمل جواز الماني مثلا الذي فيه اليوم يصنف الناس عكس العقيدة من حيث الجنس، هذا لا ضير فيه وكذلك المواقف الكثيرة التي تعارض النصوص إن كانت جزء من الكتاب المقدس او الإنجيل، أيضا هذا لا ضير فيه، او التغني من قبل المطارنة بقصيدة فيروز "زهرة المدائن" التي فيها تقول، استنادا الى أية قرآنيه: "يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء" هذا أيضا لا ضير فيه، وأن يشارك المطارنة في حفلاتنا وأعراسنا والناس تنشد القصيدة الكردية "نركز نركز" والتي فيها يهين النص اسم "مريم" ويهين المسيحيين بصورة عامة حيث يتغزل بهذا الاسم ومسيحية والدها ويقول "بابه مرو فلّلايية"، وأن نحلف بإسم الله ونقسم بالكتاب المقدس والإنجيل وعلى الملأ ومن ثم يظهر اننا اقسمنا بالباطل وهذه جريمة لا تغفرها حتى القوانين الوضعية ويخسر صاحبها مصداقيته بسببها في المجتمعات المدنية وليس الدينية، هذا لا ضير فيه ولا يعارض العقيدة. وهناك الكثير لا يسع المجال لذكره. بيد أن انشادنا وقراءتنا لرائعة من ادبنا الكنسي والشعبي شيء غير مقبول ويجب ادانته وهرطقته وتحريمه (تكفيره) لأنه يخالف عقيدة بت فيها الفاتيكان قبل حوالي ستة عقود.
ويقول د. رابي ان بعض القسس قالوا له إن الطقس فيه الكثير من هذه الإشكالات. لم يذكر زميلنا العزيز اسم أي كاهن ولم يذكر النصوص، ولكن من خبرتي أقول له لم يبق في صفوف الكلدان من له إلمام كامل باللغة والطقس والآدب والفنون والثقافة (وهي من الأركان الأساسية لهوية أي شعب) او يمارس هذا الطقس والثقافة عدا أشخاص ربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد. والتحريم والهرطقة التي صارت ومع الأسف جزءا من وعينا الجمعي واحد من الأسباب المهمة لزوالنا عاجلا وليس أجالا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة.
وأذكّر د. رابي، وعن خبرة، ان البطريركية الكلدانية العتيدة كلها لا تتقن لغتنا وطقسنا ولا تمارسهما لا بل تستهجنها وتزدريها وتفضل الدخيل والأجنبي عليها ووقعت ولا يزال في أخطاء مميتة في نسخ (أي تجميع) نافورة القداس الجديد الذي هو الأن على ما أظن في طبعته الخامسة ولا يزال مليء بالأخطاء. أذا كانت البطريركية العتيدة لا تستطيع ان تستنسخ (تنقل نصوصا من هنا وهناك) بصورة صحيحة والمثقفون والأكاديميون في صفوفنا يقيسون الثقافة بمقياس المذهب والعقيدة والطائفة والهرطقة والتحريم، فما بقي لنا من تراث وميراث ولغة وثقافة وآدب وشعر وفنون وهوية في طريقه الى الانقراض ونحن معه لا محالة.
وأذكّره أيضا ان البطريركية العتيدة ليس فقط لا تعرف ولا تتقن لغتنا بل انها لم تكتب وهي في سنتها الخامسة جملة مفيدة وبسيطة واحدة بلغتنا. كل ما قامت به هو تأليف نصوص لا ترقى الى مادة إنشاء للمرحلة المتوسطة، وباللغة العربية، وهي ركيكة فيها أخطاء كثيرة وتفتقر الى السياق والترابط والتساوق وتعارض المنطق السليم وفرضتها على الكنائس كي تحل محل الأصيل والسامي والنبوي.
وكيف تتزاوج الثقافات وتقتبس واحدة من الأخرى؟ هل بتأليف نصوص باهتة باللغة العربية او تقديم ترجمات ركيكة بالعربية لما متوافر لدينا؟ وكيف سيبدع الشباب وباي لغة؟ اليس كل إبداع يستقي من التراث ويبني عليه ام يهدمه من خلال الاتكاء على الدخيل والأجنبي؟
وما هي السوسيولوجيا الهدامة؟
في العلوم الاجتماعية وعلى الخصوص في علم الاجتماع هناك فرع له باع مؤثر يتناول الأسباب التي تؤدي الى ضمور واضمحلال وموت الدول والمجتمعات والثقافات.
شخصيا أرى ان القراءة التحريمية والطائفية مثل هذه ليس فقط لنصوص من تراثنا بل لتراث اجدادنا وابائنا المشرقيين الذين كانوا على مذهب الأجداد السليم والقويم والمقدس يشكل خطرا وجوديا علينا لأنه يلغي تواصلنا وأستمراريتنا ويزيل هويتنا أي يذبحنا ونحن أحياء.
أصحاب القراءات التحريمية مثل هذه يعتقدون أن ثقافتهم ولغتهم ونصوصهم وتراثهم هو المسؤول عن تردي أوضاعهم وعليهم الغاء هذا التراث – تأوينه – كما يحدث الأن في مؤسسة الكنيسة الكلدانية – واستبداله بتراث أمم ومؤسسات أجنبية دخيلة يتصورون انها تفوقهم ثقافة وتمدنا وسموا.
هذه النظرة خطيرة جدا علينا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة لأنها تنظر بدونية – ومع الأسف – الى ما لدينا وبفوقية الى الثقافات الدخيلة والأجنبية؛ وتدعو الى إزالة ما لدينا واستبداله بالأجنبي والدخيل – أي إزالة الهوية والوجود.
ويحذر السوسيولوجيون (علماء الاجتماع) من هكذا مواقف ويؤكدون أن النظرة الدونية للثقافة الوطنية من قبل أي امة او شعب تعد سببا رئيسيا لموته واندثار حضارته وزوال هويته أي فنائه.
وكنت قد كتبت مقالا في هذا الشأن قبل حوالي ثلاثة أعوام ولكن يبدو ان القراءة والمواقف الطائفية والتحريمية التي زرعها فينا الأجانب والدخلاء قد غرست أنيابها في وعينا الجمعي حيث بدأنا نخشى من كلمات محددة في قصيدة مغناة من أجمل القصائد في تراثنا لا بل أيقونة من أيقونات فلكلور شعبنا وهي قصيدة مشيحا ملكا دلعلمين:
وختاما ادعو قرائي الكرام من المعلقين الذين أرحب بهم أن يناقشوا المسائل التي أثرتها هنا والدخول في حوار ونقد (ليس انتقاد) بنّاء دون الاتكاء على ثقافة التحريم والطائفية. مع ذلك لا أظن – وسأكون سعيدا لو حدث العكس – ان بعض الأخوة، وهم مرحب بهم على أية حال، بإمكانهم الخروج من قمقم التحريم والطائفية الى عالم الثقافة والهوية والفنون واللغة، العوامل التي سوية تشكل ثمرة من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية. ============================== رابط 1 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=850800.0
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9611تاريخ التسجيل : 07/07/2011الموقع : في قلب بلدي الحبيبالعمل/الترفيه : السياحة والسفر
نيسان سمو الهوزي رد: السوسيولوجيا الهدامة وقراءة زيد ميشو السطحية والطائفية لتراث شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة – ردّ على ردّ « رد #1 في: 06.09.2017 في 16:13 » سيد ليون : في البدأ انا متفق معك في مسألة هرطقة القصيدة او إلغائها بالرغم من انني لا اُحبذ القصائد وخاصة إذا كانت بلغة لا نجيدها .. ثانياً : أنا متفق معك في مسألة القراءة التحريمية ولكن وللأسف فهناك البعض وأقول البعض ولا اعني المذكورين في كلمتك هذه اضحى هذا هدفهم وطريقهم الفارغ . في ردي الاخير على السيد صباح قيا على كلمتي الاخيرة والتي هي بقرب كلمتك أوضحت الفكرة ولا ارغب نقل الرد هنا لعدم التقاطع او التداخل مع كلمتك هذه ولكن إذا قرأته اعتقد ستتفق معي وهو قريب لما اتيت به انت هنا . ثالثاً : الاخ زيد قاريء وكاتب قومي ومذهبي اكثر مما هو أكاديمي ( مثلي مثلاً ) لهذا ذهب الى ذلك التحليل وخاصة القصيدة بلغة سريانية والصراع معهم مستمر ولكن لا افهم دور الدكتور رابي عبد الله ( أنا لم اتشدد اليها ولكني لم اطلب هرطقتها او حرمانها ) . رابعاً : لا اعتقد هناك الكثير من السوسيولوجيا التي ذكرتها معنا بمفهومها الحقيقي ولكن الظروف عندما تحاصر اي شعب يبدأ ذلك الشعب بإهمال امور كثيرة والتمسك بما هو اهم ( طبعاً فاهم قصدي ) لهذا تتكاثر مثل هذه الحالات في شعبنا الذي لم يبقى إلا القليل ويفقد آخر حصة من ترابه .وكما يقول المثل او القول : طارَ الرأس وانت تسأل عن الذيل ! اعتقد هذا هو الحال الذي نحن فيه وهو يؤثر على الجميع وفي كل الجوانب . وأخيراً ها انا قد رديتُ في ضمن ومتن كلمتك وأرجو منك مرة اخرى إذا قمتَ بغناء قصيدة او ترنيمة او انشودة تكون بلغتنا لكي ندرك ونفهم فحواها ( شلون راح انحب شيء ما نفتهمه ) ؟ .. احنا ناقصين بلاوي !!!! اعرف القصيدة باللغة القديمة وهي قد تَغنت بتلك اللغه ولا لوم او دخل لك فيها ولكن يبقى البحث عن مترجم عملية معقدة . ههههههههه تحية طيبة واتمنى ان لا تتحول انت ايضاً وكلمتك هذه الى المجادلات الشخصية والطائفية العنصرية التي تحضر بشكل كبير في هذا الموقع .
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
السوسيولوجيا الهدامة وقراءة زيد ميشو السطحية والطائفية لتراث شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة – ردّ على ردّ/ليون برخو