مؤتمر النهضة الكلدانية ، لن يغير من واقع الكلدان شيئا ... ونتائجه معروفة
الحقوقي افرام فضيل البهرو
تم مؤخراً الاعلان عن التحضيرات لعقد المؤتمر الكلداني العام في مدينة سان ديغو في ولاية كاليفورنيا الامريكية بتاريخ 30/3/2011 وتحت اسم (النهضة الكلدانية) ، وتم الاعداد لهذا المؤتمر من قبل نخبه كفوءه ومخلصة للقوميه الكلدانية والغيارى من ابناء هذهِ الأُمه حسب ماجاء في مقالة للاخ سعد توما عليبك وعلى الرابط ادناه المنشور في ( كلدايا نت ) وتنبأت اللجنه التحضيريه للمؤتمر بانه (سيخرج بنتائج وقرارات شجاعه تثلج صدور ابناء الشعب الكلداني) ومن الواضح بان المؤتمر سوف لن يقبل من هم محسوبين على الكلدان من المعوزين وضعيفي الأنفس الذين تم تعبئتهم وتدريبهم على القيام بادوار خيانية ليصبحوا خنجراً في خاصرة هذهِ الامه ...) وانما يقبل فقط الكلدان الشرفاء الغيارى الذين يعيشون في المهجر منذ عدة عقود الذين هربوا من بلدهم وتركوا اخوانهم واقاربهم ليعانوا ما عانوه من حروب وفقر وظلم وقتل، في الوقت الذي كانوا هم ينعمون بوسائل الراحة كافة ويستمتعون بالحفلات والسفرات والعيش الرغيد ... ولا اود الخوض في مناقشة مدى جدوى هذا المؤتمر الذي سيعقد خارج العراق من قبل اشخاص ربما لا يعنيهم كثيراً ما يتعرض له ابناء شعبهم من معاناة وعلى الاصعدة كافة ، والدليل على ذلك هو اطلاقهم للتهم ضد جهات سياسية واحزاب دون ان يفكروا بردود افعال هذهِ الجهات ضد اخوانهم في الوطن وكانهم صدقوا باننا في العراق نعيش في اجواء الديمقراطية الحقيقية، ولكني فقط اود ان اسأل المؤسسات والمنظمات التي هيأت للمؤتمر ، بالله عليكم :ـ ماذا قدمتم لاخوانكم الكلدان في العراق لحد الان ؟ كم مشروعاً اقتصادياً واستثمارياً انجزتم في القرى الكلدانية ؟ كم مرة جمعتم التبرعات والمساعدات للعائلات الكلدانية التي هُجرت وشُردت من مناطق سكناها هرباً من بطش الارهاب وانخرطوا في اعمال لا تليق بهم حتى وان كانت على حساب سمعتهم من اجل تأمين لقمة العيش ؟ كم مليونيراً كلدانياً في المهجر، اقنعتم بأنجاز مشروع في القرى الكلدانية التي تم اعمارها مؤخراً من قبل اشخاص مازلتم تعتبرونهم اعداء الامه الكلدانية ؟ ما مدى الدعم المادي الذي قد قدمتم للقوائم الكلدانية التي بنت آمالها عليكم في الانتخابات البرلمانية العراقية والكوردستانية وخيبتم ظنهم بسبب عدم توحدكم بالاضافة الى انانية بعض المرشحين؟ الا تعتقدون بان اخوانكم الكلدان في الوطن الذين تتحدثون بأسمهم في المحافل كافة هم بأمس الحاجة الى الدعم المادي و الاقتصادي اكثر من حاجتهم الى عقد المؤتمرات التي لا تقدم ولا تؤخر ، ثم هل انتم واثقون بان المقررات والمطالب التي ستصدر عن المؤتمر ، ستجد آذانا صاغية خاصة وانها ستصدر عن مؤتمر ينعقد خارج الوطن ولا يملك وسائل ضغط على الحكومة العراقية او حكومة اقليم كوردستان ؟ لا اشك لحظة بان هناك الكثير من الاخوة الكلدان من المؤتمرين يفكرون باحوال اخوتهم في الوطن ولكن عليهم ان يفكروا بطريقة اخرى لمساعدتهم بعيداً عن عقد المؤتمرات التي لن تغير من الامر شيئاً كما اود ان ابين بان معظم ابناء شعبنا في الوطن ينتظرون تحسين احوالهم ويحلمون بالاستقرار وباي وسيلة كانت حتى وان اضطروا الى ركوب قطار التسمية القطارية_ كما يحلو للبعض تسميتها _ وعلى المؤتمرين ان يعلموا بان الكثير ممن كانوا ينادون بالآشورية او الكلدانية قد اقتنعوا بان الامور ليست كما تخيلوها سابقاً ولا بد لهم من توحيد الخطاب السياسي على الاقل في الوقت الحاضر وذلك ظهر من خلال تجمع الاحزاب والمؤسسات القومية لابناء شعبنا مؤخرا ونحن واثقون بان ما يصدر عن هذا التجمع لاحزابنا ومؤسساتنا في الوطن سيكون موضع اهتمام اكثر من المقررات التي تصدر من مؤتمرات تنعقد بعيدة عن ارض الوطن وتحث على التطرف والتعصب لقومية معينة والغاء الاخر ،كلدانية كانت اواشورية , في الوقت الذي نحن بامس الحاجة الى توحيد الجهود حتى وان اختلفنا فيما بيننا لاحقا ، وعلينا ان نأخذ الدروس من الاخوة الكورد فبالرغم مما حدث سابقاً من سوء تفاهم بين الحزبين الكورديين الرئيسين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني الا انهم تركوا خلافاتهم جانبا وتوحدوا بكل قوة تحت قبة البرلمان العراقي وذلك من اجل تحقيق اكبر قدر من المكاسب والانجازات لابناء الشعب الكوردي الذي هو الاخر عانى الكثير ابان الحكومات السابقة ، عليه فلا بد لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ان يفكروا بعقلانية وواقعية والا سنضيع الفرص كافه ، ولاننا نعيش واقعنا في الوطن فاننا نتفهم الظروف اكثر من اخواننا في المهجر (وصاحب الدار ادرى بما فيها) .