سبقني في التطرق لهذا الموضوع زميلي كاتب المقال ، الأديب المخضرم ( كو كيس منصور أوراها الهوزي في مقاله المنشور ، في موقعكم الموقر وبعنوان ( مؤتمر النهضة الكلدانية في سانتياغو ، هل يمثل كل الكلدان ) إذ انه كان صادقا كل الصدق وملمّا بكل الحقائق على الأرض ، ولأنه شخّص العلة ووضع أصبعه على جرح ومعانات امتنا الحقيقية ، لا بل أسباب هذه المعاناة والآلام ، والتي سوف تزداد حتى بعد هذا المؤتمر المزمع عقده ، والذي لا يقدم ولا يؤخر ، لا ، بل سيولد ميتا ، لأنه في الحقيقة ، مؤتمر للأغلبية من أصحاب المصالح الشخصية ( أصحاب الكروش ) ، من الذين لا علاقة لهم بالكلدان ، ولا يعرفون أين هم الكلدان ، وسآتي إلى توضيح ما أدعي في أدناه ... من أجل أن تعقد مؤتمرا ناجعا في أية بقعة من العالم ، ولنأخذ على سبيل المثال في قرية باقوفا الصغيرة القريبة من تللسقف مثلا ، ماذا نحتاج لكي تتوفر لنا مقومات المؤتمر الناجع ، خصوصا ونحن الآن في هذه المرحلة الصعبة ، والتي لا عودة منها ، من التفكك والتشرذم .. ؟ ! ماذا لديك من برنامج ..؟ ، ومن هُم الناس الذين ينبغي أن تدعوهم ، و يمكنك إقناعهم بأفكارك ومشروعك المقترح ، وكيف ستروّج لأفكارك ، وعلى من ستنطلي هذه الأفكار ، وكم تتوقع نسبة النجاح لهذا المؤتمر ، ولنأتي إلى حقيقة الأمر ، وأدعو كل إنسان لديه خبرة أو دراية أو ثقافة أو وجهة نظر ..، ولنعمل إحصائية بسيطة بأسماء الشخصيات التي سوف تحضر هذا المؤتمر المزمع عقده ، هل تم دعوة كل المثقفين الحقيقيين من أبناء شعبنا ...؟ الجواب لا طبعا .. هل تم دعوة مثقف حقيقي ، شاعر أو أديب أو سياسي مخضرم أو صحفي ، أو كاتب معروف من هؤلاء الكتاب الصامدين الموجودين الآن على الأرض ، من الذين يكابدون ، ويعيشون الحياة في ارض العراق ويصنعون الحدث ، أو من الذين تصدح حناجرهم في المنتديات والمهرجانات والمنابر الثقافية ، أو والذين يعملون في الصحف والمجلات التي تصدر بشق الأنفس ، وبجهود ذاتية في قرى سهل نينوى ، وعلى حسابهم الخاص ...؟ والجواب أيضا لا ، لأن اغلب المدعوين تم دعوتهم على أساس العلاقات الشخصية والمصالح ، من صيادو الفرص والانتهازيين ، من الذين لا يعرفون من هم الكلدان وأين هم الكلدان ، ولم تطأ أقدامهم يوما مقرا من مقرات الحزب الكلداني ، لا بل لم يحضروا واحدة من الندوات أو اللقاءات ( أتكلم بهذا بالفم المليان ) ، هؤلاء الذاهبون إلى هيكل سليمان إنما ذاهبون للترويج عن بضاعتهم الخاصة ، فأنى لنا بمسيح ثاني ، يأتي ويقلب بضاعتهم رأسا على عقب ..؟ ولأني واحد من الذين أقدر واحترم كل الاحترام ، ولي الشرف في حضور جميع الندوات واللقاءات التي عقدت تحت خيمة الكلدان في تللسقف وغيرها من مناطق تواجد أبناء شعبنا ، لا بل حضرت ولي الشرف بحضور جميع فعاليات الأحزاب والمنظمات العاملة على الأرض ، واقف مع جميع هؤلاء الإخوة من أبناء شعبنا على مسافة واحدة وأول من يقوم بتوزيع الدعوات ، ودعوة الناس الذين معظمهم يحترمونني ويقدرونني ، وأحثهم على حضور وإنجاح أية ندوة أو أمسية أو فعالية ، أو لقاء مع احد قادة أبناء شعبنا ، سواء ، من الحزب الكلداني ، أو من المجلس الشعبي ، أو الحركة الديمقراطية الآشورية ، أو الحزب الوطني الأشوري ، أو حزب بيت نهرين ، وحتى الحزب الشيوعي ، لا فرق عندي ، فكل من يعمل في هذه الأحزاب هم من أبناء شعبي ، وأتشرف باحترامهم وزياراتي المتكررة لهم والمشاركة في جميع مناسباتهم ، سواء بالحضور والاستماع أو بالمشاركة بإلقاء قصيدة ، أو بإبداء المشورة أو الرأي ، وحتى المساهمة ، لا والله مستعد حتى بالتضحية بالنفس ، وأنا الإنسان المستقل ولم أنتمي ، إلا لبلدي ولكل أبناء أمتي ، وللثقافة والمثقفين حصرا ، وكل من يعرفني ، هو سيد العارفين بذلك ، ويعرفون مكان تواجدي ، وفي أي مكان من بلدي وفي الموصل ، وفي أحلك الضر وف الأمنية وأصعب الأوقات ... أما بالنسبة للإتحاد العالمي للكتاب الكلدان ، فأقول ، نعم هناك نفر من المنتمين إليه ، وهم بعدد الأصابع ، ولكن الكتاب الحقيقيون المعروفون ، هم كل من السيد حبيب تومي ، والسيد لؤي فرنسيس نمرود ، وكور كيس مردو ، والاستاذ الدكتور عبداللة مرقس والسيد نزار ملاخا -والدليل على هذا ، حبذا لو كانت هناك لجنة في المؤتمر المزمع عقده وهذا مستحيل طبعا ، أن تقوم بتوزيع أوراق على كافة المؤتمرين لكتابة انطباعاتهم الشخصية ، وخلال عشرة دقائق ، فمن من هؤلاء يستطيع أن يعبر عن شيء يا ترى ؟ في الحقيقة سيكون نسبة كبيرة من لم يطلعوا على صحيفة ، ولم يقرؤوا كتابا ، أو يقرأ مقالا ، ولم يحضر ندوة ..، لأن اغلبهم من أصحاب المهن ، أصحاب محلات ومكاتب السفر ومحلات بيع الأسمنت ، ومعامل البرغل ، ومن العطالة بطالة عن الثقافة والوعي ، ومن ( محبي الهريسة ) ، من الذين لا يستطيعون صنع أي قرار سياسي ..، أتحدى واحد من هؤلاء يستطيع أن يكتب سطرا ، أو يصنع خبرا ، أو حتى أن يعبر عن رأيه ويتكلم أمام قناة إخبارية ، ما عدا السيد أبلحد أفرام طبعا ، فلوا عقد مثل هذا المؤتمر في العراق فهل يحضر هؤلاء يا ترى ..؟ لقد حضرت المؤتمر الطارئ للحزب الكلداني الذي عقد في دهوك ، جميع من كان حاضرا لا يتجاور عددهم المائة شخص ، ومن جميع أنحاء العراق ، فكيف يكتب للمؤتمر النجاح إذا كان 90% من المدعوين على هذه الشاكلة ، لا بل حتى الكوادر الجديدة للحزب وأعضاء اللجنة المركزية ( تعالوا وشوفوا ) ، وللأسف الشديد ، لا يوجد من يفحص ويقيّم الخبرات والكفاءات ، لأن الانتماء أصبح عشوائيا ( انتماء كمّي لسد الفراغ فقط ) وليس نوعي ، وبذلك ، أتمنى على السيد أبلحد افرام أن ينتبه لذلك ، وان يعي بأن الحزب الكلداني سائر نحو الاضمحلال ، والانكى من ذلك اغلب هؤلاء الكوادر المتقدمة الموجودة على الأرض ، لو ذهبت إلى بيته تجده قد أعد حقائبه ، وتهيأ لهجرة البلد وبإصرار ، ضاربا المبادئ عرض الحائط ، وليذهب الكلدان والمقدسات والحزب إلى الجحيم ، ولا يعدل عن رأيه مهما حاولت إقناعه ، العشرات منهم من هاجروا ومنهم من ينتظر على أحر من الجمر ... أين هي المبادئ العليا ؟ أين هي الشجاعة ؟ أين ذهبت الشعارات التي رفعوها ، وما زالوا يرفعونها ، وما يدعون ... ؟ ! ، أن يأتي إنسان ( يمشي صفح ) ولا يستطيع أن يقول جملة مفيدة ، ويصبح عضو لجنة مركزية أو كادر ، ذلك مقبول لديهم ومستساغ ، أما الانضمام مع أبناء شعبنا ، وقبول التسمية التي يقررها الأغلبية الساحقة ، فذلك خط أحمر ، وغير مسموح ولا مساومة ، ولا حديث فيه .. أن يترك القادة ( الكبار ) البلد ( بلد الآباء والأجداد والمقدسات كما يدعون ويضربون كل شيء عرض الحائط وان يبقى شعبنا مشتتا متشرذما ضعيفا ممزقا منقسما على نفسه بسبب التفرقة بين الكلداني والأشوري والسرياني ، وبذلك يضيع كل ثقلنا وصوتنا وتراثنا ووجودنا بسبب الكراهية المتفشية ، وهدر دماء العشرات من أبناء شعبنا ، وعدم وجود صروح وجامعات ودوائر وممتلكات ومقومات الثبات ، كل هذا مباح ولا أهمية له مقابل التمسك ..بتسمية هزيلة لا تقدم ولا تؤخر، أو قطعة من القماش تمثل هذا العلم أو ذاك ، وغيرها من الاهتمامات ، التي لا تساوي قطرة دم واحدة تهدر من ابسط فرد من أبناء شعبنا ، ثم إذا كنا نحن الكلدان ، نحترم ونقر بوجود كل أطياف شعبنا ومسمياتهم ، ونعترف بتاريخ ومصير وتراث مشترك ، ولا نحمل ضغينة على احد ، فلماذا لا ندعو إلى مؤتمر عام ندعو فيه جميع أبناء شعبنا بكافة تسمياتهم ، لماذا لا نحضر نحن ، ونتفاعل مع الآخرين تحت راية واحدة وتسمية واحدة ..؟ ، فهم في الحقيقة منا ونحن منهم ، ومصيرنا والتحديات التي تواجهنا واحدة ، ومعاناتنا واحدة ، والإرهاب الذي يطالنا أو من يريد الإساءة إلينا أو إيذاءنا لا يسأل إذا كنا كلدان أو سريان أو آشوريين ، وكل ما نحققه من نصر فهو نصر للجميع ، سواء كان في وحدتنا أو في تحقيق الحكم الذاتي ، أو في إقامة محافظة في سهل نينوى ...؟ أتمنى لهذا المؤتمر النجاح ، وتحقيق المراد منه ، وليكن خطوة إلى تكثيف الجهود وعقد النيات إلى مؤتمر عام نعقده في بلدنا العراق العزيز ، بمشاركة كافة المغتربين ، وكل إنسان مثقف غيور على بلده ومقدساته وتاريخه ، لنعلن انبثاق نهضة أبناء شعبنا الجديدة ... فهل يتحقق لنا هذا ...؟
أخوكم \ جميل فرنسيس زورا.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان