حملات شحذ اصوات المهجر..بدأت.. «
في:03.02.2018 في 22:16 »
بدأت الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس النواب العراقي ، ولنا، كشعب، حصة من تلك الحملات. تتغير بحسب امكانية المبالغ المخصصة لها من جهة، وحسب الانجازات من جهة اخرى..
وبهذا الخصوص لنا كلمتين:
البرامج الانتخابية .. والاسطوانة القديمة..
رغم ان مرشحينا هم من القلة القليلة التي ليس لها برنامج انتخابي واضح، وعملي. الا ان من له منهم رؤية ( ولو بعين واحدة) لمستقبل ابناء شعبه، فهو لا يملك في جعبته سوى اسطوانتين، اما واحدة مستقبلية، وهي التي شغلها لنا في الدورات الانتخابية الماضية، ولم يستفد الشعب منها مطلقا، كونها مسائل غير عملية، وغير قابلة التطبيق، لا بل انها لم تتحقق.. او (يتجرأ) المرشح وقائمته،( رغم فشلهم الملحوظ، وعدم تكافؤهم في المقارنة مع الشهداء) بتشغيل الاسطوانة الثانية، وهي التي يكون لها تأثيرا عاطفيا اكبر، فهي من زمن الماضي الجميل، اسطوانة الشهادة والتضحية في سبيل الامة.
اما في الدورة الانتخابية الحالية، فأنني اقترح على قوائم المرشحين، ان يقدموا لنا عرضا موجزا لانجازاتهم في الاربع سنوات الماضية. دون لف او دوران، قدموها لشعبكم بنقاط، واحد، اثنان، ثلاثة.. متذكرين ان ابناء شعبنا متابعين جيدين، ويعلموا الفرق بين مفردات مثل طالبنا و شجبنا، وعارضنا.. وبين حققنا، وتمكننا، وفعلنا.
و اشدد القول على كلمة انجازاتكم، وليس انجازات من سبقوكم، لا تحدثونا عن شهداء الحركة القومية، اتركوا هؤلاء في قبورهم مرتاحين، على رجاء قيامة الامة، ان كان لاي منكم كحزب او حركة او مجلس سياسي، شهداءا قدموا ارواحهم في سبيل القضية، فلا تتلاعبوا انتم اليوم على تلك الحبال التي لفت على اعناقهم، وتتفاخروا بشهادتهم المقدسة، كي تكسبوا صوتا، فهؤلاء اقدس من ورقة انتخابية قذرة.
ندوات.. وسفرات..مكوكية!!
اما عن ندواتكم الانتخابية في المهجر، حيث الفرصة مؤاتية للاستجمام ربما، او لكسب شعبية ربما تكون زائفة او مؤقتة.. فأنني ادعوكم دعوة اخوية بإلغاءها. فانكم ان فعلتم وقدمتم تلك الندوات فأنكم تجاهرون بالضحك على ذقون ابناء شعبكم، لا بل انكم تؤكدون على اعتبار الشعب مطية لكم كي تتبوأوا مناصبا في حكومة العراق..
عجيب امركم..
بعد ان تفوزوا بالمنصب الذي تتعطشون له، ما ان ينتقد احد من ابناء شعبكم في المهجر اداءكم السياسي، حتى تخرجوا سوطكم، وتجلدوه وهو على بعد الاف الاميال، لما؟ فقط لكونه على بعد الاف الاميال؟
فابن هذا الشعب، الساكن في المهجر، تحاولون انتم بازدواجية عملكم السياسي، ان تجعلوا منه دمية تتلاعبون بها كيفما تشاؤون:
فاخوكم في المهجر قبل الانتخابات هو صوت مهم وضروري، تقطعون من اجله الاف الاميال لإرضاءه وكسبه، والتودد اليه، واللعب على مشاعره وحبه للوطن ولقوميته، وهو الذكي العارف الملهم بالاحداث، والحذق الذي سيعرف، دون ان يتعب نفسه بالتفكير، لمن سيعطي صوته.. ولأي قائمة انتخابية.. لا بل انه يعتبر مصرفا مهما في حال طلب المعونات والتبرعات لمؤسساتكم..
اما بعد الانتخابات، وتبوء المنصب الحكومي بالصعود على كتف المسكين، فأخوكم ما ان ينتقد اداءكم السياسي، ويبحث عما وصل اليه تبرعه المالي، او الصوتي الانتخابي، فهو يعتبر جالسا وراء شاشات الانترنت، يعيش عالة على الحكومات، وان كان له مقدار ذرة من حبه لوطنه، فليتفضل الى ساحة النضال كما تسمونها (وهي تسمية عارية عن الصحة بالمناسبة).. ويتحمل ما تتحملوه من حر ومعاناة وبرد وانقطاع للكهرباء قبل ان ينتقد عملكم السياسي الهزيل..
وهذه ليست افتراءات، بل ان ندواتكم، وتصريحاتكم، ولقاءاتكم الاذاعية المنتشرة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ملأة بمثل هكذا تصريحات خطيرة..
ختاما، ترقوا ولو قليلا في عملكم السياسي، ولا تتشبهوا بالبعض، حدثوا الشعب الذي تشحذون الصوت منه عن انجازاتكم في الاربع سنوات الماضية، ولا تتلاعبوا على مشانق شهدائكم... وكما تشحذون الصوت والدولار من ابناء شعبكم في المهجر، هكذا اشحذوا النقد البناء منهم فهو سيجمل صورتكم، ولو قليلا.. وكفوا عن التخوين والاتهامات، والمفاضلات والمزايدات كونكم في الوطن، فتواجدكم في الوطن، قد يكون فردوسا لبعض من هم في جحيم المهجر.. اما مفردات النضال والكفاح والمعاناة، و ارواحكم التي هي على اكفكم.. فهذه مفردات لا تمت بصلة الى برلمانيي ما بعد 2003..
وليكن الرب في عون هذا الشعب المسكين
سيزار هوزايا
ملبورن 2018