الإنتخابات العـراقـيـة ونصيـب الكلدان مِـنها
لا شكَّ أنَّ الإنتخابات مُمارسة لـوسيلـةٍ مثالية يتمكـَّنُ الشعـبُ مِن خـلالـها التعبيرَعَـن رأيـه وإرادتـه في اختيار مَن يُـمثـِّلـونـَه ، اولئك الذين يتـوَسَّـمُ فـيهم العـمـلَ بجـِدٍّ وصُـدق على تحـقـيـق تطـلـُّعـاتـه وطـموحاتـه في الحـياة الحـرة الكـريمة والمُرفـَّهـة وبـذلك يُحاول أن يكـون سيـِّـدَ مصيره ، هـذا إذا تُركَ لـه الخـيارُ الحـُـر دون أيِّ ضَغـطـٍ وبأيِّ شكـل كان ، كالإغـراء والـوَعـيـد والشراء والإفـتـراء .
كـم نتمنى أن تجري الإنـتخابات بـعـفـويةٍ تـكـتـنـفـها مباديء الديـمقـراطـية والحـرية ، بـعـيـدة ً عن تدخـُّـل الأجهـزة الحـكومـية والحـزبـية بأيِّ شكـل مِن الأشكال مُـفـسحـةً ً المجال للـناخـب العـراقـي لإستخـدام حـقـِّه الطبيعي والمشروع في إبـداء رأيـه واختيار مُـمَـثله .
أما نحن الكـلدان فـقـد كُـنا نـتـوق لخـوض الإنـتخابات بـقـائـمةٍ واحـدةٍ مـوحـدة وكَـتـبنا مُـحـذريـن مِـن شَقِّ المـوقـف ، ولكن للأسف فإن المَـحذور قـد وقـع واخـتـلافَ الإخـوة الفـرقاء فـرض عـلى الكلدان خـوضَ الإنـتخابات بقائمتـين كلدانـيتـين منفصلتـين ، والآن لسنا بصـدد إلقاء اللـوم عـلى طرفٍ دون الآخـر ، وإنـما عـلينا الإقـرار بالـواقـع ونتعامـل معه بإيجابـية بنـّاءة ونـتـظافـر عـلى تجاوز هـذا الإشكال ، ولـن يـتسنى لـنا ذلك إلا بـتأيـيدنا للـقـائـمتـيـن ونـتـقـدم بـثـقـةٍ لـلتـصويـت لكلتيهما لأنَّ كُـلاً مِنهما تُـمَثـِّـل امة الكلدان وتُـناضـل في سبيـل إعـلاء القـومية الكلدانية الأصيلة وإذا استطعـنا إنجاح كِـلتيهما فيكـون ذلك فـخـراً ونـصراً للكـلدان وتـحـدّياً لكُـلِّ المتـربـِّـصينَ بهم سوءاً ، وحتى لـو تـمَـكـَّـنا مِن دَفـع إحـداهـما للـفـوز ، فهـو بحـدِّ ذاتـه فـوز للثـانية ، ونحـن في الهيئـة العـامة للإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان قـرَّرنا الوقوف مِن القائمتين على مسافـةٍ واحـدة ولنا كامـل الحـُرية للتصويت لأيٍّ مِنهما .
إنـنا يا أبـناء قـومي الكـلدان في كُـلِّ مـكان أمامَ امـتـحان ٍعسيـر وتـحَـدٍّ كـبيـر ، فـمنافـسونـنـا مِمَّـن يـدَّعـون أخـُوَّتــَنا كـذباً وافـتراءاً لا يُضمرون لـنا إلا كُـلَّ سوءٍ ويسعـون الى إذلالـنا بالإنـتـقاص مِن كـرامـتـنا عـَن طـريـق إنـكارهـم لـهـويـتـنا الـقـومـية الكـلدانـية ، وقـد إبـتـدعـوا طـُـرُقـاً وأسالـيـب شتـى مِن أجـل هـذا الهـدف الشرّيـر ، حـيث أدخـلوا إسمَـنا الكـلداني في مقـدمة التسمـيات الهـزيلـة والمستَـهجَـنة مـثل : كـلدان سريان آشوريـون : المجلس الكـلداني السرياني الآشوري : الـمـجـلس الشعـبي الكـلـدانـي السريانـي الآشـوري ، بـحـجـة الـوحـدة المـزعـومة ، الـوحـدة ذات الـمـوازيــن الـمقـلـوبة ، الـوحـدة الإحـتـوائـية الإنـصهـاريـة في الـبـودقـة الآشـوريـة المُـزيـَّـفـة ، فـحـَـــــذاري حـذاري يا أبـناء الكـلـدان أن تـَنـجـرفـوا وراء خُـزعـبلاتـهــــم وأباطـيلـهم ، فهـم بارعـون بـطـُرق الإغـواء ، يستخـدمـون اسمَ المسيحـية التي هي بَـراء مِنهم مِن أجـل خـداع الكـلدان المسيحيـيـن الأنـقـياء النـيـَّة الأبـرياء ، على اعـتبار أنـنا كُـلـُّنا مسيحيون ، فالـمسيحـية جعـلـوا مِنها سـلاحـــاً لإصطـياد الكلدان وابتـزاز أصـواتـهم ، في الـوقـت الذي قـد مَـلأَ قـيحُ الحـقـد قـلـوبَـهم والـبـُغـــضُ المُـبَـطـَّـنُ نـفـوسَهم على الكـلدان .
إنَّ للكـلدان قائـمَـتَيـن انتخابيتَيـن الـواحـدة باسم المجلس القـومي الكلداني ورقـمُـها ( 391 ) أما الثانية فـتعـود لحـزب الإتحاد الديمقـراطي الكلداني إسمُـها " قـائـمة اور الـوطـنية " التي تُـذكـِّرُنا بـ " اور الكلدان " ورقـمها ( 392 ) وكلتا الـقائمتَيـن كـلدانيتان خالصتان ، إنـَّهـما قائـمـتا الأمة الكلدانية بـدون منازع ، وكُـلُّ ما عـداهما مِن القـوائم التي تستغـل اسم الكلدان معـطـوفـاً عليه اسم السريان والآشوريين هي قـوائـم لا تَـمُـتُّ الى الكلدان بصلـة وهي قـوائــم مُعـادية للـكلدان وأكـبـر دليل على ذلك هو استغـلالهم لإسم الكلدان مِن أجـل ابـتـزاز أصـواتهم وفي ذات الـوقـت يحـقـدون عليهم ويسعـون لـتـغـيـيـب اسمهم وصهـره بالأسم الآشوري .
نـُـناشدُكم ايها الإخـوة الكلدان أن تـكـونوا يَـقـظـيـن لكي لا يستـغــفـلـكـم الـمُـنـدسّـون فـيما بـيـنكم عـملاء ما يُسمَّى بالـمجلس الشعـبـي الكـلدانـي السريانـي الآشـوري ، وكـذلك عُـمـلاء الـتـنـظـيـم العـُنصـري الشوفيني المعـروف بـ ( زوعـا ) . إنَّ تـنظـيم زوعـا والمجلس الشعبي هـما الـعـدوّان الـلـَّـدودان للكـلدان ، يسعـيان الى أشوَرَة الكـلدان بكُلِّ الطـُـرُق المُـلـتـوية والخـداعـية لا يَردعهم أيُّ رادع ٍ أخـلاقي أو ديني أو إنساني إذ كما قـلـتُ في مـقـال ٍ سابـق يُـطـبـِّـقـون الشعـار المُـنافي لكُـلِّ الـقـِيَـم " الـغـايـة تُـبَـرِّر الـواسطـة " تَـنَـبَّـهـوا الى أسالـيـبـهـم التـراوغـية واحـتـرزوا مِـن كـلامِـهم ، فـقـد حـذرنا المسيح الرب مِن هؤلاء ( يأتـونـكـم بلباس الحِـمـلان وهم ذِئابٌ خاطـفـة )
تـَقـدَّمـوا يا أبناء الأمة الكلدانية العـريقـة الى صناديـق الإنتخابات بكُـلِّ رغـبـةٍ وانـدفاع فـهذه هي فـرصتُـكم التاريخية ، وتـوجـَّهـوا نحـو صندوقـَي القائمتين الكلدانيتين لا غـيرهما ، إنـَّكـم أحـرار بالكامـل في إعـطـاء أصواتـكم لأيٍّ مِن القائمتين ذات الرقـم ( 392 ) وهي قائمة اور الـوطـنية العائدة لحـزب الإتحاد الديمقـراطي الكلداني أو ذات الرقم ( 391 ) وهي قائمة المجلس القـومي الكلداني ، فكِـلتاهما كما أسلـفـنا قائمتان كلدانيتان خالصتان . نحن الكلدان بطبعـنا نَـجـنَـــح الى الخـير دوماً ، ولكن عـلينا الدفاع عَن هـويتنا وكِـيانـنا ووجـودنا مِن اللذين يُـحاولـون الإعـتـداء على خـصوصياتـنا . وأتركُـكُـم بسلام !
الشماس كوركيس مردو
عضو الهيئة التنفيذية
للإتحاد العالمي للكُتاب والأدباء الكلدان
في 18 / 2 / 2010