في القرن الواحد والعشرون لا زال حكام الدول العربية قتلة ولصوص
كاتب الموضوع
رسالة
كلداني (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8517تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: في القرن الواحد والعشرون لا زال حكام الدول العربية قتلة ولصوص 30/3/2011, 11:54 pm
في القرن الواحد والعشرون لا زال حكام الدول العربية قتلة ولصوص
تعودنا دائما أن نضع اللوم على الغرب في تخلفنا عن ركب الحضارة العالمية ، فالغرب هو السبب في كل مصائبنا مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، فهم من منع التقدم والتطور عن بلادنا ، وهم الذين سرقوا ثرواتنا وتركونا تحت خط الفقر ، وهم الذين جعلونا نعيش في عالم غيبي تحت سطوة من يحلل ويحرم ويفتي ويأمر وينهي ، وهم الذين أقصوا نسائنا عن الحياة العامة وفرضوا عليهن النقاب والحجاب لحمايتهن من أعين الرجال حسب فتاوي رجال الدين والشيوخ المتخلفين الدجالين ، والغرب هو الذي نصب الحكام المأجورين في الدول العربية لخدمة أغراضه ، وعلمهم كيفية سرقة أموال شعوبهم وقتل مواطنيهم ، والغرب ليس له من عمل سوى حياكة المؤامرات ضد العرب والمسلمين لكي يبقوا متخلفين ومتأخرين ، والغرب هو من جعل ملايين المسلمين يستسلمون لأوامر ونواهي من يفتي من رجال الدين الإسلامي ، تلك الفتاوى التي يدعي الشيوخ والمعممين أنهم يستلموها من الخالق أو يستنبطونها من الأحكام القرآنية لكي يبقى الناس دائما تحت سطوتهم مغيبين بالخرافات ، فالغرب على هذا الأساس هو من افقد أغلبية العرب والمسلمين حرية الفكر وسلبهم الإرادة وجعلهم قطيعا يأتمرون بأوامر قادتهم وحكامهم وشيوخهم من المعممين والغير المعممين . لقد زرع حكام العرب وشيوخ الإسلام هذه الأفكار في عقول أغلبية المسلمين الذين هم من الطبقة الجاهلة والبعيدة عن الثقافة العامة والتي تصدق أقوال الحكام المدعومة بفتاوي رجال الدين ، ولهذا السبب عاشت هذه الشعوب مئات القرون في تخلف وجهل ولم تحاول ابدأ تغيير واقعها المأساوي لأنها شعوب فقدت إرادتها منذ زمن بعيد ، وعندما بدأت هذه الشعوب بالبحث عن حقوقها والنهوض من كبوتها ، نتيجة لتطور التكنولوجيا واطلاعها على أحوال الشعوب الأخرى التي تتمتع بكل مظاهر التقدم والحياة الحرة الكريمة وحصولها على حقوقها ، وجدت هذه الشعوب التي بدأت تنهض نفسها مكبلة بسبب تسلط مجموعة من المجرمين والقتلة واللصوص عليها ، فبمن تريدوني أن أبدا ؟؟؟ دعونا نبدأ بالعراق ، ولن أعود به إلى ما يزيد عن أربعة عشر قرنا بل سابدا منذ أن وقع تحت سيطرة العثمانيين لمدة أربعة قرون باسم الإسلام والخلافة ، وما الذي قدمه هذا الحكم لهذا الشعب الذي نكب بحكم سلاطين أتراك كان كل همهم نهب خيرات العراق وفرض الضرائب على شعبه وسوق شبابه للحروب دون أن يقدم أية خدمات له سوى تركيز واقع التخلف والجهل فيه ، وكان الولاة يحكمونه بالحديد والنار تحت اسم الدين ووجوب الخضوع للحاكم كما تقول الشريعة الإسلامية . وعندما انهارت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ( 1914- 1918 )احتل الانكليز العراق وعلى الرغم من أن احتلال الانكليز للعراق كان خدمة لمصالحهم لكنهم استجابوا لضغط الشعب بعد ثورة العشرين عام 1920وأقاموا حكما وطنيا دام حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز في عام 1958 ، وبكل أمانة استطيع أن أقول إن تلك الفترة (أي فترة الحكم الوطني)بالرغم من سلبياتها كانت الأفضل في تاريخ العراق الحديث أي بعد تحرر العراق من الحكم العثماني ، من حيث الاهتمام بالشعب وبالجيش والتعليم وتقديم الخدمات للمواطنين قياسا لما حدث بعد ذلك ، حيث إن العراق كان قد بدأ نهضة حقيقية في النواحي الإدارية والخدمية وخاصة في التعليم إذ أصبح يمتاز بمستواه الثقافي والعلمي العالي من بين الدول العربية الأخرى ، ومن أهم مظاهر تلك المرحلة انه كان يحكم بقوانين مدنية بعيدة عن فرض الشريعة الإسلامية على الطوائف التي لا تدين بالدين الإسلامي وترك للطوائف المختلفة حرية ممارسة شعائرها الدينية وكان لها محاكمها الخاصة التي تحكم وفق شرائعها ولكن سرعان ما انقلبت الأوضاع بقيام ثورة الرابع عشر من تموز لعام 1958 . عاش العراق منذ تلك الثورة صراعات إيديولوجية ومذهبية وطائفية كان الهدف الحقيقي منها الوصول إلى السلطة ، وكان ثمن تلك الصراعات والانقلابات العسكرية وقوع أعداد كبيرة من الشعب ضحايا على مذبح الأنانية وجنون العظمة من عدد من العسكريين والسياسيين تعاقبوا على حكم العراق ومر العراق بأقسى ما يمكن أن يقاسيه شعب من الشعوب كانفراد بالسلطة والتحكم بمقادير الشعب وأمواله ومستقبل أجياله ، ووقع البلد أخيرا رهينة بيد شخص واحد هو القائد الضرورة ومن خلفه عائلته وعشيرته ومدينته والمطبلين حوله من المنتفعين والمنافقين والدجالين ومداحي السلطان ، حيث ادخل العراق في حروب عبثية خدمة لمصالحه وطموحاته الشخصية ونزعته النرجسية مما أدى إلى تدمير البلد وبنيته التحتية ومؤسساته العلمية والعسكرية والإدارية ، وحتى مفاهيمه الأخلاقية بدأت تنهار نتيجة انتشار الفقر ودوافع الحاجة فلم يعد العراق كما عرفناه بلد الأخوة والتعايش بسبب انهيار الروابط التي كانت قائمة بين أبناءه وتسلط منطق القوة وشريعة الغاب ، وهذا كله كان بداية لما حدث بعد ذلك ، حيث اجتمع عدد كبير من طلاب السلطة في الخارج ومدعي مقاومة النظام مع بعضهم واستطاعوا الوصول إلى مراكز القرار في الغرب وأمدوهم بمعلومات كاذبة عن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل مما جعل الغرب يندفع لاحتلال العراق خوفا على مصالحه ، وادخل معه المجموعة التي كانت تتباكى على العراق وأموال العراق ومن ثم استطاعت بمساعدة الغرب تسلق سلم السلطة تحت اسم ديمقراطية اقل ما يمكن أن يقال عنها ديمقراطية الدجالين والكذابين والسراق بالتعاون مع رجال الدين المعممين والغير المعممين والذين اتخذوا الدين شعارا لتسلق السلطة وهم ابعد ما يكونوا عنه بجوهره لأنهم سماسرة السلطة وخدام المتنفذين وناهبي أموال الشعب ، وبهذا ذهب مالك العراق الأوحد وبطانته وجاء بعده ملاك العراق الجدد وبطاناتهم تحت اسم الديمقراطية وهي اكذب ديمقراطية شهدها شعب من شعوب العالم المتحضر . فانهمك الكثير منهم منذ أول يوم دخلوا فيه العراق بالسرقة والنهب خاصة من شارك في الحكم منذ اليوم الأول لاحتلال العراق في نيسان عام 2003 ، هؤلاء الذين استباحوا البلد وثرواته والكثير منهم قتلة يملكون ميلشيات يدفعوها لقتل أبناء العراق للبقاء في السلطة أو لتنفيذ أجندات خارجية خدمة لمصالح الغير ، واغرب ما في الأمر أنهم يدعون بأنهم جاءوا للحكم عبر صناديق الاقتراع ؟؟؟ اقتراع يشبه اقتراع غزوة الصناديق في مصر التي رائحتها بدأت تزكم الأنوف ؟؟؟؟؟ فعن أية صناديق تتكلم يا رئيس وزراء العراق وعن أية ديمقراطية وأنت تمنع الناس من التظاهر وتطلق عليهم النار ؟؟؟ أنها ديمقراطية إيران التي تسير أنت حسب أوامرها . يقال أن الذي يرى مصائب غيره تهون عليه مصيبته ، ولكني اعتقد بان مصائب الغير لن تهون علينا مصيبتنا بسبب طول مدة مصيبتنا وعنفها وقسوتها ، فمعرفتنا بان اغلب حكام العرب هم لصوص يجعلنا نخاف أكثر من قادم الأيام فإذا كان حسني مبارك والبالغ من العمر اثنان وثمانون عاما لم يتورع او يخاف الله وهو على أعتاب آخرته ، يسرق المليارات وشعبه يعيش في المقابر والعشوائيات ولم يفعل شيئا لمساعدته ، والأكثر من ذلك انه عندما انتفض شباب مصر على الظلم والطغيان عمد على إصدار أوامره بإطلاق النار عليهم وبمعنى آخر انه ليس لصا فقط بل انه قاتل ، وعلى نفس المنوال سار زين العابدين بن علي حاكم تونس ويسير الآن ألقذافي حاكم ليبيا وعلي عبدالله صالح حاكم اليمن والمالكي حاكم العراق وحكام البحرين وسوريا والآتي أعظم . فيا لنا من شعوب مخدرة ومستسلمة كالنعاج وكقطيع يقاد بأوامر قادة يستندون إلى قوة السلاح أو قوة العشائر والطوائف وعصابات رجال الدين تساندهم بالتصريحات والفتاوى والذين أصبحوا من ورائها أصحاب الملايين وقسم كبير من شعوبنا تأكل من المزابل داخل دولنا ، ومن مساعدات ( دول الكفر ) خارج دولنا ، وكتابنا يشتمون الغرب ويحملوهم وزر ما يحدث لنا وليست لهم الشجاعة الكافية للاعتراف بان التخلف والفقر والجهل هو منا وفينا ، فنحن شعوب جاهلة مقهورة ومغلوبة على أمرها ومصابة بالشلل خوفا من قسوة الحكام الذين لا يمنعهم وازع من ضمير على القتل والتدمير للمحافظة على كراسيهم والبقاء في السلطة ، ولا يملكون ذرة من أخلاق تعصمهم عما يفعلون بشعوبهم عندما تطالب تلك الشعوب بحقوقها المسلوبة ، ولنا في ما حدث في تونس ومصر والبحرين وما يحدث الآن في ليبيا وسوريا والعراق خير دليل على إن حكامنا عبارة عن قتلة ولصوص . عزائنا الآن في بداية فجر جديد يضع لبناته الأولى شباب استطاعت تكنولوجيا ( الغرب الكافر ) أن توسع افقه وتعرفه على حقوقه التي سرقت منه ، وتزرع فيه الرغبة بالانعتاق والتحرر والتخلص ممن كان السبب في قهره وظلمه وجعله يعاني الفقر والجوع ، في الوقت الذي فيه تسرق ثروات بلاده من قبل حكامه المجرمين والمجردين من كل معنى للأخلاق والضمير ، وبدا التاريخ يسطر صفحات جديدة لمجتمعات عاشت عشرات القرون تحت ضلال التجهييل والتخويف والقهر والتعتيم ، انه عصر الانفتاح على الحقيقة وعصر انكشاف المخفي والمستور وفضح الدجل والنفاق والكذب على الجماهير تحت شعارات الدين أو القومية والزعيم الأوحد وقائد الانتصارات التي لا توجد إلا في أدمغة مريضة ، انه عصر المواطنة والعدالة الاجتماعية ونهاية لعصر من الغش والخداع والتضليل وحكم القتلة واللصوص الذين اقتاتوا على دمائنا وحريتنا وكرامتنا . سامية نوري كربيت لاهاي - هولندا
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان