غرباء في عقر دارنا «
في: 02.04.2018 في 21:31 »
رسالة مفتوحة الى /
منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم (اليونسكو )
السيد رئيس وزراء الاقليم
الهيئة العليا لاٍحياء قلعة اربيل
رئاسة برلمان الاقليم
ممثلوا شعبنا في برلمان الاقليم
مؤسساتنا السياسية و الثقافية
ابناء شعبنا في الوطن و المهجر
تحية و تقدير
م/غرباء في عقر دارنا
نزولاً عند رغبة البعض من اصدقائي المغتربين ،قمت اليوم بزيارة الى (قلعة اربيل ) ، تلك القلعة التي كانت تُسمى (قلعة اربائيلو ) ، والتي بنيت في عهد الآشوريين ، نحو الالف الاول قبل الميلاد ، لأغراض دفاعية ، و التي تشير الدلائل الى وجود آثار مطمورة تحتها ، و قد ادرجتها (اليونسكو ) كموقع تراث عالمي في 2014 .
الغريب ، ان ما وجدته جعلني أشعر بأني غريبة على ارض تمتد جذوري فيها الى 6768 سنة ، شعرت للوهلة الاولى و كأني في قلعة لا علاقة لها بأجدادي العظماء الذين بنوا اعرق الامبراطوريات في التاريخ ، و هي الامبراطورية الآشورية ، و كأنه لا توجد اية ادلة على انتمائي الى هذا الصرح الحضاري العظيم .
سأحاول ان اختصر ما رأيته ، بمصداقية و موضوعية :-
اولا –
ضمن الخريطة الهندسية للقلعة ، وجدت ما يلي :
1- متحف الملابس الكوردية الاصيلة
2- جامع القلعة الكبير
3- ارشيف الموسيقى الكوردية
4- متحف النسيج الكوردي
هكذا يبدو ، ان لا وجود لنا اطلاقاً في خريطة القلعة .
ثانيا –
في احد اقسام المتحف ، و الذي عنوانه ( معرض النماذج المصغرة للأزياء الكوردستانية ) و من بين (اثنى عشر ) زي كوردي ، التي تمثل ارجاء كوردستان الاربعة ، وجدت زياً واحداً فقط لشعبنا ، لكن البطاقة التعريفية المكتوبة بجانب الزي ، كانت كالاتي ( زي فتاة كوردية مسيحية في شمال كوردستان ) .
ما هذه الاستهانة و الاستصغار بأنتمائنا القومي ، في عقر دارنا ، متى كان المسيحيون اكرادا ، هل نخلص من عملية انصهار قسري قام بها العرب ، حيث كنا نسمى بالمسيحيين العرب ، لتطلق علينا السلطات في الاقليم (مسيحييون كورد ) ؟
ملاحظة : لي مطلق الاحترام والمحبة ، لكلا هاتين القوميتين ، و لكن عملية الادماج الفكري القسري ،تعد فعلا مرفوضا تماما ، وهو اسوء ما يمكن ان تتعرض له الاقليات ، و كان يفترض ان يجرَم هذا الفعل في اطار دستور العراق النافذ ، الذي يبدو و للأسف ان ممثلينا في لجنة اعداد الدستور ، لم يهتموا حينها بأدراج الفعل في نص دستوري واضح .
ثالثا- ما الذي استفدناه من اصدار قانون اللغات الرسمية في الاقليم ، ان لم اعثر على حرف واحد من لغتي على جدران القلعة او اللوحات الموجودة فيها ، و لا في (البروشورات) التي حصلت عليها من ادارة القلعة .
رابعا – حيث ان احترام التراث الحضاري للشعوب ، يقع ضمن اولويات (منظمة اليونسكو ) التي اقرت في المادة 27 من اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي و الطبيعي 1972 " 1- تعمل الدول الاطراف ، بكل الوسائل المناسبة ، خاصة بمناهج التربية و الاعلام ، على تعزيز احترام و تعلق شعوبها بالتراث الثقافي و الطبيعي المحدد في المادتين 2 و 3 من الاتفاقية .2- و تتعهد باعلام الجمهور ، اعلاما مستفيضاً ، عن الاخطار الجاثمة على هذا التراث و عن اوجه النشاط التي تتم تنفيذا لهذه الاتفاقية " .
هنا على المنظمة ان تحترم التزاماتها الدولية ، و ان تدرك تماما ان عملية التحديث في هذا الموقع الاثري ، قد طالت جذوره ، بشكل غير مقبول .
خامسا – لنوابنا و سياسيينا و كنائسنا و احزابنا ومثقفينا ، اقول :
ايها الأحبة : بدلاً من ان نهدر اوقاتنا بالمناكفات و المهاترات السياسية و محاولات اخضاع الآخر ، لنعطي جميعا فسحة من وقتنا ، لمتابعة هذه الامور الستراتيجية ، التي ان كان لنا هوية قومية حيَة حتى اليوم ، فتلك القلعة هي ابرز شواخصها .
ما أود قوله :-
1- هل هذه هي أسس التعايش السلمي التي يطبل و يزمر لها ممثلينا ، بوجه خاص ، و ممثلي السلطة في الاقليم ، بوجه عام ؟
2- هل يرضى (الكورد ) بأتباع سيناريو الاقصاء و الالغاء ، الذي اتبعه معهم نظام صدام البائد ، مع مكونات الاقليم الاصلية ؟
3- ليدرك الجميع ، ان هدفي هو التصحيح ، و ان نقدي هو نقد بناء ، و ليس من اجل التشهير بهذا او ذاك .
4- لا القي بالعتب على السلطات المعنية وحدها ، فنحن نتحمل الجزء الاكبر منه ، لأن الحقوق تنتزع ، أما نحن ، فغالبا ما ننتظر ان تقدم لنا على طبق من فضة، كمنحة .
5- ادعو كل المعنيين ، الى الوقوف و بقوة ، لصد عملية الانصهار التي نتعرض لها اليوم ، بشكل ممنهج و مدروس ، و ان يدرك الجميع ، بأن عددنا هنا في تناقص مستمر ، و ان ما وجدته في القلعة اليوم ، قد اجد الاسوء منه بأضعاف بعد عشر او عشرين سنة ، ما لم نجبر السلطة على احترام التاريخ و عدم السماح لها بتشويهه .
6- اتمنى ان يلقي ندائي الآذان الصاغية ، و ان يعمل اصدقائي في المهجر ، على ترويج النداء على اوسع نطاق .