كهنة كنيسة المشرق الآشورية وحساباتهم على الفيسبوك «
في: 24.07.2018 في 12:46 »
كهنة كنيسة المشرق الآشورية وحساباتهم على الفيسبوك
تغيرت اساليب محاربة الشيطان لنا كثيرا عما مضى في مسالك الحياة المختلفة وتغيرت استراتيجياته باختلاف الوظائف التي يقوم البشر بها ففي الكهنوت مثلاً ما عاد يقف الشيطان حائلا امام شبابنا لاقتبال الدرجة الكهنوتية ويسد الطرق السالك لها لكي يخدموا الرعية التي ينتسبون اليها بل صار هو من يفرش لهم بنفسه طريقهم بالورد للضعاف منهم لكي يقتبلوها وهم غير مؤهلين للقيام بها لكي لا ياتو بثمر صالح .
لا اعتراض على اختيار الروح القدس للضعاف من العالم لكي يتمموا المقاصد الالهية ويكون هو قوة لهم في خدمتهم ولكن الاعتراض يتمثل بمن تقدم بنفسه للكهنوت ليختصبها عنوة وهو ضعيف فيضعف الكنيسة والرعية من ورائه فيختصر كهنوته على صباح أيام الاحاد فقط ان لم تظهر له وفيات ايام الاسبوع .
ولا اعتراض ايضاً على من يود يسلك في سلك الكهنوت فيحضر مدارسها الكهنوتية لهذا الغرض ويتسلح بالشهادات اللاهوتية الا ان اعتراضنا يتم على من يتعثر في هذا المسير الروحي فيثبت انه دفع الى هذا الحقل من ذويه تباهيا لهم بين الناس لا حب ابنهم بها فينقل امراضه الى داخل هذه المؤسسة الدينية فما ان يمسك احد هؤلاء المتسلقين بالجرم المشهود فانه يطرد منها لكي لا تنتقل العدوى الى الاخرين .
العيب كل العيب يقع على من طرد من مدارسنا الكهنوتية لدافع السرقة والسكر على يدي معلمي كنيستنا الافاضل ثم يعودون يتحايلون على كنائسنا البعيدة بعد عشرات السنين ليعودوا اليها فيخفون اسباب طردهم امام اساقفة دولهم الجديدة لانهم قد ابتعدوا عن بلد الام وانهم صاروا في رعية جديدة تختلف عن السابقة وكأن لله قد عفا عما سلف .
عفا الله عما سلف ان كان ذلك المسيء السابق قد تاب عن فعلته وشعر بذنبه وقدم لكنيسته عصارة حبه وجهده ولكن ان عادت حليمة الى عادتها القديمة فعاد من طرد بسبب سرقة اخوته في الدير الى هذا العمل الشنيع من جديد وهو بثياب الكهنوت وعاد من كان سكيراً الى غيه ومكره بشكل أشنع فمن حقنا ان نتسائل هل قادهم الروح القدس الى كهنوت؟ ام هم من فرضوا انفسهم على الكهنوت بخداع اساقفة بلدانهم الجدد؟ هل السماء زينتهم بهذه الحلة السماوية؟ أم هم من سرقوها واغتصبوها عنوة بحثاً عما هو أفضل لهم لا لرعيتهم وازاء هذه الجدلية المتناقضة يحسم القديس يوحنا الذهبي الفم بالقول لمن يريد اغتصاب الكهنوت عنوةً:
" ايها الاحمق تقدم للكهنوت وسيكون الشيطان بانتظارك!!!!!"
نعم سيكون الشيطان بانتظار الخطاة الذين لا يتوبون وسيقودهم الى اعمال مخزية جديدة فيجعل عملهم الكهنوتي مسخرة امام الرعية لان الكهنوت لديهم قد تحول الى وظيفة اي رعاة بأجر .
ففي زمن الفيسبوك الذي بات الاساس الوحيد للثورات من خلال كشفه لافكار الناس وجعلها متحدة صار الفيسبوك ان لم يستخدم من قبل الكاهن لمجد اسم المسيح المكان الوحيد الذي يكشف ارهاصات الكاهن الدفينة وشطحاته من خلال ما يقوم بنشره على الملأ من تفاصيل حياتية لا تمت بصلة الى الروح المسيحية التي يدعي انه ينتمي لكهنوتها .
والا ما معنى ان كاهناً في السويد يقوم بالتباهي بالتصوير مع شاب وهو نصف عاري ويا للخزي او يقوم كاهن من كندا بتصوير نفسه امام خنزير مقتول او يقوم كاهن من دهوك بصيد الطيور وهو ممسك بسلاح ناري ويقوم بارسال دعوات لعب العاب الكترونية في الوقت الذي شعبه مطرود في الشوارع اثناء دخول داعش الى الموصل؟
ما معنى ان يقوم كاهن من اميركا بالتقاط صورة يتبادل فيها النظرات مع زوجته او يقوم كاهن آخر من اوربا بالتصوير وهو يمسك بسمكة وهو يعتمر قبعة لكي يوضح لنا انه في اجازة رسمية او في طائرة يتمنى ان تكون خطوطاً جوية باسم الاله آشور وكان الكهنوت كان متعباً له فيحتاج الى رحلة صيد بينما يترك هو الشيطان يصطاد برعيته التي كثرت مشاكلها في الاونة الاخيرة .
كلمة حق أقولها ان الكاهن الذي صور نفسه في رحلة صيد مع خنزير مقتول قد حذف صورته من الفيسبوك بعد لحظات وجيزة ويبدو ان الكنيسة هناك قد تدخلت وتداركت الامر مع هذا الكاهن والكاهن الذي كان يصطاد الطيور في دهوك قد حذفها هو الاخر ما يدل على تدخل الاسقفية في الامر وكذلك كهنة آخرين قاموا بحذف صورهم الغير اللائقة بكهنوتهم في دول اخرى عدة .
الا ان الامر يختلف مع الاسقفية في اوربا حيث لا نجد حزما منها تجاه من يسيء الى الكنيسة من كهنتها الذين يتصورون مع شباب وهم نصف عراة والاخرون يبشرون بفرح البدء بالعالب البينكو في قاعة الكنيسة كل شهر على حسابهم او مع الذين يصطادون السمك والطيور فينشرون صورهم وموائدهم العامرة في رحلاتهم فينسون ان نصف شعبهم مرمى في طريق الهجرة وألاخر يعاني الويلات في العراق وسوريا .
ما هذا التسابق بين الكهنة على نشر نشاطاتهم الدنيوية امامنا كل هذا بجهة والكاهن الذي ألبس فتى ملابس نساء لكي يصوره وينشره في حسابه على الفيسبوك ويعتبر ذلك نشاطاً دينياً متناسيا انه لو تم هذا الامر في بلد غير بلده لاعتبر جريمة يحاسبه عليها القانون .
من الخطورة ان يتحول انتماء الكاهن للكنيسة كمثل انتماء الموظفين الى المؤسسات الحكومية الاخرى فيحصرون واجباتهم بمراسيم العماذ والزواج والتشييع فيهملون جوانب النمو الروحي الاخرى لرعيتهم ومن الخطورة ان يحولون قداديسهم الى حفل موسيقي يهتمون به بالعزف على البيانو وصدح أصواتهم أكثر من افهام المعاني السامية للقداس والصلاة .
هكذا يتصرف الكاهن الموظف في كنيسته ومع رعيته فالمدرسة الكهنوتية التي أنشأتها الكنيسة في بغداد هي المحك الاول لكشف معادن طلابها المنتمين اليها على الصبر والامانة والاخلاق قبل التسلق في العلوم الدينية واللاهوتية وهي تكشف لنا مسيرة من يتعلق بالارضيات ولكن الامر المحزن حقاً اننا نرى هؤلاء المفصولين منهت قد قاموا بالقفز الى الكنيسة من نوافذها بلباس الحملان بعد ان طردوا من ابوابها لانهم وجدوا انفسهم في بلاد الهجرة مقطوعي اللسان لا يجيدون لغة البلد الذين لجئوا اليه او لا يحملون صنعة يعملون بها فقرروا ان يدخلوا الى الكهنوت من جديد لا حباً بها بل لكي يكتسبوا منها الكرونات والدولارات؟
هؤلاء العائدون الى الكهنوت بثياب الحملان هم السبب الاول في هبوط نوعية كهنة كنيسة المشرق الاشورية لان عقارب التعلم ودفع عجلة الكنيسة الى الامام قد تعطلت بهم . الذي انهزم امام الصدق والامانة والتعليم او اشترى شهادة اكاديمية غير معترف بها ليدعي في حفل تنكري امام الملأ انه يحمل شهادة عليا يبقى يخاف من التعلم والتعليم لانه غير قادر على تسلق درجاتها الصحيحة فنجده حائراً تائهاً بين العراة امام البحر والسمك في البحر وهنئياً لمن جعلهم الرب صيادي البشر .
Yonan Domara